«وول ستريت جورنال:»: نتنياهو يواجه أزمة سياسية بسبب استمرار العدوان على غزة.. «نيويورك تايمز»: رئيس الحكومة فقد ثقة حلفائه.. ولم يعد رجل المرحلة الحالية.. ويستغل الحرب بشكل خبيث
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
سلط تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على تفاصيل جديدة حول الأزمة التى يواجهها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال الفترة الراهنة نتيجة الحرب المستمرة فى قطاع غزة، وذلك بسبب التضاربات والانقسامات الكبيرة داخل الحكومة.
ويشير التقرير إلى أن جميع الخيارات التى تواجه نتنياهو تعد صعبة للغاية، بعضها يمثل "قنابل سياسية موقوتة"، حيث يثير قبول أى اقتراحات تدعمها الولايات المتحدة وجيش الاحتلال مخاوف من اندلاع أزمة سياسية داخلية يمكن أن تتأثر بها قبضة الائتلاف الحاكم على السلطة، وهو ما قد ينهى فترة حكمه بشكل كامل، مما يجعل العديد من المسئولين يدعون إلى إقالته، بما فى ذلك الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج.
وفى هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة والدول العربية الكبرى إلى تمكين السلطة الفلسطينية، التى تحكم أجزاء من الضفة الغربية، من السيطرة على قطاع غزة، وهو ما يعتبره الكثير فى حزب الليكود اليمينى وشركائهم بالائتلاف خطوة غير مرغوبة، حيث يسعون لإعادة احتلال غزة وتوطينها مجددًا.
ووزارة الحرب الصهيونية تصر على رفضها الشديد لمقترحات اليمين المتطرف، مؤكدة أن الفلسطينيين يجب أن يتولوا إدارة قطاع غزة، وتسعى لتفعيل الخطة المعنية فى أسرع وقت ممكن، حيث تخشى من تراجع ما تصفه بـ "الإنجازات التى تحققت فى الجانب العسكري"، وذلك بسبب الفراغ السياسى فى القطاع، مما يتيح لحركة حماس فرصة لتعزيز نفوذها.
وفى تصريحات حديثة، عبر وزير الحرب الصهيونى يوآف جالانت عن إحباطه إزاء غياب المناقشة داخل الحكومة حول ماهية الخطة المقترحة، مبديًا قلقه من أن التردد السياسى قد يؤثر سلبًا على تقدم العملية العسكرية، كما أكد أهمية وجود سياسة توجيهية تحدد الأهداف للعمل العسكري، وشدد على ضرورة أن تكون هناك مناقشة داخل مجلس الوزراء والحكومة حول هذه القضية.
أكبر اختبار
ووفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية، يواجه بنيامين نتنياهو أكبر اختبار لمسيرته السياسية حتى الآن، حيث يتعين عليه اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل قطاع غزة، وهو القرار الذى قد يؤثر بشكل كبير على مصيره السياسي. وعلى الرغم من كونه الزعيم الأطول خدمة فى تاريخ إسرائيل، فإنه أدار أسوأ فشل أمنى للبلاد فى تاريخها.
ويرى المراقبون أن نجاح نتنياهو يعتمد على البقاء فى المنصب دون إجراء انتخابات مبكرة، والحفاظ على أغلبيته البرلمانية الهشة، وبينما يتعهد نتنياهو بالبقاء فى السلطة حتى تحقيق "النصر الكامل" على حماس، تتزايد التحديات مع صعوبة تحقيق هذا الهدف.
بالنسبة للخبراء، يعتبر تأجيل اتخاذ القرار بالنسبة لنتنياهو استراتيجية أمله الأخير، حيث يعتبرون أن عدم اتخاذ القرار يعتبر قرارًا بحد ذاته، وقد يكون الخيار الأفضل له فى الوقت الحالي.
ويحذر المسئولون الحاليون والسابقون من تأخر نتنياهو فى اتخاذ قرارات حاسمة، مشيرين إلى أن هذا التردد يجعل من الصعب الفوز فى الحرب الجارية.
وفى الأسبوع الماضي، وجه ٤٣ من أبرز المسئولين السابقين فى الجيش وأجهزة المخابرات الصهيونية رسالة إلى الرئيس الصهيونى إسحاق هرتسوج، يطالبون فيها بإقالة نتنياهو من منصب رئيس الوزراء.
