نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مساء اليوم الجمعة، ندوة بعنوان «إشكالية الأخوة الإنسانية بين الموضوعية والتحيز»، بحضور أ.د. نظير عياد- أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وأدارها أ/محمود عبد الرحمن، مذيع المركز الإعلامي للأزهر الشريف.

في بداية الندوة، قال الأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أحيي نضال الشعب الفلسطيني وما يبذلونه من دماء وتضحيات وفداء للحفاظ على أرضهم، مشددا أنه لا يوجد دين في العالم يحث على القتل، ولم يحدث أن وجدنا هذا إلا في الدفاع عن العرض والأرض والدين، مؤكدا أن ادعاء نتنياهو بأنهم يريدون أن ينفذوا أوامر الله بالسطو على أرض الفلسطينيين كذب وزيف للحقائق، حيث أنهم أتوا بوعد «بلفور» وليس بوعد من الله.

وأوضح الأنبا إرميا، أنه لا يوجد شعب أغضب الله مثل الإسرائيليين، مشددا على أن السلام لا يأتي بإخضاع ولا باستخدام القوة العسكرية والبطش، مضيفا أننا جميعا نتألم لما يحدث من اعتداءات على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن التاريخ لن يسامح أو يرحم كل من غض الطرف عن ما يحدث للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الصهيونية العالمية تسعى لتفتيت البلاد وتعمل على وضع الصراعات بين الأديان.

من جانبه، قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الحديث عن الأخوة الإنسانية ليس من رفاهية القول، بل قد يصل إلى حد الفريضة في زماننا الحالي، حيث أنها تحكي عالما الأصل فيه التعاون والتكامل والاحترام المتبادل، والإقرار بالتعددية الفكرية، وبالحقوق الخاصة بكل أمة وبكل شعب، موضحا أن النفاق السياسي تسبب في طرح قضية الأخوة الإنسانية بأمزجة مختلفة، محذرا من أن هذا المنزلق الخطير يسهم في القضاء على مفهوم الأخوة الإنسانية وفق المراد الإلهي لها، والذي تواتر على ألسنة أنبيائه ورسله الكرام.

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأخوة بمعناها البسيط تقتضي الاعتراف بالآخر، وبحقوقه والواجبات تجاهه، كما أنها تقتضي الإقرار بنوع من التراحم والتكامل والتعاون والتلاحم والتماس العذر للغير، مؤكدا أن فهم الأخوة بهذا المعني يؤدي إلى تحقيق الغاية التي خلق الله الناس لأجلها، والتي تتمثل في الاستخلاف الإيجابي والأمثل للخلق في عمارة الكون، ولتحقيق ذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يوجد تسخير بين بني البشر وبعض.

وأضاف عياد، أننا نعيش في عالم انتشر فيه التطرف والعنف والحدة، والتي تسبب فيها الفهم الغير منطقي والغير مقبول لمراد الشارع الحكيم، حيث أن المتأمل في صحيح الرسالات السماوية، يجد أنها قد اتفقت فيما بينها على أصول وكليات ضرورية، لا يمكن أن تستقيم حركة الحياة بدونها، فالدين والنفس والنسل والعرض والمال، مقاصد ضرورية، ما من شريعة إلهية، إلا ووضعت لهذه الكليات ما يحميها ويمنع التجرؤ عليها، أو الانتقاص من قدرها.


وشدد الدكتور نظير على أن ما يحدث في فلسطين الأبية، وأهل غزة الحبيبة، يؤكد على أن هناك فهما خاطئا لمنطوق الوحي الإلهي، ليس أي سند صحيح، حيث أن هؤلاء الذين يتحدثون عن شعب الله المختار، وأنهم أفضل خلق الله تعالى، عندما نبحث في صحيح أسفارهم، نجد نهي تام عن القتل والدماء والعرض وسلب المال، بما يؤكد أننا أمام قوم لا يعرفون لله تعالى قدرا، ولا للإنسانية حرمة، ولا للدين وقارا، بما يبرهن على زيف دعواهم وتمرسهم في النفاق السياسي فيما يتعلق بالأخوة الإنسانية.


واستنكر عياد، التفاعل العالمي السلبي للعديد من المنظمات والجهات الدولية تجاه ما يحدث في غزة، وانتهاجه سياسة الكيل بمكيالين، حيث انتفض لجانب من العالم، وولي عن الجانب الآخر الخاص بغزة وفلسطين، مشيدا بموقف فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مؤكدا أنه تحمل عبئا كبيرا جدا في نداءاته وبياناته إلى أحرار العالم وأصحاب الأخلاق والضمائر الحية، بضرورة التحلي بالموضوعية في التناول، والمصداقية في الحكم.


