قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن بلاده لن تبدأ حربا، لكنها سترد بقوة على "الطغيان" وكل من يحاول أن "يستأسد عليها"، وفق تعبيره.

جاء ذلك بعد إعلان طهران كشفها جواسيس لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" في 28 دولة.

وأضاف رئيسي، في كلمة عبر التلفزيون الرسمي، الجمعة، إن قوة إيران العسكرية في المنطقة لا تشكل تهديدا لأي دولة، ولم تكن كذلك أبدا.

وتابع أنها تضمن الأمن الذي يمكن لدول المنطقة التعويل عليه والثقة به.

وأشار رئيسي إلى أن الأمريكيين يؤكدون أنهم لا ينوون الدخول في صراع مع بلاده، في حين كانوا سابقا يقولون إن الخيار العسكري مطروح أمامهم عند التعامل مع إيران.

جاءت تصريحات رئيسي بعد تكهنات على مدى أيام بشأن الطريقة التي قد ترد بها واشنطن بعد مقتل 3 جنود أمريكيين قبل أيام، في موقع "البرج 22" على الحدود الأردنية السورية.

اقرأ أيضاً

أكبر عملية استخباراتية.. إيران تعلن الكشف عن عشرات الجواسيس لصالح إسرائيل

وكانت وكالة "رويترز"، نقلت عن 4 مسؤولين أمريكيين، القول إن تقييم الولايات المتحدة، يشير إلى أن الطائرة المسيرة، التي قتلت 3 جنود أمريكيين وأصابت أيضا أكثر من 40 شخصا، إيرانية الصنع.

فيما قال مسؤولون إن الهجوم الذي نسبته الولايات المتحدة إلى جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" المدعومة من إيران، فاجأ طهران وأثار قلق القيادة السياسية هناك.

وشنت الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران أكثر من 160 هجوما على القوات الأمريكية منذ أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن الضربة التي نفذت في نهاية الأسبوع الماضي، كانت الأولى التي تسفر عن مقتل أمريكيين منذ بدء الهجمات شبه اليومية، قبل نحو 4 أشهر.

في السياق، نقلت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، القول إن إدارة الرئيس جو بايدن، أقرت خططا لشن سلسلة من الهجمات على مدار عدة أيام، ضد أهداف تشمل أفراداً ومنشآت إيرانية داخل سوريا والعراق، رداً على الهجمات على القوات الأمريكية بالمنطقة.

وقال المسؤولون للشبكة الأمريكية، إن الطقس سيكون عاملاً حاسماً في تحديد توقيت الضربات.

وكان البيت الأبيض ذكر في وقت سابق أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مباشرة مع إيران.

اقرأ أيضاً

إيران قلقة من تصرفات وكلائها في المنطقة.. هل تغير استراتيجيتها؟

على صعيد متصل، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية أنها كشفت عشرات الجواسيس في 28 دولة ضمن آسيا وأفريقيا وأوروبا مرتبطين بـ"الموساد" الإسرائيلي.

وأضافت الوزارة، أنها تعرفت على عدد من الجواسيس في طهران ومحافظات إيرانية أخرى وتعاملت معهم، كما رصدت جواسيس إيرانيين مقيمين خارج البلاد، وفق تعبيرها.

وجاء في البيان، أن طهران زوّدت الدول التي لديها تبادل للمعلومات مع إيران، بمعلومات الجواسيس الأجانب الناشطين ضمن أراضيها.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعدمت السلطات القضائية الإيراني 8 أشخاص، بينهم امرأة، قالت إنهم أدينوا بالتواصل مع "الموساد" الإسرائيلي وخدمته.

ونهاية الشهر الماضي، أعدمت السلطات القضائية في إيران، 4 أشخاص آخرين، وصفتهم بـ"المخربين"، من بينهم أحد مستشاري بيت المرشد علي خامنئي، ويدعى محسن سراواني، بتهمة التجسس لدولة الاحتلال الصهيوني.

اقرأ أيضاً

ستراتفور: التوترات بين إيران والولايات المتحدة ستظل مرتفعة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران أمريكا رئيسي حرب جواسيس الموساد إسرائيل

إقرأ أيضاً:

هل تدخل أمريكا حرباً شاملة قبل ولاية ترامب؟

قال المحللان السياسيان جوليان بارنز ديسي وإيلي جيرانمايه إن المناورات العسكرية الإيرانية والإسرائيلية، بالتزامن مع دخول الرئيس الأمريكي جون بايدن مرحلة "البطة العرجاء"، قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، بينما يستعد دونالد ترامب لولايته الثانية بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية مؤخراً.

للحيلولة دون وقوع حرب إسرائيلية إيرانية يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات عاجلة



وأضاف جوليان بارنز ديسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإيلي جيرانمايه، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقالهما المشترك بموقع "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، ومقره برلين، أنه مع اقتراب تسلم ترامب ولاية، فإن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية شاملة.
وتبادلت إسرائيل وإيران هجمات عسكرية غير مسبوقة على مدار العام الماضي، مع تكثيف الأعمال العدائية مؤخراً رداً على الضربة الإسرائيلية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) ضد أهداف عسكرية إيرانية. ويواجه كلا البلدين وضعاً حرجاً قبل تنصيب ترامب المحتمل في يناير (كانون الثاني)، حيث يسعى كل منهما إلى امتلاك ميزة مقارنةً بنظيره، ما قد يشعل المنطقة ويتجه بها نحو صراع أوسع. رؤية نتانياهو للتغيير الإقليمي

ويتصور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إعادة تشكيل الشرق الأوسط، معزَّزاً بالمكاسب التكتيكية الأخيرة التي حققتها إسرائيل ضد حلفاء إيران في غزة ولبنان. فمنذ هجمات حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عطلت إسرائيل بشكل فعال "محور المقاومة" الإيراني في المنطقة، بما في ذلك حزب الله، وكشفت عن حدود طهران في ردع العمل الإسرائيلي. كما فتح نجاح إسرائيل في تحييد الدفاعات الإيرانية الحاسمة فرصة نادرة لعرقلة البرنامج النووي الإيراني مؤقتاً، مع إضعاف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية لإيران.

