قطاع غزة "أ ف ب" "العمانية": تواصلت المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية الجمعة في قطاع غزة رغم مؤشرات "أولى" إلى إمكان التوصل لهدنة جديدة وإطلاق سراح رهائن بعد نحو أربعة أشهر من الحرب.

ويزداد الوضع الإنساني تدهورا في القطاع المحاصر لا سيما في ظل أحوال جوية سيئة وأمطار تتسبب بسيول تسبح فيها خيم النازحين لا سيما في الجنوب، وفق ما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس.

ويحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيي ناصر والأمل اللذين يكتظان بالجرحى والنازحين، وفق ما ذكر شهود والهلال الاحمر الفلسطيني.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الجمعة في بيان إن القصف وإطلاق النار يتواصلان في محيط مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس.

وأشارت الى "تسرّب مياه الأمطار على النازحين" داخل بعض أجزاء المستشفى بسبب تضرّر المباني نتيجة القصف.

وحذّرت من "دخول مرضى الكلى في خطر جراء تعذر نقلهم الى مستشفيات أخرى" بسبب استمرار تطويق الآليات الإسرائيلية للمستشفى.

وأفاد شهود ليل الخميس الجمعة بحصول غارات إسرائيلية في وسط قطاع غزة وجنوبه، خصوصاً في خان يونس حيث تتركز العمليات الإسرائيلية منذ أسابيع.

وأحصت وزارة الصحة التابعة لحماس ما لا يقل عن 112 شخصا قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في قطاع غزة.

في القطاع الذي أعلنت الأمم المتحدة أنّه "بات غير صالح للسكن"، نزح 1,7 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، من حوالى 2,4 هو عدد السكان. وبات 1,3 منهم عالقين في مدينة رفح قرب الحدود المغلقة مع مصر، ومهدّدين بالمجاعة والأوبئة.

وخطف خلال هجوم حماس حوالى 250 رهينة اقتيدو الى قطاع غزة، ولا يزال حوالى 132 منهم محتجزين، ويعتقد أن بينهم 27 على الأقل قد قتلوا.

"طريق شاق"

في مدينة غزة في شمال القطاع الذي نزح معظم سكانه، وجد عدد من الفلسطينيين ملجأ بالقرب من مستشفى الشفاء الذي كان محور عمليات عسكرية إسرائيلية في نوفمبر.

وقالت عبير المدهون لوكالة فرانس برس "أسقطوا (الجيش الإسرائيلي) منشوراً يطلب منّا الإخلاء، إلى أين نذهب؟ هُدّم بيتنا وأولادنا استشهدوا".

وقال الطبيب محمد غراب إنّه الطبيب الوحيد الموجود في المستشفى الذي يعدّ الأكبر في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد قليل من الممرّضين.

وإزاء الأزمة الإنسانية الكبرى والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، تنشط الدبلوماسية لمحاولة التوصل إلى هدنة ثانية، أطول من الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر وأتاحت إطلاق نحو مئة رهينة كانوا محتجزين في غزة ونحو 300 معتقل فلسطيني في إسرائيل.

وفي هذا الإطار، قُدّم مقترح هدنة جديد إلى قيادة حماس عقب اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في باريس وجمع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين. ويُتوقع وصول رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في قطر اسماعيل هنية إلى القاهرة خلال الساعات القادمة لمواصلة هذه المحادثات.

استناداً إلى مسؤولين في حماس، تدرس الحركة مقترحاً من ثلاث مراحل، تنص الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح 200 إلى 300 أسير فلسطيني في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة، فضلاً عن إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا إلى غزة.

وأكد المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تساهم في الوساطة ماجد الأنصاري الخميس أن "الجانب الإسرائيلي وافق على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس". وأضاف "لا يزال أمامنا طريق شاق للغاية. نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع".

إلا أن مصدراً مطلعاً على المحادثات في غزة أكد لوكالة فرانس برس أنه "لا يوجد اتفاق على إطار الاتفاق بعد والفصائل لديها ملاحظات مهمة والتصريح القطري فيه استعجال وليس صحيحاً".