وأوضح عياد أن تطبيق الأخوة الإنسانية،  ليس بالأمر العسير، بشرط إخلاص النوايا وتوحيد الرؤى والاتفاق على الأهداف، كما جاء في «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، مؤكدا أن المشكلة في تطبيق هذه الوثيقة ليس في الدين، وإنما في فهم بعض المنتسبين إلى الأديان لمراضاة الوحي الإلهي.


ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأخوة الإنسانیة مؤکدا أن ما یحدث حیث أن

إقرأ أيضاً:

وقفة مسلحة في بني بهلول دعماً للشعب الفلسطيني وإعلان وثيقة الشرف القبلي

الثورة نت/..

أقامت قبائل بني بهلول في محافظة صنعاء، وقفة مسلحة دعماً ونصرةً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وإعلان الجهوزية العالية للرد على العدوان الأمريكي على بلادنا.

ورفع المشاركون في الوقفة التي حضرها وكيل المحافظة أبو نجوم المحاقري ومدير الأمن العميد مجاهد عايض، شعارات الجهاد والنفير، مجددين العهد لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بتنفيذ الخيارات والقرارات التي يراها مناسبة في مواجهة العدوان الأمريكي الغاشم.

وأعلنوا استعدادهم الكامل للامتثال لتوجيهاته والسير على درب الشهداء حتى تحقيق النصر وكسر الهيمنة الاستعمارية، مؤكدين أن الشعب اليمني اليوم أمام مسؤولية دينية ووطنية تحتم على الجميع التحرك الصادق لمواجهة العدوان، والبراءة التامة من الخونة والعملاء الذين يشكلون عونا لقوى العدوان في استهداف الوطن من خلال تقديم المعلومات والإحداثيات .

وخلال الوقفة أشهرت قبائل بني بهلول وثيقة الشرف القبلي والبراءة من العملاء والخونة، وصون أمن وسلامة الوطن، مؤكدة أن معركة الوطن مع قوى العدوان معركة وجود وكرامة ترتبط كليًا بمعركة الفلسطينيين مع الكيان الصهيوني.

ودعا أبناء بني بهلول، إلى تفعيل دور القضاء لمحاكمة الخونة والجواسيس الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء.

وباركوا العمليات العسكرية النوعية للقوات المسلحة اليمنية نصرةً لفلسطين، والضربات الموجعة ضد العدو الأمريكي في البحر الأحمر ، داعين إلى تعزيز التحشيد الشعبي، والالتحاق بدورات طوفان الأقصى العسكرية لرفع الجاهزية استعدادًا للمراحل المقبلة من المواجهة، ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

وجدد بيان صدر عن الوقفة إعلان الموقف الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وتأييد كافة عمليات القوات المسلحة التي تستهدف العدو الصهيوني حتى يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ويرفع الحصار عن غزة الصامدة.

ونوه البيان بالجهوزية العالية والمستمرة للقوات المسلحة بكل تشكيلاتها في ردع العدوان الأمريكي على الوطن من خلال توجيه الضربات الصاروخية والطيران المسير ضد السفن والقطع البحرية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، منددًا باستهداف العدوان الأمريكي للمواطنين والأعيان المدنية.

وأكد البيان أن جرائم العدوان الأمريكي لن تثني الشعب اليمني عن الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني ومنع السفن الإسرائيلية والأمريكية حتى يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ويرفع الحصار.

وحيا البيان مواقف المقاومة الإسلامية والشعب اللبناني طيلة عام ونصف في مواجهة العدو الإسرائيلي دعمًا واسنادًا للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

مقالات مشابهة

  • وقفة مسلحة في بني بهلول دعماً للشعب الفلسطيني وإعلان وثيقة الشرف القبلي
  • رئيس الوزراء القطري: نرفض تجويع الشعب الفلسطيني وجهود الوساطة مستمرة
  • الرئيس السيسي وحاكم أستراليا يؤكدان رفضهما استخدام التجويع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني
  • تظاهرة حاشدة في ستوكهولم رفضًا لخطط تهجير الشعب الفلسطيني
  • "فتح": قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد منظمة التحرير لوقف المقتلة بحق الشعب الفلسطيني
  • د. ميادة ثروت تكتب: وداعًا قداسة البابا فرنسيس رجل الإنسانية والسلام
  • أبناء حجة يحتشدون في 200 مسيرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالعدوان على اليمن
  • أبناء حجة يحتشدون في 200 مسيرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • “الجهاد الإسلامي” تشدد على أهمية وحدة القرار الفلسطيني
  • أزهرية الإسكندرية تنظم ندوة حول الدمج التعليمي