تزايدت حدة الأزمة فى قطاع غزة مع استمرار الحصار الذى تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتعرض القطاع لغارات مكثفة وانتهاكات متكررة، مما يتسبب فى ارتفاع حدة الأزمات الإنسانية. يعيش أكثر من مليونى فلسطينى فى هذا القطاع، يكابدون نقصًا حادًا فى المياه والغذاء والكهرباء، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنسانى الصعب.


ويشهد القطاع  تكرار المجازر والجرائم، مما يتسبب فى فقدان أرواح الأبرياء وتشويه البنية التحتية.
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير لها، أن عمليات الهدم التى تقوم بها القوات الإسرائيلية البرية تمحو مناطق واسعة من قطاع غزة، وتغيّر صورة المكان. وبين التقرير أنه إلى جانب توثيق الأضرار التى سببتها غارات الطيران الإسرائيلى على مجمعات وأحياء سكنية كاملة، فقد نفذت القوات البرية الإسرائيلية أيضًا موجة من التفجيرات والتى غيرت المشهد بشكلٍ جذرى فى الأشهر الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل" نفذت فى نوفمبر الماضى ٣٣ عملية هدم عن بعد، دمرت فيها مئات المباني، بما فى ذلك المساجد والمدارس وأجزاء كاملة من الأحياء السكنية، حسبما يظهر تحليل أجرته الصحيفة للقطات عسكرية إسرائيلية ومقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعى وصور الأقمار الصناعية.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين، لم يكشفوا عن هويتهم، قولهم إنّ "إسرائيل" تريد هدم المبانى الفلسطينية القريبة من الحدود كجزء من جهد لإنشاء "منطقة عازلة" أمنية داخل غزة.
ولكن معظم مواقع الهدم التى حددتها صحيفة "نيويورك تايمز" حدثت خارج ما يسمى بالمنطقة العازلة. فحسب الصحيفة فتم تنفيذ إحدى أكبر عمليات الهدم فى حى الشجاعية، وهو حى سكنى يقع على مشارف مدينة غزة.
وتنفذ عمليات الهدم هذه بدخول الجنود إلى المبانى المستهدفة لوضع ألغام أو متفجرات أخرى، ثم يغادرون للضغط على الزناد من مسافة آمنة. ولا تخلو عمليات الهدم من المخاطر، حيث قُتل ٢١ جنديًا إسرائيليًا الأسبوع الماضى بينما كانت وحدتهم تستعد لتفجير عدة مبانٍ بالقرب من الحدود فى وسط غزة. وقال مسئولون إسرائيليون إن مقاتلين فلسطينيين أطلقوا قذيفة صاروخية فى اتجاههم مما أدى إلى انفجار العبوة الناسفة.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن تعمّد "الجيش" الإسرائيلى إحراق المئات من المنازل داخل قطاع غزّة بكل ما فيها من ممتلكات، ونقلت عن ضباط من جيش الاحتلال تأكيدهم أن إحراق البيوت تحول إلى وسيلة تدميرية شائعة.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن هناك مخاوف فى إسرائيل من أن يؤدى هذا الخطاب إلى تحفيز المجتمع الدولى على اتخاذ إجراءات عقابية ضدها، خاصة فى ظل القضية المرفوعة ضدها أمام محكمة العدل الدولية.
وكما هى الحال مع تهمة الإبادة الجماعية الموجهة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، فمن الممكن أيضا ربط حرق المنازل بتصريحات الساسة الإسرائيليين. وقبيل انعقاد جلسة محكمة العدل الدولية فى وقت سابق من هذا الشهر، كرر عضو الكنيست من حزب الليكود، نسيم فاتوري، دعوته إلى "حرق غزة".
ووفقا لتحليل صور الأقمار الاصطناعية الذى نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي)، فقد تضرر ما بين ١٤٤ و١٧٠ ألف مبنى فى قطاع غزة منذ بداية الحرب.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة عملیات الهدم

إقرأ أيضاً:

صحيفة إيطالية: هل ستكون أرض الصومال قاعدة إسرائيل في حربها ضد الحوثيين باليمن؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة إيطالية إن دولة الاحتلال الصهيوني بدأت بالفعل التخطيط لإنشاء قواعد عسكرية في أرض الصومال، لفرض السيطرة على باب المندب وردع تهديدات جماعة الحوثي في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "Il Faro sul Mondo" الإيطالية في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن هجمات الحوثيين التي وصفتها بالمذهلة، وخاصة قدرتها على إغلاق مضيق باب المندب والمعابر البحرية قبالة سواحل اليمن، والهجمات على إسرائيل دفع هذا الوضع "تل أبيب" إلى تحويل أنظارها إلى "أرض الصومال" لإنشاء قواعد عسكرية تسمح لها بالقتال عن قرب وبتكلفة أقل.