اتفاق

ويتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لضغوط من عائلات الرهائن للتوصل إلى اتفاق، ومن وزراء يهدّدون بالانسحاب من الحكومة في حال التوصّل إلى اتفاق يقولون إنه سخي للغاية تجاه الفلسطينيين.

ومساء الخميس، تجمّع متظاهرون في تل أبيب للمطالبة باتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن.

وقال موران زير كاتزنشتاين (41 عاما) "السبيل الوحيد هو التوصل إلى اتفاق". وأضاف "ما زلت أعتقد أنه بعد ذلك سيكون لدينا وقت للتعامل مع حماس وسحبها من إدارة غزة .. لكن علينا أولا الاهتمام (بموضوع) الرهائن".

وتسبّبت الحرب بتفاقم التوترات في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك على المستوى الإقليمي.

وفرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بات مستواها "لا يُحتمل"، على ما قال الرئيس جو بايدن.

حصيلة العدوان

أفادت مصادر فلسطينية طبية اليوم بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي على قطاع غزة إلى 27 ألفا و131 شهيدا، أغلبهم من النساء والأطفال، و66 ألفا و287 جريحا. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 112 شهيدا، و148 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما نسف الطيران الحربي للاحتلال منازل سكنية غربي مدينة خان يونس. كما أوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات ويمنع جنود الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا مدمرا على قطاع غزة برا وجوا وبحرا، لليوم الـ 119 على التوالي، تسبب في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل في مختلف أنحاء القطاع.

انقطاع شبكات الاتصالات

يمشي حمزة طبش إلى الحدود المصرية كل يوم من خيمته في رفح عسى أن يلتقط هاتفه إشارة ولو ضعيفة من شبكات المحمول المصرية كي يتمكن من إرسال رسائل صوتية إلى أحبائه الذين فرقتهم الحرب أو تصله رسالة منهم.

ويقول "رسالة واحدة بترد فيا الروح".

فر معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي المكثف والهجوم البري، وتفرقوا ما بين المخيمات حيث يعتمد تواصلهم مع أحبائهم على شبكات الهاتف المعطلة.

ومع توقف شبكة الاتصالات المحلية عن العمل بشكل شبه كامل، خاصة في شمال ووسط القطاع الفلسطيني، يحاول العديد من الأشخاص الاتصال بالشبكة المصرية من خلال الوقوف على طول الشريط الحدودي.

وقال طبش وهو يسجل رسالة صوتية قصيرة لوالدته ويرفع هاتفه في الهواء لمحاولة التقاط إشارة لإرسالها "أيه يا أما، كيف حالك؟ إن شاالله تمام، احنا الأمور عنا بخير وبطمنك متقلقيش".

وتشتت شمل الأسرة التي تعيش أصلا في خان يونس عندما بدأت إسرائيل في تركيز هجومها على المدينة، وهي الأكبر في القطاع، فتوجه طبش إلى رفح وبقيت والدته في منزل العائلة.

واشتد القتال والدمار في خان يونس في الأيام الماضية، ويشعر أولئك الذين لا يزال أفراد من أسرهم هناك بالخوف على سلامتهم.

وبينما وقف طبش عند نقطة مرتفعة بجوار أول سياج حدودي من الأسلاك الشائكة مع مصر، كانت مجموعة أخرى من الأشخاص يجلسون على الرمال يكتبون الرسائل ويتحركون في دوائر وهم يتحدثون أو يرفعون هواتفهم في الهواء على أمل التقاط إشارة.

وتظهر خيام النازحين البيضاء لأسفل باتجاه رفح وما بعدها إلى داخل القطاع المدمر.

وبدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد هجوم مباغت شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

ووفقا للسلطات الصحية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، قتل ما يزيد عن 27 ألفا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، التي أدت إلى تدمير مساحات واسعة من المساكن والمرافق العامة، وأجبرت 85 في المئة من السكان إلى النزوح من منازلهم.

