اليمن والعدوان الأمريكي البريطاني
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
هل سمعتم عن تعرض أي سفينة ليست مرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي لأي اعتداء أو حتى مضايقة من قبل القوات البحرية اليمنية خلال مرورها بالبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب؟!! هل هناك أي عمليات قرصنة شهدها البحر الأحمر في المياه الإقليمية اليمنية طيلة تسع سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني البريطاني الغاشم على بلادنا ؟!! وهل سجلت شركات الملاحة البحرية أي تهديد لها من جهة القوات البحرية اليمنية سابقا ولاحقا وحاليا ؟!! بالتأكيد بأن الإجابة على كل هذه التساؤلات ستكون واحدة وهي لا بكل تأكيد، لأن القوات البحرية اليمنية هي من تشكل مصدر تأمين وحماية للملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، رغم أنها غير مستفيدة من هذا المنفذ على الإطلاق.
حتى بعد اتخاذ القيادة الثورية والسياسية الحكيمة قرار منع السفن الإسرائيلية ، والسفن المتجهة نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة حرصت القوات البحرية اليمنية على التعامل بمسؤولية وحرص تجاه السفن سالفة الذكر التي تبحر عبر مضيق باب المندب بتوجيه رسائل تحذيرية لطواقمها تطالبهم فيها بالرجوع وعدم مواصلة خط سيرها كونه غير مسموح لها بذلك ، من باب إلزام الحجة والحرص على عدم تعرض من على متنها لأي خطر ، وهو ما يشير بكل وضوح إلى الضغط على الكيان الصهيوني وإجباره على السماح بدخول المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى سكان قطاع غزة ، كأقل ما يمكن القيام به في ظل استمرار العدوان والحصار على القطاع منذ ما يقارب الأربعة أشهر .
المدمرات وحاملات الطائرات والبوارج والغواصات والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية التي تتواجد في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي تحت يافطة ما يسمى ( تحالف حارس الازدهار) هي في الحقيقة التي تشكل مصدر تهديد للملاحة الدولية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب ، وهي التي تمثل قرصنة حقيقية كون هذا التحالف المزعوم يمثل انتهاكا صارخا للسيادة البحرية اليمنية و للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية ولا يمتلك أي مشروعية قانونية دولية ولا أممية ، ومن حق الجمهورية اليمنية أن تدافع عن سيادتها وأن ترد على أي حماقات تمارسها هذه القوات الغازية التي جاءت لنصرة الكيان الصهيوني وإسناده في حرب الإبادة الشاملة التي يشنها على الغزاويين ، ولا يمكن أن تتراجع القوات البحرية اليمنية عن مهامها ومسؤولياتها وواجباتها الدينية والوطنية والإنسانية والأخلاقية .
وهنا ينبغي الإشارة إلى أن القرصنة البحرية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في المياه الإقليمية اليمنية والعربية ليست وليدة اللحظة ، فالانتهاكات والخروقات والتجاوزات قائمة ومستمرة دعما وإسنادا للكيان الصهيوني الذي يمثل الربيبة المدللة لأمريكا وبريطانيا ولا يمكن إنكار ذلك ، لذا ستظل السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية هدفا مشروعا للقوات المسلحة اليمنية ما دامت غزة تحت الحصار وما دام العدوان الأمريكو بريطاني مستمرا على بلادنا ، ستتواصل العمليات النوعية للقوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ، ولن تزيدنا تهديدات أمريكا وبريطانيا إلا إصرارا على المواجهة والدعم والإسناد لأبناء قطاع غزة في معركة النصر الموعود التي يخوضونها بكل شجاعة وبطولة وإقدام .
