صحيفة الاتحاد:
2025-04-22@10:48:44 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: المواطن العالمي

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

لا بد من تحرير مصطلح المواطن العالمي، وهذه فكرة طرحها برتراند راسل مميزاً بها الفيلسوف عن سائر المواطنين، وقد نقدت هذه الفكرة في كتابي «مآلات الفلسفة» لأنها فكرة غير إنسانية بما أنها تميز بين العقول والقدرات وهي تعود تأسيساً لأفكار أفلاطون بأن العقل يحكم، وهي الفكرة التي عارضها ديفيد هيوم وقال إن العاطفة هي التي تحكم وليس العقل، غير أن الذي أراه هو أننا نمر بمرحلة ثقافية لم يشهدها أي من الثلاثة، وهي مرحلة سقوط النخبة وبروز الشعبي -وليس الشعبوي- فالشعبي يعني الجماهير بصيغتها العريضة بينما الشعبوي هو مصطلح عنصري وطبقي ويقوم على شيطنة المختلف.

أما الشعبي فهو الإنسان الحديث الذي تعلم العمل مع الوسائل الحديثة وأصبح هو «المتلقي» حسب نظريات التلقي، ومن ثم فهو الحاكم الذوقي والعقلي على أي مادة منتجة سواء كانت على جهاز «آيباد» أو في نظرية أو في الفلسفة، وبالضرورة هو الحكم وقوته أقوى من أي قوة أخرى بما أنه يملك حرية مطلقة في رفض المنتوج، وإن خضع أحياناً لسلطة الدعاية وقوة التأثيرات الإعلامية. 
ولكن وبما أن وسائل التأثير تعددت فإن تعددها أدى لتفتتها وبمجرد سماع أو مشاهدة واحدة فإن مقارنتها بأخريات ستنافسها على تغير حال الاستقبال، ومن ثم أصبح فضاء الاستقبال مكتظاً بالمتنافسين مما يجعل المتلقي أمام الشيء ونقيضه، وهنا فهو لم يعد خالي الذهن ولم يعد تحت هيمنة قولٍ واحد ومتسلطٍ واحد، ولقد تعددت قوى التأثير ومن ثم تعددت فرص التمييز بين المتنافسين، وهذا هو المواطن الحديث الذي يختلف عن المواطن المثالي كما عند راسل.
والعقل لم يعد يحكم بوصفه عقلاً كلياً مطلقاً بل تعددت العقول كما تعددت الوسائل، حتى اللاجئ والمهاجر لم يعد غريب الوجه واليد واللسان كما كانت حال المتنبي في خراسان بل وصل لسدة القيادة الأمامية، وفي انتخابات حزب «المحافظين» الأخيرة في بريطانيا تنافس على القيادة خمسة مهاجرين، وواحد منهم أصبح رئيس الوزراء في بريطانيا، وهذا أمر لم يكن ليحدث فيما مضى بأن يتمكن مهاجر فرد ليس معه جيش ولا قوة غازية من أن يحكم بلداً له خبرة قرون في نظريات الحكم، لقد تغيرت مفاهيم المواطنة لتعني بالضرورة التعددية الثقافية، وهذا ما تحاول الشعبوية التصدي له والقضاء عليه.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: شجاعة اللغة العربية وجبن حراسها د. عبدالله الغذامي يكتب: ثقافتنا الضائعة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي لم یعد

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: مفيش حد هيفتح محل بالدراع .. ومحدش هيدافع عن الغلط

أكد الإعلامي أحمد موسى، أن الجهات الرقابية تتابع كل محلات السلع الغذائية على مستوى الجمهورية، موضحًا أن المحلات التي أغلقت لابد أن تلتزم بكافة المعايير والشروط اللازمة حفاظا على صحة المواطن.

متحدث الصحة يكشف حقائق مهمة عن سلسلة فروع بلبنبلبن يعود للعمل مجددا في هذه الحالة .. الصحة تكشف التفاصيل122 منشأة غير مرخصة.. الصحة تكشف مفاجأة مدوية عن أزمة محلات بلبنالصحة عن أزمة بلبن: عملنا 387 محضر مخالفات

وقال أحمد موسى، خلال تقديم برنامج «على مسئوليتي»، عبر قناة «صدى البلد»، إنه لا أحد يتاجر بقوت الشعب، مردفًا: "محدش يدافع عن الغلط، ليه عاوز تخلق حالة، اتبع إجراءات السلامة والمعايير اللازمة حفاظًا على صحة المواطن، الدولة بتدعم المحلات تعمل إجراءاتها وفقا لمعايير وضعتها هيئة سلامة الغذاء، أنت من أول شكوى في السعودية تم غلق كافة فروعك".

وتابع:"احنا مش ضد الناس أنها تشتغل بس مش على صحة المواطنين، مفيش حاجة اسمها تفتح محل بالدراع، طيب ما في الآلاف المحلات وشغالة، محدش هيدافع عن غلط، إلى أن يتم التصحيح والالتزام بكافة الإجراءات، أول ما هتخلص الإجراءات دي هيفتح تاني"

مقالات مشابهة

  • المواطن الذي صرخ بوجه العرموطي يعتذر (فيديو)
  • د.حماد عبدالله يكتب: (المقهى فى الحياة السياسية المصرية) !!
  • عبد اللطيف البوني: خيار ام خير
  • د.حماد عبدالله يكتب: كل عام ونحن طيبون !!
  • عمر عثمان يتوج بـ برونزية الدوري العالمي للكاراتيه
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: البَلَدُ الأَميِنُ
  • عبدالله هشام يتوج بذهبية الدوري العالمي للكاراتيه
  • د.حماد عبدالله يكتب: زمن الصفيح والصدأ !!
  • أحمد موسى عن أزمة بلبن: صحة المواطن أولًا.. ومحدش هيدافع عن الغلط
  • أحمد موسى: مفيش حد هيفتح محل بالدراع .. ومحدش هيدافع عن الغلط