الجاليريهات الخاصة.. إثراء ملهم للمشهد الثقافي الوطني
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
أسهمت معارض الأعمال الفنية التشكيلية في الجاليريهات الخاصة في إحداث نقلة نوعية أثرت الساحة الثقافية المحلية بحصيلة إبداعية متميزة، وتجارب فنية وأعمال شخصية لافتة، من خلال مشاركات المبدعين وإنتاجاتهم ذات الرسالة الجمالية الراقية. واليوم صارت الجاليريهات الخاصة فضاءً للمبدع لإبراز لما لديه من طاقة تعكس حضور ذاته وفكره ولمساته التي تعتبر مصدر تعبير حقيقياً عن إنجازاته على الصعيد الشخصي والفني.
تعزز التواصل الثقافي
وقالت الدكتورة نهى فران، مؤرخة ومقيّمة فنية: «تشكل المعارض الفنية في الجاليريهات الخاصة في الإمارات، جانباً حيوياً من المشهد الثقافي المحلي، حيث تمثّل منصات للفنانين المحليين والعالميين لعرض إبداعاتهم، وللإسهام في إثراء المشهد الثقافي بطرق عدة». وأكدت أن هذه الجاليريهات تتيح أيضاً فرصاً للجمهور لاستكشاف وفهم مختلف المدارس والأساليب الفنية، وتعزز التواصل الثقافي والتفاعل بين الفنانين ومتلقي رسالة الفن، مما يسهم في بناء مجتمع فني والارتقاء بذائقة التلقي الفني لدى الجمهور العام في النهاية.
وتابعت فران: بفضل هذه المعارض تتاح للفنانين الفرصة لعرض أعمالهم في مختلف الفعاليات وتوسيع نطاق تأثيرهم، ما يسهم في تعزيز مكانة المشهد الفني المحلي على الساحة الدولية، حيث تعبّر هذه الفعاليات عن التزام الدولة بدعم الفنون وتشجيع المواهب، مما يعزز المنجز الثقافي ويحفز اقتصادات الإبداع، مضيفة، على سبيل المثال، أن جاليري عائشة العبار، الذي تأسس عام 2018 في منطقة القوز، يعد من أبرز صالات العرض في دبي، حيث يسعى إلى تعزيز ودعم أعمال الفنانين الناشئين والمحترفين، كما يستضيف خمسة معارض فنية سنوياً. وترافق كل معرض أنشطة وندوات وورش عمل بهدف إشراك الجمهور من كافة أطياف المجتمع. وأضافت فران: لقد قمت مؤخراً بتقييم العرض الفني الأدائي «ملحمة مهيرة»، للفنان الرائد عبدالرحيم سالم، الذي يكشف النقاب عن جوانب متميزة من الموروث الثقافي الإماراتي ويوظف الحكايات الشعبية بشكل إبداعي، يبرز الارتباط الوثيق بين الفنان وتراث وطنه وحضارته. وقد تضمن العرض أيضاً جلسة حوارية حول مسيرة الفنان وتجربته المتميزة.
وعن مركز «مرايا» للفنون في الشارقة، قالت د. فران: إنه يضم أيضاً صالتي عرض، وقد تأسس في عام 2006 بهدف دعم الفنانين والمصممين الناشئين بشكل متكامل، كما يحتوي على مكتبة، ويهتم بإصدار الكتالوجات الفنية، وقد استضاف المركز معرض «التفكير فنياً»، الذي قمت بتقييمه، حيث سلّط الضوء على التأثير العميق للثقافة والتعليم على الفن، وقد رافقه كتاب أكاديمي توثيقي تناولت خلاله تطور الحركة الفكرية والفنية في دولة الإمارات، صدر باللغتين العربية والإنجليزية، وهو إلى جانب المعرض، يشكل مصدراً غنياً للوقوف على جوانب من ثراء المشهد الفني النابض بالحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
دعم الاقتصاد الإبداعي
وبدوره أوضح محمد مندي، فنان تشكيلي، أن الجاليريهات الخاصة مختلفة تماماً عن غيرها. فالخاصة تتميز بالتنوّع الفني الذي تقدمه للجمهور حيث إن أغلب الجاليريهات الخاصة تعد حيّوية بما تحمله في طياتها من عفوية، وهذا ما يميل إليه الجمهور في الغالب، وما يشجع إقباله على معارضها وفعالياتها الفنية، مشيراً إلى أننا اليوم بحاجة ماسة إلى التركيز على الجاليريهات الخاصة والتشجيع عليها، طالما أنها تعكس ثقافة المكان وتعزز الإبداع الذي يرسخ الهوية والتاريخ ويرفد الثقافة الوطنية، وكونها تساهم في تشجيع المبدع وتحفيزه لأن يعطي أكثر، بالإضافة إلى أن مثل هذه الجاليريهات تجذب أيضاً السياح والزوار وتدعم الاقتصاد الإبداعي وتزيد انتشار الثقافة الوطنية.
