هايلي تصرّ على مواصلة السباق.. كيف يمكن أن يؤثر ذلك على ترامب؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
رغم قلة فرصها للظفر بترشيح الحزب الجمهوري أمام منافس قوي مثل الرئيس السابق دونالد ترامب، لم تفقد، نيكي هايلي، الأمل في بلوغ هدفها وظلت تناضل بقوة من ولاية لأخرى، وفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس.
التقرير لفت في المقابل إلى أن إصرارها قد يضر بفرص الحزب الجمهوري في كسب المعركة الانتخابية النهائية في نوفمبر المقبل.
وذكرت الوكالة بأن السباق التمهيدي المحتدم في الحزب الديمقراطي، بين المرشحين، بيرني ساندرز، وهيلاري كلينتون في عام 2016، ترك وراءه انقسامات في الحزب "ساهمت في نهاية المطاف في خسارة كلينتون في الانتخابات أمام ترامب" وفق الوكالة.
لذلك، يخشى بعض الجمهوريين أن يعيد التاريخ نفسه، ويخسر الحزب الجمهوري الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية السنة الجارية.
وتراجعت حظوظ هايلي نحو ترشيح الحزب الجمهوري بعد الخسائر الأخيرة في ولايتي أيوا ونيو هامشير، لكنها تعهدت بالبقاء في السباق، وذلك بدعم من آلاف المانحين، وشريحة رئيسية من الجناح المعتدل في الحزب.
وقالت أسوشيتد برس في الصدد "كلما اشتدت معارك هايلي، زاد خوف المسؤولين الجمهوريين من أنها قد تضر بفرصهم في الانتخابات ضد الرئيس، جو بايدن.
"إلهاء"وصف مستشار ترامب السابق، ديفيد أوربان، إصرار هايلي بأنه "إلهاء واستنزاف للموارد ومصدر للإحباط".
وأضاف "لا أحد في فريق ترامب يعتقد أن التنافس مع بايدن سيكون سهلا، سيكون طريقا وعرا، سيكون سباقا صعبا".
وقال أيضا "نحتاج إلى البدء في العمل معا، لكن في الوقت الحالي، لا يحدث ذلك لأنها (هايلي) لا تزال تعمل على تأجيج التيارات المناهضة لترامب" وفق تعبيره.
وهايلي في وضع مختلف كثيرًا عما كان عليه ساندرز خلال حملته للظفر بترشيح الحزب الديمقراطي ضد كلينتون في عام 2016.
وفاز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت بعديد الاستحقاقات الانتخابية المحلية، بما في ذلك فوزه بـ 22 نقطة في الانتخابات التمهيدية في نيو هامشير.
في المقابل، فإن العجز الذي حققته هايلي بمقدار 11 نقطة في نفس الولاية الشهر الماضي قد يكون عائقا أمام محاولتها الظفر بترشيح الحزب في النهاية.
كما من الممكن أن يحرج ترامب هايلي في ولايتها ساوث كارولينا، وفق الوكالة، حيث يتمتع الرئيس السابق بأنصار مخلصين.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة واشنطن بوست، الخميس، أن ترامب يتقدم عل هايلي بفارق 26 نقطة في الولاية.
ومع ذلك، من الناحية العملية -وفي حسابات هايلي- فإن الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لم تبدأ بعد.
وصوتت ولايتان فقط حتى الآن في عملية ستشمل في نهاية المطاف جميع الولايات الخمسين قبل أن تنتهي في مؤتمر الترشيح الوطني للحزب الجمهوري في يوليو المقبل.
"لن أذهب إلى أي مكان"قالت هايلي للصحفيين، الخميس "لن أذهب إلى أي مكان، لدينا بلد يجب إنقاذه، وأنا مصممة على الاستمرار، وطالما أستطيع الاستمرار في سد هذه الفجوة، فسوف أستمر في البقاء في السباق".
وتثير مثل هذه التعليقات غضب ترامب لأنه حريص على تجاوز الانتخابات التمهيدية بالكامل والتركيز على منافسة بايدن.