بالمختصر المفيد، الموقف اليمني المساند لأبناء قطاع غزة ، موقف عزة وكرامة ، يرضي الله الكريم ورسوله ، ولن يؤثر فيه العدوان الأمريكي البريطاني المتواصل على بلادنا ، وسيظل موقفنا ثابتا تجاه نصرة فلسطين ومساندة القضية الفلسطينية ونصرة غزة ، وعلى الأمريكي والبريطاني ومن تحالف معهم أن يتحملوا تبعات التصعيد في البحر الأحمر ، وأي حماقات قد يقدموا على ارتكابها ، فلن نقف مكتوفي الأيدي ، ولن نلزم الصمت ونتلقى الضربات ، بل على العكس سنظل أصحاب المبادرة وسيكون لنا قصب السبق في ذلك ، وعليهم فقط أن ينتظروا كل جديد عبر المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع ، وجمعة مباركة مقدما على الجميع .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عملياتُ اليمن البحرية .. لا نهايةَ في الأفق
يمانيون../
زخمُ عمليات الإسناد اليمنية البحرية لقطاع غزة، وَما تحقّق من نتائجَ وتترك من آثار يتصدّر صفحات مراكز الدراسات والصحافة الإقليمية والدولية، صحيفة “ذا ناشيونال” قدمت حصادَ أكثر من عام من تصاعد هذه العمليات دون نهاية في الأفق مع حلول عام 2025م.
يصفُ تقريرُ الصحيفة عملية احتجاز السفينة جلاكسي ليدر بالهجوم الافتتاحي المُذهل، أرسل موجات صدمة عبر صناعة الشحن، قبيل أن يقعَ 297 هجوماً بحسب أرقام منظمة ACLED حتى تاريخ الـ 18 من نوفمبر الماضي، مع تنوّع السفن المستهدَفة بما فيها الحربية.
تنقُلُ الصحيفةُ عن خبراءَ ومختصين تأكيدَهم تطوُّر تكتيكات العمليات منذ بدئها وَعلى مدار عام من المواجهة دون هوادة مع أكثر الجيوش تطوراً في العالم..
كما تتوقَّفُ الصحيفةُ عند تطور الأسلحة المستخدَمة في العمليات باستمرار وتنوعها بداية من أجهزة الرصد والإشارات الإلكترونية من السفن نفسها وُصُـولًا إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ..
في هذا السياق يؤكّـد الأميرال فاسيليوس جريباريس في البحرية اليونانية، أن “اليمنيين أثبتوا قدرتهم على تكييف التكنولوجيا للسماح لهم بتوجيه الصواريخ نحو أهدافهم باستخدام نظام التعريف التلقائي وَأَيْـضًا بأجهزة أُخرى تُساعد في توجيه أسلحتهم مباشرة إلى السفن المراد استهدافها”.
جوشوا هاتشينسون، المدير الإداري للاستخبارات وَالمخاطر في شركة أمبري البحرية، يوضح لصحيفة ذا ناشيونال، أن “التكنولوجيا المُتَّبعة يمنيًّا في تحديدِ السفن تسمحُ بالاشتباك في المِيْلِ الأخير مع الهدف”.
هاتشينسون، يشدِّدُ على أن استخدام هذه التكنولوجيا في الهجمات على السفن يجعل من الصعب للغاية على السفينة المُستهدفة اتِّخاذ إجراءات مراوغة، ويؤكّـد أن “السفن المرغوب في مهاجمتها هي ما تديره الولايات المتحدة أَو المملكة المتحدة أَو “إسرائيل” أَو السفن التابعة لها”.
ويُفصل أكثر بقوله “الحوثيون واضحون للغاية بشأن من يستهدفون وأي شخص يقع خارج هذا النطاق يُسمح له بالمرور عبر البحر الأحمر”.
تنقل الصحيفة مزاعم المجموعة الأُورُوبية المُنخرطة في حماية ملاحة العدوّ المُسماة “أسبايدس” حول نجاح “إيقاف تشغيل نظام التعريف الآلي في الحد من ضرب السفن” لكن المدير الإداري للاستخبارات وَالمخاطر في شركة أمبري البحرية يُكذب ذلك ويشدّد على “أن إيقاف تشغيل نظام تحديد الهُــويَّةِ التلقائي للسفن لا يعني أنها لن تكون مستهدَفة ولن تتعرض للإصابة”.
