مفتى الجمهورية: الهجرة اختيار ربانى لبناء مجتمع على أساس التكافل والتآخى
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة مصر عن مفتى الجمهورية الهجرة اختيار ربانى لبناء مجتمع على أساس التكافل والتآخى، وأضاف علام، في تصريح صحفى اليوم الأربعاء، أن الهجرة المشرفة هي بمثابة انتقال لتأسيس مجتمع جديد ينعم بممارسة حريته الدينية وبتشييد روابط الأخوة .،بحسب ما نشر اليوم السابع، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات مفتى الجمهورية: الهجرة اختيار ربانى لبناء مجتمع على أساس التكافل والتآخى، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
وأضاف علام، في تصريح صحفى اليوم الأربعاء، أن الهجرة المشرفة هي بمثابة انتقال لتأسيس مجتمع جديد ينعم بممارسة حريته الدينية وبتشييد روابط الأخوة الدينية بين المؤمنين وأيضا بتأسيس دستور التعايش السلمي بين المؤمنين وغيرهم، مجتمع ترتفع عن رقاب المؤمنين فيه قيود القهر والظلم ويتنفسون فيه نسائم الحرية التي كانوا يشتاقون إليها.
وأوضح أن الهجرة النبوية كانت درسا للمؤمنين في إجلال سنن الله وتعظيمها، والصبر عليها، ودليلًا على أن الرسالة المحمدية رسالة إلهية، وليست عملا إصلاحيا خاضعا للتقديرات البشرية؛ مؤكدا أنها كانت وفق مقاييس البشر فرارًا من أرض قد استمرت الدعوة إلى الله فيها ثلاث عشرة سنة، ولم يكن من المنتظر أن تنتهي بمفارقة تلك الأرض إلى أرض لا عهد للمهاجرين بها، لكن خروجه ﷺ من موطنه بعد تلك السنوات كان إرشادًا لأصحابه الكرام والأمة من بعدهم أن تحركه في دعوته كان خالصا لله، فلما أجرى الله عليه سنة الابتلاء بمفارقة الوطن والأهل والمال، صبر على ذلك محتسبا راضيا بقضاء الله، ليكون التسليم لمراد الله أعظم درس لهم يفتتحون به عهدا إيمانيا جديدا.
ولفت مفتي الجمهورية إلى أن اصطحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه في رحلة الهجرة المباركة؛ جاء تأكيدًا على معاني المشاركة والمؤازرة، واتخاذه دليلا في طريق الهجرة، ولم يكن مسلما؛ تحريا للأخذ بالأسباب من مصادرها، دون أن يكون اختلاف الدين مانعا من موانع التكامل البشري، وانتهاء بوضع الأسس لمجتمع سوي، ومدينة فاضلة، تكون نموذجا يحتذى في تعايش العديد من العناصر المختلفة، دون إخلال بالقيم الثابتة.
وتابع المفتي أن نموذج الهجرة النبوية جعل من السعي الرشيد والنية الصادقة الخالصة لله مبدأ للتعامل مع أي متغير من المتغيرات الجارية في هذا الكون، مهما كان فيه من شدة ومعاناة، اقتداءً بالنبي ﷺ في استظلاله بظل العناية الإلهية في قوله لسيدنا أبي بكر: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40] فهو يذكِّر سيدنا الصدِّيق رضي الله عنه بمعية الله لكل من سلك سبيل الرشاد على هدى وبصيرة، وأن ذلك مستوجب لسكون النفس، لأن استقبال السنن الكونية بمعية الله يفتح باب السكينة والصفاء، ويغلق أبواب الحزن والكدر.
وأضاف أن ثمرة الهجرة إلى المدينة المنورة بناء مجتمع سيصبح بذرة لدولة لها معالمها وقيمها الحضارية .. مشيرا إلى أن الهجرة اختيار رباني لبناء ذلك المجتمع على أساس من البذل والتآخي والتعاون والتكافل، ولم تكن قيمة الصبر- وهي أعظم القيم التي تحمَّل بها المسلمون أعباء الفترة المكية- كفيلة وحدها بقيام مجتمع جديد له قيمه المتميزة التي تمتد آثارها منه إلى بقية أرجاء الأرض.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: العقل لا يُنشئ الغيب لكنه يتفاعل مع النص ويستدل به على دلائل التوحيد
أكَّد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- في حديثه الرمضاني على قناة DMC ، أن العلاقة بين العقل والغيب هي علاقة تأمُّل وتكامل، لا تعارض وتنافر، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الشبهات التي تُثار حول وجود تعارض بين العقل والنقل، أو زعم تعطيل العقل في قضايا الغيب، لا تصمد أمام النظر المتأني في نصوص الوحي ومقاصد الشرع.
