مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
في المنطقة حراك دولي أبرزه أميركي لبلورة صفقة تؤدي إلى تهدئة مؤقتة في غزة وعمليات تبادل الأسرى.
وفي لبنان أيضا حراك غربي هدفه مقاربتان الأولى حصر لهيب جبهة الجنوب والثانية التشجيع على انتخاب رئيس للجمهورية ولو من باب المجاملات الدبلوماسية في هذه المرحلة.
الحراك الغربي تصدرته في الساعات الأخيرة الزيارة القصيرة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني (ديفيد كاميرون) وتعقبها زيارة لنظيره الفرنسي (STEPHANE SEJOURNE) الأسبوع المقبل.
وفي السياق نفسه ترددت معلومات عن احتمال مرور الموفد الأميركي آموس هوكشتاين على بيروت بعد زيارته المقررة لتل أبيب الأسبوع المقبل لكن أي مصدر رسمي لبناني لم يؤكد الأمر.
أما على المستوى الداخلي اللبناني فيتوقع أن يعقد مجلس الوزراء جلسة منتصف الأسبوع المقبل بجدول أعمال من ستين بندا إذا ما أدرجت فيه البنود المؤجلة من جلسات سابقة.
ومن بين هذه البنود تلك المرتبطة بحوافز مقترحة لموظفي القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين.
حياتيا أيضا قررت الشركات المستوردة للبنزين والديزل والغاز إستئناف تسليم المواد النفطية في الساعات المقبلة.
وعزت هذا القرار إلى ما تبين لها من أن الضريبة الإستثنائية المشكو منها ليست مفروضة على المبيعات.
في قطاع غزة يتواصل العدوان الإسرائيلي لليوم التاسع عشر بعد المئة على إيقاع آمال بالتوصل إلى هدنة.
وتخللت العدوان ضربات قاسية يوجهها المقاومون للقوات الغازية ولا سيما في خان يونس.
وفي جديد المخططات العدوانية إتجاه جيش الإحتلال نحو تركيز عدوانه على رفح عند الحدود الجنوبية للقطاع.
في المقابل تتابعت الإنسحابات الميدانية الإسرائيلية من القطاع في ما اعتبره مراقبون مؤشرا على إقتراب صفقة وقف إطلاق النار والإفراج عن أسرى.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا من أجل الإسراع في إنضاج هذه الصفقة ولذلك ستوفد وزير خارجيتها أنطوني بلينكن إلى المنطقة مجددا.
وكان الوسيط القطري قد أعلن موافقة إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار المؤقت غداة الإجتماع الإستخباري الذي عقد في باريس واشار إلى أنه سلم المقترح إلى حركة حماس التي تدرسه حاليا بشكل إيجابي.
ومن المعروف أن لسان حال الحركة يؤكد التمسك بوقف نهائي للعدوان وانسحاب قوات الإحتلال من قطاع غزة قبل أي مبادرة سياسية.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
لبنان أولا أم غزة أولا؟ انه السؤال المطروح على المسؤولين في لبنان اليوم. حتى الآن خيار غزة اولا هو الارجح، وخصوصا عند ثنائي امل - حزب الله، ما انعكس على موقف الحكومة اللبنانية، كما أثر سلبا على حركة سفراء اللجنة الخماسية، وربما على التحرك المستقبلي للجنة .
والسؤال: ماذا بعد اصرار حزب الله على ربط مصير لبنان بالتطورات العسكرية في غزة؟ وألا يمكن ان يؤدي الموقف المذكور الى حرب شاملة على لبنان؟
توازيا، الملف الرئاسي باق على تعقيداته، فيما لبنان ينتظر وصول وزير خارجية فرنسا الثلاثاء الى بيروت لاستكمال المسعى الذي بدأه وزير خارجية بريطانيا على صعيد تطبيق القرار 1701 وتجنيب لبنان تداعيات الحرب الاسرائيلية - الفلسطينية.
في السياق, الميدان حافظ على حماوته. اذ سقطت صواريخ من لبنان على مستوطنة كريات شمونة، في حين شن الجيش الاسرائيلي غارات على مواقع عدة في الجنوب.
اقليميا، المعارك متواصلة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس. وفيما اعلن الوسيط القطري ان حركة حماس اعطت تأكيدا ايجابيا اوليا في شأن مقترح هدنة انسانية، فان الحركة نفت الامر معتبرة انها لم تسلم حتى الان اي رد لأي جهة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
أين ما ولوا وجوههم فخيبة وانكسار، بصفقة تبادل – إن تمت – او بمواصلة اطلاق النار..
