مظاهرات في فرنسا تحت شعار التعليم الحكومي يغضب
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
باريس – خرج آلاف المدرّسين، الخميس، في مظاهرات حاشدة بعدة مدن فرنسية لإرسال "تحذير للحكومة" بشأن الأوضاع السيئة التي يعيشها قطاع التعليم في البلاد، وللمطالبة بتحسين ظروف العمل والرواتب والدفاع عن المدارس الحكومية.
وفي المجمل، أضرب أكثر من 40% من المعلمين في المدارس الابتدائية و47% في المدارس الثانوية، وفق بيانات اتحاد "سنيس إف إس يو" (Snes-FSU)، وهو الاتحاد الرئيسي للتعليم الثانوي، في حين أفادت وزارة التربية والتعليم بأن النسبة لم تتجاوز 21%.
وفي باريس، انطلقت المسيرة الاحتجاجية من لوكسمبورغ، الواقعة في الدائرة السادسة، باتجاه مقر الوزارة بدعوة من نقابات التدريس الرئيسية، وشارك 65% من مدرسي العاصمة في الإضراب، مما تسبب في إغلاق 130 مدرسة من أصل 638.
وفي أماكن أخرى، تظاهر ما لا يقل عن 2500 شخص في مدينة ليون، و1600 في مرسيليا، و2300 في رين ونانت، وفقا لأرقام الشرطة، ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة مظاهرات أخرى في العديد من المدن.
معلم فرنسي: نحاول إنقاذ المدرسة الحكومية التي تتعرض للهجوم خاصة من الوزارة نفسها (الجزيرة) مشاكل مستمرةتهدف الاحتجاجات، بحسب السكرتير في نقابة "سي جي تي" المختصة بالتعليم الأستاذ ماتيو مورو إلى تعزيز الإصلاحات بشكل أكبر لمكافحة عدم المساواة بين الطلاب، والمظاهر البرجوازية المتزايدة داخل المجتمع، التي تؤثر بدورها على حياة الطلاب.
وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال مورو إنه "في الوقت الذي يطلب فيه المدرسون من الحكومة خلق مزيد من فرص التوظيف والموارد، ترد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بضرورة تطبيق الزي الرسمي، وهذا الأمر نراه نوعا من الخدمة العسكرية السخيفة، إنهم يذهبون في اتجاه بعيد كليا عن المشاكل العميقة التي يعاني منها القطاع".
وقد أضيفت مشكلة أخرى إلى كاهل المدرسين عندما أعلن وزير التعليم السابق (رئيس الوزراء حاليا) غابرييل أتال إلغاء 650 وظيفة تدريسية في المدارس الحكومية مع بداية العام الدراسي 2024، مما أثار موجة من الانتقادات والتساؤلات التي لم تتلق أجوبة مقنعة حتى الآن.
ويتزامن ذلك مع استمرار نقص العاملين في قطاع التعليم، الذي استقبل في سبتمبر/أيلول الماضي 12 مليون تلميذ في المدارس المتوسطة والثانوية، بعدد مدرسين لا يتجاوز 854 ألفا في القطاعين العام والخاص بموجب عقود، ويتبع كلاهما لوزارة التربية الوطنية.
ومن المتوقع أن يتقاعد 328 ألف معلم بحلول عام 2030، أو أكثر من ثلث المجموع الحالي، وفق مديرية البحوث والدراسات والإحصاء "داريس" (Dares).
كما يعد غياب الأساتذة وصعوبة تعويضهم في الفصول الدراسية من بين العقبات الرئيسية. وقالت المعلمة إيلودي، التي بدأت مهنة التدريس في مدرسة ابتدائية في العاصمة منذ 5 سنوات، إن "مدير المؤسسة التعليمية لا يملك الصلاحية لتعويض الغياب، الذي يعتبر حقا طبيعيا لأي موظف".
وأضافت "يجب أن تفهم الحكومة أننا لسنا روبوتات، وإنما أشخاص لهم حياتهم الخاصة، ومن حقهم الحصول على رواتب محترمة وإجازات دون التعرض لأي عقوبات أو انتقادات".