وأكد مندي على ضرورة تواجد الجاليريهات الخاصة لما لها من أهمية كبرى، والتركيز عليها بوجود معرض دائم يضم الفنانين الإماراتيين تحت سقفه، محتضناً أعمالهم ومشاركاتهم وإسهاماتهم الإبداعية الفنية، مبرزاً أهمية تعزيز حضور المعارض وتكثيف إسهامات الفنانيين بما يعطي مؤشراً على قيمة الفن ومكانة الإبداع للارتقاء بالذائقة نحو غاياتٍ مُلهمة.
إسهامات إبداعية متميزة
ومن جانبه، بيّن هشام المظلوم، مصمم وفنان تشكيلي، أن وجود الجاليريهات الخاصة في أي مكان يشكل إضافة كبيرة، كونها تعتمد على الإنتاجية الخاصة، ولذا فإن تعزيز وجودها أمر مفيد وصحي إبداعياً وذوقياً للمجتمع الثقافي بشكل عام، موضحاً، أن طابع التنوع يغلب على الجاليريهات الخاصة، وهذا ما يجعلها أكثر تميّزاً وتألقاً وأقوى حضوراً وجمالية، فالتنوّع الذي تقوم عليه يعطيها عفوية أكثر وهذا ما يجعل الجمهور متحمساً للتواجد خلال معارضها للاطلاع على هذا الزخم العفوي من الإبداع في سرد المهارات الفنية والجمالية.
ولفت إلى أن مثل هذه الجاليريهات لها مساحة أكبر في اختيار الفنانين والمثقفين لإبراز أعمالهم بشكل أوسع وأسرع، منوّهاً إلى أن أغلب الجاليريهات الخاصة لها ريع مادي يستطيع المبدع الاستفادة منه كحافز داعم لجهوده ومشاركاته وحضوره الإبداعي، ما يشجعه على التواجد بشكل دائم ومستمر لرفد المشهد الثقافي بإسهاماته الإبداعية الملهمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفنون التشكيلية الفن التشكيلي الأعمال الفنية المعارض الفنية محمد مندي إلى أن
إقرأ أيضاً:
إدراج الخط العربي في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي
أعلنت منظمة اليونسكو إدراج الخط العربي في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، إذ تقدم للترشيح من قبل 16 دولة عربية إسلامية، الذي يعتبر من التقاليد الرئيسية في العالمين العربي والإسلامي.
وتقدم للترشيح 16 دولة عربية، إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، لإدراج الخط العربي تحت قائمتها للتراث غير المادي.
وجاء في بيان منظمة اليونسكو المنشور على صفحتهم الرسمية موضحًا: “أن الخط العربي هو ممارسة فنية لكتابة النص العربي، بطريقة سلسلة للتعبير عن الانسجام والنعمة والجمال، وسيولة الكتابة العربية توفر إمكانيات غير محدودة، حتى في كلمة واحدة، حيث يمكن تمديد الحروف وتحويلها بطريق عديدة لإنشاء أشكال مختلفة”.
ورحب وزير الثقافة السعودي، بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، بهذا القرار الموافق عليه من اليونسكو قائلا إنه: “سيساهم في تطوير هذا التراث الثقافي”، وفقًا لما جاء في وكالة الأنباء السعودية.
وقال عبد المجيد محبوب، المدير التنفيذي للجمعية السعودية للحفاظ على التراث، التي تعتبر من الجهات غير الحكومية، التي دعمت هذا المشروع، شاركت في تقديم الاقتراح إلى اليونسكو، “إن الخط العربي بمثابة رمز للعالم العربي الإسلامي”.