تتصاعد المخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، ما دفع السكان على جانبي الحدود إلى الفرار، وذلك وفق تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس". وأشارت الوكالة إلى أن البعض يرى أن ما يحصل هو "نتيجة حتمية" للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي. ونقلت الوكالة الأميركية، الخميس، أن إسرائيل والحزب يستعدان لحرب "لا يريدها أي منهما"، لكن الكثيرين يخشون أن تصبح "حتمية"، فيما يرجّح البعض أن تكون هذه الحرب هي "الأكثر تدميراً" التي شهدها أي من الجانبين على الإطلاق.
كيف يستعد الطرفان للحرب؟ قام كل من "حزب الله" والجيش الإسرائيلي بتوسيع قدراتهما العسكرية منذ عام 2006، لكن كلا البلدين أكثر هشاشة أيضاً. وفي لبنان، أدت 4 سنوات من الأزمة الاقتصادية إلى شل المؤسسات العامة، علماً أنّ البلاد أكثر من مليون لاجئ سوري. وتبنى
لبنان خطة طوارئ لسيناريو الحرب في أواخر تشرين الأول، وتوقعت التهجير القسري لمليون لبناني لمدة 45 يوماً. ونزح نحو 87 ألف لبناني من المنطقة الحدودية. وبينما تعتمد الحكومة على المنظمات الدولية لتمويل الاستجابة، لا تستطيع العديد من المجموعات العاملة في لبنان الحفاظ على البرامج الحالية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية ليزا أبو خالد، إن المفوضية قدمت الإمدادات إلى الملاجئ الجماعية، كما أعطت أموالاً نقدية طارئة لنحو 400 أسرة في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الوكالة لا تملك الأموال اللازمة لدعم أعداد كبيرة من النازحين في حالة الحرب. بدورها، ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها قامت بتخزين نحو 10 أطنان من الإمدادات الطبية والوقود الاحتياطي لمولدات المستشفيات في المناطق الأكثر احتمالاً للتأثر بالنزاع المتزايد، تحسباً للحصار. وتواجه إسرائيل، ضغوطاً اقتصادية واجتماعية بسبب الحرب على غزة، والتي من المتوقع أن تكلف أكثر من 50 مليار دولار، أو حوالى 10% من النشاط الاقتصادي الوطني حتى نهاية عام 2024، وفقاً لبنك إسرائيل. وقال تال بيري من مركز ألما للأبحاث والتعليم، وهو مركز أبحاث يركز على أمن شمال إسرائيل: "لا أحد يريد هذه الحرب، أو يتمنى ذلك". مع هذا، فقد رأى بيري أن الصراع المسلح بين إسرائيل وحزب
الله أمر لا مفر منه، بحجة أن الحلول الدبلوماسية تبدو غير محتملة، ولن تؤدي إلا إلى زيادة التهديدات الاستراتيجية لـ"حزب الله". وقامت إسرائيل بإجلاء 60 ألف ساكن من البلدات القريبة من الحدود، حيث لا يوجد وقت كاف لتحذير السكان بشأن خطر إطلاق الصواريخ؛ بسبب قرب فرق "حزب الله". وفي الحرب، لن يكون هناك أي معنى لعمليات إجلاء إضافية؛ لأن صواريخ "حزب الله" وقذائفها يمكن أن تصل إلى جميع أنحاء إسرائيل، بحسب ما قالت "أسوشيتد برس".
