رسم تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أجواء تشاؤمية حول صفقة تبادل الأسرى والهدنة، والتي جرى التوصل إليها في باريس الأحد، مستندة إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بعض مطالب حركة "حماس" لا يمكن تلبيتها.

وجاء في التقرير أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة تتحدث عن إحراز تقدم قد يفضي إلى اتفاق تبادل بين حركة حماس وإسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة، وعلى الرغم من التفاؤل الموجود إلا أن الطريق لتحقيق ذلك لا يزال طويلاً، ومن المتوقع أن تكون المفاوضات صعبة".

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى تصريح نتنياهو حين قال: "بعض مطالب حركة حماس مثل إطلاق سراح آلاف الأسرى، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة لا يمكن تحقيقها".

ووفق الصحيفة، فإن النقاش حول الصفقة، يظهر أن وقف إطلاق النار قد يستمر 142 يوما.

وتتضمن المرحلة الأولى من الصفقة، إطلاق سراح 35 أسيرا إسرائيلياً على مدار 42 يوماً، وفق معادلة يوم هدنة واحد مقابل كل محتجز يعود إلى إسرائيل، بالإضافة إلى 7 أيام للتفاهم بشأن الدفعة المقبلة.

وفي أعقاب هذه المرحلة، سيبقى هناك 100 أسير إسرائيلي في غزة، ويعني ذلك بأن الهدنة قد تستمر 100 يوم إضافية.

اقرأ أيضاً

نتنياهو يسير على حبل مشدود في صفقة الأسرى وسط اعتراضات وزرائه اليمنيين

وذكرت الصحيفة أن الاتفاق سيشمل أيضاً إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، مع توضيح تفاصيل محددة مثل عدد المقاتلين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي، وتحديد هويات السجناء، وسيتم مناقشة هذه التفاصيل بين الجانبين.

بالإضافة إلى ذلك ستتم زيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة.

وعندما تعلن حركة "حماس" قبولها الأولي للاتفاق، ستبدأ مفاوضات مكثفة حول البنود الأساسية للاتفاق.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أنه من الواضح أن "حماس" لن توافق على اتفاقية مماثلة للاتفاقات السابقة، التي تنص على إطلاق سراح ثلاثة أسرى فلسطينيين، مقابل كل أسير إسرائيلي.

وتحتجز "حماس"، حاليا وفق تقديرات تل أبيب، نحو 136 إسرائيليا، وقد تأكدت وفاة 29 منهم، و4 أفراد كانوا محتجزين بالفعل في غزة قبل معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومن المتوقع وفقاً لتقرير الصحيفة، أن تطالب "حماس" هذه المرة بعدد يتراوح بين 100 إلى 300 أسير مقابل كل أسير إسرائيلي يتم إطلاق سراحه.

وما زالت شروط "حماس" لإعادة الجثث الإسرائيلية في قطاع غزة "غير واضحة"، وفق الصحيفة، التي قالت إنه لا يعرف ما إذا كانت الحركة ستوافق على تبادل الجثث بجثامين من أعضاء "حماس"، أو إذا كانت ستطلب إطلاق سراح أسرى إضافيين.

اقرأ أيضاً

هنية والنخالة يبحثان المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة

وحسب التقرير، فإنه في حال تمت تلبية مطالب الحركة، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين.

وتعتبر "يديعوت أحرونوت"، أن نتنياهو وضع حدوداً لصفقة تبادل الأسرى المحتملة، حين قال إنه "لن يُفرج عن آلاف الإرهابيين"، في إشارة إلى الأسرى من عناصر "حماس" في إسرائيل.

في حين نقلت عن تقارير إخبارية حديثها عن إمكانية إطلاق إسرائيل سراح ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف من المقاتلين الفلسطينيين في إطار الصفقة المتوقعة، وهو أكبر عدد من السجناء تطلق إسرائيل سراحهم على الإطلاق.

وتنقل الصحيفة عن مصادر مقربة من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قولها إن "تصريح نتنياهو لا يعدو أن يكون بالون اختبار من الدائرة المحيطة به".

ومع ذلك، بعد التوصل إلى اتفاق بشأن قضية الأسرى المعقدة، تصر "حماس" أيضاً على انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة.

وهناك سؤال آخر يجب مناقشته في المفاوضات: هل تستطيع إسرائيل منع سكان غزة من الوصول إلى شمال القطاع لمدة 45 يوما؟، وماذا سيحدث بعد وقف إطلاق النار خلال المدة المذكورة، خصوصا أن نتنياهو ما فتئ يكرر أن الحرب لن تنتهي ما لم تحقق إسرائيل كل أهدافها.

