صحيفة الاتحاد:
2025-01-27@06:18:54 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: المواطن العالمي

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

لا بد من تحرير مصطلح المواطن العالمي، وهذه فكرة طرحها برتراند راسل مميزاً بها الفيلسوف عن سائر المواطنين، وقد نقدت هذه الفكرة في كتابي «مآلات الفلسفة» لأنها فكرة غير إنسانية بما أنها تميز بين العقول والقدرات وهي تعود تأسيساً لأفكار أفلاطون بأن العقل يحكم، وهي الفكرة التي عارضها ديفيد هيوم وقال إن العاطفة هي التي تحكم وليس العقل، غير أن الذي أراه هو أننا نمر بمرحلة ثقافية لم يشهدها أي من الثلاثة، وهي مرحلة سقوط النخبة وبروز الشعبي -وليس الشعبوي- فالشعبي يعني الجماهير بصيغتها العريضة بينما الشعبوي هو مصطلح عنصري وطبقي ويقوم على شيطنة المختلف.

أما الشعبي فهو الإنسان الحديث الذي تعلم العمل مع الوسائل الحديثة وأصبح هو «المتلقي» حسب نظريات التلقي، ومن ثم فهو الحاكم الذوقي والعقلي على أي مادة منتجة سواء كانت على جهاز «آيباد» أو في نظرية أو في الفلسفة، وبالضرورة هو الحكم وقوته أقوى من أي قوة أخرى بما أنه يملك حرية مطلقة في رفض المنتوج، وإن خضع أحياناً لسلطة الدعاية وقوة التأثيرات الإعلامية. 
ولكن وبما أن وسائل التأثير تعددت فإن تعددها أدى لتفتتها وبمجرد سماع أو مشاهدة واحدة فإن مقارنتها بأخريات ستنافسها على تغير حال الاستقبال، ومن ثم أصبح فضاء الاستقبال مكتظاً بالمتنافسين مما يجعل المتلقي أمام الشيء ونقيضه، وهنا فهو لم يعد خالي الذهن ولم يعد تحت هيمنة قولٍ واحد ومتسلطٍ واحد، ولقد تعددت قوى التأثير ومن ثم تعددت فرص التمييز بين المتنافسين، وهذا هو المواطن الحديث الذي يختلف عن المواطن المثالي كما عند راسل.
والعقل لم يعد يحكم بوصفه عقلاً كلياً مطلقاً بل تعددت العقول كما تعددت الوسائل، حتى اللاجئ والمهاجر لم يعد غريب الوجه واليد واللسان كما كانت حال المتنبي في خراسان بل وصل لسدة القيادة الأمامية، وفي انتخابات حزب «المحافظين» الأخيرة في بريطانيا تنافس على القيادة خمسة مهاجرين، وواحد منهم أصبح رئيس الوزراء في بريطانيا، وهذا أمر لم يكن ليحدث فيما مضى بأن يتمكن مهاجر فرد ليس معه جيش ولا قوة غازية من أن يحكم بلداً له خبرة قرون في نظريات الحكم، لقد تغيرت مفاهيم المواطنة لتعني بالضرورة التعددية الثقافية، وهذا ما تحاول الشعبوية التصدي له والقضاء عليه.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: شجاعة اللغة العربية وجبن حراسها د. عبدالله الغذامي يكتب: ثقافتنا الضائعة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي لم یعد

إقرأ أيضاً:

غوميز: لست سعيدًا لأنني أحتاج إلى القهوة .. فيديو

ماجد محمد

أعرب الفرنسي بافيتيمبي غوميز، مهاجم الهلال السابق، عن اشتياقه للقهوة السعودية خلال وجوده في مدينة إسطنبول التركية.

وظهر غوميز في مقطع فيديو وهو يتجول برفقة أحد المواطنين، حيث جرى بينهما حوار ودي.

وخلال الحديث، كشف المواطن أنه من سكان الرياض، مما دفع غوميز إلى التعبير عن مشاعره قائلاً: “كلنا سعوديون”.

ولكن سرعان ما أبدى غوميز استياءه بطريقة طريفة، حيث قال: “أنا لست سعيدًا لأنني أحتاج إلى القهوة”، فقام المواطن بعرض دعوة لتناول القهوة، إلا أن غوميز رد ضاحكًا: “يلا، أراك لاحقًا”.

والجدير بالذكر أن غوميز أعلن اعتزاله اللعب في نوفمبر الماضي، بعدما رحل عن نادي كواساكي الياباني، وشارك المهاجم الفرنسي مع الهلال 146 مباراة وسجل خلالهم 105 هدف وحصد خلالهم عدة ألقاب أبرزها دوري أبطال آسيا مرتين .

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/01/ssstwitter.com_1737731851193.mp4

 

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الإهتمام الوطنى بالقيمة المضافة!!
  • ما وراء حادث أليم
  • اليوم التالي في غزة بين نرجسية الاحتلال وداعميه وقوة الأمر الواقع الذي فرضته المقاومة!
  • حسني بيّ: المقتدرون والسرّاق والمهربون هم المستفيدون من الدعم وليس المواطن المحتاج
  • د.حماد عبدالله يكتب: 21 شيئًا ستندم عليها لاحقًا !!
  • ونيس: رفع الدعم عن الوقود في مصلحة المواطن الليبي
  • القحاتي مدعي الحياد لا يستطيع هذه المرة أن يتظاهر بالفرح مع المواطن
  • د.حماد عبدالله يكتب: سمة هذا الوطن "الحــــــب"!!
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: هل العقل رجلٌ والعاطفة امرأة؟!
  • غوميز: لست سعيدًا لأنني أحتاج إلى القهوة .. فيديو