هي حال الحكومة الصهيونية التي ضاقت بها الخيارات حد الانفجار، فقرأ العارفون بحالها من اهل الخبرة السياسية والعسكرية والاعلام في تل ابيب اسوأ السيناريوهات.
هم الصهاينة العاجزون عن اتخاذ قرار، فان اكملوا حربهم فمزيد من الخسائر ولا نتائج مرجوة من الميدان الذي يذكرهم كل يوم انهم خائبون وجنودهم مغرقون، وإن ساروا بالمفاوضات فإن اي اقتراح تحت سقف الرماح العالية التي رفعها عتاة الحرب الصهاينة تعني هزيمة مدوية، وستفجر حكومة الحرب من اساسها.
هذا ما خلص اليه تحليل المشهد على الشاشات العبرية، وتشي به كواليس المفاوضات السياسية، والكلمة الفصل الآن بيد الادارة الاميركية – الشريك الكامل بالجريمة الصهيونية بحق غزة واهلها، والشريك الكامل بالخيبة من نتائج الميدان، الا ان ضيق وقت البيت الابيض الانتخابي تعارض مع هروب بنيامين نتنياهو الى الامام، لذا فإن ادارته منكبة بالبحث عن مخارج له مع حلفائها قد لا تكون بمتناول اليد قبل فوات الاوان ..
والى الآن فإن كلمة الميدان لم تبدل صداها الذي ينخر عمق الوعي الصهيوني، ومشاهد وحول غزة المجبولة بدماء ابنائها وهي تغرق آليات الصهاينة وجنودهم انبل تعبير عن حالة الغزاة المحتلين الهاربين على الدوام الى ارتكاب المجازر بحق المدنيين، فيما ثابتة المقاومين التي جددها اليوم التواصل بين اسماعيل هنية وزياد نخالة، ان لا اتفاقات لا تفضي الى وقف الحرب واعادة الاسرى واعادة الاعمار ورفع الحصار ..
اما الحصار الذي يطبق على الصهاينة جيشا ومستوطنين في الشمال، فلا حل له بحسب قادتهم الغارقين بتعداد خمسمئة منزل اصيب بصواريخ المقاومة التي اطلقت من لبنان، كان تحصن بها الجنود الصهاينة بعد ان دمرت المقاومة مواقعهم واصابت ثكناتهم عند الحدود..
فيما العودة هاجسهم مع الضياع الحكومي عن اي موقف واضح قد يفسر لهم واقع اليوم الثاني من الهدنة المتداولة ببنود التفاوض او حتى اليوم الثاني بعد الحرب..
وما عليهم الا سماع موقف حزب الله الذي جدده اليوم نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم بان الحزب غير معني بنقاش اي امر يرتبط بجبهة الجنوب اللبناني قبل وقف حرب غزة، وأن المقاومة جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي مهما كان واسعا بما هو أوسع وأشد إيلاما...
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
ثلاثة ملفات تبدو مترابطة:
صفقة غزة ، وهي مازالت عالقة بين الشروط التي تضعها إسرائيل وبين انتظار الجواب الذي سيعطيه يحيي السنوار.
احتمال الضربة الاميركية البريطانية ردا على مقتل ثلاثة جنود اميركيين وعشرات الجرحى في قاعدة أميركية في الأردن .
استمرار التصعيد في جنوب لبنان بالتزامن مع المساعي الدولية لسحب فتيل الحرب من هذه الجبهة .
في هذا السياق ، وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ، الذي زار لبنان ، قال في حديث إلى "ال بي سي آي": "نحن بحاجة إلى ترسيم جديد للحدود للتأكد من التوافق عليه ، كما نحتاج الى أن يقوم حزب الله بتحريك قواته شمال نهر الليطاني وبعيدا من الحدود ، ومن الواضح أن هذا سيتطلب قوات جديدة عند الحدود ودورا حيويا للجيش اللبناني" .
وغداة إعلان إيران سحب مستشاريها من سوريا، قتل مستشار عسكري إيراني، في غارة إسرائيلية على سوريا فجر اليوم، وخلفت الغارة ايضا ثلاثة قتلى على الأقل. الموقع المستهدف تابع لحزب الله.
عراقيا ، وبعدما علق حزب الله العراق عملياته ضد القوات الأميركية ، أعلن فصيل آخر هو "حركة النجباء" المدعوم من إيران أنه سيواصل شن هجمات على القوات الأمريكية حتى تنتهي الحرب في غزة.