وأكدت الرسالة، التى وقع عليها قادة سابقون فى المخابرات والأمن الذين عملوا فى فترة حكم نتنياهو، أن تردده "يشكل خطرًا ملموساً ومتزايداً على إسرائيل بشكل جزئى بسبب رفضه تحديد الأهداف السياسية للحرب".
وأضافت الرسالة أن "نتنياهو، حتى فى هذه الأوقات الصعبة التى تمثل أحد أخطر الأزمات فى تاريخ إسرائيل، يحاول تجنب المساءلة العامة والتمسك بالسلطة".
ليس رجل المرحلة
وترى صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "نتنياهو ليس رجل هذه المرحلة فى ظل الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة التى تشهدها إسرائيل، حيث تعتبره غير قادر على التعامل مع الوضع الحرج الذى تمر به تل أبيب فى الوقت الحالي.
ويسلط كاتب المقال الضوء على الدمار الهائل الذى تعرض له قطاع غزة والذى لا يمكن تحمله، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغوط متزايدة من ذوى المحتجزين لدى حماس والذين يطالبون بجهود جادة لإطلاق سراح أبنائهم.
ويضيف المقال أن الولايات المتحدة ودول عربية أخرى تسعى جاهدة لتهدئة التوترات ووضع حد للصراع، إلا أن نتنياهو يعرقل هذه الجهود، مما يزيد من التوترات ويجعل الوضع أكثر تعقيداً.
الكاتب ينتقد إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على تحقيق "نصر كامل" على حركة حماس دون مراعاة للعواقب أو الخسائر، مما يجعله جزءًا من المشكلة بدلاً من الحل.
ويحذر الكاتب من أن رئيس حكومة الاحتلال يستغل الحرب بشكل "خبيث" لتحقيق مآربه السياسية، مما يؤدى إلى تزايد الاستياء بين الإسرائيليين الذين يدعمون بشكل عام الجهود للقضاء على حماس.
ويشير إلى أن نتنياهو نجح فى إبعاد الولايات المتحدة كشريك حيوى لإسرائيل، حيث تجاهل بصورة عمدية وصراحة النصائح الأمريكية التى تتعارض مع "مصالح إسرائيل الحيوية"، موضحًا أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أظهر دعمه لإسرائيل ونتنياهو بعد هجوم حماس فى أكتوبر ٢٠٢٣، ولكن هذا لم يمنعه من تحدى الضغوط الأمريكية.
ويؤكد الكاتب أن المشكلة ليست فقط فى موقف نتنياهو المتشدد، ولكن أيضًا فى استخدامه للحرب كأداة لتحقيق أهدافه السياسية الشخصية، وفى خلطه بين القيادة والبقاء السياسي، محذرًا الكاتب من تصوير نتنياهو لحرب غزة على أنها أوسع بكثير من مجرد صراع محدود، ما يخدم أهدافه السياسية الشخصية دون النظر إلى المصلحة الوطنية لإسرائيل.
وأخيرًا، خلص الكاتب إلى أن نتنياهو قد فقد ثقة شعبه وحلفائه، وأن آخر مناوراته تمثلت فى جذب القوميين اليمينيين المتطرفين إلى حكومته، وبدأ فى التحدى المباشر للرقابة القضائية على الحكومة، مما أدى إلى أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الولایات المتحدة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
«وول ستريت جورنال»: الاقتصاد هو اللاعب الأبرز في سباق الانتخابات الأمريكية 2024
ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن الاقتصاد هو اللاعب الثالث الأبرز في السباق الرئاسي الأمريكي حيث شكل أساسًا رئيسيًا لخطاب الحملات الانتخابية لكلا من نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، ما جعل السباق السياسي يتسم بالتنافس الشديد.
وأوضح تقرير الصحيفة الأمريكية، أن تأثير الاقتصاد على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليس واضحًا بشكل كامل حيث شهد الاقتصاد الأمريكي نموا ثابتا، ما أسفر عن خلق ملايين الوظائف الجديدة وزيادة الأجور.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت الأسعار بشكل حاد مقارنة بالفترة التي تولى فيها الرئيس جو بايدن منصبه ما جعل تكاليف السكن أقل قدرة على التحمل وهو ما أثر سلبًا على مزاج الأمريكيين.
