البحوث الإسلامية: الإمام الأكبر تحمل عبئا كبيرا في ندائه إلى أحرار العالم من أجل غزة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
كتب- محمود مصطفى أبو طالب:
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مساء اليوم /الجمعة/ ندوة بعنوان "إشكالية الأخوة الإنسانية بين الموضوعية والتحيز"، بحضور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وأدارها محمود عبد الرحمن، مذيع المركز الإعلامي للأزهر الشريف.
وقال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الحديث عن الأخوة الإنسانية ليس من رفاهية القول، بل قد يصل إلى حد الفريضة في زماننا الحالي، حيث أنها تحكي عالما الأصل فيه التعاون والتكامل والاحترام المتبادل، والإقرار بالتعددية الفكرية، وبالحقوق الخاصة بكل أمة وبكل شعب، موضحا أن النفاق السياسي تسبب في طرح قضية الأخوة الإنسانية بأمزجة مختلفة، محذرا من أن هذا المنزلق الخطير يسهم في القضاء على مفهوم الأخوة الإنسانية وفق المراد الإلهي لها، والذي تواتر على ألسنة أنبيائه ورسله الكرام.
وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأخوة بمعناها البسيط تقتضي الاعتراف بالآخر، وبحقوقه والواجبات تجاهه، كما أنها تقتضي الإقرار بنوع من التراحم والتكامل والتعاون والتلاحم والتماس العذر للغير، مؤكدا أن فهم الأخوة بهذا المعني يؤدي إلى تحقيق الغاية التي خلق الله الناس لأجلها، والتي تتمثل في الاستخلاف الإيجابي والأمثل للخلق في عمارة الكون، ولتحقيق ذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يوجد تسخير بين بني البشر وبعض.
وتابع أننا نعيش في عالم انتشر فيه التطرف والعنف والحدة، والتي تسبب فيها الفهم غير المنطقي وغير المقبول لمراد الشارع الحكيم، حيث أن المتأمل في صحيح الرسالات السماوية، يجد أنها قد اتفقت فيما بينها على أصول وكليات ضرورية، لا يمكن أن تستقيم حركة الحياة بدونها، فالدين والنفس والنسل والعرض والمال، مقاصد ضرورية، ما من شريعة إلهية، إلا ووضعت لهذه الكليات ما يحميها ويمنع التجرؤ عليها، أو الانتقاص من قدرها.
وشدد على أن ما يحدث في فلسطين الأبية، وأهل غزة الحبيبة، يؤكد على أن هناك فهما خاطئا لمنطوق الوحي الإلهي، ليس أي سند صحيح، حيث أن هؤلاء الذين يتحدثون عن شعب الله المختار، وأنهم أفضل خلق الله تعالى، عندما نبحث في صحيح أسفارهم، نجد نهي تام عن القتل والدماء والعرض وسلب المال، بما يؤكد أننا أمام قوم لا يعرفون لله تعالى قدرا، ولا للإنسانية حرمة، ولا للدين وقارا، بما يبرهن على زيف دعواهم وتمرسهم في النفاق السياسي فيما يتعلق بالأخوة الإنسانية.
واستنكر الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، التفاعل العالمي السلبي للعديد من المنظمات والجهات الدولية تجاه ما يحدث في غزة، وانتهاجه سياسة الكيل بمكيالين، حيث انتفض لجانب من العالم، وولي عن الجانب الآخر الخاص بغزة وفلسطين، مشيدا بموقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مؤكدا أنه تحمل عبئا كبيرا جدا في نداءاته وبياناته إلى أحرار العالم وأصحاب الأخلاق والضمائر الحية، بضرورة التحلي بالموضوعية في التناول، والمصداقية في الحكم.
وأوضح عياد أن تطبيق الأخوة الإنسانية، ليس بالأمر العسير، بشرط إخلاص النوايا وتوحيد الرؤى والاتفاق على الأهداف، كما جاء في «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، مؤكدا أن المشكلة في تطبيق هذه الوثيقة ليس في الدين، وإنما في فهم بعض المنتسبين إلى الأديان لمراضاة الوحي الإلهي.
بدوره، وجه الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، التحية لنضال الشعب الفلسطيني وما يبذلونه من دماء وتضحيات وفداء للحفاظ على أرضهم، مشددا أنه لا يوجد دين في العالم يحث على القتل، ولم يحدث أن وجدنا هذا إلا في الدفاع عن العرض والأرض والدين، مؤكدا أن ادعاء نتنياهو بأنهم يريدون أن ينفذوا أوامر الله بالسطو على أرض الفلسطينيين كذب وتزييف للحقائق، حيث أنهم أتوا بوعد «بلفور» وليس بوعد من الله.
وأوضح الأنبا إرميا، أنه لا يوجد شعب أغضب الله مثل الإسرائيليين، مشددا على أن السلام لا يأتي بإخضاع ولا باستخدام القوة العسكرية والبطش، وأكد أننا جميعا نتألم لما يحدث من اعتداءات على الشعب الفلسطيني، وأن التاريخ لن يسامح أو يرحم كل من غض الطرف عن ما يحدث للشعب الفلسطيني، ولفت إلى أن الصهيونية العالمية تسعى لتفتيت البلاد وتعمل على وضع الصراعات بين الأديان.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 شيخ الأزهر أحمد الطيب حرب غزة طوفان الأقصى المزيد الأخوة الإنسانیة البحوث الإسلامیة مؤکدا أن ما یحدث حیث أن
إقرأ أيضاً:
قلبي في المدينة لماهر زين تحقق نجاحا كبيرا بعد أيام من إطلاقها
سيرا على خطى تاريخ طويل من المدائح النبوية والحنين للمدينة المنورة، أطلق الفنانان اللبناني ماهر زين والبريطاني هاريس جي أغنية "قلبي في المدينة" بموسيقى آسرة وكلمات صوفية بنكهة حديثة.
وحققت الأغنية حضورا واسعا على مختلف المنصات الرقمية جعلها تحتل المرتبة الثالثة عالميا في قائمة الأكثر تداولا على يوتيوب وأكثر من مليار مشاهدة على منصة تيك توك، وتصدرت قوائم التريند في 33 دولة حول العالم، بما في ذلك دول أوروبية وغربية مثل المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وكندا، وأستراليا، وهو إنجاز غير مسبوق لأغنية إسلامية، كما يقول فريق عمل الأغنية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسلسل "منتهي الصلاحية".. مجتمع اليأس والرهانات الخاسرةlist 2 of 2بواقعية صادقة.. مسلسل "لام شمسية" يكشف جراح الطفولة المسكوت عنهاend of listويقول القائمون على الأغنية إن هذا الاستقبال العالمي الاستثنائي يعكس الأثر الذي تركته الأغنية الروحية والكلمات التي تفيض بالشوق والحب النبوي في القلوب، في زمن تسود فيه المادية.
وتحيي الأغنية معنى المدينة المنورة كرمز للسلام والسكينة، وينساب منها الشوق إلى الحرم النبوي الشريف.
ولم يقتصر نجاح "قلبي في المدينة" على البلدان الإسلامية، بل وصلت إلى قلوب جماهير في العالم الغربي في رسالة تأكيد على أن "الفن الهادف" يمكنه أن يخترق الحواجز الثقافية واللغوية، وفي تعليق على النجاح الساحق للأغنية، قال فريق العمل: "نحن ممتنون جدا لهذا الحب والدعم الكبير الذي حظيت به الأغنية. نسأل الله أن تستمر في إلهام القلوب، وتعزيز الروابط بالرسالة النبوية الخالدة".