لبنانيا ، تعميم بديل عن التعميم 151 سيحمل الرقم 166 سيصدره مصرف لبنان ، وجاء الإتفاق على التعميم الجديد بين أعضاء المجلس المركزي ، بعد اجتماع ماراتوني برئاسة الحاكم بالإنابة وسيم منصوري .
البداية من المقابلة التي خص بها ديفيد كاميرون " ال بي سي آي " وهي المقابلة الوحيدة التي أعطيت لمحطة تلفزيونية في جولته الأخيرة في المنطقة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
اجتاز التعميم 151 حقل الألغام وجرى إبطال مفعول نسف أموال المودعين بفزلكة موازنة وبعد اجتماع ماراتوني وعصف مصرفي استمر ثماني ساعات بين الحاكم بالإنابة وسيم منصوري وأعضاء مجلسه المركزي تم تعديل التعميم مع سابق الإصرار والمناصفة في تقاسم المسؤولية بين مصرف لبنان وجمعية المصارف على أن يعقد غدا اجتماع ثنائي بين الطرفين لوضع اللمسات الأخيرة على آلية التنفيذ البيان حرر, وعلى المصارف الالتزام بعدما وحد منصوري ميزانياتها على 89 و500 اما السعر الرسمي 15 الفا فلن يعود موجودا في السوق فور صدور الموازنة في الجريدة الرسمية.
وتقول مصادر المركزي للجديد: تمثيلية تعدد الارقام انتهت أما من لن يحسن وضعه من المصارف، فستظهر عليه علامات الاختفاء من السوق،
ولكن هناك تدابير سيتخذها الحاكم بالانابة تساعد هذه المصارف على إعادة التوازن وإطلاق عملية القطاع المصرفي والاستدانة بالدولار وما خلا سريان مفعول التعميم المعدل المعجل فإن الأرض السياسية خلت من المسيرات الدبلوماسية بعد مغادرة الهنغاري والبريطاني الأجواء اللبنانية على أن يشهد الأسبوع المقبل زيارة لوزير الخارجية الفرنسي الجديد في جولة تعارف مرفوعة على خماسية وعلى القرار 1701 قبل أن يخرق الموفد الأميركي آموس هوكشتاين جدار الصوت قادما من تل أبيب إذا ما أحرز تقدما مع الجانب الإسرائيلي.
أما المفعول الرجعي لهذه الزيارات المكوكية فمعقود على اليوم التالي لغزة وهي شكلت دول طوق للجبهة الجنوبية في مسعى لإخراج الإسرائيلي من مستنقع القطاع ومن هذا المنطلق جرى تعويم شعار حل الدولتين منتهي الصلاحية وترفيع القرار 1701 إلى مقام التطبيق بالضغط على لبنان وبإجلاء حزب الله عن الحدود وتأمين عودة المستوطنين إلى الأراضي المحتلة فيما واقع الحال يفرض على المندوبين الدائمين لدى إسرائيل والناطقين باسمها والجوالين على مصالحها أن يضغطوا عليها لتطبيق القرار الأممي.
وبينما بنيامين نتنياهو ينازع للبقاء في الحكم لإجهاض المحاكمة بتهم الفساد فقد أطلق بالونات حرارية في سماء صفقة التبادل وخلال عيادته جرحى جيش الاحتلال تعهد أمامهم بعدم إنهاء الحرب قبل تحقيق النصر الكامل وهو وعد عائلات الأسرى باستعداده لصفقة تبادل ولو كلفه ذلك التضحية بحكومته وتفكيك ائتلافه ليعود ويستجدي وزراءه عدم الخروج من الحكومة على قاعدة أن ذلك سيضر بوحدة الجانب الإسرائيلي.
دخل نتنياهو في مخاض عسير فيما المقاومة الفلسطينية وقفت وقفة رجل واحد في الميدان كما في المفاوضات فأبدت مرونة مع الوساطة القطرية وتمسكت بأولوية شروطها وانفتاحها على أي مسار يضمن إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال وتحرير الأسرى وعلى رأسهم أثقلهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبدالله البرغوثي.