وأعلنت شبكة الهاتف في غزة، التي تديرها شركة بالتل المحلية، أكثر من عشر مرات عن توقف تام للخدمة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، كان آخرها في أواخر يناير وهو ما أرجعته إلى الهجوم الإسرائيلي. وقالت إنه حتى عندما كانت شبكتها تعمل جزئيا، فقد واجهت صعوبات في تشغيل الخدمة في العديد من المناطق بسبب القتال.

* انقطاع الاتصال

قالت مريم عودة، وهي تجلس بجوار السياج الحدودي، والقلق ظاهر على وجهها، إنها أيضا انفصلت عن أفراد عائلتها الذين بقوا في خان يونس.

وأضافت "حتى مش قادرين نتصل على أهالينا ولا قادرين نطمن عليهم. مش عارفة شو بدي أحكي؟ الواحد بيبكي الوضع اللي احنا فيه.

"مفيش إرسال خالص في خان يونس في القطاع، فكل يوم احنا بنجي على الحدود المصرية مشان احنا نتصل على أهالينا لانه بيتصلوا علينا مفيش إرسال حتى لما جينا هنا على رفح بيتصلوا علينا ميلقتش الخط فاحنا بنتصل عليهم مشان نطمنهم علينا إنه احنا عايشين وموجودين مش مستشهدين زي غيرنا".

ويقف أحمد أبو دقة بالقرب منها يكتب رسالة على هاتفه، بعد أن سار مسافة طويلة من خيمته عبر الرمال إلى أعلى نقطة في الشريط الحدودي حيث يمكنه التقاط شبكة الهاتف المحمول المصرية.

وقال "الإنترنت ضعيف جدا ويمكن تنتظر ساعات حتى توصل رسالة فقط".

وأضاف "بقعد فترات طويلة، أحيانا ساعة انتظر رسالة من الأهل والأقارب المحاصرين في مستشفى ناصر حتى نطمن عليهم ونشوف أمورهم ونعرف الوضع والخطر المحيط فيهم".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی قطاع غزة فی خان یونس فی القطاع فی غزة

إقرأ أيضاً:

د. أحمد فارس يكتب 3 سيناريوهات إسرائيلية لقطاع غزة  من بينها تبنى المقترح المصرى العربى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

احتلال غزة وفرض الأحكام العرفيةاستمرار الحصار تحت بند إضعاف حماستبنى المقترح المصرى العربى مع تعديلات

 

التدمير والقتل الممنهج في قطاع غزة ليس وليد صدفة الأحداث، لكنه خطط مدروسة؛وسيناريوهات معدة من كبرى مراكز الأبحاث في إسرائيل، والتى تستعين بها حكومة اليمين المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافها من الحرب منذ اندلاعها حتى توقفها ومن بعد استئنافها، وبعد تنفيذ المخططات السابقة في تدمير القطاع  ليخرج من دائرة قابلية العيش إلى استحالته في ظل تدمير البنية التحتية للمياه والصرف والكهرباء والخدمات الطبية ومنع المساعدات للوصول إلى الأهداف المنشودة.

ولعل ما تمارسه إسرائيل في هذه الأيام بعد استئناف الحرب من خلال الدعم الأمريكي هو ضغوط عسكرية مدروسة على حماس وقطاع غزة، والهدف المعلن منه هو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدي حماس لتهدئة المجتمع الإسرائيلي والتخفيف من الضغط الذى تمارسه عائلات الأسري على الحكومة. وكذلك القضاء على القدرات الإدارية والعسكرية لحماس في القطاع.

ورغم إدراك إسرائيل أن محو حماس بعملية عسكرية أمر مستحيل، وأن عناصر من حماس سوف تبقي في قطاع غزة حتى إن تم تشكيل حكومة بديلة؛ لذلك تخطط إسرائيل وفقًا لما يخدم أجندتها المتطرفة في إبقاء المسئولية الأمنية  للقطاع فى قبضة إسرائيل.

ويبرز منذ بداية الحرب الغاشمة لإسرائيل على قطاع غزة حتى انهيار وقف إطلاق النار، ترى حكومة اليمين المتطرف أن تولي حكومة عسكرية إسرائيلية قطاع غزة، صعب وأكثر تكلفة لها.