لكن، وحسب مصدر إسرائيلي، فإن التوصل إلى اتفاق أمر مرجح للغاية لسبب واحد هو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن مصمم على إنهاء الحرب ويأمل أن تؤدي صفقة الأسرى إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، حسب الصحيفة.

اقرأ أيضاً

تفاؤل قطري بالتوصل لوقف إطلاق نار في غزة.. وإعلام عبري: نتنياهو يفشل الصفقة

وفي السياق، أفاد موقع "واينت" الإسرائيلي الجمعة، بأن جلسة كابينت الحرب التي عقدت في الساعات الأخيرة لمناقشة الصفقة المحتملة شهدت نقاشات حادة بين الوزراء، بشأن المضي قدماً بمقترح يشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، أو السعي إلى صفقة متكاملة يعود بموجبها جميع الأسرى دفعة واحدة.

وأضاف الموقع أنه "ظهر عدم وجود مسوّدة اتفاق حتى الآن، وتركت الجلسة انطباعاً لدى الوزراء بأن المحادثات حول الصفقة لا تزال في بدايتها، في حين كرر نتنياهو موقفه بأنه لن يجري إطلاق سراح آلاف الأسرى".

من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلي "كان" (رسمية)، إن الجلسة لم تشهد أي تصويت على المقترح، ونقلت عن أحد الوزراء قوله: "لم يجدّدوا لنا أي شيء، ما عُرض في الكابينت، علمناه قبل ذلك من وسائل الإعلام".

وعارض العديد من الوزراء في "الكابينت" الخطوط العريضة للصفقة، معتبرين أنها ستؤدي إلى توقف طويل جداً في القتال، فيما أبدى آخرون مواقف أكثر ليونة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفاً و131 شهيداً، وإصابة 66 ألفاً و287 شخصاً، إلى جانب نزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

اقرأ أيضاً

حال عقد صفقة غير محسوبة مع حماس.. بن غفير يهدد بإسقاط الحكومة ونتنياهو يرد

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس صفقة تبادل تبادل أسرى إسرائيل مفاوضات أمريكا حرب غزة أسیر إسرائیلی إطلاق النار إطلاق سراح اقرأ أیضا قطاع غزة مقابل کل فی غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: رفض نتنياهو اقتراح وقف إطلاق النار يثير غضبًا داخليًا وخارجيًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الواضح لاقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أكثر من أسبوعين، يثير حالة قلق على المستوى العالمي، وغضبا عارما على المستوى الداخلي.

وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن وزراء خارجية أوروبا أعربوا عن قلقهم إزاء رفض نتنياهو الواضح للاقتراح وتصاعد الأعمال العدائية على الحدود اللبنانية، مما يهدد بحرب واسعة النطاق، مشيرة في الوقت نفسه إلى غضب عائلات المحتجزين الإسرائيليين وغيرهم الذين اتهموا نتنياهو بعدم احترام عنصر أساسي من الخطة وهو الانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل.

ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله، في مقابلة تلفزيونية ليلة أمس الأول، إنه منفتح على بعض جوانب تبادل المحتجزين ولكن ليس وقف إطلاق النار الدائم الذي قدمه بايدن كجزء مما وصفه بالاتفاق الإسرائيلي المقترح في الشهر الماضي.

وأضاف نتنياهو "المرحلة المكثفة من الحرب ستنتهي قريبا جدا، لكن هذا لا يعني أن الحرب ستنتهي، أنا على استعداد لعقد اتفاق جزئي، من شأنه أن يعيد بعض الأشخاص إلينا، وهذا ليس سرا، لكننا ملتزمون بمواصلة الحرب بعد الهدنة."

وتابعت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو جاءت في الوقت الذي يزور فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت واشنطن حيث يجتمع مع مسؤولين أمريكيين لاستعراض المرحلة الجديدة في الحرب في غزة والتوترات المتصاعدة في الشمال مع جماعة حزب الله اللبنانية.

وفي اجتماع مع مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى لبنان عاموس هوكستين يوم أمس الاثنين، قال جالانت إن "المرحلة ج" من الحرب ستكون لها عواقب على جميع الجبهات بالنسبة لإسرائيل، وفقا لبيان صادر عن مكتب جالانت.