وفي نفس الوقت الذي كانت تتحدث فيه هايلي تقريبا، كان ترامب يهاجمها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال في إحدى منشوراته "نيكي هايلي يتم شراؤها والدفع لها من قبل أعدائنا السياسيين"، ووصف في منشور آخر هايلي بأنها "مكروهة بشدة" من قبل عدد متزايد من الأميركيين.
ويشعر بعض الجمهوريين بالقلق من أن انشغال ترامب بهايلي، قد يزيد من تنفير الناخبين عنه.
في المقابل نوه التقرير بجهود هايلي على تجاوز جميع العقبات، وكشف أن حملتها جمعت 5 ملايين دولار من مانحين صغار في الأيام التي تلت حصولها على المركز الثاني في نيو هامشير
وهي أيضا في خضم جولة لجمع التبرعات في أربع ولايات والتي ستتضمن ما لا يقل عن 10 لقاءات مع مانحين أثرياء.
وقال جامع التبرعات الجمهوري، إريك ليفين، الذي شارك في استضافة إحدى الفعاليات في نيويورك، إن بضع مئات من المتبرعين لهايلي الذين تجمعوا في وقت سابق من الأسبوع "ما زالوا ملتزمين كما كانوا دائمًا".
وسلطت بيتسي أنكني، مديرة حملة هايلي، الضوء على التزام المرشحة بالسباق، وذلك خلال اجتماع مع بعض المانحين الرئيسيين للحزب الجمهوري في وقت سابق من الأسبوع في فلوريدا، وفقًا لمسؤولين جمهوريين اثنين رفضا الكشف عن هويتهما، تقول الوكالة.
ولا يزال العديد من المانحين الرئيسيين ينتقدون ترامب، لكن بعض أكبر المؤيدين المحتملين لهايلي هم في الأساس في حالة انتظار قبل الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا في 24 فبراير.
في المقابل، يواصل ترامب أيضا الإبلاغ عن "اتفاقات قوية" لجمع التبرعات، لكن مشاكله القانونية تستهلك جزءا كبيرا من أموال المانحين وفق التقرير ذاته.
وأنفقت اثنتان من لجان العمل السياسي التابعة لترامب ما يقرب من 50 مليون دولار من أموال المانحين على الرسوم القانونية العام الماضي، وفقًا للملفات الفيدرالية التي تم نشرها هذا الأسبوع، بينما تستمر تكاليفه القانونية في النمو.
استراتيجية هايليوبدأت هايلي في تصعيد الهجمات ضد ترامب، وهي استراتيجية متعمدة تهدف إلى تسليط الضوء على أخطاء الرئيس السابق، بما في ذلك قضاياه القانونية وكذلك سنّه المتقدم، وفق الوكالة.
وهاجمت هايلي ترامب وبايدن معا هذا الأسبوع ووصفتهما بأنهما "عجوزان".
ويبدو أن هجومها على ترامب يلقى صدى لدى مجموعة كبيرة من الناخبين المتأرجحين الذين يلعبون دورا محوريا في الانتخابات العامة.
وفي الانتخابات التمهيدية الأخيرة في نيو هامشير، على سبيل المثال، حقق ترامب انتصارا حاسما ضد هايلي مدعوما بشعبيته بين الناخبين الجمهوريين التقليديين، لكنه خسر أغلبية المعتدلين ونحو ثلثي أولئك الذين يعتبرون مستقلين، وفقًا لوكالة AP VoteCast.
كما خسر أيضا حوالي 6 من كل 10 من الحاصلين على شهادات جامعية، وأظهر ضعفا في استقطاب الناخبين في ضواحي المدن.
لكن القاعدة الجمهورية لا تزال تقف وراء ترامب "بكل تأكيد" حسبما تقول الوكالة.
