يمن موينتور/ سقطرى/ خاص:

يدرس الحوثيون شن هجمات على قاعدة إماراتية في جزيرة سقطرى، بعد أن عرضت الدولة الخليجية على الولايات المتحدة استخدام الجزيرة اليمنية لمراقبة السفن الإيرانية النشطة في المنطقة-حسب ما أفادت مصادر في صنعاء لـ”يمن مونيتور”.

ومحافظة أرخبيل سقطرى المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي تقع قبالة القرن الأفريقي (350 كيلومترا من اليمن، 230 كيلومترا من الصومال)، والأرخبيل يتكون من جزيرة كبيرة “سقطرى” وثلاث جزر صخرية أخرى: عبد الكوري، وسمحة، ودرسة.

وتقول مصادر “يمن مونيتور” في صنعاء إن أبوظبي بدأت منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي دفع المزيد من الخبراء العسكريين والأجهزة والمعدات إلى جزيرة عبدالكوري حيث توجد قاعدة عسكرية إماراتية –إسرائيلية.

ويتهم الحوثيون منذ 2020م دولة الإمارات بطرد السكان القليلين في جزيرة عبدالكوري لبناء قاعدة عسكرية مع إسرائيل. في مطلع 2023 أشارت وسائل إعلام إسرائيلية (عبرية) إلى أن الإمارات وإسرائيل أكملتا بناء قاعدة عسكرية وعدد من مدارج هبوط الطائرات في جزيرة “عبد الكوري”.

يتفق ذلك مع مصادر “يمن مونيتور” في سقطرى التي أكدت أن الإمارات تدير بشكل كامل جزيرة عبدالكوري (ثاني أكبر جزيرة في الأرخبيل)، وأصبحت منطقة عسكرية مغلقة بعد أن طردت القوات الحكومية اليمنية التي كانت متواجده هناك مع أسلحتها مطلع 2023؛ ولا تستطيع الحكومة اليمنية الوصول إليها.

 

الهدف الإماراتي

وحسب المصادر في صنعاء فإن جهاز مخابرات عربي أبلغ الحوثيين أن الإمارات طلبت من الولايات المتحدة استخدام القاعدة العسكرية في عبدالكوري مع زيادة هجمات الحوثيين في مضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب، والهجمات الإيرانية في المحيط الهندي؛ وهي تريد بذلك محاصرة موقف السعودية الرافض لاستخدام الأراضي اليمنية في التجاذب الدولي الحالي، خاصة بعد اتفاق ترعاه الصين بين المملكة وإيران مطلع العام الماضي.

وتشير المصادر من صنعاء إلى أن قادة الحوثيين والمستشارين الإيرانيين على إطلاع بالتحركات في جزيرة عبدالكوري، و”أن ردة الفعل ستكون على قدر التطورات”. وتخشى إيران استهداف ثلاث سفن تزود الحوثيين بالمعلومات موجودة في خليج عدن وإلى الشرق من جزيرة سقطرى.

ولا يعرف بَعد موقف الولايات المتحدة وردها. لكنها لم تثر الأمر مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بَعد -حسب مسؤول كبير في الحكومة اليمنية مطلع على اللقاءات الأمركيية مع الحكومة.

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا حملة ضربات جوية ضد المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران والذين نفذوا هجمات متكررة على السفن في البحر الأحمر فيما يقولون إنه تضامن مع غزة. لكن هذه الحملات الجوية غير كافية لردع الحوثيين.

ويمكن للقاعدة العسكرية في عبدالكوري اعتراض الاتصالات بين السفن الحربية الإيرانية، ومراقبة تحركات السفن في المنطقة المحيطة بالبحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن وبحر العرب حيث حدثت هجمات الحوثيين والإيرانيين خلال الأسابيع الماضية. وإمكانية أكبر لاعتراض سفن تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين ما يحقق انجازات للقوات الغربية. وتقول إيران إنها تقوم بمراقبة مستمرة على جزيرتي عبدالكوري و”سقطرى”، وأن جميع تحركات القوات الإماراتية جنبًا إلى جنب مع القوات الأجنبية العاملة إلى جانبهم تحت المراقبة المستمرة.

