صلاح محمد الشامي

• كإطلالة نسيم الجنة، أطل القائد المحبوب، بتوجيهاته التي تعبر عن إرادة شعب يمن الإيمان والحكمة، ليرسي دعائم البناء، ويكمل تشييدَ أركان الثبات، ويُشِيدَ بمواقف وتحركات شعب المواقف الأسطورية في زمن الضياع والشتات، ويوضح للعالم مدى عنصرية ودموية ووحشية العدو الإسرائيلي وداعميه الأمريكان والبريطانيين، عُبّادِ الصهيونية، الذين لا يعملون لشعوبهم قدر ما يعملون لدولة الكيان.

.
في هذا التقرير أتناول أهم محطات خطاب (الوفاء ما تغير)، وإن كنت لا أستطيع الإلمام بجميع ما أتى به سيدي ومولاي، فليعذرني هو عن تقصيري رغم الاجتهاد، وليعذرني كل من هو أكبر مني وعياً وإلماماً واستيعاباً، وليعذرني القارئ الكريم.

• بات سطوع (بدر الدين) وحبيب رب العالمين، سيدي ومولاي السيد القائد (عبدالملك بن بدرالدين الحوثي)، «حفظه الله وأيده ونصره» أسبوعياً، ففي الرابعة من عصر الخميس، الـ21 من رجب 1445 للهجرة، الموافق للواحد من فبراير 2024 للميلاد، أطل نور آل البيت بخطابه الذي يمثل -ككل خطاباته- معيناً روحياً، ومصدرَ طاقةٍ لا تنضب، للشعب اليمني، ولمحبيه في أماكن أخرى من هذا العالم..

وحشية وهمجية العدو الإسرائيلي.. ومعاناة أبناء غزة وفلسطين:
• في خطاب أمس الأول، بيّنَ السيد القائد مدى الوحشية التي وصل إليها العدوان الإسرائيلي على أبناء غزة، واستهدافه المستشفيات كدليل على مدى ابتذاله الأخلاقي، وافتقاره لأدنى معاني الإنسانية، وأوضح مدى معاناة أبناء غزة، الذين وصل بهم الحال جرّاء العدوان والحصار إلى أن يطحنوا أعلاف الحيوانات ليستخدموها كغذاء، وأوضح مدى تعاون أنظمة الغرب، وعلى رأسها النظامان الأمريكي والبريطاني، التي وصل بها الحال إلى أن توقف منظمة الأونوروا عن العمل، رغم أن ما تقدمه ليس إلا القليل من المعونات الغذائية، ومن العجيب أن يأتي هذا القرار بعد صدور قرارات المحكمة الدولية بتخفيف معاناة أبناء غزة.
كيان العار:
ونتيجة لتلك الهمجية التي كشفت الوجه الحقيقي للعدو الإسرائيلي، قال السيد القائد إن من العار أن يكون الكيان الإسرائيلي عضواً في الأمم المتحدة.

تعاطف شعوب العالم مع غزة وأبنائها:
• وأثنى السيد القائد على تعاطف الشعوب مع مظلومية أبناء غزة، موضحاً أن هذه المظلومية وتلك المعاناة من شأنها أن تحرك أي فرد في العالم يمتلك مشاعر إنسانية، داعياً أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى المزيد من التحرك بعمل التظاهرات والاحتجاجات، كل بقدر استطاعته، مهيباً بالجميع أن يتحركوا بجد.

أنظمة مِسخة.. لا تتحرك إلا بأمر الأمريكي وفي سبيله:
• وانتقد السيد القائد الأنظمة العربية المنبطحة الخانعة الذليلة، مقدماً مثالاً على من تحرك، ويتحرك، منها مع أمريكا، ولم يتحرك مع إخوانه في غزة وفلسطين، وذلك عندما دفعتهم أمريكا للقتال في أفغانستان، وكيف لم يتحركوا مع أبناء غزة وهم يشاهدون كل ما يقع عليهم من آلة الحرب الصهيونية.
وحشية يقابلها صمود.. لم يشهد التاريخ مثالاً لهما:
• وتحدث السيد القائد عن أن معركة بهذا المستوى من الوحشية لم يسبق لها مثالاً في التاريخ، في المقابل أثنى على المقاومة الفلسطينية، التي سطرت بتصديها لهذا الإجرام الصهيوني، أروع معاني البطولة والثبات، وهو ما لم يسبق له مثال أيضاً في تاريخ الصراع الفلسطيني مع دولة الكيان، مشيداً بعمليات كتائب القسام أجمعها، وخاصة العمليات الأخيرة التي استهدفت تل أبيب، والتي كشفت فشل العدو الإسرائيلي..

