خبراء: «النانو تكنولوجي» ترسم خارطة العلوم المستقبلية وتطرح حلولا لمشكلات البيئة والمياه
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
أكد خبراء وأكاديميون أن قطاع البحث العلمى شهد تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، موضحين أن الجامعات المصرية دشنت عدداً من البرامج الجديدة والتخصصات التى تهدف إلى الارتقاء بالخريجين وتأهيلهم لسوق العمل.
«سنجاب»: لدينا مخزون بحثي استراتيجي بمختلف المجالات بحاجة للتطبيقوقال الدكتور عبدالناصر سنجاب، أستاذ العقاقير، إن وزارة التعليم العالى تولى اهتماماً كبيراً بتحويل مخرجات الأبحاث العلمية إلى روافد صناعية ذات مردود اقتصادى، مُشيداً بالدعم الذى تقدمه الوزارة، وعلى رأسها الدكتور أيمن عاشور، للباحث المصرى مينا قلينى للخروج بابتكارات دوائية مصرية خالصة إلى العالم تحت شعار «صُنع فى مصر».
وأكد «سنجاب» أن مصر نجحت، خلال الفترة الماضية، فى ترجمة العديد من الأبحاث العلمية وتحويلها لبراءات اختراع لحمايتها، وتابع: «لعل ما وجدناه مؤخراً على سبيل المثال هو تطبيق البحث العلمى فى العديد من المنتجات وتحويل البحث العلمى إلى منتجات حقيقية تهم المواطنين، وتسهم فى المحافظة على صحتهم»، لافتاً إلى أن الأبحاث العلمية تحتاج لتطبيق وتسخير للإمكانيات المختلفة، وأن مصر لديها مخزون كبير من الأبحاث العلمية ونستطيع من خلالها إحداث التقدم الكبير بمختلف المجالات.
«رجاء»: التوسع في التخصصات العلمية ضرورة لمعالجة قضايا المجتمعوقال الدكتور محمد رجاء السطوحى، عميد كلية العلوم بجامعة عين شمس، إن الاهتمام بملف البحث العلمى بات جلياً خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن التوسع فى التخصصات العلمية المتقدمة فى المجالات المختلفة التى تتعلق بقضايا المجتمع، والارتقاء بمستوى الخريجين والجامعات وتصدُّر التصنيفات العالمية خير دليل على النهوض بالبحث العلمى. وأكد «رجاء» أن مصر كانت من الدول التى فكرت مبكراً فى إنشاء الجامعات الأهلية المتميزة بالبرامج العلمية المختلفة، متابعاً: «لدينا كليات تم تجهيزها وفقاً لأعلى النظم العالمية، مثل كلية العلوم بجامعة عين شمس التى اعتمدت 13 برنامجاً علمياً مختلفاً عن باقى الجامعات المصرية، وتمثل أحدث ما توصّل إليه العلم الحديث من برامج فى عام 2018».
وقال: «شهد البحث العلمى بمختلف الجامعات تطوراً ملحوظاً، وهناك دعم كبير غير محدود تقدمه الجامعات المصرية للطلاب بمختلف التخصصات العلمية للباحثين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، إلى جانب الارتقاء بالقطاعات البحثية والتكنولوجية التى تسهم فى حل العديد من القضايا العلمية التى تواجه المجتمع».
وقال الدكتور عبادة سرحان، أستاذ علوم الحاسب، إن البحث العلمى شهد تطوراً كبيراً بمختلف المجالات البحثية خلال السنوات القليلة الماضية، والتى جرى تحويلها لواقع وإنتاج راقٍ يسهم فى الارتقاء بالتنمية المجتمعية، مشيراً إلى أن العديد من الصناعات المحلية تُعد نتاجاً للبحث العلمى المصرى. وأوضح «سرحان» أن الرئيس السيسى يدعم منظومة البحث العلمى والجامعات، ويعمل على تسخير كافة الإمكانات لإنشاء المزيد من الجامعات والتوسع فى تدشين المعامل البحثية المختلفة وتكريم الباحثين والمبتكرين وتوفير الموارد المالية والمخصصات اللازمة لإحداث التطور المنشود فى المنظومة البحثية. وتابع: «الجامعات نجحت فى الارتقاء بمؤشر البحث العلمى والتكنولوجيا للجامعات المصرية فى أكبر التصنيفات العالمية خلال السنوات القليلة الماضية».
وأكد «سرحان» أن كلية علوم النانو سيكون لها دور فى مجالات الطب وتصنيع الدواء وعلاج الأسنان، وكذلك تصنيع قطع الغيار الآدمية البديلة، لافتاً إلى أن إسهامات النانو تتجلى فى إيجاد حلول لمشكلات البيئة والماء والتربة الزراعية والهواء وغيرها، كذلك ستسهم الكلية فى إحداث التنمية الشاملة للدولة، إذ تعتمد الكلية على تكنولوجيا الاتصالات الحديثة بالكامل لتشغيل أجهزتها، وقال: «ستكون تقنية النانو تكنولوجى قاطرة للاقتصاد العالمى، وستسهم الكلية فى تطوير العديد من الصناعات الثقيلة ومواد البناء، باعتبارها أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيات الناشئة الواعدة والتى من المنتظر أن ترسم خارطة العلوم المستقبلية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البحث العلمى قاطرة التنمية البحث والتطوير تعليم النواب الأبحاث العلمیة خلال السنوات البحث العلمى العدید من أن مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبراء: الغابات الشجرية أداة مهمة في النظام البيئي والتنوع البيولوجي
أكد عدد من خبراء البيئة أهمية زراعة الغابات الشجرية فى مصر، لما لها من دور فعال فى حماية البيئة من التلوث، والحد من تأثير الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية، لأنها تعد رئة المجتمع التى تمتص الغازات الضارة، التى تؤثر على الغلاف الجوى، بجانب العائد الاقتصادى من إنتاج وتوفير الأخشاب والمساهمة فى سد الفجوة الناتجة عن نقص الأخشاب الطبيعية المحلية والحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتعظيم الدخل القومى بما تضيفه زراعة هذه الأشجار الخشبية من قيمة اقتصادية.
