نشرت منظمة يهودية متطرفة، تعمل في استرداد الرفات البشرية بعد الهجمات، نشرت روايات كاذبة حول ما حدث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بهدف جمع تبرعات والتخلص من الديون المتراكمة عليها.

ووفقا لتحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد بدأت المنظمة عملها في جمع الجثث والرفات، في المجتمعات المدمرة في جنوب إسرائيل مباشرة بعد هجوم أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين قام الجيش الإسرائيلي بتهميش الجنود المدربين على استرداد الرفات.

ووصفت الصحيفة، منظمة "زكا- فرع القدس"، التي حصلت على تفويض من الجيش بجمع الرفات، بأنها منظمة دينية وأرثوذكسية متطرفة وأعضاؤها متطرفون.

وسرد التحقيق، قصصا عن استغلال أعضاء المنظمة تواجدهم في مواقع الهجمات للتصوير، والحصول على التبرعات.

ونقل التحقيق عن شهود عيان، أن أعضاء من "زكا" كانوا يجرون مكالمات فيديو ويصورون جثثا موضوعة في أكياس بلاستيكية وأنه تم ترتيب المكان بشكل خاص لإثارة مشاعر المتبرعين.

وأشار التحقيق، إلى إنه تم توجيه بعض أنشطة المنظمة، التي كانت عشية الحرب، متورطة في ديون ملايين الشواكل، نحو جمع التبرعات والعلاقات العامة والمقابلات الإعلامية والجولات للجهات المانحة.

اقرأ أيضاً

روايات الاحتلال وأكاذيبه!

وكشف التحقيق أن جيش الاحتلال بدلا من نشر مئات الجنود المدربين على تحديد الهوية وجمع الرفات البشرية، اختارت قيادة الجبهة الداخلية استخدام "زكا"، وهي منظمة خاصة، إلى جانب الجنود في وحدة البحث في الحاخامية العسكرية، المعروفة بالاختصار "ياسار".

ووفقا لما ور في التحقيق، فإن رئيس "القوات الخاصة" لـ"زكا- فرع القدس" حاييم أوتمزين، يعمل ضابط احتياط في وحدة الإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية.

وفقا لبعض المصادر التي نقلت عنها "هآرتس"، فقد لعب أوتمزين دورا مركزيا في الارتباط بين المنظمة والجيش، وكان مسؤولا عن العديد من المواقع التي وقعت فيها الهجمات.

ومنعت "زكا- القدس"، منظمات منافسة من دخول المواقع التي تم تكليفهم للعمل بها.

وكشف التحقيق أن أوتمزين هو صلة الوصل بين "زكا- القدس"، ووحدة الإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية، وأنه لا يخدم في الوحدة كضابط احتياط فحسب بل يعتبر أيضا مقربا جدا من قادتها.

وفقا للتحقيق فقد تصرفت "زكا" بشكل غير مهني، وتنقل عن ضابط قوله "لقد تلقينا حقائبهم دون وثائق، وأحيانا مع أجزاء من الجثث لا علاقة لها ببعضها".

اقرأ أيضاً

إنترسبت: لماذا يواصل بايدن تكرار أكاذيبه حول قطع حماس لرؤوس الأطفال؟

وأضاف أن مثل هذه المشاكل جعلت عملية تحديد الهوية صعبة للغاية، وإن بعض الحقائب جاءت بعد أيام عديدة من اندلاع الحرب.

كما نقل عن أحد المتطوعين: "كانت هناك حقائب بها جماجمتان، وحقائب بيدين، مع عدم وجود طريقة لمعرفة من كان".

ووفقا لأحد المتطوعين، "أخذ زكا جزءا من جثة وترك الجزء الآخر في نفس المنزل".

وقال شخص الذي قام بجولة في الكيبوتسات في المنطقة مع "زكا"، إنه زار المنازل التي تم تصنيفها بأنه تم تطهيرها من الرفات البشرية، ومع ذلك رأى رفاتا بشرية فيها.