واجب الأنظمة العربية والإسلامية:
• وأوضح أنه لو كانت الأنظمة العربية قامت بدعم المقاومة الفلسطينية لكان الوضع في طريقه إلى التحرير الكامل لفلسطين، وأن هذا الصمود والاستبسال للمقاومة الفلسطينية، كان من المفترض أن يكون محل الإشادة والدعم من الجميع.

بين لبنان واليمن:
• وبالنسبة للمقاومة اللبنانية، والدور اليمني، قال السيد القائد إن المقاومة الإسلامية في لبنان تقوم بعمل الكثير لإيلام العدو الإسرائيلي، وهي بنظر الكثير من المراقبين، أكثر جبهة ظل يخشاها العدو الإسرائيلي منذ الثمانينيات.
• أما عن الدور اليمني، فقد أوضح السيد القائد أنه خلال الأسبوع الأخير قامت قواتنا المسلحة باستهداف عشر سفن، وأورد أن الحركة الملاحية في ميناء أم الرشراش أصبحت ضعيفة للغاية، مؤكداً أن القوات المسلحة باتت متفوقة في تنفيذ مهامها من كافة النواحي، التي من ضمنها المعلومات المتعلقة بحركة السفن، وأن الأمريكي خاب في مساعيه التضليلية الخاصة بحركة بعض السفن، والتي من المؤكد -حسب رأيي- أنه كان يسعى لإيقاعنا في فخ الغلط، لتحشيد من خذلوه في تحالفه مرة أخرى.

من يؤمن البحر ومن يهدده:
• وأوضح السيد القائد أن قواتنا المسلحة هي التي تقدم التأمين الحقيقي لحركة الملاحة في البحر الأحمر، وأن الأمريكي والبريطاني هما من يهددان أمنها، وأن الأمريكي فشل في سعيه لحماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وأنه هو نفسه يعترف بفشله ذلك، وأن الأمريكان والبريطانيين لا يستطيعون أن يحموا حتى سفنهم وقطعهم البحرية الحربية.

على العدو الإسرائيلي أن ييأس:
• وقال إن على العدو الإسرائيلي أن ييأس تماماً من استمرار حركته الملاحية في البحر الأحمر، وأننا مستمرون باستهداف سفنهم، ولن نتوقف حتى ينتهي الحصار والعدوان على غزة وفلسطين. مبيناً أن الأمريكي تورط بقراره في حماية السفن الإسرائيلية، فهو الآن لا يستطيع حماية سفنه وقطعه الحربية هو والبريطاني.

العقاب الإلهي قادم:
• وأشار إلى أن أمريكا لن تفلت من العقاب الإلهي في الدنيا والآخرة، وأنه لن يكون عُبّاد اللوبي الصهيوني في منأىً عن هذا العقاب، ناصحاً الرئيس الأمريكي بحل مشكلات بلاده، بدلاً عن صنع المشاكل في بلدان العالم، مشيراً إلى المشكلة التي اندلعت في ولاية تكساس، والتي كانت على وشك الانفجار والمواجهة العسكرية.
تطور قدراتنا.. وفشل الأمريكي والبريطاني:
• وأضاف: إننا نؤكد استمرارنا في موقفنا، وأن الأمريكي يدرك تماماً تطور قدرتنا الصاروخية، وأن ضربات الأمريكي والبريطاني ضد اليمن فاشلة وليس لها أي تأثير على قواتنا المسلحة أو صواريخنا أو مسيَّراتنا.

يستعين بعدوِّه:
• واستدل على فشل الأمريكي، بدعوته للصين لتكون طرفاً في توجهه، مشيراً إلى أن الصين تعرف عداء أمريكا لها، وتَدَخُّلها بشؤونها، وخاصة فيما يتعلق بتايوان.

الأنشطة الميدانية:
• وفيما يتعلق بالأنشطة الميدانية اليمنية، تكلم السيد القائد عن أهمية التعبئة العسكرية في المجال الشعبي، بالتدريب والتأهيل، وقال إن عدد من تأهلوا وصل لحد الآن إلى 165.429 متدرباً، رغم أن هذا النشاط لم يصل إلى كل المديريات، وقال إن هذا يضاف إلى عدد 600 ألف من الأنشطة التي تمت سابقاً، وأن هذه الإضافة هي فوق ما قد تم تأهيله سابقاً، وأن هناك استمراراً لهذا النشاط، مؤكداً أهميته، وحاثاً على أهمية الالتحاق بهذا النشاط، وأن هذا بكله إضافة إلى الشعب اليمني، الذي هو جيش بكله، وأن الأهم من ذلك كله إيمان هذا الشعب وتمسكه بهويته الإيمانية ورصيده الأخلاقي، وأن كل تهويلات الأمريكي لا تؤثر على هذا الشعب، الذي هو مستمر في موقفه.