 

With indications that a Trump victory is likely, it's a nightmare for Khamenei. #Iran's regime launched influence operations to hurt Trump in the election. Khamenei has also been trying to kill Trump. That's not a good position for Tehran, with diminished air defenses, degraded… pic.twitter.com/xdrGEfTEtA

— Jason Brodsky (@JasonMBrodsky) November 6, 2024


ورغم وعود حملة ترامب بإنهاء التدخل الأمريكي في الخارج، يدعو مستشاروه المؤيدون لإسرائيل إلى دعم الإجراءات الإسرائيلية. قد يكون هدف نتانياهو  إجبار الإدارة القادمة على دعم صراع أوسع نطاقا ضد إيران، مما قد يؤدي إلى توريط الولايات المتحدة بالمشاركة النشطة، خاصة إذا كان من الممكن تأطير الضربات الإسرائيلية على أنها دفاع عن النفس. وقد تشهد هذه الفترة قبل تنصيب ترامب المبالغة في تقدير إسرائيل لمكاسبها العسكرية للتأثير على موقف الإدارة الجديدة.

رد طهران المحسوب

وأوضح الكاتبان أنه ما يزال رد إيران على الضربات الإسرائيلية الأخيرة غير مؤكد، لكنه استراتيجي. وأشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يمثل الفصيل الإصلاحي، إلى استعداده لتخفيف العدوان إذا كان من الممكن تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان. وأعربت طهران عن اهتمامها بالتعامل مباشرة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يوفر مساراً للحد من التوترات. ومع ذلك، قد تكثف طهران دفاعاتها إذا اشتبهت في هجوم إسرائيلي مستمر، سعياً إلى إرساء ردع حازم قبل تولي ترامب منصبه.

 

Israeli & Iranian manoeuvring in response to Trump's victory risk sharp Middle East escalation before he even assumes office. New @ecfr piece with @h_lovatt & Ellie Geranmayeh

Dangerous manoeuvres: How Israel and Iran are preparing for Trump 2.0 https://t.co/bFnTLtHDnq

— Julien Barnes-Dacey (@jbdacey) November 13, 2024


وقد تنظر إسرائيل إلى جهود طهران لتجنب صراع أوسع على أنه علامة على الضعف. ومع ذلك، تحتفظ إيران بالقدرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل إذا اقتضى الأمر، بما في ذلك إرهاق أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية. وبحسب ما ورد يستعد حلفاء طهران، مثل الحوثيين في اليمن وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، للمشاركة على نطاق أوسع، مما يزيد من خطر اندلاع حريق إقليمي.

خفض التصعيد وقال الكاتبان إن الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي يلعبان دوراً حاسماً في تجنب صراع أوسع في الشرق الأوسط. وتشعر الدول الأوروبية بالقلق إزاء احتمال اندلاع حرب تتورط فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها، خاصة مع تضاؤل نفوذ بايدن. وينبغي للحكومات الأوروبية أن تتصدى لاعتقاد نتانياهو بأن القوة العسكرية وحدها يمكن أن تعيد تشكيل المنطقة، وتدعو بدلاً من ذلك إلى ضبط النفس والحذر.

الاستعداد لفترة متقلبة ورغم هذه الجهود الدبلوماسية، فإن نهج ترامب غير المتوقع في السياسة الخارجية، إلى جانب طموحات نتانياهو العسكرية وحاجة إيران إلى استعادة الردع، يخلق سيناريو متقلباً بشكل استثنائي. وتسعى الدول الأوروبية، التي تخشى المغامرات العسكرية السابقة في أفغانستان والعراق، إلى تجنب التدخل المباشر في صراع آخر في الشرق الأوسط. وتؤكد الأحداث المدمرة في غزة ولبنان على مدى سرعة تصاعد التوترات، مما قد يجر الغرب إلى المشاركة النشطة.
وأكد الكاتبان أنه للحيلولة دون وقوع حرب إسرائيلية إيرانية يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات عاجلة من المجتمع الدولي.

مقالات مشابهة

  • إيران تطالب الولايات المتحدة بدفع تريليون دولار تعويضا عن العقوبات
  • إيران توضح حقيقة لقاء سفيرها لدى الأمم المتحدة مع إيلون ماسك
  • إيران ترسل "تعهدا سريا" إلى واشنطن بشأن ترامب.. لن تصدق ماذا تضمّن؟
  • مسعى أوروبي متوقع بشأن نووي إيران.. وغروسي يزور منشأتين
  • غروسي يزور موقعين نوويين في إيران
  • هل تدخل أمريكا حرباً شاملة قبل ولاية ترامب؟
  • في مكان سري.. ماسك يجتمع مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة
  • نيويورك تايمز: إيلون ماسك يجتمع مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة
  • اجتماع سري.. إيلون ماسك يلتقي سفير إيران لدى الأمم المتحدة
  • باحث في العلاقات الدولية لـ«الأسبوع»: «مايك هاكابي» ينفذ الأجندة الأمريكية التي تخدم إسرائيل