مربعات متداخلة.. 4 مفاتيح لإخماد بركان الشرق الأوسط تبدأ بالسعودية وتنتهي في غزة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
يرى تحليل نشرته مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية أن الحل الكبير لأزمة الشرق الأوسط يبدو متمحورا الآن حول القضية الفلسطينية، وكمجموعة من المربعات المتداخلة يمكن تفكيك المشكلة، عبر 4 مفاتيح على النحو التالي:
مفتاح إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو "حل الدولتين"، مع دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل مفتاح حل الدولتين هو اتفاق التطبيع السعودي.مفتاح التطبيع السعودي هو إنهاء الحرب في غزة. مفتاح إنهاء الحرب في غزة هو اتفاق تبادل الأسرى بين دولة الاحتلال و"حماس".
ويركز التحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، بشكل أساسي حول دور الولايات المتحدة في استخدام هذه المفاتيح للتوصل إلى حل يكفل إعادة استقرار المنطقة، ومحاولة تحويل الكارثة الحالية الناتجة عن حرب غزة إلى "فرصة".
وتضع إدارة بايدن هدفان عريضان، الأول بطلب من الوسطاء الإقليميين، وهو وقف القتال بأي طريقة قبل حلول شهر رمضان، وهو مناسبة مقدسة تعلو فيها العاطفة الدينية للمسلمين، أما الثاني فهو وقف إطلاق النار قبل دخول موسم الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يقول التحليل.
اقرأ أيضاً
السعودية مستعدة لقبول "التزام سياسي" من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع
تبادل الأسرىووفقا للمتوالية السابقة، فإن المفتاح الأول "صفقة تبادل أسرى" تحوز على كامل الاهتمام الأمريكي الآن، ومعه اهتمام الوسطاء الإقليميين، ويبدو أن الصفقة تقترب الآن، رغم أن الخلاف لا يزال مستمرا بين الاحتلال الإسرائيلي و"حماس"حول مسألة اشتراط الحركة وقف العدوان الإسرائيلي أولا والانسحاب الكامل من غزة، ورفض حكومة نتنياهو ذلك.
ويعرف نتنياهو أن وقف الحرب تماما وسحب الجيش من غزة يعيني "لحظة الحقيقة" بالنسبة له، وهي لحظة مؤلمة، حيث ستنهار حكومته، على الأغلب، ويخسر الانتخابات المقبلة أمام جانتس.
لكن، على الناحية الأخرى، يبدو أنه لا يوجد لنتنياهو جديد يحققه في الحرب الدائرة منذ 4 أشهر، فقد ثبت أن تفكيك "حماس" أمر صعب، كما يقول التحليل، ولا تزال الحركة قادرة على الحركة على الأرض وإطلاق الصواريخ وإعادة تشكيل الكتائب التي تضررت تحت ضربات جيش الاحتلال.
وواقعيا، انتقل القادة الإسرائيليون إلى هدف أكثر واقعية، وهو استعادة الأسرى، وتتبلور تنازلات من أطراف في تل أبيب، ليس من بينها اليمينيون المحيطون بنتنياهو، من أجل هذا الهدف.
لكن الولايات المتحدة تأمل في أن تقتنع "حماس" بـ"وقف مؤقت" للقتال، على أمل أن يدفع ذلك إسرائيل إلى التفكير في "اليوم التالي".
اقرأ أيضاً
بايدن يوفد مدير مخابراته لبحث صفقة طموحة جديدة تنهي الحرب في غزة
حل الدولتينوبعد أن روجت واشنطن لاتفاقات أبراهام لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، بعيدا عن القضية الفلسطينية، بدأت إدارة بايدن في محاولة إعادة صياغة الاتفاق بعد تضمين حل القضية الفلسطينية، بطلب من الرياض.
وتتحدث إدارة بايدن الآن بشكل أكثر وضوحًا عن الحاجة إلى التزام إسرائيلي "ذو مصداقية ولا رجعة فيه ومحدد زمنيًا" تجاه الدولة الفلسطينية. كما أنها تريد دفعة أولى مبكرة - ربما الانسحاب من بعض أراضي الضفة الغربية أو وقف حقيقي للمستوطنات في الضفة الغربية.
ومن شأن الاتفاق أن يسمح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بادعاء الفضل في إنهاء حرب غزة ومنح الفلسطينيين دولتهم. ويمكنه أن يظهر إيران ويتفوق على الإمارات العربية المتحدة، التي لم تتمكن من استخدام علاقاتها مع إسرائيل لدفع أي حل دبلوماسي.
وبعد كل ما قيل، أصبح ثمن السلام مع إسرائيل أكثر تكلفة: ليس مجرد "بعد فلسطيني" غامض، كما نوقش سابقا، بل التزام راسخ بالدولة الفلسطينية، مع خطوات لا لبس فيها وجدول زمني واضح. يقول أحد المصادر السعودية: "نحن نتجه نحو الذهب".
اقرأ أيضاً
ستريت جورنال يكشف تفاصيل خطة عربية لإنهاء حرب غزة وتمهيد حل الدولتين
خطة اليوم التاليويقول التحليل إن "حماس" نقلت، عبر مصر، عدم اهتمامها بإعادة السيطرة الإدارية على غزة ما بعد الحرب.
