معرض القاهرة الدولي للكتاب .. الصالون الثقافي يناقش " آفاق الرواية العربية"
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
نظم الصالون الثقافي ندوة بعنوان "آفاق الرواية العربية"، على هامش فعاليات الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور كوكبة من المبدعين والكتاب العرب، وهم: الكاتب عبدالله مولطيان من ليبيا، جلال برجس من الأردن، الكاتب سامح الجباس، الأديب طالب الرفاعي من الكويت، ومحمد عبدالله سامي، ونزار شقرون من تونس، وأدار اللقاء محمد سليم شوشة.
استهل الكاتب عبدالله مولطيان، الحديث عن الرواية قائلا: "إن الكاتب الراحل جابر عصفور تحدث عن الرواية منذ 30 عام وقال إن هذا الزمن هو زمن الرواية، ورأينا تحقق نبؤته في آخر 10 سنوات ازدهارها بشكل ملحوظ وقفذت بشكل كبير.
وأضاف، في ظل ارتفاع أسعار الطباعة وعدم وجود ممارسين للنقد بشكل كبير تم فتح الباب لزيادة الإنتاج الروائي في ليبيا، فممارسون العمل الروائي وصل عددهم إلي 250 روائي، وهذا العدد تزايد بشكل كبير في آخر 10 سنوات، فقبل 2011 لم يتجاوزن الـ80 ممارس لكتابة الرواية، مشيرا إلي أن "الجحش الذهبي" كانت أول رواية ليبية.
وتابع، كان لدينا 12 روائية سيدة في عام 2011، الآن وصل عددهم إلي 59 روائية في ليبيا، فمنذ 10 سنوات كان العدد قليل جدا، والزيادة ملفتة للنظر، لافتا إلي أن الأعمال الليبية النسوية الآن تناولت قضايا الهجرة وهو في غاية الأهمية وبعض الاسقاطات التي مرت بها ليبيا والنفي لبعض الجزر الإيطالية، وهذا ما جعل بعضها تصل للجوائز، منهم ما كتبته عائشة ابراهيم عن تاريخ ليبيا في حقبة الاستعمار، وهذا حفز الكثير من النقاد لدراسة الرواية الليبية، ونشاهد زحام كبير من جمهور المعرض على الرواية واقباله على شرائها.
وأشار إلي أن، هناك كثير من الأدباء اتجهوا لكتابة العمل الروائي، وهناك أيضا الكثير من النصوص النسوية الليبية علي سبيل المثال ما كتبه الكاتبة الروائية كوثر الجهمي، احد نصوصها عائدون حصل على جائزة عربية.
فيما قال الأديب والفنان التشكيلي نزار شقرون، الرواية العربية ابنة السؤال، تتحدث عن تحديات راهنة إذا تحدثنا على الآفاق، التفكير في الرواية هو تفكير في المستقبل، وتنبع من مسائلة الماضي والتراث، وحديثنا عن الآفاق ستجعلنا في مسألة اشكالية.
وأوضح، الرواية ليست بمعزل عن باقي المجالات الفنون مثل الفن التشكيلي والقصة القصيرة والشعر وغيرها، لا يمكن عزل أسئلة الرواية العربية عن أسئلة الثقافة العربية، نفكر فيها في مدار الإشكال، كثير ما نتحدث عن هذا العصر للقراء ودور النشر والجمهور يتجه للرواية، بقدر ما هذا إيجابي يضعنا في تحديات أخري، هل كل عمل يخرج ينتمي لفن الرواية؟، بالإضافة إلي أن الرواية العربية الراهنة غير منعزلة عن نظيرتها السابقة، فالروائي العربي في حوار دائم مع الأجيال السابقة، لا يمكن أن يبدع إلا في ظل هذه الحوارية.
واختتم، الرواية من بين التحديات التي تقابلها لابد أن يكون لها خلفية معرفية، نحن إذاء تحديات تشبه الصناعات الثقيلة في الدول الغربية، نستسهل دائما بحكم رومامسيتنا الفكرية.
وقال الأديب طالب الرفاعي، أطلع على العمل الأدبي في مصر، وصعب الحديث عن الرواية لأنها متواجدة في كافة الدول، ولكن الرواية المصرية لها خصوصية وكذلك السعودية أو السودانية وغيرها، مشيرا إلي أن الرواية متسيدة دون منافس بين الفنون الأدبية وتقف على القمة، وذلك لعدة أسباب منها انها تضيف عمرا لقارئها وهذا ما يجذبه لها، يعيش حياة أخرى حين يقرأ رواية أخرى تقدم حياة وتجربة لمن يقرأها، الرواية تعطي للقارئ رسم حيوات تفصله عن الواقع، لها القدرة على عيش مغامرة دون مخاطرة.
وأضاف، الرواية تقدم امتداد للإنسان وقدرة على التواصل مع الآخر، تستطيع قراءة اي رواية لاي كاتب في العالم، هناك إقبال منقطع النظير خاصة بين فئة الشباب لكتابة الرواية في كافة العالم العربي، وإقبال من الجمهور
وتابع، لدينا كاتب وناشر وجمهور وجائزة، الكل يشجع على الرواية والجوائز تذهب للرواية الان، ولكن هناك أشكال في قضية الرواية العربية وهي الترجمة، والروايات في أوروبا تباع بالمليون، لا يوجد في الوطن العربي كاتب يبيع حتي ب 100 الف.