وفي بيان صادر عن حركتي حماس والجهاد أكد المؤكد في إنهاء العدوان وانسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال متطلبات الحياة لأهالي غزة وإنجاز صفقة تبادل متكاملة. التكامل الفلسطيني كشف المأزق الإسرائيلي، وعلى هذا المشهد قال كبير المراسلين العسكريين الإسرائيليين:
ما هذا الوضع الذي وصلنا إليه؟ إننا في انتظار موافقة السنوار على الصفقة. وبالانتظار فإن أمواج البحر الأحمر انتقلت إلى الشارع اليمني بملايين الملايين التي خرجت إلى ميدان السبعين نصرة لفلسطين ورفضا للعدوان الأميركي البريطاني على اليمن فيما أخطر البنتاغون إيران بضربات قد تمتد أياما أو أسابيع وأعد قائمة من الأهداف في سوريا والعراق... خالية الدسم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأسبوع المقبل حزب الله
إقرأ أيضاً:
“التحديات الثمانية” أمام المقاومة ما بعد الحرب
يمانيون../
طُرحت وتُطرح أسئلة حول التحديات التي قد تواجه المقاومة في المرحلة المقبلة، بعد معركة الإسناد التي خاضتها على مدى عام وشهرين تقريباً وتُوّجت بتضحيات عظيمة بدءاً من أعلى الهرم القيادي، وانتهت بإفشال أهداف كبرى للعدوان في مقدمتها تهجير أهالي الجنوب على نحو دائم وتكريس احتلال جزء عزيز من الأراضي اللبنانية.
منذ أن توقفت العمليات الحربية رسمياً في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأ الحديث عن مستقبل المقاومة في لبنان ممزوجاً بأسئلة وتكهنات تعبّر غالباً عن أمنيات ورغبات أكثر مما تعبّر عن فهم واقع المقاومة التي مرت في الماضي بظروف صعبة وتمرّ اليوم بظروف لعلها أكثر صعوبة، لكن ذلك لا يلغي الحاجة إلى المقاومة وضرورتها في واقعنا الحالي وفي مواجهة الخطر الصهيوني المحدق على نحو متصاعد في الجنوب ولبنان والمنطقة.
اعتبر بعضهم أن المقاومة انتهت عملياً بما أن دورها العسكري في جنوب الليطاني سيتوقف خلال هذه المرحلة من “استراحة المحارب”، حيث يقوم الجيش اللبناني بدوره في الانتشار وحفظ الأمن وصولاً إلى الحدود. ويذهب بعضهم الآخر أبعد من ذلك بالقول إن المقاومة لم يعد لها دور مطلقاً ولا ينبغي لها ذلك، من أجل منع تكرار الحرب على لبنان!
ويُعدّ أصحاب الطرح الثاني ممن يتبنون مقولة سحب الذرائع، وهو منطق يُفضي إلى تراجع لا متناهٍ أمام التغوّل “الإسرائيلي” الذي يزداد عمقاً واتساعاً على غير جبهة في المنطقة. أما أصحاب الطرح الأول فهم يرون أن دور الجيش مناقض لدور المقاومة أو العكس، في حين أن كلاً منهما يكمل في الواقع دور الآخر لمصلحة لبنان.
لا شك أن الحرب الأخيرة على لبنان خلقت واقعاً جديداً على مستويات عدة، ويتطلب هذا الواقع معالجات خاصة بكل مستوى، وتحتاج إلى تفاهم لبناني واسع على سبل إدارة المرحلة لتحقيق مصلحة لبنان وحمايته من الأخطار التي يمثلها العدو على نحو جليّ ومتزايد. ولعل أهم القضايا التي تتطلب المعالجة:
1- الخروق “الإسرائيلية”: وهذه مهمة مستعجَلة، حيث يواصل العدو من دون انقطاع انتهاكاته وتجاوزاته التي تكشف احتقاره لأي اتفاق لوقف النار واستخفافه باللجنة التي شُكلت للإشراف على تنفيذ الاتفاق. في هذا المجال، يجدر بلبنان الرسمي رصد الخروق “الإسرائيلية” ومتابعتها مع اللجنة المكلفة، ورفع الأمر أيضاً إلى الهيئات الدولية، فضلاً عن الضغط لتسريع عملية نشر الجيش في المناطق الجنوبية التي لا يزال العدو يحتلها، في وقت يعمد الأخير إلى المماطلة والتلويح بتمديد احتلالها بعد مهلة الستين يوماً من وقف النار. لكن ذلك ليس كافياً بطبيعة الحال، لا سيما أن العدو يُظهر لا مبالاة متمادية بما يصدر عن الهيئات الدولية، ويتصرف كما لو أن لديه فترة سماح لا محدودة لتنفيذ ما يحلو له، من دون مخافة مساءلة أو عقاب! وهو يلقى في ذلك تساهلاً من الجانب الأميركي الذي يرأس لجنة مراقبة وقف النار. لهذا، يجدر بالجهات اللبنانية المعنية تكثيف التنسيق والتعاون من أجل الضغط على العدو بمختلف الوسائل المتاحة لوقف انتهاكاته والتعجيل في سحب قواته من الأراضي اللبنانية.