وأشارت "هآرتس"، إلى وجود صراع بين المنظمات التي تعمل على جمع الرفات البشرية من مواقع الحوادث، وأرجعت السبب إلى "المال، والكثير منه"، حسب وصفها.

وذكرت أنه يتم تخصيص عشرات الملايين من الشواكل لهذه المهمة من خلال التبرعات والدعم المالي من الدولة.

اقرأ أيضاً

هل وقع ماسك في مصيدة الأكاذيب الصهيونية؟

وكشف التحقيق أن "زكا-القدس"، كانت تواجه مشكلات مالية وديونا، وأنها تمكنت بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، من جمع أكثر من 50 مليون شيكل (13.7 مليون دولار).

في إطار حملة العلاقات العامة التي قادتها حكومة بنيامين نتنياهو، ذكر التحقيق أن مديرية الإعلام الوطنية (في مكتب رئيس الوزراء) طلبت من منظمة "زكا" المشاركة في النشاط الإعلامي لكل من المانحين وقادة الرأي في جميع أنحاء العالم.

ورأت الحكومة هذه الجولات كجزء من جهود البلاد لتحقيق النصر في الرأي العام العالمي، كما رافقت المنظمة جولات المانحين لصالح الكيبوتسات وإعادة إعمارها.

وبدأ جمع التبرعات في اليوم التالي للهجمات.

ووفقا للتحقيق، فقد عمدت "زكا" إلى استخدم خدمات مكتب العلاقات العامة الذي رافق المتطوعين وصورهم بالفعل في الأسابيع الأولى من الحرب.

ومنذ الأسبوع الثاني من الحرب، بدأت وزارة الدفاع تضع اسم "زكا"، إلى جانب نداءات التبرعات العامة.

اقرأ أيضاً

نددوا بالترويج للأكاذيب.. مؤيدون لفلسطين يقتحمون مقر فوكس نيوز في نيويورك

وحصلت "زكا" على 500 ألف شيكل بعد اتفاقها مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، لتنظيف 500 مبنى تضررت في الهجمات.

كما عمدت "زكا" إلى نسب عمل المتطوعين الآخرين لها.

ووفق التحقيق، ففي بعض الحالات، شوهد متطوعون من "زكا" يلفون الجثث ملفوفة بالفعل في أكياس الجيش الإسرائيلي.

ونقل عن متطوع من منظمة أخرى: "لقد لففنا الجثة في حقيبة جثة، وبعد بضع دقائق، وصل فريق زكا، وقام قائد الفريق، وهو عضو كبير في المنظمة، بتغليف الجثة في حقيبة زكا".

وذكر التحقيق أن عددا من القصص التي لم يكن لها أصل في الواقع، اعتمدت عليها "زكا" وحكومة نتنياهو في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية.

ونشر حساب "زكا" على وسائل التواصل الاجتماعي، فيديو لأحد أفرادها وهو يبكي ويقول "رأينا امرأة تبلغ من العمر حوالي 30 عاما، وكانت مستلقية على الأرض في بركة كبيرة من الدماء، تواجه الأرض"، لقد قلبناها من أجل وضعها في الحقيبة.

وأضاف: "كانت حاملا"، وتوقف لالتقاط أنفاسه، ويكمل حديثه بالقول: "كانت معدتها منتفخة، وكان الطفل لا يزال متصلا بالحبل السري عندما تم طعنه، وتم إطلاق النار عليها في مؤخرة الرأس، لا أعرف ما إذا كانت قد عانت ورأت طفلها يقتل أم لا".

اقرأ أيضاً

انتحار الطبيب النفسي لنتنياهو: لا أستطيع تحمل شلال الأكاذيب

وذكر التحقيق أن هذا الحادث المروع لم يحدث، وأنه كان واحدا من عدة قصص تم تعميمها دون أي أساس، مشيرا إلى عدم وجود دليل على هذا الحادث، ولم يسمع أحد في الكيبوتس عن هذه المرأة.