نقابة التدريس الفرنسية قالت إن "الوضع تفاقم بتعيين وزيرة غير متفرغة وفقدت مصداقيتها" (الجزيرة) "منفصلة عن الواقع"تعبّر النقابة الرئيسية للتدريس في البلاد عن أن هذه التعبئة تمثل "تحذيرا للحكومة"، التي "تبقى صماء" في وجه كل الملاحظات أو التنديد الذي يطلقه المتضررون، مضيفة -في بيان صحفي- أن "الوضع تفاقم بتعيين وزيرة غير متفرغة وفقدت مصداقيتها".
وقد تلقت الوزيرة أميلي أوديا كاستيرا، وهي بطلة تنس سابقة للناشئين، لائحة واجباتها في وزارة التعليم من قبل الوزير السابق أتال، بالإضافة إلى محفظتها الرياضية قبل أشهر قليلة من دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
ولم يكن من المستغرب أن يطالب بعض المتظاهرين باستقالة كاستيرا، خاصة بعد تصريحاتها المثيرة للجدل عند توليها منصبها، حيث بررت نقل أطفالها من مدرسة حكومية إلى مدرسة ستانيسلاس الخاصة النخبوية بـ"حُزم من الساعات التي لا يتم تعويضها بشكل جدي".
ويرى الأستاذ ديلابورت أن الوزيرة "منفصلة تماما عن الواقع وتفضل القطاع الخاص، ونحن لم نتوقع منها الكثير لأن دورها الوزاري مقتصر على تطبيق سياسات أتال وماكرون فقط".
وأثناء المظاهرة الباريسية، التقت الجزيرة نت الأستاذ الفرنسي جوناثان، الذي يشارك مع الباقين المخاوف والمطالب نفسها، لكنه قدِم أيضا للتعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني "وخاصة زملائي من المدرسين الفلسطينيين الذين يعانون من الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 75 عاما، والتي تضاعفت اليوم في قطاع غزة".
ولفت جوناثان، وهو عضو في حركة "التعليم وغزة"، إلى أنه من غير الممكن اليوم الحديث عن مشاكلنا هنا ونقبل في الوقت ذاته "أن يكون الأطفال والطلاب الفلسطينيون وزملاؤنا في المهنة مستهدفين من قبل إسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی المدارس
إقرأ أيضاً:
وزير التربية يكلف قطاع التعليم العام بحصر احتياجات المدارس الحكومية والخاصة والتعليم الديني
كلف وزير التربية المهندس سيد جلال الطبطبائي قطاع التعليم العام بحصر احتياجات جميع المدارس الحكومية في مختلف المناطق التعليمية ومدارس التربية الخاصة والتعليم الديني.
وقالت وزارة التربية في بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (اكس) اليوم السبت “تشمل هذه الاحتياجات الصيانة الدورية والجذرية للمباني المدرسية وصيانة أجهزة التكييف وبرادات المياه والكتب والأثاث بالإضافة إلى متطلبات الهيئة التعليمية والإدارية والبنية التحتية للشبكات والأجهزة وغيرها وذلك تمهيدا لوضع خطة تنفيذية شاملة لتلبية احتياجات المؤسسات التعليمية في مختلف المراحل الدراسية”. وأضاف البيان ان الوزير الطبطبائي وجه بتشكيل فرق عمل من القطاعات المعنية كل حسب اختصاصاته لتصنيف ودراسة الاحتياجات بالتفصيل والعمل على توفيرها بهدف معالجة أي معوقات قد تواجه العملية التعليمية حيث ستعمل هذه الفرق على وضع الحلول المناسبة وتقديم الدعم اللوجستي والتقني الذي يضمن استدامة البيئة التعليمية بما يعزز تجربة المتعلم والمعلم داخل الفصول الدراسية.
وأكدت الوزارة أهمية تعزيز التعاون بين الإدارات المدرسية والقطاعات المختلفة مشيرة إلى ضرورة إجراء مسح شامل ودقيق لكافة الاحتياجات التعليمية.
وأوضحت أن هذه الخطوة لاتخاذ قرارات مدروسة في تلبية الاحتياجات بهدف تطوير العملية التعليمية بما يضمن توفير بيئة مدرسية متكاملة ومحفزة تلبي تطلعات الطلبة وتسهم في تحقيق كفاءة التعليم في جميع المدارس.
المصدر كونا الوسومالمدارس وزير التربية