 

ولفت التقرير إلى أن أرض الصومال تتمتع بموقع استراتيجي على خليج عدن وبالقرب من مدخل مضيق باب المندب الذي يمر عبره حوالي ثلث التجارة البحرية في العالم، كما تتمتع أرض الصومال بساحل يمتد على طول 740 كيلومترًا على خليج عدن، مما يجعلها مركز جذب للكيان.

 

وكانت تقارير إعلامية أميركية ذكرت أن الكيان بدأ بالفعل التخطيط لإنشاء قواعد في أرض الصومال، موضحة أن الاعتراف المحتمل بأرض الصومال ككيان مستقل من قبل "إسرائيل" يوضح نية الكيان الصهيوني لاستغلال المناطق الساحلية الصومالية.

 

ونوه التقرير إلى أن دولة الإمارات تلعب دور الوسيط المهم في العلاقات بين "إسرائيل" وأرض الصومال، حيث وفي عام 2017، وقعت الإمارات اتفاقية لبناء مطار في بربرة، على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب اليمن، واستئجار قاعدة عسكرية لمدة 30 عاما.

 

علاوة على ذلك، أفادت تقارير أن الإمارات تقدم الدعم السياسي والمالي لإنشاء القاعدة الإسرائيلية المخطط لها في أرض الصومال، وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز نفوذها في منطقة مضيق باب المندب ومنطقة القرن الأفريقي.

 

وأفاد التقرير أن "إسرائيل" تهدف إلى تحويل أرض الصومال إلى مركز استخباراتي وقاعدة عسكرية متقدمة، على غرار دور قبرص في الساحة اللبنانية، وتأتي هذه الخطوة في أعقاب القيود التشغيلية التي ظهرت أثناء الحرب مع اليمن، بما في ذلك الحاجة إلى نشر لوجستي مكلف للرد على الهجمات اليمنية.

 

في الوقت نفسه، تشكل جزيرة سقطرى اليمنية محور اهتمام الكيان الصهيوني والإمارات، اللتين تسعيان إلى ترسيخ عمق استراتيجي أكبر هناك، وتشير التقارير إلى أن الإمارات كانت تخطط للسيطرة على الجزيرة حتى قبل بدء العدوان على اليمن عام 2015، وتعمل حاليا على إنشاء قاعدة عسكرية هناك بالتعاون مع "إسرائيل".

 

وتؤكد التطورات الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي سعي "إسرائيل" إلى توسيع نفوذها الإقليمي من خلال التعاون مع أرض الصومال والإمارات، وتُستخدم هذه الروابط لأغراض عسكرية واقتصادية.

 

 


مقالات مشابهة

  • سلطة المياه: توسيع عمليات نقل المياه بالصهاريج وتوزيعها في غزة والشمال
  • صحيفة إيطالية: هل ستكون أرض الصومال قاعدة إسرائيل في حربها ضد الحوثيين باليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • ترامب ينفي تقريرا لـ"نيويورك تايمز" حول اشتباك بين ماسك وروبيو
  • ألسنة لهب ودخان أسود.. حرائق الغابات تجتاح "لونج آيلاند" في نيويورك
  • صحيفة عبرية: “حرب الإرث” اندلعت في “إسرائيل”
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • لقد كنت هناك..ترامب ينفي تقريراً لـ"نيويورك تايمز" عن مواجهة بين ماسك وروبيو
  • “أونروا”: عمليات الهدم الإسرائيلية في الضفة الغربية تؤدي إلى نزوح غير مسبوق
  • نيويورك تايمز: مواطنو ليبيا ضمن قائمة ترامب الحمراء المحظور دخولهم لأمريكا
  • تصميم تهيئة الرباط يصدر بالجريدة الرسمية وسط عمليات هدم وترحيل