ومن شأن حصول الولايات المتحدة على موطئ قدم في جزيرة سقطرى أن يراقب خطوط الشحن بين المحيط الهندي والمحيط الهادئ وهو ما ستعتبره بكين وموسكو خطراً. ويزيد من تقاطع التدخلات الخارجية في اليمن ولا يعتقد أن الحكومة المعترف بها دولياً سترحب بهكذا قرار.

تحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.

وإذا ما نفذ الحوثيون تهديداتهم فستكون أول هجمات للجماعة المسلحة على جزيرة سقطرى منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء 2014م. إذ ظل الأرخبيل اليمني بعيداً عن الصراع الأساسي، عدا اشتباكات بين القوات الحكومية وتلك الموالية للإمارات.

ولم ترد الخارجية الإماراتية على طلب التعليق برسالة بالبريد الإلكتروني.

 

هوائيات ارسال

ولا يبدو أن الإمارات اكتفت بجزيرة عبدالكوري، إذ يشير مصدر في مطار حديبو (في المدينة التي تحمل الاسم ذاته وتعتبر عاصمة سقطرى)، إلى أن الإمارات نقلت أجهزة وهوائيات إذاعية منذ نوفمبر/تشرين الثاني. يشير مصدر آخر إلى أنه جرى تركيب هوائيات بطول يصل إلى 200 متر على تلال جبلية في سقطرى بحماية من المجلس الانتقالي الجنوبي.

أبلغ الخبراء الذين يقومون بتركيب الهوائيات أنهم فريق إذاعي متجول من الهاوين يستهدف الجزر النائية للقيام بإرسال إذاعي متقدم! حسب ما أفاد مصدر في السلطة المحلية لـ”يمن مونيتور”.

تشير المصادر في سقطرى إلى أن الأمر تكرر بدخول أجهزة مماثلة في فترات متفرقة عام 2022م.

ومنذ عام 2020، أصبح أرخبيل سقطرى تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو كيان انفصالي، تدعمه الإمارات العربية المتحدة.

وتحلق الطائرات الإماراتية ذهابًا وإيابًا إلى جزيرة سقطرى دون إذن من الحكومة اليمنية، بعد أن طردت أبوظبي المسؤولين اليمنيين المخول لهم إصدار التصاريح أثناء استيلائها على المحافظة. وفي فبراير/شباط 2023 فرض القائد العسكري الإماراتي (ابو راشد) صالح علي محسن أحد الموالين للإمارات رئيساً للهجرة والجوازات في المحافظة وهو ضابط صغير برتبة ملازم ثان.

 

