الثورة نت:
2025-03-31@03:38:14 GMT

أمريكا.. بين أزمة وجود وأزمة نفوذ..!

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

 

 

أزمات مركبة ذاتية وموضوعية تعصف بالولايات المتحدة الأمريكية على صعيد النفوذ الجيوسياسي الخارجي، وأخرى داخلية متصلة بحقيقة الوجود لدولة تحولت من دولة ليبرالية إلى أخرى إمبريالية خاضعة بالمطلق لإرادة ورغبات كارتل مجمع الصناعات العسكرية من ناحية والشركات القابضة العابرة للقارات من ناحية أخرى، وخلال الثلاثة عقود الماضية بدت أمريكا الإمبريالية أسيرة لرغبات جماعة المحافظين الجدد، وهي جماعة صهيونية بدأت تظهر في ألمانيا في العقد الأخير من القرن الماضي تحت اسم الليبرالين الجدد، أو النيو ليبرالية مؤسسوها من التروتسكيين القدماء الذين تحولوا مع انهيار المعسكر الاشتراكي إلى الليبرالية ثم أخذوا بقيم الإمبريالية وغايتهم كانت حماية الكيان الصهيوني والانتصار لخيارات وجوده على أرض فلسطين ومنحه حق الوصاية والسيادة المطلقة على الوطن العربي أو ما اصطلح على تسميته من قبل العواصم الاستعمارية بالشرق الأوسط.