نتائج عكسية:
• وقال إن من نتائج سعي الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي لكسر إرادة الشعوب، هي حركة هذه الشعوب وتحركها الصحيح الذي هو عكس ما كان يريده العدو وشركاؤه.

الخروج الجماهيري اليمني:
• وعن الخروج الجماهيري، قال إن الخروج الجماهيري في صنعاء والمحافظات هو كبير جداً، وغير مسبوق على مستوى العالم، وبالنسبة للفعاليات والوقفات فقد بلغ عدد المسيرات في صنعاء والمحافظات 1351، فضلا عن الوقفات التي بلغت عددا كبيرا جدا.
وأن هذا يدل على نخوة الشعب اليمني، وما يمتلكه من إيمان وعزة وإدراك لمسؤوليته الدينية والأخلاقية والإنسانية، موضحاً أن تحركنا شامل ومؤيد لعمليات وتحركات الجيش اليمني، وأن تحركنا هذا يعمل له العدو ألف حساب، فعندما يقوم جيشنا بقصف أي هدف بحري للعدو، يدرك العدو أن وراء هذه العمليات شعب عظيم، وأن هذا الجيش إنما يعبر عن موقف هذا الشعب وعن قراره وعن إرادته.
• وأوضح أن التحرك الحاشد في المَسيرات والتظاهرات مهم ومؤثر، يعبر عن الموقف الواضح للبراءة من أعداء الله وأعداء الإنسانية، ليدرك العدو أنه لم تعد الشعوب تلك الشعوب الخاضعة الخانعة الجامدة، التي ليس لها موقف وليس لها صوت..
• وأوضح أن موقفنا مع فلسطين يقدره الكثير من شعوب العالم، ويؤيدونه ويشيدون به.

أهمية الخروج الأسبوعي:
• وأكد على أهمية الخروج الأسبوعي لشعبنا اليمني لمساندة الشعب الفلسطيني، وأيضاً لمساندة عملياتنا العسكرية في استهداف سفن العدو الإسرائيلي، ومن يسانده.. وتأييداً لبقية الإجراءات التي يتخذها اليمن في المواجهة، محذراً كافة أفراد الشعب اليمني من التأثر ممن يقللون من أهمية هذا الموقف، وحذر أيضاً من الملل، الذي قال إنه يعبر عن ضعف الإيمان وضعف الشعور بالمسؤولية، وأن دواء الملل هو مشاهدة تلك المآسي التي يتعرض لها أبناء غزة وفلسطين.

تجديد الدعوة للخروج والتحذير من الملل:
• وتوجه في ختام كلمته بدعوته إلى الشعب اليمني للخروج يوم الجمعة، ثم أورد بيتين من أشعار الزوامل المشتهرة:
(الوفاء ما تغيّر
عهد الأحرار باقي
يا رعا الله نفساً
تعيش في العمر حرة)
مثيراً النفوس والأرواح إلى أعلى مستويات التفاعل، وهو يدرك ويمتلك أدوات ملامسة مشاعر اليمنيين، وبطريقة عذبة ولطيفة ومؤثرة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك

الثورة نت/..

توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وإلى كافة أبناء الشعب اليمني في كل ربوع الوطن والمغتربين منهم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.

وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.

وقال” يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن”.

وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.

وأضاف” إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني”.

وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.

وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب.

وقال” من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد” والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية”.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية.

وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية.

وأضاف” فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات”.

كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم.

وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى.

وفيما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين.

قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.

يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:

باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى.

سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه.

شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:

يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن.

وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و”الكيان الصهيوني”).

يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:

إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات.

إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين.

ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب.

وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط:

أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال.

ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في “الشرق الأوسط الجديد”، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية.

الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى.

والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.

مقالات مشابهة

  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرين للسيد القائد 1446هـ ..
  • اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني بعيد الفطر
  • العدو الأمريكي يشن سبع غارات على صعدة
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك
  • الشهيد أبو حمزة في كلمة مسجّلة لمناسبة يوم القدس العالمي:الإسناد اليمني شكّل علامةً فارقةً في طوفان الأقصى
  • شاهد| السيد القائد يُشيد بالخروج الواسع والكبير للشعب اليمني في يوم القدس العالمي بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • السيد القائد: لن يؤثر الأمريكي على عملياتنا العسكرية في البحر أو القصف الصاروخي لعمق الكيان
  • (نص) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة يوم القدس العالمي 1446هـ