ونقل عن مسؤول كبير في منظمة "زكا"، اعترافه بأن المنظمة تعرف أن الحادث لم يحدث.

في مقطع فيديو آخر، يظهر نفس المتطوع وهو يبكي، ويروي كيف وجد الجثث المحترقة والمشوهة لـ20 طفلا في أحد الكيبوتسات (والتي ثبت كذبها)، وقد أخبر ذلك المتطوع أن هذا الحادث وقع خلف قاعة الطعام في كفار عزة، بينما في حالة أخرى، قال إنه كان في بيري.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأطفال الذين قتلوا في كفار عزة، هم يفتاح كوتز (14 عاما)، وشقيقه يوناتان (16 عاما).

وكشف التحقيق أن "زكا" اتهمت بنشر معلومات كاذبة في ديسمبر/كانون الأول 2022.

كما كشف أن "زكا" قد تضخم عدد المتطوعين المعلن لسنوات من أجل الحصول على المزيد من التمويل.

اقرأ أيضاً

مذيع الجزيرة يطرد ضيفا إسرائيليا بعدما ردد أكاذيب قطع حماس لرؤوس الأطفال

وتعليقا على ذلك، قالت الصحيفة إنه بعد مرور 4 أشهر، على عملية "طوفان الأقصى"، فإن شرطة الاحتلال تواجه مصاعب في العثور على أدلة على وقوع "اعتداءات جنسية" خلال الهجوم.

ولفتت إلى أن الشرطة تواجه صعوبة في تحديد مكان الضحايا المزعومين، ولا تستطيع ربط الأدلة الموجودة بمن قالت إنهم ضحايا وأنها لجأت إلى إطلاق نداء، من أجل الحصول على شهادات، بعد فشلها في العثور على ما يدعم ما روج له الاحتلال، لتبرير العدوان على القطاع.

وسبق لصحيفة "هآرتس"، أن فندت في ديسمبر/كانون الأول، ما روجته تل أبيب عن مزاعم قطع رؤوس أطفال إسرائيليين وحرق جثثهم بهجوم حركة "حماس" على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مؤكدةً أن تلك الرواية "غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع".

وفي التحقيق السابق للصحيفة، حول الروايات التي روجتها مؤسسات حكومية ومسؤولون كبار في إسرائيل، قالت الصحيفة إن ما جرى في ذلك اليوم أدى إلى انتشار "قصص رعب لم يحدث أي منها على أرض الواقع".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفاً و131 شهيداً، وإصابة 66 ألفاً و287 شخصاً، إلى جانب نزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

اقرأ أيضاً

تشويه بأكاذيب لا تُغتفر.. هكذا مهّد إعلام مصر لمجزرة فض رابعة

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: منظمة دينية زكا إسرائيل رفات أكاذيب هآرتس طوفان الاقصى المقاومة أکتوبر تشرین الأول اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

ماذا نعرف عن المنظمة الصهيونية المتطرفة التي حرّضت على محمود خليل؟

قبل شهرٍ من الآن، وفي يوم السبت، الموافق 8 مارس/ آذار، أقدمت عناصر من وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) على اختطاف محمود خليل، الذي كان قد شغل منصب المفاوض عن "مخيم التضامن مع غزة" في جامعة كولومبيا.

ومحمود خليل هو فلسطيني يحمل إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وكان عائدًا إلى شقته التابعة للجامعة بعد حضور مأدبة إفطار، عندما واجهه العملاء. أبلغوه هو وزوجته الحامل، الدكتورة نور عبدالله، وهي مواطنة أميركية، بأن "تأشيرته الدراسية" قد أُلغيت، وادعوا زورًا أنهم يحملون مذكرة اعتقال بحقه. وعندما قدمت زوجته بطاقة الإقامة الدائمة (الجرين كارد)، بدا على العميل الارتباك، وقال عبر الهاتف: "إنه يحمل بطاقة إقامة دائمة"، ولكن حين حاولت محامية محمود التدخل عبر الهاتف، قام العميل بقطع الاتصال بها.