يمن مونيتور2 فبراير، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الاحتلال الإسرائيلي يعلن تصديه لصاروخ "أرض ـ أرض" بالبحر الأحمر مقالات ذات صلة الاحتلال الإسرائيلي يعلن تصديه لصاروخ “أرض ـ أرض” بالبحر الأحمر 2 فبراير، 2024 تظاهرات في مأرب وتعز ومُدن يمنية أخرى دعما لغزة 2 فبراير، 2024 مقتل مستشار بالحرس الثوري في هجوم إسرائيلي على دمشق 2 فبراير، 2024 الأردن في مربع الذهب بكأس آسيا بفوز تاريخي على طاجيكستان 2 فبراير، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية ضربات أمريكية جديدة ضد أهداف للحوثيين غربي اليمن 2 فبراير، 2024 الأخبار الرئيسية حصري- الإمارات تعرض قاعدتها العسكرية في سقطرى على الولايات المتحدة.. والحوثيون يدرسون مهاجمتها 2 فبراير، 2024 الاحتلال الإسرائيلي يعلن تصديه لصاروخ “أرض ـ أرض” بالبحر الأحمر 2 فبراير، 2024 تظاهرات في مأرب وتعز ومُدن يمنية أخرى دعما لغزة 2 فبراير، 2024 ضربات أمريكية جديدة ضد أهداف للحوثيين غربي اليمن 2 فبراير، 2024 مستقبل الصراع اليمني بعد غزة؟!. 2 فبراير، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم الاحتلال الإسرائيلي يعلن تصديه لصاروخ “أرض ـ أرض” بالبحر الأحمر 2 فبراير، 2024 تظاهرات في مأرب وتعز ومُدن يمنية أخرى دعما لغزة 2 فبراير، 2024 ضربات أمريكية جديدة ضد أهداف للحوثيين غربي اليمن 2 فبراير، 2024 مسؤول بالاتحاد الأوروبي: القوة المزمعة بالبحر الأحمر “دفاعية بحتة” 2 فبراير، 2024 “الأرصاد اليمني” يتوقع طقس بارد مع احتمال هطول أمطار متفرقة 2 فبراير، 2024 الطقس صنعاء أمطار خفيفة 16 ℃ 17º - 16º 73% 0.74 كيلومتر/ساعة 17℃ الجمعة 22℃ السبت 22℃ الأحد 23℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء تصفح إيضاً حصري- الإمارات تعرض قاعدتها العسكرية في سقطرى على الولايات المتحدة.. والحوثيون يدرسون مهاجمتها 2 فبراير، 2024 الاحتلال الإسرائيلي يعلن تصديه لصاروخ “أرض ـ أرض” بالبحر الأحمر 2 فبراير، 2024 الأقسام أخبار محلية 25٬626 غير مصنف 24٬149 الأخبار الرئيسية 12٬713 اخترنا لكم 6٬704 عربي ودولي 6٬084 رياضة 2٬115 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬010 كتابات خاصة 2٬008 منوعات 1٬838 مجتمع 1٬759 تراجم وتحليلات 1٬525 تقارير 1٬458 صحافة 1٬456 آراء ومواقف 1٬417 ميديا 1٬255 حقوق وحريات 1٬222 فكر وثقافة 845 تفاعل 761 فنون 461 الأرصاد 183 بورتريه 62 أخبار محلية 41 كاريكاتير 27 صورة وخبر 22 اخترنا لكم 7 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 27 سبتمبر، 2023 وفاة رجل الأعمال اليمني محمد حسن الكبوس 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا أخر التعليقات Fathi Ali Alfaqeeh

الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...

راي ااخر

ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...

رانيا محمد

عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...

الصفحة العربية

انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...

رانيا محمد

ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: على الولایات المتحدة الحکومة الیمنیة أن الإمارات العسکریة فی یمن مونیتور جزیرة سقطرى أرض ـ أرض فی جزیرة فی صنعاء فی الیمن فی سقطرى إلى أن

إقرأ أيضاً:

غروندبرغ يُعرب عن قلقه من تصاعد العمليات العسكرية في اليمن

شمسان بوست / متابعات:

أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ عن قلقه من استمرار العمليات العسكرية في اليمن، داعياً جميع الأطراف إلى تجنب أي تحركات عسكرية وتصعيدية.

وقال غروندبرغ، خلال إحاطته التي قدمها أمام مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، إنّ العمليات العسكرية “لا تزال مستمرة في اليمن مع ورود تقارير تفيد بتحريك تعزيزات ومعدات نحو خطوط المواجهة، بالإضافة إلى القصف والهجمات بالطائرات المسيرة ومحاولات التسلل التي تقوم بها جماعة الحوثيين في عدة جبهات، بما في ذلك أبين، الضالع، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز”.

ودعا غروندبرغ جميع الأطراف لتجنّب أي تحركات عسكرية وتصعيدية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التوتر وتزج اليمن مجدداً في دائرة النزاع، لافتاً إلى مواصلة مكتبه اتصالاته المنتظمة مع الأطراف لحثهم على خفض التصعيد واتخاذ تدابير لبناء الثقة، من خلال لجنة التنسيق العسكري.