كيف ستسير الحرب؟ ومن المرجح أن تنتشر حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله، إلى جبهات متعددة، مما يؤدي إلى تصعيد مشاركة وكلاء إيران في سوريا والعراق واليمن، وربما حتى جر إيران نفسها، وفق "أسوشيتد برس". كذلك، يمكن أن يجر الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، إلى عمق الصراع، وقد أرسلت الولايات المتحدة بالفعل سفناً حربية إضافية إلى المنطقة. وقالت أورنا مزراحي من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، إن حزب الله يمتلك ما بين 150 ألف إلى 200 ألف صاروخ وقذيفة من مختلف المدى. وأضافت أن هذه الترسانة أكبر بخمس مرات على الأقل من ترسانة "حماس" وأكثر دقة بكثير. ويمكن أن تصل مقذوفات "حزب الله" الموجهة إلى مرافق المياه والكهرباء والاتصالات والمناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية. وفي لبنان، من المرجح أن تؤدي الغارات الجوية إلى إحداث دمار في البنية التحتية، وربما إستشهاد الآلاف. وفي وقت سابق، هدد نتنياهو بـ"تحويل بيروت إلى غزة"، إذ تسبب التوغل الجوي والبري الإسرائيلي في دمار واسع النطاق وسقوط أكثر من 26 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وتتمتع إسرائيل بحماية أكبر بكثير، إذ تمتلك العديد من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك القبة الحديدية، التي تعترض الصواريخ بمعدل نجاح يصل إلى 90% تقريباً. ويعيش نحو 40% من سكان إسرائيل في منازل جديدة بها غرف آمنة خاصة محصنة بوسائل الحماية من الانفجارات لمقاومة الهجمات الصاروخية. وتمتلك إسرائيل أيضاً شبكة من الملاجئ، لكن تقريراً حكومياً لعام 2020، قال إن حوالي ثلث الإسرائيليين يفتقرون إلى سهولة الوصول إليها، وفق "أسوشيتد برس". ولا يوجد في لبنان مثل هذه الشبكة، ولن تكون الملاجئ ذات فائدة تذكر في مواجهة القنابل الضخمة "الخارقة للتحصينات" التي أسقطتها إسرائيل على غزة. وقالت دينا عرقجي، من شركة استشارات المخاطر Control Risks ومقرها بريطانيا، إن لدى "حزب الله" دفاعات جوية محدودة، في حين أن دفاعات الجيش اللبناني قديمة وغير كافية بسبب نقص الميزانية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
أسوشیتد برس
حزب الله
فی لبنان
إقرأ أيضاً:
قوى الأمن أوقفت شخصين... هذا ما فعلاه خلال فترة الحرب
صدر عن المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة البلاغ التّالي:
في إطار المتابعة المستمرّة التي تقوم بها قطعات قوى الأمن الدّاخلي لملاحقة وتوقيف مرتكبي الجرائم على أنواعها، ولاسيّما جرائم السّرقة من داخل المنازل التي حصلت خلال فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان نتيجة نزوح السّكّان من قراهم إلى أماكن أكثر أمنًا
وبعد أن ادّعى أحد المواطنين من بلدة قانا الجنوبيّة بتعرّض منزله للسّرقة بواسطة الكسر والخلع، وأنّ المسروقات عبارة عن ذهب وألماس ومبالغ ماليّة كبيرة (20 أونصة و20 ليرة من الذّهب وسلاسل ذهبيّة تَزِن قرابة 3.5 كلغ. وخزنة صغيرة بداخلها مبلغ 70 ألف دولار أميركي)
وبنتيجة التحريّات والاستقصاءات التي قامت بها مفرزة صيدا القضائيّة في وحدة الشّرطة القضائيّة، تمكّنت من تحديد هويّات الفاعلَين، وهما
م. ر. (من مواليد عام 1989، لبناني)
م. ب. (من مواليد عام 1995، لبناني)
تم توقيف الأوّل في محلّة الجناح من قبل إحدى دوريّات المفرزة. وبالتّحقيق معه اعترف بالسّرقة، بالإشتراك مع الثّاني الذي فرّ إلى تركيا بعد قيامهما بالسّرقة
من خلال المتابعة، تم استدراج (م. ب.) الى لبنان الذي حضر عبر المطار، فجر تاريخ 16-12-2024، حيث تم توقيفه من قبل دوريّة من المفرزة، وقد اعترف بما نُسب إليه، وأنّهما قد باعا المسروقات في طرابلس
على الفور، وبناء” لإشارة القضاء المختص، تم سوق الموقوفان الى مدينة طرابلس، بمؤازرة دوريّة من مفرزة طرابلس القضائية، للدّلالة على محلّات المجوهرات حيث باعا المصاغ. وقد تعرّف أصحاب المحلّات على الموقوفَين، وتبيّن أنّ الأخيرَين قبضا مبلغ 100 ألف دولار أميركي ثمن المصاغ المسروق. واعترف المشتبه بهما بصرف مبلغٍ كبير من المسروقات لشراء مادّة الكوكايين. كما اعترف الموقوف الثّاني بسرقة منزل آخر في بلدة الرماديّة، أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان
تم استعادة مبلغ 47 ألف دولار أميركي و15 أونصة من الذّهب وسُلّمت إلى المدّعي، وأجري المقتضى القانوني بحقّ الموقوفَين، عملاً بإشارة القضاء المختص.