كان محمود خليل قد حصل على درجة الماجستير من "مدرسة الشؤون الدولية والعامة" في جامعة كولومبيا في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، إلا أنه اقتيد إلى منشأة احتجاز تابعة للهجرة والجمارك (ICE) في ولاية لويزيانا، على بعد أكثر من ألف ميل. كانت الغاية من ذلك عزله عن زوجته، ومحاميه، ومجتمعه، في ظل التهديد المباشر بترحيله.

إعلان

لكن محمود خليل لم يكن وحيدًا. ففي غضون 24 ساعة، تدخل "مركز الحقوق الدستورية" بالتعاون مع "مشروع محاسبة تطبيق القانون" (CLEAR)، للطعن في اعتقاله واحتجازه. وفي يوم الاثنين، أوقف قاضٍ فدرالي أمر الترحيل، وحدد جلسة استماع يوم الأربعاء في محكمة مانهاتن، وبعدها سُمح لمحمود أخيرًا بالتواصل مع محاميه.

في الساعات التي تلت اختطافه، اشتعلت وسائل الإعلام المستقلة ومنصات التواصل الاجتماعي بالتنديد والغضب والتحليلات القانونية والسياسية. وقد أشار كثيرون إلى أن خليل، كمقيم دائم في الولايات المتحدة، يتمتع بكل الحقوق التي يحظى بها المواطن الأميركي، باستثناء حق التصويت.

وقد نشرت النائبة في الكونغرس براميلا جايابال منشورًا قالت فيه: "إدارة ترامب تستهدف الطلاب الذين مارسوا حقهم الدستوري في التعديل الأول. هذا أمر غير مقبول. ترحيل المقيمين القانونيين فقط بسبب آرائهم السياسية هو انتهاك لحقوق حرية التعبير. من التالي؟".

أما مسؤولو البيت الأبيض فقد زعموا أن خليل يُشكّل "تهديدًا لمصالح الأمن القومي"، دون الإشارة إلى أنه "انتهك القانون". ومع ذلك، لم يتمكنوا من تقديم تهمة مشروعة أو دليل ملموس على جريمة.

كما كتبت منصة الانتفاضة الإلكترونية (Electronic Intifada): "بينما يمكن للحكومة إلغاء إقامة حاملي بطاقة الإقامة الدائمة في حالات محددة، لا يجوز لها إلغاؤها تعسفيًا. لا تُلغى الإقامة الدائمة إلا بحكم قاضٍ للهجرة، بناءً على معايير قانونية محددة، ووفق إجراءات قانونية سليمة، وهو ما يبدو غائبًا تمامًا في حالة خليل".

تحرك النشطاء المناهضون للإبادة الجماعية بسرعة، حيث اجتاح آلاف المتظاهرين شوارع مدينة نيويورك في الأيام التالية، تعبيرًا عن تضامنهم، وتجمّعوا بكثافة أمام محكمة نيويورك. وبحلول يوم الخميس، تم اعتقال 100 شخص خلال اعتصام نظّمه "الصوت اليهودي من أجل السلام" داخل برج ترامب.

إعلان

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن التزامه بقطع التمويل الفدرالي عن الجامعات المتهمة بـ"التسامح مع معاداة السامية"، وكانت كولومبيا أولاها.

ففي اليوم السابق للاختطاف، قامت إدارته بقطع 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي عن الجامعة، مدعية أنها "فشلت في اتخاذ خطوات لمواجهة معاداة السامية". وسرعان ما وافقت الجامعة على التعاون مع الحكومة الفدرالية في "خنوع ذليل لترامب"، وأعلنت "التزامها بمحاربة معاداة السامية".