ويرى متابعون إسرائيليون أن "حماس" غير المدمرة ربما تريد تكرار نموذج "حزب الله" بالسماح لحكومة ضعيفة بحكم غزة، مع استمرار احتفاظ الحركة بقدراتها وسلاحها، بينما يتحدث آخرون عن مجلس انتقالي في غزة يمكن تشكيله بتفويض رسمي من السلطة الفلسطينية أو من الدول العربية.
وهنا، تبرز مسألة "إصلاح السلطة الفلسطينية" وتأهيلها لتولي السيطرة مجددا، وتدرس واشنطن إنشاء "مجموعة اتصال" للضغط من أجل الإصلاح، تضم مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وربما تركيا وقطر.
اقرأ أيضاً
لابيد: أدعم أي صفقة لعودة الأسرى حتى لو أدت لوقف لإطلاق النار
ماذا سيفعل بايدن إذا استمر نتنياهو في الرفض؟وإذا رفض نتنياهو الحلول السابقة، ويتوقع أن يفعل، فسيتعين على بايدن أن يقرر ما إذا كان سيضغط على حكومته أم لا.
ويقل التحليل إنه في عام الانتخابات، يجب على بايدن أن يوازن بين خطرين سياسيين: الأول هو أن دعم حرب إسرائيل يؤدي إلى إبعاد التقدميين والناخبين الشباب والأمريكيين المسلمين، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيجان.
أما الخطر الآخر، فهو أن الضغط على إسرائيل قد يدفع الوسطيين والمستقلين نحو الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل بصوت عال.
لدى أمريكا وسائل أكثر بكثير لممارسة الضغط على إسرائيل. وبعيدًا عن الإقناع الخاص، يمكن لبايدن أن يوجه انتقاداته علنًا، أو يعلق أو يوقف الإمدادات العسكرية، ويحرم إسرائيل من الحماية من القرارات العدائية في الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من كراهيته لنتنياهو، فإن غريزة بايدن كانت تميل إلى احتضان إسرائيل.
اقرأ أيضاً
الرئيس الإسرائيلي: تطبيع السعودية مفتاح مهم لإنهاء حرب غزة
وبشكل عام، تبدو إدارة بايدن منزعجة من تصلب نتنياهو، لا سيما أن واشنطن تدير الآن حرباً في أوكرانيا وأزمة تلوح في الأفق مع الصين بشأن تايوان.
وسوف ترغب أمريكا في الحفاظ على نفوذها على نتنياهو طوال فترة بقائه في منصبه.
وربما ينفصل بايدن عنه، لكن ليس بعد.
المصدر | ذا إيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة حل الدولتين القضية الفلسطينية تطبيع السعودية أمريكا إدارة بايدن تبادل أسرى حل الدولتین إدارة بایدن اقرأ أیضا حرب غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تصعّد في غزة.. خطة جديدة تضرب المساعدات وتعيد إشعال الحرب
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن استعدادات إسرائيل لتنفيذ خطة جديدة للتصعيد في قطاع غزة، وذلك في إطار الضغط على حركة حماس.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار التوترات بين الطرفين، وسط انتقادات دولية واسعة لاستمرار العمليات العسكرية وتأثيرها على المدنيين الفلسطينيين.
وتندرج الخطة الإسرائيلية الجديدة ضمن سياسة نقض العهود التي تنتهجها تل أبيب، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن إسرائيل، بعد تنصلها من تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وضعت مخططًا جديدًا يتألف من ثلاث مراحل، يهدف إلى الضغط على المدنيين الفلسطينيين وإعادة استئناف الحرب على غزة.
المرحلة الأولى: تعتمد هذه المرحلة على إغلاق المعابر الحدودية ووقف تدفق المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية إلى قطاع غزة، مما يعمق الأزمة الإنسانية في المنطقة.
ووفقًا للتقرير، فإن هذا الإجراء يعد دليلًا واضحًا على المنهجية التي تتبعها إسرائيل والتي قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.
المرحلة الثانية: تتضمن هذه المرحلة تصعيدًا أكثر حدة، حيث تشمل قطع إمدادات الكهرباء والمياه وجميع المقومات الأساسية للحياة في قطاع غزة.
ويهدف هذا الضغط إلى إجبار المدنيين الفلسطينيين على المغادرة ودفع حركة حماس إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين دون الالتزام بأي اتفاق سابق لوقف إطلاق النار.
المرحلة الثالثة: وفقًا للتقرير، فإن المرحلة الأخيرة من الخطة تتمثل في استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية داخل القطاع، بما في ذلك تنفيذ عمليات تكتيكية قد تؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين مرة أخرى، خاصة بعد أن عادوا إلى منازلهم عقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
ردود الفعل والمخاوف الدوليةذكر التقرير أن هيئة البث الإسرائيلي أكدت وجود تعليمات سياسية بالاستعداد لاستئناف الحرب في غزة، إلا أنها حذرت من أن هذا التصعيد قد يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة.
ويأتي ذلك بعد أن أرسل 56 من المحتجزين الذين تم إطلاق سراحهم رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يطالبونه فيها بتنفيذ جميع مراحل الصفقة وإعادة بقية المحتجزين.
إن التطورات الأخيرة تشير إلى تصعيد خطير في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف الأعمال العسكرية وحماية المدنيين.
ومع استمرار إسرائيل في اتباع استراتيجيات تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين واستئناف العمليات العسكرية، يبقى الوضع في غزة مرشحًا لمزيد من التوتر والتدهور، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لاحتواء الأزمة ومنع وقوع كارثة إنسانية جديدة.