وقال غروندبرغ: “أدرك أن البعض يعتقد أن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق قد تحقق لهم مكاسب، لكنني أؤكد بوضوح أن هذا سيكون خطأً كارثياً على اليمن، وسيهدد استقرار المنطقة بأكملها”. وأكد أنه “لا يمكن تحقيق تطلعات الشعب اليمني إلى سلام دائم إلا من خلال تسوية سياسية للنزاع. هذا الهدف ليس بعيد المنال، بل هو ممكن وواقعي وقابل للتنفيذ”.

ولفت إلى أن “عناصر خريطة الطريق تعد ركيزة أساسية لهذا المسار، لقد التزمت الأطراف بوقف إطلاق نار شامل في خطوة أولى نحو تحقيق الاستقرار، فبدون إنهاء الأعمال العدائية، لن تتوفر الظروف الملائمة لحوار سياسي جاد، سيمهد ذلك الطريق لعملية سياسية منظمة، تتيح لليمنيين تقرير مستقبلهم، من خلال مفاوضات شاملة تُجرى تحت رعاية الأمم المتحدة”.

وشدد المبعوث الأممي على أن مسؤولية خلق مساحة لحل تفاوضي لا تقع فقط على عاتق الأطراف اليمنية وحدها، بل تشمل أيضاً الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، والتي تتحمل مسؤولية مشتركة في دعم المساعي الدبلوماسية، والتهدئة، وتعزيز الحوار الشامل، مضيفاً: “لا يمكن تحقيق سلام حقيقي ودائم إلا من خلال جهود جماعية”.

وأشار إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وعلى أهداف في إسرائيل، لافتاً إلى أن “هذا الانحسار المؤقت في الأعمال العدائية، إلى جانب الإفراج عن طاقم سفينة غالاكسي ليدر، يعد تطوراً إيجابياً، وعلينا استغلال هذه الفرصة لترسيخ المزيد من التهدئة”.

وحث غروندبرغ الأطراف على الاستفادة من فرصة التهدئة الإقليمية الأخيرة لتعزيز الثقة عبر اتخاذ خطوات عملية. وتحدث عن انتظار المزيد من الوضوح بشأن تصنيف الولايات المتحدة المرتقب للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، مشدداً على أنه “من المهم حماية جهودنا الرامية إلى دفع عملية السلام إلى الأمام”.

وأوضح غروندبرغ أن من بين التطورات المقلقة للغاية موجة الاعتقالات التعسّفية الرابعة التي نفذها الحوثيون الشهر الماضي، واستهدفت موظفي الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن هذه الاعتقالات ليست فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، بل تمثل أيضاً تهديداً مباشراً لقدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين.

وأضاف غروندبرغ أن “الأمر الأكثر استنكاراً وإدانة هو وفاة زميلنا في برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه لدى الحوثيين، وأؤيد دعوة الأمين العام لإجراء تحقيق عاجل وشفاف وشامل في وفاته ومحاسبة المسؤولين عن ذلك”. وجدد إدانة الأمين العام الشديدة لهذه الاعتقالات، مطالباً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة، والعاملون في المنظمات غير الحكومية، وأفراد المجتمع المدني، وأعضاء البعثات الدبلوماسية.

وعبر غروندبرغ عن قلقه البالغ إزاء “التدهور السريع للوضع الاقتصادي في اليمن، هذه المعاناة تطاول الجميع في أنحاء البلاد، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، عانى السكان من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 24 ساعة. ففي الأسبوع الماضي، شهدت عدن ثلاثة أيام متتالية من انقطاع الكهرباء، ما دفع الناس إلى الخروج إلى الشوارع”.