وقد نشرت كولومبيا إرشاداتها لأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين، تحثهم على "عدم التدخل" مع عملاء الهجرة والجمارك، حتى لو لم يتمكن هؤلاء العملاء من تقديم مذكرة اعتقال. وعندما تفاخر الرئيس ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" (Truth Social) بأنه اعتقل خليل، هدد أيضًا بأنه "سيتبعه المزيد"، ليس فقط في كولومبيا، بل في "جامعات أخرى عبر البلاد".

وكحال كثير من الطلاب العرب والمسلمين، تعرض خليل في اليوم السابق لاعتقاله غير القانوني، لحملات تحرّش صهيونية ممنهجة، وقد ناشد إدارة الجامعة بالحماية، مؤكدًا أنه يتعرض لحملة "تشويه لاإنسانية" على الإنترنت (doxxing)، وقال إن "هجماتهم حرّضت على موجة من الكراهية، بما في ذلك دعوات لترحيلي وتهديدات بالقتل"، ولكن كولومبيا لم ترد.

وقد قمعت مجموعات الضغط الإسرائيلية، مثل "مهمة الكناري" (Canary Mission)، حرية التعبير في الجامعات الأميركية لسنوات. وعلى الرغم من أن هذه المجموعة ادّعت أنها تقف خلف اعتقال خليل، فإن منظمة صهيونية متطرفة أقلّ شهرة تبدو أنها لعبت الدور الأبرز في اعتقاله.

وقد أُسّست هذه المنظمة عام 1923 على يد معجب بموسوليني، وأُعيد إحياؤها عام 2023، حتى إن "رابطة مكافحة التشهير" (وهي مجموعة ضغط يهودية) (ADL) تعتبرها منظمة كراهية.

تُدعى هذه الجماعة المؤيدة للصهيونية المتطرفة التي تفاخر باعتقال محمود: "بيتار-الولايات المتحدة" (Betar-USA).

إعلان

في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كتبت صحيفة "نيويورك بوست" مديحًا لـ"بيتار-الولايات المتحدة" على جمعها قوائم بأسماء طلاب أجانب، وتفاخرها بتحديد 30 طالبًا من دول مثل الأردن، وسوريا، ومصر، وكندا، والمملكة المتحدة، ممن يدرسون في بعض أبرز الجامعات الأميركية، منها كولومبيا، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة كاليفورنيا، وكلية "ذا نيو سكول" للأبحاث الاجتماعية، وغيرها.

وقال رئيسها روس غليك إنه يأمل بأن يمنح "الرئيس المنتخب ترامب" "كارهي إسرائيل… تذكرة بلا عودة إلى بلادهم". ولم تشر الصحيفة إلى طبيعة هذه المنظمة أو تاريخها وممارساتها، التي "تحاكي تكتيكات ورموز الفاشية، بما في ذلك ارتداء القمصان البنية واستخدام تحيات خاصة".

وتسعى "بيتار" إلى التحالف مع جماعة "براود بويز" (Proud Boys)، ذات السجل المعروف في معاداة السامية والإسلاموفوبيا، بهدف "مواجهة الجهاديين الإسلاميين". (يُذكر أن قائد "براود بويز"، إنريكي تاريو، قد حُكم عليه بالسجن 22 عامًا بسبب عنفه في أحداث 6 يناير/ كانون الثاني، وقد أفرج عنه مؤخرًا بعفو من ترامب).

ومؤخرًا، تفاخرت "بيتار-الولايات المتحدة" لصحيفة "ذا غارديان" بأن لديها "قائمة ترحيل" تحتوي آلاف الأسماء أرسلتها لمسؤولي إدارة ترامب، بمن في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي صادق شخصيًا على اختطاف خليل. وكان معظم الأسماء في القائمة يحملون تأشيرات دخول أميركية (وربما يفسر ذلك سبب اعتقاد عملاء وزارة الأمن الداخلي أن خليل يحمل تأشيرة طالب، بدلًا من إقامة دائمة).