«عزت»: تغطى 31% من مساحة الأرض.. وتساعد على استقرار المناخ العالمىوقال د. عزت حسن، استشارى بيئى بمركز التدريب البيئى السويدى، إن الغابات تعتبر أهم مواطن التنوّع البيولوجى الأكثر استثنائية، ووجودها أساسىّ فى مكافحة تغيّر المناخ، حيث تعدّ الغابات موطناً لما لا يقل عن 80% من التنوّع البيولوجى البرّى فى العالم، بما فى ذلك العديد من الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور والحشرات والفطريات التى تعمل معاً فى أنظمة بيئية معقّدة.
وأوضح لـ«الوطن» أن مساحة الغابات تبلغ حالياً 31% من مساحة الأرض، موزّعة بشكلٍ غير متساوٍ فى جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أن نصف هذه الغابات سليم نسبياً، وأكثر من ثلثها عبارة عن غابة أولية، تكاد تخلو من علامات واضحة للنشاط الإنسانى، ولم تتعرّض لأى نوع من أنواع الاستغلال أو التّغيير البيئى.
وأضاف أن الغابات تساعد على استقرار المناخ العالمى، عن طريق امتصاص ما يمثّل ثلث انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الناجمة عن حرق الوقود الأحفورى سنوياً أى 2.6 مليار طن تقريباً، مشيراً إلى الحاجة الملحة لإقامة مشروعات كبرى لإنشاء الغابات فى مصر، لاستخدام والتخلص من مياه الصرف الصحى، عن طريق معالجتها واستخدمها فى زراعة الغابات.
وأكد «عزت» أهمية دور الغابات فى المساهمة فى التغلب على التغيرات المناخية، وتقليل الآثار السلبية للاحتباس الحرارى، وخفض نسبة غاز ثانى أكسيد الكربون المنبعثة، التى تتسبب فى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، موضحاً أنه يوجد فى مصر 33 غابة صناعية، معظمها بالوجه القبلى بمساحة تقترب من 15 ألف فدان مجاورة لمحطات الصرف الصحى المعالج، وعادة ما يتم إنشاء الغابات الشجرية كحزام أخضر للمدن، خاصة المدن الجديدة الصحراوية منها والتى تتعرض أكثر من غيرها لنوبات هبوب الرياح الرملية والترابية، منوهاً بدور الأحزمة الخضرية التى تعمل على تلطيف الجو فى المدن الصحراوية بإنتاجها لكميات كبيرة من الأكسجين وامتصاصها لثانى أكسيد الكربون، ثم عملها كمصدات للرياح تعمل على تهدئة سرعة الرياح والعواصف وترسيب ما تحمله من رمال وأتربة خارج المدن بين صفوف الأشجار.
«الحجار»: تحد من ارتفاع درجات الحرارةمن جانبه، قال د. صلاح الحجار، خبير بيئى ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأبنية الخضراء، إن الغابات الشجرية تعد أداة مهمة فى النظام البيئى والتنوع البيولوجى، لتعدد فوائدها للإنسان والحيوان والطيور، من خلال امتصاص ثانى أكسيد الكربون، وتعد موطناً للحياة البرية على مستوى العالم، حيث تعمل الغابات بنظام إلهى دون تدخل الإنسان.
وأوضح أن زراعة الغابات فى مصر لها هدف مهم جداً فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، حيث تقلل الغابات والأشجار من الغازات المسببة للاحتباس الحرارى، ومن ثم تحد من ارتفاع درجات الحرارة الذى يعمل على تغير المناخ بشكل مستمر.
وأشار «الحجار» إلى أهمية اختيار نوعية الأشجار التى ستتم زراعتها داخل الغابات، للاستفادة منها فى شقين، الأول الحفاظ على البيئة، وامتصاص الغازات الضارة، المسببة للاحتباس الحرارى ومن ثم التغيرات المناخية، والثانى أن يكون لها مردود اقتصادى، من خلال تصدير الأخشاب والزيوت الناتجة عن بعض أنواع الأشجار، مضيفاً: «علينا أن ننتقى الأشجار التى سيكون لها مردود اقتصادى وبيئى أيضاً، للاستفادة الكاملة من هذه الأشجار على كافة المستويات».
وأوضح أن الدولة تهتم خلال السنوات الأخيرة بملف زراعة الغابات الشجرية، نظراً لدورها الكبير فى حماية البيئة من التلوث بالتوسع فى تشجير المدن والقرى الرئيسية المجاورة للمحطات المعالجة. وقال «الحجار» إن العائد الاقتصادى العائد من الإنتاج يتمثل فى توفير الأخشاب وسد الفجوة الناتجة عن نقص الأخشاب الطبيعية المحلية والحد من الاستيراد، وتوفير العملة الصعبة وتعظيم الدخل القومى بما تضيفه زراعة الأشجار من قيمة اقتصادية.