. وكانت أحداث مانهاتن عام 2001م بداية ترجمة أهداف هذا التيار على طريق تحقيق رؤيته الاستراتيجية بإعادة رسم خارطة المنطقة، وإحكام السيطرة الكاملة على الوطن العربي وثرواته وسيادة دولة، وتمكين الكيان الصهيوني من الهيمنة تحت ذريعة (التطبيع) والسلام المزعوم، رغم إدراك هذا التيار باستحالة تحقيق أهم أهدافه وهو دمج الكيان الصهيوني في جغرافية المنطقة، وتمكينه من أن يصبح جزءا من مكونها الجغرافي والثقافي والتاريخي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، إدراك أكدته عملية السلام المبرمة بين الكيان ومصر التي رغم عمرها الممتد لأربعة عقود إلا أن السلام الذي انحصر بين النظام في مصر، ولم يتجاوزه شعبيا ونخبويا واجتماعيا حيث يرفض الشعب العربي في مصر والأردن وفي غالبية الدول العربية المطبعة مع العدو الصهيوني فكرة التطبيع وأي شكل من أشكال العلاقة مع العدو التاريخي للأمة العربية الذي يحتل ويقتل ويشرد الشعب العربي في فلسطين، منذ عقود، وقد حاول تيار المحافظين الجدد الذي وصل للبيت الأبيض عام 1990م إعادة رسم خارطة المنطقة العربية بما يناسب تطلعات الكيان الصهيوني وأطماعه وأهدافه الاستراتيجية، وقد كانت أحداث مانهاتن في أمريكا بداية لانطلاق المخطط الأمريكي لإعادة تشكيل خارطة الوطن العربي وفق الرغبة الصهيونية، وكانت البداية من غزو العراق ومحاولة تفتيته طائفيا ومذهبيا ومن ثم إمكانية تصدير نزعاته الداخلية إلى دول المنطقة تحت يافطة الصراع السني /الشيعي، وأيضا إثارة تطلعات الأقليات العرقية داخل الدول العربية، ومن ثم الذهاب إلى تقسيم هذه الدول وفق هذه الاستراتيجية التدميرية ليبقي الكيان الصهيوني هو الكيان المتماسك والموحد والقادر على القيادة والهيمنة والسيطرة المطلقة على دول المنطقة..!
غير أن المخططات الأمريكية ورغم احتلالها للعراق وتدمير قدراته ثم تشجيع العدو لشن عدوانه على لبنان عام 2006م بزعم تشكيل شرق أوسط جديد..!
أخفقت واشنطن في حملتها الكونية لمكافحة الإرهاب، كما أخفقت في تحقيق انتصارات تذكر من احتلالها للعراق، وفشل كيانها اللقيط في إحراز أي انتصار على المقاومة في لبنان في حرب 2006م ناهيكم عن فشلها في أفغانستان التي اتخذت منها نقطة انطلاق لحملتها المزعومة ضد الإرهاب..!
ما عملت عليه لاحقاً واشنطن تحت يافطة (الربيع العربي) وكان أبرزها تدمير قدرات ليبيا واليمن وسوريا وإرباك أكثر من قطر عربي، وكل هذه التداعيات لم تحقق لواشنطن أهدافها بل ارتدت عملياتها الاستعمارية عليها بصورة سلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وقد تكون حادثة مواطنها الأسود (جورج ) وما تبع عملية اغتياله من قبل الشرطة الاتحادية من تداعيات اجتماعية أظهرت مدى فداحة الأزمة الوجودية التي تنخر مفاصل المجتمع الأمريكي، ثم تبعت الظاهرة عملية اقتحام الكونجرس من قبل أنصار الرئيس السابق ترمب والتي لا تزل عالقة أمام محاكم الولايات والمحكمة العليا الفيدرالية، كل هذه القضايا، إذا ما أضفنا لها الانسحاب الأمريكي المذل من أفغانستان ثم حرب أوكرانيا ومعها الصراع الجيوسياسي المتفجر مع الصين في مضيق تايوان والمحيط الهادي، كل هذه التداعيات الجيوسياسية دفعت واشنطن للعودة بأساطيلها للوطن العربي بهدف التمترس أمام قطاري روسيا والصين، وقطع الطريق أمامهما، وأيضا تطويق النفوذ الجيوسياسي الإيراني وتصفية بؤر المقاومة الرافضة للوجودين الصهيوني والأمريكي ونفوذهما في المنطقة خاصة وان المقاومة في المنطقة قدمت أداء نضالياً متميزاً وغير معهود، أداء أخفقت في تحقيقه الجيوش العربية الكلاسيكية وأنجزته المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا واليمن مع ان في اليمن لا توجد مقاومة بل دولة ومؤسسات وجيش ولجان شعبية، وقد تمكنت اليمن أن تصبح محوراً فاعلاً في مواجهة المخططات الصهيونية الأمريكية الاستعمارية وأهدافهما بثقة واقتدار رافضة سياسة الاحتوي والتبعية والارتهان.
واللافت أن الموقف اليمني الداعم للمقاومة الفلسطينية وانخراط صنعاء ضمن محور الممانعة والمقاومة الرافض للهيمنة والتبعية الاستعمارية، فعل اربك واشنطن التي قدمت للمنطقة بعد أن اخفق حليفها الصهيوني في أداء مهامه في حماية وجوده وحماية المصالح الاستعمارية والأمريكية، الأمر الذي ضاعف من ارتباك واشنطن في ظل تحقيق المقاومة الفلسطينية انتصارات متتالية للشهر الرابع رغم الجرائم غير المسبوقة التي ترتكب بحق الشعب العربي الفلسطيني في القطاع والضفة والقدس وكل أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة وان كانت اقساها جرائم الإبادة الجماعية التي تجري في قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني وبرعاية أمريكية ودولية بلغت تداعياتها حد إقدام أمريكا والغرب بإطلاق التهديدات غير القابلة للنقاش بحق اي طرف عربي أو إسلامي أو دولي يقدم أي شكل من أشكال الدعم للشعب الفلسطيني وان كان في نطاق المساعدات الإنسانية أو الدعم الإعلامي والذي تقابله أمريكا بالتهديد والوعيد فيما هي تقود وتشارك في حرب الإبادة وتمول كيانها اللقيط بكل أدوات الموت وتدفع دول الغرب إلى الاقتداء بمواقفها وتقديم الدعم للكيان بذريعة( حق الدفاع عن النفس) الذي تمنحه أمريكا للمحتل وحرمه عن من يستحقه وهو الشعب المحتل الذي وحده من يحق له الدفاع عن نفسه أمام قوات الاحتلال التي تحتل وطنه وتصادر حقوقه وحريته وسيادته.
إن معركة طوفان الأقصى تشير بكل تداعياتها الا انها معركة استثنائية وغير عادية وتشكل نقطة تحول مفصلية في العلاقات الدولية، والقانون الدولي الذي فرضته أمريكا والذي سينتهي بخفوت مدافع معركة الطوفان التي تمثل بداية النهاية للغطرسة الأمريكية، وهذا ما دفع واشنطن إلى شن عدوانها على اليمن بدافع إعادة هيبتها التي إهانتها اليمن بمواقفها القومية المساندة للأشقاء في قطاع غزة، ورغم حرص أمريكا عدم توسيع نطاق المواجهة إلا أن صنعاء أجبرتها على رد فعل يعيد لها قدرا من هيبتها المفقودة وان أمام مواطنيها خاصة والإدارة مقبلة على انتخابات رئاسية مجبولة بالكثير من التحديات والتصدعات الاجتماعية والسياسية التي تؤكد أن (بايدن) والحزب الديمقراطي سيخسران الانتخابات حتما.
للموضوع صلة