نادرًا ما يرد ذكر "بيتار-الولايات المتحدة" في الإعلام التقليدي، لكن موقع "ميدل إيست آي" كشف أن هذه الجماعة تلاحق النشطاء المؤيدين لفلسطين، بمن فيهم اليهود الأميركيون، وقد أبلغ خليل عن تلقيه رسائل كراهية تهديدية منهم. كما أقدمت الجماعة على تخريب ممتلكات، و"دعت صراحة إلى أعمال انتقامية من نوع مليشيوي ضد المحتجين الطلاب".

إعلان

ونشرت منصة "غلوبال نيوز هَب" (Global News Hub) فيديو للسيناتور جون فيترمان (عن ولاية بنسلفانيا) وهو يقول لزعيم المليشيا اليمينية المتطرفة روس غليك، إنه "يحب" التهديد بالقنبلة الذي أطلقوه ضد فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" في جامعة بيتسبرغ.

وقد تم حظر "بيتار-الولايات المتحدة" من منصات "ميتا" بسبب هذه "النكتة". كما أصدرت تهديدات شبيهة بالإعدام للكاتب بيتر بينارت وآخرين. والمفارقة أن دعاة "بيتار" يزعمون أن الطلاب الواردين في قوائمهم "يروّعون أميركا".

لاحقًا، فقد روس غليك منصبه كرئيس لـ"بيتار-الولايات المتحدة" بعد إدانته في نيويورك بتهم تتعلق بجرائم "الانتقام الإباحي". ولم تربط معظم التقارير الصحفية بين انحرافاته الجنسية وعلاقته بالجماعة الصهيونية المتطرفة اليمينية.

وقد جادل العديد من المحللين، بحق، أن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة تمثل التهديد الأكبر لحرية التعبير وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة. ويُظهر اختطاف خليل، والقوى المتطرفة التي تقف خلفه، مدى اختلال الإدارة الجديدة، ويكشف عن تصرفاتها غير المسبوقة في مخالفة الدستور، التي دشنت الطريق نحو الاستبداد.

وقد وصف البروفيسور البارز في التاريخ اليهودي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ديفيد مايرز، إدارة الرئيس ترامب بأنها "تقوم بتسليح وتسييس معاداة السامية لأغراض سياسية". واعتبر مايرز قائمة "بيتار" للمرحلين "مرعبة"، ولكنها غير مفاجئة بالنظر إلى ما تمثله هذه الجماعة تاريخيًا-أي "تبني الفاشية اليهودية".

وأكد أن هذه الهجمات لا تتعلق فقط بحماية الطلاب اليهود، بل إن الرئيس الأميركي وحلفاءه "مهتمون حقًا بإخضاع الجامعة وإقصائها من الساحة السياسية الأميركية بوصفها جهة فاعلة تقدمية ليبرالية". وإن تهديدات ترامب المتكررة خارج إطار القانون واعتقال خليل تكشف عن انزلاق متسارع نحو خطاب القمع السياسي والفاشية الكاملة.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • اتفاق مبدئي بشأن كيفية التعامل مع الأوبئة العالمية في المستقبل
  • منظمة تدين المجزرة الحوثية في حيس وتطالب المليشيا بوقف جرائمها بحق المدنيين
  • أبو الغيط يبحث مع أمين عام منظمة شنجهاي التطورات الاقتصادية في ضوء التعريفات الجمركية
  • أبو الغيط يلتقي أمين عام منظمة شنغهاي لبحث سبل الارتقاء بالتعاون بين الجانبين
  • أبو الغيط يلتقي أمين منظمة شنغهاي للتعاون
  • أبو الغيط يلتقي مع أمين منظمة شنغهاي لبحث تعزيز التعاون بين الجانبين
  • ابو الغيط يلتقي امين عام منظمة شنغهاي للتعاون
  • سيف بن زايد: ثقة دولية عميقة بمصداقية الإمارات في التعاون الأمني
  • ماذا نعرف عن المنظمة الصهيونية المتطرفة التي حرّضت على محمود خليل؟
  • منظمة تحذر من التراخي المؤسساتي في حماية الأمن الرقمي بعد الهجوم السيبراني