وتطالب مجموعة متزايدة من المسؤولين الجمهوريين، هايلي، بالانسحاب من السباق، بينما قالت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا مكدانييل، مؤخرا، إن الوقت قد حان للتوحد خلف ترامب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدیة للحزب الجمهوری الحزب الجمهوری فی الانتخابات فی المقابل
إقرأ أيضاً:
أزمات متلاحقة داخل الوكالة الأمريكية للتنمية.. هل تنتهي على أيدي ترامب؟
جدل واسع أثير خلال الأيام الماضية بشأن الأزمات المتعلقة بوكالة التنمية الأمريكية الدولية، خاصة بعدما نشر البيت الأبيض، مؤخرا، تقرير صادم حول النفقات المتعلقة بالوكالة حيث أظهرت وثائق قيل إنها تدعم مشاريع غير منطقية دون رقابة حقيقية بعضها مرتبط بضخ مئات الآلاف من الدولارات في منظمات غير ربحية لها صلات وثيقة بجماعات متطرف بجانب أنشطة أخرى.
تشديد الرقابة على الوكالة الأمريكيةوفي ظل تشديد الرقابة على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تم تعليق حسابها الرسمي على منصة التدوينات القصيرة «إكس» ووضع موقعها الإلكتروني خارج الخدمة وفقا لموقع بلومبرج، وفي الوقت ذاته قدم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، القائم بأداء وزارة الكفاءة الحكومية إعلان بإغلاق الوكالة الأمريكية للمساعدات الخارجية، متابعا أن الوكالة لا يمكن إصلاحها مشيراً إلي ضرورة إغلاقها، بحسب تدوينة عبر منصة «إكس».
ومن جانبه، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأشخاص الذين يديرون الوكالة مجموعة من المجانين معلنا عزمه علي التخلص منها قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن أنشطتها وفقا لموقع «أكسيوس» الأمريكي.
وبعد حديث ترامب، أصدر البيت الأبيض مناقشات الرئيس الأمريكي مع فريقه حول دمج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في وزارة الخارجية لتقليص العمال بالوكالة من أجل الكفاءة؛ ليعين ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، قائما بأعمال رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)؛ معلقا الأخير بعدها بأن الوكالة الأمريكية أصبحت لا تراعي المصالح الوطنية وتقوض عمل السلطات الأمريكية.
وتعود بداية أزمة الوكالة مع بداية تنصيب ترامب في البيت الأبيض، والذي قام بالتوقيع علي أمر تنفيذي بتعليق المساعدات الخارجية لدول أجنبية، منتقدا وقتها ما تقدمه (USAID) بالمساهمة في زعزعة السلام العالمي والترويج لأفكار خاطئة.
وبعدها أعلنت وكالة التنمية الدولية الأمريكية عن إقالة مسؤولين أمنيين كبيرين حاولوا منع ممثلين وزارة الكفاءة من الدخول لأماكن محظورة بمبني الوكالة، متابعة بأن الإقالة شملت عشرات الموظفين في مناصب مختلفة.
وفي أعقاب تلك الأزمات، دعت مجموعة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى مراجعة شاملة للأوضاع في الوكالة، مشيرين إلى قلقهم من احتمال وصول ممثلي وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE) إلى الوكالة بشكل غير مصرح به، فضلاً عن الفصل المحتمل لكبار الموظفين في الوكالة.
وأثناء ولاية ترامب الأولي، اقترح الرئيس الأمريكي تخفيض الإنفاق التقديري الدفاعي وغير الدفاعي المقدم من وكالة التنمية الدولية علي عمليات الطوارئ في الخارج في أفغانستان وأوغندا وغيرها بقيمة تخفيض 1.9تريليون دولار، وفقاً لـ«واشنطن بوست».
وتعتبر وكالة التنمية الأمريكية جهة تابعة للحكومة الفيدرالية مسؤولة عن إدارة المساعدات الخارجية المقدمة للمدنيين تضمن عدة برامج تتركز أغلبها علي تنمية وحماية الإنسان والبيئة وتوفير الرعاية الصحية والتعليم وحالات الإغاثة من الكوارث والفقر وتقدم الوكالة الدعم التقني والمادي لكل دول العالم المتضررة وفقاً للموقع الرسمي الخاص بالوكالة.