من جهة ثانية، ساهمت مهلة وقف النار في كشف الخطط “الإسرائيلية” في مواصلة العدوان وتدمير القرى الحدودية، ما أوضح لكل من التبستْ عليه الأمور وتحاملَ على المقاومة في البداية، أن العدو لا يحترم أي اتفاق ولا يقيم وزناً لأي تعهد ولا يبحث عن استقرار في المنطقة بقدر ما يريد التشفّي والانتقام الأعمى وكسر إرادة شعوبها. وجاء العدوان على سورية والتوغل في أراضيها بدون وجود تهديد يذكر، ليوضح مجدداً أن العدو يتحرك من منطلق “استباقي” مفتوح وغير مقيَّد وليس رداً على أي تحرك أو فعل. وهنا، ينبغي أن تكون للبنان أظافر وأسنان يعتمد عليها وقت اللزوم من أجل استعادة حقوقه وردع العدوان. وإذا كانت مصلحة لبنان تقتضي حالياً الالتزام بوقف النار، فهذا لا يمنع التجهز لأي احتمال مستقبلاً. ومهمة المقاومة تتلخص في الاستعداد والتيقظ حيال احتمال قيام العدو بأي عدوان جديد، ولديها الإمكانيات لوقف تقدم العدو، كما صنعت خلال الحرب وكما فعلت في الماضي، فالعدو ليس بمقدوره الانتصار على مقاومة شعبية متجذرة وراسخة في هذه الأرض مهما بلغ من عتوّ.
2- الاستفادة من دروس الحرب: تحرص المقاومة بعد كل تجربة تمرّ بها على استخلاص الدروس والقيام بمراجعات من أجل تحديد الثغرات التي حصلت وإغلاق الانكشافات المحتملة أمام العدو. ويشكل وقف إطلاق النار فرصة لتقييم تجربة الحرب الأخيرة والوقوف على نقاط الضعف التي ظهرت بهدف معالجتها، وكذلك تعزيز نقاط القوة التي سمحت بتسطير صمود نادر في القرى الأمامية، ما منع العدو من تحقيق بعض أهدافه.
3- ترميم البنية التنظيمية: قد تتطلب فترة ما بعد الحرب صرف جهد كبير على الشأن التنظيمي للمقاومة، لسدّ الفراغات التي حدثت بفعل الاغتيالات الإسرائيلية. وقد بدأت هذه العملية بالفعل خلال الحرب وتُستكمل تباعاً.
4- إعادة الإعمار: يضطلع حزب الله، بشكل أساسي، في مشروع ضخم لإعادة إعمار ما دمره العدو خلال الحرب الأخيرة، على غرار ما تم بعد حرب تموز/ يوليو 2006. وهذا المشروع يشمل دفع تكاليف الإيواء وبدل تأثيث لمن فقدوا بيوتهم، وتعويضات لأصحاب البيوت التي لحقت بها أضرار جزئية وتحتاج لترميم، ثم إعادة إعمار الوحدات السكنية التي دُمرت كلياً. وسيكون هناك اهتمام بالقرى والبلدات الحدودية التي تعرضت لدمار شديد خلال الحرب وبعدها من جراء عمليات النسف والتجريف التي قامت وتقوم بها قوات الاحتلال.
وبالنظر إلى أن الدمار الذي حدث خلال هذه الحرب أكبر بضعفين من ذلك الذي حصل عام 2006، فإن ذلك يلقي بعبء ثقيل على قيادة الحزب التي التزمت مسبقاً الوفاء بهذه المهمة الكبرى. وقد انطلق مشروع دفع التعويضات فعلياً بجهود جبارة يقوم بها الآلاف من المتطوعين والمتفرغين لهذه المهمة. وطبيعي أن يكون هناك تعاون مع الدولة والدول والمنظمات التي ترغب في المساعدة في هذا المجال، لكن هناك خشية من محاولات تضييق على هذه العملية من جانب الولايات المتحدة وأدواتها بهدف ضرب العلاقة بين المقاومة وجمهورها المضحّي، عن طريق تهديد الشركات التي يمكن أن تساهم لوجستياً في عمليات الإعمار أو ابتزاز الجهات المقتدرة مالياً وتوجيه الاتهامات لها، وأمثال هذه الأساليب التي مورست في أعقاب حرب 2006 والمراحل التي تلتها.