ولفت الي ان، القراءة أصبحت رفاهية بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها الشعوب العربية، مشيرا إلي أن الرواية العربية في حالة صعود على كافة المستويات.
وقال الكاتب الشاب محمد عبدالله سامي، إن ازدهار الرواية في الفترة الأخيرة كانت بسبب الهروب، مشيرا إلي أن الرواية تعيش لحظات استثنائية في تفردها عن باقي فنون الأدب، وستظل الرواية طوال الوقت تفاجئنا بأشياء جديدة.
وقال جلال برجس، من الأردن، متفائل فيما يخص الجوائز، لافتا إلي أن الترجمة قرار سياسي للأعمال العربية، مضيفا، أحلم بأن تصل الكتابة العربية للعالمية، وهناك في العالم العربي من يستحقون نوبل ومن هي أكبر منها.
وقال الكاتب سامح الجباس، احترم الكلمة وأقدرها واري القارئ امامي دائما، وأحاول ان اكتب ما يليق به، وأؤمن بأن الرواية مدهشة دائما، ونحن الان ندخل الان في مرحلة سردية عربية مهمة جدا.
وأشار الي ان هناك كاتب فلسطيني لم يأخذ حقه ولم يعد يعرفه احد واختار ان يكتب عنه رواية وهو عزيز دومة الذي كان المرشح الأول لجائزة نوبل سنة 36 وتم استبعاده، وكتبت عنه وبداخلي خوف وحزن، فقد كان له 30 مؤلف اختفوا ولا احد يعرفه حتي في فلسطين، مشيرا إلي أن عزيز سافر بعد 39 لألمانيا وتوفي 43 أقيمت له جنازة عسكرية، مضيفا، كنت سعيد اني بسلط الضوء عليه وأكتب رواية عنه، كي أحيي ذكراه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الصالون الثقافي الرواية
إقرأ أيضاً:
الروائي حجي جابر يتحدث عن جوائزه الأدبية في معرض جدة للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استعاد الروائي حجي جابر شريط ماضيه مع مدينة جدة التي نشأ فيها، متحدثاً بنبرة من الصدق وعبق الحنين، حيث قال: "جدة شكّلت وجداني، وشكّلت ذائقتي، وشكّلت حتى طريقة مشيي، وجدة هي فتاتي، هنا في جدة النادي الأهلي يغرّد وحيداً". جاء ذلك في سياق الندوة التي أُقيمت على المسرح الرئيسي ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، تحت عنوان "الأديب ما بعد الجائزة"، وأدارها إبراهيم مضواح، الذي بدأ حديثه بالترحيب بالحضور، مؤكدًا أهمية الحديث حول الجوائز الأدبية وهموم الكتابة، باعتبارها محاور تمس جوهر الإبداع الأدبي.
ثم أُتيح لحجي جابر المجال ليتحدث عن تجربته الشخصية في عالم الكتابة والجوائز، حيث عبّر عن شكره لهيئة الأدب ومعرض جدة للكتاب على الدعوة، وبدأ حديثه قائلاً: "عندما يكتب الكاتب من أجل الحصول على الجائزة، فهو لا يكتب لذاته. ورغم أن الجوائز تُعرّف الجمهور بالكاتب، وتعدّ من أشكال الاعتراف به، فإنني أؤمن بأنها يجب ألا تكون الهدف الأسمى للكاتب". وأوضح حجي أن الجائزة الأولى التي حصل عليها كانت بمنزلة بوابة لدخول عالم الأضواء، مشيراً إلى أن هدفه الأسمى يكمن في كسب محبة القارئ وإرضاء اهتمامه بشغف.
وأكَّد أن النجاح الذي حققه مع جائزة البوكر يعود جزئياً إلى تسويق الكتاب بشكل ممتاز، إضافة إلى تأثير اسم الجائزة العالمي، رغم أن الجوائز التي تلتها لم تحقق النجاح نفسه، حتى لو كانت تفوقها مادياً.
وفي حديثه عن جائزة الرواية بالشارقة، أكَّد حجي جابر أنه كتب بحُرية دون أن يكون هدفه الجائزة، معترفاً أن هذا الفوز حمَّله مسؤولية كبيرة، وأن نجاح الرواية قد لا يكون بسبب مضمونها فقط، بل لأن وراءها دار نشر مميزة.
أكَّد الروائي مجددًا أن الجوائز تُعد مؤشراً، لكنها ليست دليلاً قاطعاً على الجودة، مشيراً إلى أهمية عدم الركض خلف الجوائز، بل ترك المجال للمواهب الشابة، وأوضح أنه يدين بالفضل للجوائز التي حصل عليها، وساعدت في وصوله السريع إلى قُرائه.
وفي ختام الندوة، شهدت الفعالية العديد من المداخلات القيمة من الحضور، مما أضاف ثراء للنقاش.
ويستمر معرض جدة للكتاب 2024 في استقبال الزوار يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً، ويستمر المعرض حتى 21 ديسمبر الجاري.