وأوضح أن العقل السليم لا يُقصى أمام النص، بل يتفاعل معه، ويتأمل في معانيه، ويستدل به على الحق، مستشهدًا بقوله تعالى:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]،
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]،
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53].
فهذه الآيات.
كما قال: توضح بجلاء أن الوحي يخاطب العقل، ويستنفره للتأمل في دلائل التوحيد، وفي الكون والنفس والآفاق؛ مما يدل على التلاقي بين نور العقل وهدي الوحي.
وبيَّن مفتي الجمهورية أنَّ العقل لا يُنشئ الغيب من ذاته، لكنه يتلقى الغيب من مصدره الإلهي، ويُعمل نظره في فهمه واستنباط مقاصده، فيؤمن بما ورد به، ويدرك دلائل صدقه، ويقف على الحكمة من ورائه.
وأشار إلى أن قضية وجود الله تعالى مثلًا تُدرك بالعقل والنقل معًا، وأن القرآن يثبت الوجود الإلهي بأسلوب عقلي فطري، كما في قوله تعالى:{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [البقرة: 22] مضيفًا أن مثل هذه النصوص تستنهض العقل للنظر والتأمل، وتؤكد وحدة المصدر بين الكون والقرآن.
كما أكد المفتي أن العقل يدرك كذلك صفات الله من خلال آثارها في الكون، كالحكمة، والعلم، والقدرة، مستشهدًا بقوله تعالى:
{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40]،
وهذا كله يعزِّز دَور العقل في إثبات الصفات الإلهية وإدراك آثارها.
وفي حديثه عن النبوة والوحي، شدَّد المفتي على أن العقل يُقِرُّ بإمكانية ورود الوحي، ويؤمن بأن الله يصطفي من عباده من يبلغون رسالاته، ويؤيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم، مبينًا أن المعجزة تخاطب العقل، وتقيم عليه الحجة، مما يجعل التصديق بالنبوة نتيجة عقلية وإيمانية في آن.
أما في الجوانب السمعية المتعلقة بالآخرة، كالملائكة والجنة والنار، فقد بيَّن فضيلته أن العقل لا يستقل بإدراكها، لكنه لا يُنكرها إذ جاء بها الوحي، بل يؤمن بها ويفسرها في ضوء النصوص، ويرى فيها دلائل القدرة الإلهية المطلقة.
وفي سياق الحديث عن فقه المقاصد، أوضح مفتي الجمهورية أن العقل يستطيع أن يدرك الحكمة من الخلق والثواب والعقاب، في ضوء مبدأ العدل الإلهي، مستشهدًا بقوله تعالى:
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]،
مؤكدًا أن الكون كله قائم على الحكمة، وأن العقل مُهيأ لفهم هذه الغايات في إطار هداية الوحي.
وشدد على أن القول بتعارض العقل مع النقل قول باطل، بل إن التكامل بينهما هو الذي يُنتج الإيمان الصحيح، ويُهذب الفكر، ويُرشد السلوك.
وفي ختام حديثه، قال المفتي:
"لسنا مطالبين بتغليب العقل على الوحي، ولا الوحي على العقل، بل مطلوب منا أن نُحسن الربط بينهما، وأن نفهم النص في ضوء العقل، وأن نُعمل العقل في إطار النص، فبهذا تكتمل صورة الهداية، وتتحقق رسالة الاستخلاف."
وأضاف: "المشكلة ليست في النصوص، بل في طريقة تعاملنا معها؛ إذ نقرأ كثيرًا، ونردد كثيرًا، دون أن نتوقف لنتدبر ونتفكر، وكأننا فقدنا مهارة الوقوف عند المعاني. وقد آن الأوان أن نستعيد فقه التعقل، ومَلَكة التدبر، لنفهم الدين كما أراده الله، لا كما جمَّدته العادات أو قيَّدته الأشكال."