كما التقى بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووفقا لبيان وزارة الخارجية، حيث أطلع بلينكن جالانت على "الجهود الدبلوماسية لتعزيز الأمن وإعادة الإعمار في غزة ما بعد الحرب وأكد على أهمية هذا العمل لأمن إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن عائلات المحتجزين قد اختلفت بشكل متزايد مع نتنياهو وأعضاء اليمين المتطرف في حكومته حول ما إذا كانت الأولوية للتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين أو مواصلة القتال لتدمير حماس.

وفي بيان تم نشره يوم أمس الاثنين، أدانت حماس تصريحات نتنياهو وقالت إن هدفه من التوصل إلى "اتفاق جزئي" سيؤدي إلى استمرار الحرب بعد استعادة المحتجزين، وهو ما ينتهك بوضوح اقتراح بايدن.

وأضافت حماس أن إصرارها على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن تأكيدا واضحا لوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة هو خطوة ضرورية، وفي حين إنها تنظر إلى الاقتراح بإيجابية، فقد أضافت أيضا شروطا وصفتها الولايات المتحدة بأنها غير مقبولة.

من جانبه..أعرب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن خيبة أمله إزاء تصريحات نتنياهو وتأثيرها على المحادثات لإنهاء الصراع.

وقال بوريل، في لوكسمبورج قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي،: "الإعلان الأخير لرئيس الوزراء نتنياهو يؤكد أنه، للأسف، لن يتم تنفيذ هذه الخطة"، مشيرًا إلى مخاوف من احتمال تصاعد الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله خاصة أن خطر تأثير هذه الحرب على جنوب لبنان وامتدادها يتزايد يوما بعد يوم.

ولفتت الصحيفة إلى أن القلق في أوروبا بشأن توسع الحرب تأكد عندما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في نفس الحدث إنه "من المهم للغاية" التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، داعية حماس إلى الموافقة على الصفقة. 

بدورها، قالت بيربوك، التي وصفت الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بأنه "أكثر من مثير للقلق"، إنها ستتوجه إلى الشرق الأوسط لمناقشة المسألة خاصة أن "المزيد من التصعيد سيكون بمثابة كارثة على جميع الناس في المنطقة".

وانضمت منظمة إنقاذ الطفولة أيضًا إلى المطالبين بإنهاء الحرب في غزة، قائلة إن هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار حيث تقدر أن أكثر من 20 ألف طفل في عداد المفقودين في غزة.

وذكر أحدث تقرير لها أن نحو 17 ألف طفل منفصلون عن عائلاتهم، وأن هذا الرقم أصبح أسوأ بسبب الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والذي "زاد الضغط" على العائلات والمجتمعات داخل القطاع.

وأضاف التقرير أن الظروف في غزة تجعل من شبه المستحيل جمع المعلومات والتحقق منها لكنها تشير إلى أن نحو 4000 طفل ربما يكونون في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وأن عددًا غير معروف موجود في مقابر جماعية.

وقال حزب العمال المعارض في بريطانيا إنه سيلتزم بأي مذكرة اعتقال تصدرها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو إذا فاز في الانتخابات المقررة في 4 يوليو. 

يشار إلى أنه قتل ما لا يقل عن 37598 شخصا وأصيب 86032 آخرون في غزة منذ بدء الحرب، وفقا لوزارة الصحة في غزة بينما تقدر إسرائيل أن حوالي 1200 شخص قتلوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • تحديد موعد لجولة جديدة من المفاوضات بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين
  • صحيفة عبرية تكشف فساد نتنياهو.. أنفق 173 ألف شيكل على منزله فقط
  • إطلاق سراح مؤسس ويكيليكس بموجب صفقة
  • بعد انتهاء القتال العنيف في غزة.. صحيفة أميركيّة: إسرائيل ستكون في وضع أفضل لغزو لبنان
  • صحيفة عبرية تكشف عن هوية اول رهينتين إسرائيليتين ستطلق حماس سراحهما
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة تناشد بلقاء فوري مع نتنياهو لبحث صفقة تبادل واضحة
  • نتنياهو يدّعي التزام "إسرائيل" بمقرح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة
  • واشنطن بوست: رفض نتنياهو اقتراح وقف إطلاق النار يثير غضبًا داخليًا وخارجيًا
  • مصدر أمني إسرائيلي: نتنياهو والسنوار لا يريدان صفقة تفضي إلى تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار
  • حديث نتنياهو عن صفقة جزئية يثير انتقادات وغضبا داخل إسرائيل