وأكد أن التدهور المستمر في قيمة الريال اليمني “أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما جعل تأمين الاحتياجات الأساسية تحدياً يومياً لملايين اليمنيين. بالنسبة للعديد من العائلات، بات تأمين أبسط الضروريات، مثل الغذاء والدواء والوقود، أمراً يفوق قدراتها. هذه المعاناة الاقتصادية لا تقتصر على المناطق تحت سيطرة الحكومة، بل يعاني السكان في مناطق الحوثيين من تحديات مماثلة في توفير احتياجاتهم الأساسية”.

وأوضح أن معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن عبر حوار مستمر وتدابير ملموسة يعد ضرورياً لإعادة بناء البلاد والتخفيف من معاناة الشعب. وأكد أن هذه الظروف “تعكس غياب حل سياسي مستدام. فبدون أفق للسلام، لا يمكن تحقيق الازدهار”، لافتاً إلى أن مكتبه يواصل العمل مع الأطراف المعنية لإيجاد حلول مستدامة وقابلة للتنفيذ تعود بالفائدة على الشعب اليمني.

إلى ذلك، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن 19.5 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وأضاف: “يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم. ويشكل الأطفال والنساء أكثر من ثلاثة أرباع المحتاجين. ووفقاً لتقرير برنامج الغذاء العالمي في ديسمبر/كانون الأول، فإن 64% من سكان اليمن غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية”. وتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال الأسابيع القادمة بسبب الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وأشار فليتشر أيضاً إلى معاناة الأطفال في اليمن أكثر من غيرهم، حيث “يغيب 3.2 ملايين طفل عن المدرسة. كما أن نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. ولم يتلق سبعون في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات جرعة كاملة من التطعيمات. ويموت الأطفال دون سن الخامسة بمعدل مروع، معظمهم من أمراض تمكن الوقاية منها أو علاجها، ففي عام 2023، توفي بمعدل خمسة أطفال كل ساعة”.

من جهتها، اتهمت مندوبة الولايات المتحدة دورثي شيا إيران بتقديم الدعم للحوثيين، بما في ذلك الدعم المادي. وقالت “إن الحوثيين شنوا العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية، وأطلقوا النار على السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية عشرات المرات منذ عام 2023، وهاجموا السفن التجارية من دون تمييز”. ورأت أن “استمرار إيران في توفير مكونات الأسلحة والدعم المالي والتدريب والمساعدة الفنية للحوثيين بشكل غير مسبوق لأكثر من عقد من الزمان يشكل انتهاكا لحظر الأسلحة الذي فرضه هذا المجلس على الحوثيين”. وقالت “إن أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، وسلامة أقرب شركائنا الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية العالمية والاقتصادات المحلية. ولهذا السبب، بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عملية النظر في تصنيف الحوثيين منظمةً إرهابيةً أجنبيةً. وهذه خطوة مهمة للرد على التهديد الذي يتعرض له المدنيون والاستقرار الإقليمي”.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي كبير: وفاة موظف أممي في سجون الحوثيين لن يوقف عمل المنظمة في صنعاء
  • حكومة عدن تكشف عن دعم إماراتي جديد لفتح معركة ضد صنعاء.. تفاصيل
  • الشركة السعودية للصناعات العسكرية “SAMI”.. تعرض أحدث ابتكاراتها في الجناح السعودي بمعرض “آيدكس 2025”
  • الطلبة في صنعاء تحت مراقبة الحوثيين: جمع بيانات شاملة باسم التوعية
  • من يحتل جزيرة سقطرى الإمارات أم أمريكا؟
  • غروندبرغ يُعرب عن قلقه من تصاعد العمليات العسكرية في اليمن
  • كوريا الشمالية: على الولايات المتحدة التخلي عن التهديدات العسكرية لحماية أراضيها
  • زيلينسكي: فرص الصمود في ساحة المعركة دون دعم الولايات المتحدة ضئيلة
  • آلاف اليمنيين يخرجون ضد مقترح ترامب بشأن غزة والحوثيون يجددون تحذيراتهم
  • الصين تدعو الولايات المتحدة لخفض نفقاتها العسكرية