5- الاهتمام بالبيئة الاجتماعية: دفعت بيئة المقاومة أثماناً غالية خلال الحرب الأخيرة، وكانت على قدر عال من الوفاء والتحمّل. وثمة جروح كثيرة تحتاج إلى معالجة ورعاية، لا سيما في ما يتصل بعائلات الشهداء والجرحى وغيرهم ممن أصيبوا في الحرب. وهذا أقل الوفاء بحق هذه الشريحة.
6- التأقلم مع المتغيرات واتّباع وسائل جديدة: حصلت متغيرات مهمة في الآونة الأخيرة على الساحة السورية خاصة، وهي الساحة التي كانت بوابة إسناد وإمداد للمقاومة في لبنان على مدى العقود الماضية. وفي ضوء نقل الكثير من القدرات القتالية إلى لبنان في السنوات القليلة الماضية وتوطين صناعة العديد منها، عملت المقاومة وتعمل على توفير الاكتفاء الذاتي من هذه الإمكانيات، وسيكون عليها أن تحاول التكيف مع المتغيرات لتكون أكثر اقتداراً، استناداً إلى ما يتوفر من فرص. وهنا، قد تبتكر وسائل وأساليب جديدة بما يسمح لها بتحقيق أهدافها بأيسر الطرق.
وكان موقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم واضحاً في إبقاء الباب مفتوحاً أمام إمكانية التعامل مع المتغير الجديد، حين أكد أن المقاومة تتكيف مع الظروف لتقوية قدراتها ويمكنها تعويض ما خسرته من طريق الإمداد العسكري، كما حدّد عناصر عدة يتعامل من خلالها الحزب مع الحكم الذي سينشأ في سورية، من بينها مشاركة كل المكونات السورية في صياغة الحكم الجديد واعتبار “إسرائيل” عدواً وعدم التطبيع معها، متمنياً التعاون بين الحكومتين والشعبين في لبنان وسورية.
7- الاستحقاق الرئاسي والوضع الداخلي: يتجه حزب الله لأخذ دوره كاملاً، إلى جانب الحلفاء، في موضوع إنجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. وهو يرى أن هذا الاستحقاق يشكل مدخلاً لإعادة الحيوية إلى المؤسسات الدستورية والانطلاق نحو متابعة الاستحقاقات الأخرى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. إضافة إلى ذلك، يطمح حزب الله إلى المشاركة بـ ” برنامج إنقاذي إصلاحي اقتصادي واجتماعي”، وفق ما صرح الأمين العام. وهذا يشير إلى أن التحديات التي تواجه الحزب على صعيد المقاومة لن تكون حائلاً دون القيام بدوره على الصعيد الوطني الداخلي.
8- الحوار حول القضايا الإشكالية: يُفترض أن يؤدي استكمال الاستحقاقات الدستورية إلى تحريك القضايا العالقة، ومن ضمنها ربما الإستراتيجية الدفاعية التي تتناول سبل مواجهة الاحتلال وتحرير الأرض. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموضوع لم يتقدم البحث فيه خلال الفترة الماضية بسبب التباعد القائم بين الجهات اللبنانية المختلفة، حيث يصرّ بعضها – قولاً واحداً – على رفض التسليم بوجود المقاومة، بالرغم من الاعتراف بأن الجيش اللبناني لا يمتلك التسليح اللازم لمجابهة الخطر الصهيوني، فضلاً عن صعوبة المناورة في حال وجود سلاح واحد، وتعذّر التوافق السياسي على التصدي لأي عدوان بحجة أو بأخرى.
في المحصلة، تشير الوقائع الجارية إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من التطورات المتعلقة بعدد من العناوين المشار إليها أعلاه. وستحاول القوى المعادية للمقاومة توظيف إمكانياتها لعرقلة التفاهمات الداخلية التي من شأنها أن تنتج تلاقياً لمواجهة السياسات “الإسرائيلية” العدوانية، لأنها تؤمن بأن على لبنان أن يكون أعزل وضعيفاً لكي ينجو ! لكن تكوين قواسم مشتركة في حدّها الأدنى ليس مستحيلاً على أمل تخطي التحديات التي تعصف بلبنان والمنطقة.
* المادة نقلت من موقع العهد الاخباري ـ علي عبادي