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عراقجي: لا تستطيع أمريكا الادعاء بإعادة الاستقرار للمنطقة بالهجوم على اليمن

الثورة نت/..

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن أميركا لا تستطيع الادعاء بإعادة الاستقرار إلى المنطقة بالهجوم على اليمن.

جاء ذلك خلال لقاء عراقجي في طهران، هانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، الذي يزور طهران حاليا.

وأدان وزير الخارجية الايراني، العدوان العسكري الأمريكي المتكرر على مختلف مناطق اليمن وقتل المواطنين اليمنيين وتدمير منازلهم والبنية التحتية في البلاد.

وأضاف: “إن العدوان العسكري الأميركي على اليمن، إلى جانب تصعيد الكيان الصهيوني لعمليات الإبادة الجماعية في غزة وعدوانه على لبنان وسوريا، ما هو إلا دليل آخر على تواطؤ أميركا مع تمرد الكيان ومواكبتها له في نشر انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأكد “يجب على صناع القرار الأميركيين أن يدركوا أن السبب الرئيسي لانعدام الأمن في المنطقة هو استمرار الاحتلال والإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة، ولا يمكن لأميركا أن تدعي استعادة الاستقرار في المنطقة من خلال مهاجمة اليمن وقتل الشعب اليمني البريء، الذي جريرته الوحيدة هي التعبير عن التضامن والدعم للشعب الفلسطيني المظلوم”.

وانتقد تقاعس مجلس الأمن الدولي عن الوقوف أمام الانتهاكات الصارخة لمبادئ الميثاق والقانون الدولي من قبل الكيان الإسرائيلي وأميركا، مؤكدا على ضرورة اتخاذ الأمم المتحدة إجراءات فورية وفعالة لوقف انتهاك القانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • تياترو الحكايات|الشيخ سلامة حجازي.. الرجل الذي جعل المسرح الغنائي جزءًا من تاريخ الفن العربي
  • عراقجي: لا تستطيع أمريكا الادعاء بإعادة الاستقرار للمنطقة بالهجوم على اليمن
  • إيران تكشف عن القاعدة العسكرية التي ستضربها في حال تعرضها لهجوم أميركي
  • حكومة العدو الصهيوني تقر طرقاً استيطانية تعزز فصل شمال الضفة عن جنوبها
  • أمريكا.. مقتل شخصين وإصابة 4 جراء إطلاق نار في واشنطن
  • ويتكوف والخوف على مصر
  • أمريكا تحذر رعاياها من السفر إلى سوريا خلال عيد الفطر
  • لأول مرة.. أمريكا تدخل على خط أزمة السودان بطموح تحقيق الحكم المدني
  • الناتو بدون أمريكا.. أزمة غير مسبوقة
  • رئيس البرلمان الإيراني: إذا هاجمتنا أمريكا فلن تكون قواعدها في المنطقة بمأمن