حرب المعلومات شكل آخر يراكم نجاح عمليات اليمن من جهة، ويظهر حرص ودقة القوات المسلحة على أن تكون البيئة البحرية آمنة أمام حركة الملاحة العالمية.
تورد الصحيفة نماذج تؤكّـد أن مختلف السفن تحت الرادار اليمني، في الأسابيع الماضية تلقى أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى شركات الشحن اليونانية، رسالة إلكترونية تحذر من أن إحدى سفن الشركة معرضة لخطر الهجوم وجاء في الرسالة أن السفينة رست في أحد موانئ فلسطين المحتلّة، وستكون مستهدفة بشكل مباشر من قبل القوات المسلحة اليمنية في أية منطقة تراها مناسبة.
ويدحض مختصون دعوى نجاح القوة النارية لكافة الجيوش المشاركة في حماية ملاحة العدوّ في التأثير على القدرات اليمنية، يقول ستافروس كارامبيريديس -رئيس مجموعة أبحاث النقل البحري في كلية بليموث للأعمال “الضربات الجوية الشاملة للولايات المتحدة وَالتحالف لا تحدث تأثيرًا كَبيرًا على “الحوثيين”.
وتحشد الصحيفة جملة شواهد تؤكّـد فشل أمريكا وَتحالفها، تبدأ مع استمرار مشغلي السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أَو المملكة المتحدة أَو “إسرائيل” بإعادة توجيه سفنهم حول رأس الرجاء الصالح.
وهي رحلة تضيف ما لا يقل عن 30 % من الوقت الإضافي وحوالي مليون دولار من تكاليف الوقود الإضافية لكل تحويل، وفقاً لحسابات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
شاهد آخر لاستمرار تأثير عمليات اليمن على الجهات المُستهدفة هو أن أقساط التأمين تصل إلى 2% على قيمة السفينة لعبور واحد في البحر الأحمر، بحسب لويز نيفيل -الرئيس التنفيذي للمملكة المتحدة لشؤون النقل البحري والشحن والخدمات اللوجستية لدى شركة مارش..
نيلز هاوبت من شركة هاباغ لويد، أكّـد أن “أقساطَ التأمين ما تزال مرتفعةً للغاية” وإن شركته تتكبد “واحدًا إلى سبعةٍ في المِئة من القيمة المؤمَّنة على السفينة لكل رحلة، إذَا وجدت بالفعل شركة تأمين تقبَلُ المخاطر”.
وَوسط تقلب شهية شركات التأمين يؤكّـد هاوبت أن شركته والعديد من المنافسين ما يزالون “يتجنبون البحر الأحمر ولا يعتقدون أن هذه المشكلة ستحل على المدى القريب” وعلى قاعدة مصائب قوم عند قوم فوائد، يؤكّـد هاتشينسون “أن صناعة الشحن التجاري جيدة للغاية بفعل مكاسب ارتفاع رسوم النقل وأقساط التأمين على الجهات المُستهدفة”.
وضمن شواهد تداعيات العمليات تذكر الصحيفة أن البيانات الصادرة هذا الشهر عن “بنك أوف أمريكا” تظهر أن الوضعَ في البحر الأحمر أَدَّى إلى ارتفاعِ الأسعار بأكثرَ من الضعف خلال العام 2024 بالرغم من زيادة صافية بنسبة 10 % في الأسطول العالمي.
هاتشينسون -المدير الإداري للاستخبارات والمخاطر في شركة أمبري البحرية البريطانية- يصفُ الوضعَ في البحر الأحمر بالنسبة للسفن المدرَجة يمنيًّا على قائمة الاستهداف بجُمَلٍ مُقتضبة متوالية تؤكّـدُ ثباتَه ساخِناً.
يقول هاتشينسون: “إنها انفجاراتٌ، إنها صواريخُ، إنه درامي” وسيبقى كذلك حتى يتنفس الغزيون الصعداء، هكذا يؤكّـد اليمن عن طريق أجنحته ويدِه الطولى.
المسيرة – عبدُالحميد الغُرباني