هل ترون هذا الإشراق فى الوجوه وتلك الإبتسامات المضيئة وذلك البهاء فى الوجوه ؟.. هل تعلم أن هذه الاجساد ترتاح قليلا بعد معركة استمرت أكثر من خمس ساعات؟ ..
وأنهم فى رباطهم ذلك لأيام ؟ والماء قليل ؟ والزاد قليل ؟ ولكن القلوب مليئة بالإيمان ، صدقت فى مسيرها وأخلصت سرائرها لله ، فأضاء وجوهم كأنهم أغتسلوا فى البحر للتو.
رغم التعب ، رغم التراب ، رغم المعركة ، فإنهم يبتسمون فى ود ، تحات من نفوسهم الشح فجادوا بالمودة واللطف والبشاشة ، إنهم أبناء هذا الوطن ، عهد وموثق ، صدق قصد وعزم فعل ، هم مستقبل هذا البلد وهم عماده حين ترتجف الأيدى ، هم هناك فى الخنادق وفى الغابات وفى الأزقة يحرسون الوطن واهله ويدفعون الباطل بالمجاهدة والثبات.. ترنو وجوهم للسماء دوما.. الله اكبر..
سدد الله الرمى وتقبل العمل ونصركم بتأييده..
صلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين..
د.ابراهيم الصديق على
2 فبراير 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أين غزة من موسم الحج؟!
أين #غزة من #موسم_الحج؟!
خوله كامل الكردي
وجاء موسم الحج و غزة تأن من وطأة الحرب الإسرائيلية المستعرة عليها، وقد حمل أهلها في قلوبهم أمل الذهاب إلى الحج وأداء شعائره في الهدنة الأخيرة السابقة والتي خرقتها دولة الاحتلال، وعاثت خرابا وتدميرا وقتلا وتفننا في إبادة الأبرياء في قطاع غزة، و ها هو اشتياق أهل غزة للحج طوته القلوب المنكسرة والدموع المنهمرة، التي ما فتئت تدعوا الله أن تنتهي الحرب، وينضموا لآلاف المسلمين لزيارة بيت الله العتيق، وأداء فريضة الحج ورؤية المسجد النبوي والروضة الشريفة وغار حراء والعديد من المعالم الإسلامية العظيمة، فالحزن لن يطول وفرج الله سيأتي، فشوق غزة هاشم لأرض طيبة لا يضاهيه شوق، و مظاهر الحنين للحج يرسم لوحة جميلة تعم أرجاء فلسطين وغزة جزء عزيز منها، ليرجع الأهالي لزيارة منازل الحجاج لتوديعهم والتهاني باختيارهم للنزول ضيوفاً على بيت الله الحرام، و طلب الدعاء لهم في تلك الأرض المقدسة، وتعلو الأناشيد والأهازيج التي تمتزج بالشوق إلى أداء فريضة الحج العام المقبل، وتتزين منازل الحجيج سعادة بقدوم موسم الحج، واختيارهم للذهاب إلى مكة المكرمة وسط المودعين و المهنئين في آن واحد من الأهالي والأقارب والجيران، والفرحة مضاعفة وقت عودتهم من الحج، والفرحة فرحتين فرحة إتمام مناسك الحج و الفرحة بعيد الأضحى المبارك، وتلك هي أسمى ما يتمناه كل غزي يدعو الله أن ينعم عليه بزيارة الكعبة المشرفة، ولسان حالهم وقد حرموا لذة القيام بفريضة الحج فأشغلتهم حرب عمياء مقيتة، لسان الشاعر اليماني:
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي
هيّجتموا يوم الرحيـل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم
يا وحشتـي الشوق أقلقني وصوت الحـادي
وحرمتموا جفني المنام ببعد كـمي
الساكنين المنحنـى والـوادي
حرب الاحتلال الإسرائيلي الظالمة على قطاع غزة، لم تبق لأهل غزة أي أمل في التفكير بأمر التوجه للحج، فلم يعودوا في ترف لمجرد التفكير بأداء فريضة الحج، فالاحتلال الغاشم يحاول جاهداً قتل أي معنى للسعادة والحياة في قلوب ووجدان الغزيين، بل المحتل البغيظ يهدف بشكل متعمد وخبيث إلى تدمير روح كل غزي ليكون عبرة لباقي أهل فلسطين، فالقتل والقصف وتدمير البيوت والمشافي والمدارس وأماكن النازحين و خيامهم وجميع مرافق الحياة في قطاع غزة، سياسة انتهجها ليجعل الإنسان الغزي بقايا إنسان يحمل في قلبه مشاعر القهر والكبت والألم ويعمقها، لينسف كل معنى جميل في وجدانه وعقله وقلبه، لكن رغم الالم والعذاب، الصبر هو مفتاح الأمل الوحيد الذي يمتلكه المواطن الغزي، ولن تستطيع أي قوة على وجه الأرض نزع قيمة الصبر الساكنة بدواخلهم، فلولا صبرهم لتغيرت وجهة الأحداث كثيراً، ولما تحمل أهل غزة ما يحصل لهم من وحشية وبربرية لم تحدث في تاريخ العصر الحديث.