ولم تركز هاريس، على أرقام الوظائف والنمو كما فعل بايدن، بل ركزت رسالتها على ما تصفه بـ"اقتصاد الفرص".
من جهته، تعهد ترامب بتمرير مجموعة من خفض الضرائب والرسوم الجمركية، في حين رسم صورة أكثر تشاؤمًا للاقتصاد، كما حذر ترامب في نهاية الأسبوع الماضي من أن فوز هاريس قد يؤدي إلى ركود اقتصادي على غرار الكساد الكبير عام 1929.
وأشار التقرير، إلى أن الأمريكيين منحوا الاقتصاد درجات منخفضة خلال فترة ولاية بايدن، وذلك نتيجة الإحباط من ارتفاع الأسعار ورغم ذلك، تظهر استطلاعات الرأي تباينًا حادًا بين الجمهوريين والديمقراطيين في تقييم الاقتصاد.
وأظهرت استطلاعات رأي جامعة ميتشيجان، أن الجمهوريين يعتبرون الاقتصاد أسوأ مما كان عليه في آخر عام من ولاية ترامب بسبب تأثير الجائحة، بينما يراه الديمقراطيون أفضل مما كان عليه خلال فترة ترامب.
ورغم هذه التقييمات السلبية، يكشف سلوك الأمريكيين المالي عن قصة مختلفة، ففي الأسبوع الماضي، أفادت وزارة التجارة الأمريكية بأن الإنفاق الاستهلاكي ارتفع بنسبة 3% في الربع الثالث من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بعد تعديل الأرقام للتضخم.
وشهد الإنفاق في السنوات الثلاث الأولى من إدارة ترامب، قبل الجائحة، زيادة بمعدل سنوي بلغ 2.6%، فالترابط بين النمو القوي وارتفاع الأسعار قد يكون السبب الرئيس وراء كون الانتخابات قريبة جدًا، وفق لاستطلاعات الرأي.
وأوضح التقرير، أن هناك 3 متغيرات اقتصادية رئيسية تساعد في التنبؤ بالنتائج الرئاسية، المتغير الأول هو معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد في الأرباع الثلاثة السابقة للانتخابات، فكلما كان الاقتصاد قد شهد نموًا قويًا في السنة الانتخابية كان ذلك في صالح مرشح الحزب الحاكم.
أما المتغير الاقتصادي الثاني هو التغيرات في مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي أي "التضخم" الذي يقيس التضخم عبر فترة ولاية الرئيس الحالي بايدن حيث ارتفع مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 4.5% في أول 15 ربعًا من ولايته.
وعن المتغير الثالث في نموذج فير فهو ما يسميه "أرباع الأخبار الجيدة" وهي عدد الأرباع التي تجاوز فيها نمو الناتج المحلي الإجمالي للفرد 3.2%، وقد شهدت إدارة بايدن أربعة أرباع من هذه النوعية، مقارنة بثلاثة أرباع خلال فترة ترامب التي سبقت انتخابات 2020.
وأضافت «وول ستريت جورنال»، أنه استنادا إلى هذه المتغيرات الاقتصادية الثلاثة، بالإضافة إلى بعض المعايير غير الاقتصادية مثل مدة بقاء الحزب الحاكم في السلطة، يتنبأ نموذج فير بأن حصة هاريس من أصوات الحزبين ستكون 49.5%، بينما ستكون حصة ترامب 50.5%، وهذا يتماشى مع ما تظهره استطلاعات الرأي التي تشير إلى سباق متقارب للغاية.
واختتمت الصحيفة الأمريكية، بأن النتائج الفعلية ليس بالضرورة ستظهر بهذا الشكل فالنموذج لا يأخذ في اعتباره القضايا غير الاقتصادية التي قد تؤثر على الناخبين أو مدى فعالية الحملات الانتخابية في جهودها.
اقرأ أيضاًالانتخابات الأمريكية 2024.. بدء التصويت في ولاية فيرمونت
ارتفاع أسعار السلع الرئيسية بالبورصات العالمية مع انطلاق الانتخابات الأمريكية
الانتخابات الأمريكية.. ماذا يحدث في حال التعادل بين هاريس وترامب؟