أجواء تشاؤمية حول صفقة الأسرى.. صحيفة عبرية: المفاوضات ستكون طويلة وشاقة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
رسم تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أجواء تشاؤمية حول صفقة تبادل الأسرى والهدنة، والتي جرى التوصل إليها في باريس الأحد، مستندة إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بعض مطالب حركة "حماس" لا يمكن تلبيتها.
وجاء في التقرير أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة تتحدث عن إحراز تقدم قد يفضي إلى اتفاق تبادل بين حركة حماس وإسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة، وعلى الرغم من التفاؤل الموجود إلا أن الطريق لتحقيق ذلك لا يزال طويلاً، ومن المتوقع أن تكون المفاوضات صعبة".
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى تصريح نتنياهو حين قال: "بعض مطالب حركة حماس مثل إطلاق سراح آلاف الأسرى، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة لا يمكن تحقيقها".
ووفق الصحيفة، فإن النقاش حول الصفقة، يظهر أن وقف إطلاق النار قد يستمر 142 يوما.
وتتضمن المرحلة الأولى من الصفقة، إطلاق سراح 35 أسيرا إسرائيلياً على مدار 42 يوماً، وفق معادلة يوم هدنة واحد مقابل كل محتجز يعود إلى إسرائيل، بالإضافة إلى 7 أيام للتفاهم بشأن الدفعة المقبلة.
وفي أعقاب هذه المرحلة، سيبقى هناك 100 أسير إسرائيلي في غزة، ويعني ذلك بأن الهدنة قد تستمر 100 يوم إضافية.
اقرأ أيضاً
نتنياهو يسير على حبل مشدود في صفقة الأسرى وسط اعتراضات وزرائه اليمنيين
وذكرت الصحيفة أن الاتفاق سيشمل أيضاً إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، مع توضيح تفاصيل محددة مثل عدد المقاتلين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي، وتحديد هويات السجناء، وسيتم مناقشة هذه التفاصيل بين الجانبين.
بالإضافة إلى ذلك ستتم زيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة.
وعندما تعلن حركة "حماس" قبولها الأولي للاتفاق، ستبدأ مفاوضات مكثفة حول البنود الأساسية للاتفاق.
ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أنه من الواضح أن "حماس" لن توافق على اتفاقية مماثلة للاتفاقات السابقة، التي تنص على إطلاق سراح ثلاثة أسرى فلسطينيين، مقابل كل أسير إسرائيلي.
وتحتجز "حماس"، حاليا وفق تقديرات تل أبيب، نحو 136 إسرائيليا، وقد تأكدت وفاة 29 منهم، و4 أفراد كانوا محتجزين بالفعل في غزة قبل معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن المتوقع وفقاً لتقرير الصحيفة، أن تطالب "حماس" هذه المرة بعدد يتراوح بين 100 إلى 300 أسير مقابل كل أسير إسرائيلي يتم إطلاق سراحه.
وما زالت شروط "حماس" لإعادة الجثث الإسرائيلية في قطاع غزة "غير واضحة"، وفق الصحيفة، التي قالت إنه لا يعرف ما إذا كانت الحركة ستوافق على تبادل الجثث بجثامين من أعضاء "حماس"، أو إذا كانت ستطلب إطلاق سراح أسرى إضافيين.
اقرأ أيضاً
هنية والنخالة يبحثان المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة
وحسب التقرير، فإنه في حال تمت تلبية مطالب الحركة، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين.
وتعتبر "يديعوت أحرونوت"، أن نتنياهو وضع حدوداً لصفقة تبادل الأسرى المحتملة، حين قال إنه "لن يُفرج عن آلاف الإرهابيين"، في إشارة إلى الأسرى من عناصر "حماس" في إسرائيل.
في حين نقلت عن تقارير إخبارية حديثها عن إمكانية إطلاق إسرائيل سراح ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف من المقاتلين الفلسطينيين في إطار الصفقة المتوقعة، وهو أكبر عدد من السجناء تطلق إسرائيل سراحهم على الإطلاق.
وتنقل الصحيفة عن مصادر مقربة من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قولها إن "تصريح نتنياهو لا يعدو أن يكون بالون اختبار من الدائرة المحيطة به".
ومع ذلك، بعد التوصل إلى اتفاق بشأن قضية الأسرى المعقدة، تصر "حماس" أيضاً على انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة.
وهناك سؤال آخر يجب مناقشته في المفاوضات: هل تستطيع إسرائيل منع سكان غزة من الوصول إلى شمال القطاع لمدة 45 يوما؟، وماذا سيحدث بعد وقف إطلاق النار خلال المدة المذكورة، خصوصا أن نتنياهو ما فتئ يكرر أن الحرب لن تنتهي ما لم تحقق إسرائيل كل أهدافها.
لكن، وحسب مصدر إسرائيلي، فإن التوصل إلى اتفاق أمر مرجح للغاية لسبب واحد هو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن مصمم على إنهاء الحرب ويأمل أن تؤدي صفقة الأسرى إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، حسب الصحيفة.
اقرأ أيضاً
تفاؤل قطري بالتوصل لوقف إطلاق نار في غزة.. وإعلام عبري: نتنياهو يفشل الصفقة
وفي السياق، أفاد موقع "واينت" الإسرائيلي الجمعة، بأن جلسة كابينت الحرب التي عقدت في الساعات الأخيرة لمناقشة الصفقة المحتملة شهدت نقاشات حادة بين الوزراء، بشأن المضي قدماً بمقترح يشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، أو السعي إلى صفقة متكاملة يعود بموجبها جميع الأسرى دفعة واحدة.
وأضاف الموقع أنه "ظهر عدم وجود مسوّدة اتفاق حتى الآن، وتركت الجلسة انطباعاً لدى الوزراء بأن المحادثات حول الصفقة لا تزال في بدايتها، في حين كرر نتنياهو موقفه بأنه لن يجري إطلاق سراح آلاف الأسرى".
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلي "كان" (رسمية)، إن الجلسة لم تشهد أي تصويت على المقترح، ونقلت عن أحد الوزراء قوله: "لم يجدّدوا لنا أي شيء، ما عُرض في الكابينت، علمناه قبل ذلك من وسائل الإعلام".
وعارض العديد من الوزراء في "الكابينت" الخطوط العريضة للصفقة، معتبرين أنها ستؤدي إلى توقف طويل جداً في القتال، فيما أبدى آخرون مواقف أكثر ليونة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفاً و131 شهيداً، وإصابة 66 ألفاً و287 شخصاً، إلى جانب نزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.
اقرأ أيضاً
حال عقد صفقة غير محسوبة مع حماس.. بن غفير يهدد بإسقاط الحكومة ونتنياهو يرد
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حماس صفقة تبادل تبادل أسرى إسرائيل مفاوضات أمريكا حرب غزة أسیر إسرائیلی إطلاق النار إطلاق سراح اقرأ أیضا قطاع غزة مقابل کل فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تتمسك بعدم تجزئة المفاوضات.. إسرائيل قد تعود للحرب
قال مصدر أمني مسؤول لقناة القاهرة الإخبارية، إن حماس تتمسك بعدم تجزئة المفاوضات؛ خوفا من تسليم الأسرى ثم عودة الجانب الإسرائيلي لإطلاق النار.
وأفاد المصدر بـ"انطلاق اجتماعات حركتي فتح وحماس بالقاهرة بشأن قطاع غزة من خلال لجنة الإسناد المجتمعي".
وتابع بأن "الاجتماعات شأن فلسطيني خالص، والجهود المصرية هدفها توحيد الصف الفلسطيني، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأجرت حركتا فتح وحماس، السبت، مباحثات جديدة في العاصمة المصرية القاهرة، تتعلق بمسألة تشكيل لجنة خاصة لإدارة قطاع غزة، في أعقاب الحرب المدمرة والمتواصلة منذ أكثر من عام.
وذكر التلفزيون المصري أن "لقاء فتح وحماس في القاهرة سعى لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة".
والسبت، قالت حركة حماس إن مقترحات الهدنة لعدة أيام هي "ذر للرماد في العيون"، إذ لا تتضمن وقفا للحرب، ولا انسحابا إسرائيليا من غزة، ولا عودة للنازحين، معتبرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم المفاوضات كغطاء لاستمرار عدوانه.
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة في بيان: "مقترحات الهدنة لبضعة أيام ذر الرماد في العيون، فهي لا تتضمن وقفا للعدوان، ولا انسحابا، ولا عودة للنازحين".
وأضاف: "نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات وأفكار تضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة".
وتابع: "نتنياهو يماطل لكسب الوقت، ويستخدم المفاوضات غطاء لاستمرار عدوانه".
ولفت إلى أن "لعبة تبادل الأدوار بين الاحتلال والإدارة الأمريكية متواصلة في لبنان، كما هي في غزة".
والثلاثاء، أعلنت حركة "حماس" أنها استجابت لطلب الوسطاء لبحث مقترحات جديدة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.
في السياق، قالت وزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء، إن جهود الوساطة مستمرة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربة عن أملها في التوصل لاتفاق.
وبحث رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" ديفيد برنياع، ورئيس السي آي إيه الأمريكية، وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري، في الدوحة، يومي الأحد والاثنين الأسبوع الماضي، اقتراح هدنة "لأقل من شهر"، بحسب مصدر مقرب من المفاوضات.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس، إن "المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنه في حال التوصل إلى اتفاق قصير الأمد، فقد يؤدي ذلك إلى اتفاق دائم".
إلى جانب ذلك، أعلن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي، أن بلاده طرحت مبادرة لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، تبدأ بيومين، ثم 10 أيام.