حتى إن فكرة التهجير الطوعي وفقًا لخطة ترامب حتى إن وصل حد التهجير فيه إلى نصف مليون من سكان القطاع إلى دول أخرى، إلا أن إسرائيل ترى أنه لن يحقق هدفها وبعد عدة سنوات سوف يزداد الإنجاب في القطاع ويعوض هذا النقص وستبقي المشكلة الديمغرافية قائمة.

لذلك عمل التخطيط الاستراتيجي للحرب على إرساء آلية للحكم المدني البديل في غزة، لكنها تريد حكومة وفقًا لرغباتها.

وبات مستقبل قطاع غزة ما بين ثلاثة سيناريوهات بالنسبة لمتخذ القرار في إسرائيل، ولعل السيناريوهات الثلاثة المطروحة حاليًا على طاولة الحكومة الإسرائيلية من قبل مركز الأبحاث التى يعتمد عليها صناع القرار في إسرائيل ومن بينها مركز الأمن القومي الإسرائيلي «inss» لا رابع لها.

احتلال قطاع غزة وفرض الأحكام العرفية.استمرار حصار قطاع غزة تحت بند إضعاف حماس.تبني المقترح المصري العربي لإعادة إعمار غزة مع التعديل، أولا احتلال قطاع غزة وإقامة حكومة عسكرية.

تعتمد حكومة نتنياهو على الخيارات العسكرية لتحقيق أهدافها مستبعدة الخيار الدبلوماسي، لذلك تعمد حاليًا من خلال استئناف عملياتها العسكرية بعد الهدنة الأخيرة للضغط على حماس للموافقة على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لإطلاق سراح الأسرى؛ وتستمر في توسيع حملتها العسكرية يومًا بعد يوم، واحتلال معظم القطاع وإعداد الظروف لحكم عسكري.

ووفقًا لرؤية رئيس الاستخبارات العسكرية السابق اللواء «احتياط» تامير همان التى نشرها بمركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي «inss» حكم عسكري إسرائيلي في غزة سيكون له مزايا ولكن التحديات والإشكاليات والأضرار ستكون أكثر تكلفة.

ويرى تامير أن الحكومة العسكرية أفضل من منظور واسع النطاق للأمن القومي الإسرائيلي، حيث يُعزز من قدرات جمع المعلومات الاستخباراتية ويُسرّع من تآكل القوة التنظيمية والعسكرية لحماس، وذلك عن طريق تقسيم القطاع إلى قطاعات إدارية وتعيين مندوبين عسكريين لكل مدينة وحي للتعامل مع السكان المحليين وإدارة الشئون المدنية.

ولكن تكلفة هذا السيناريو ستكون كبيرة على إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا، حيث ستواجه مشاكل كبيرة مع سكان غزة الذين يرفضون الوجود الإسرائيلي بالقطاع، ما يؤدي إلى مواجهات وخسائر في جنود إسرائيل.

كما أن الحكم العسكري يتطلب انتشارًا عسكريًا كثيفًا ما بين 15 إلى 21 كتيبة، وهي قوة تضاهي التشكيلات العسكرية المنتشرة حاليًا في الضفة الغربية، الأمر الذي سيُضعف الجبهات الأخرى، خاصة في الضفة الغربية والحدود الشمالية. 

كما أنه سيمثل عبئًا على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث سيترتب على إسرائيل تمويل جميع الخدمات في غزة، بميزانية قد تتجاوز 5 مليارات شيكل سنويًا، وهي التكلفة التي كانت تتحملها السلطة الفلسطينية سابقًا. كما أن استدعاء الاحتياط بهذا الحجم من شأنه أن يُضعف الاقتصاد عبر تغييب عشرات الآلاف من العمال عن سوق العمل لفترات طويلة.

كما يُتوقع أن يُواجه هذا السيناريو رفضًا دوليًا واسعًا، باستثناء الولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى مقاطعة تُضر بالتجارة والاستثمارات في إسرائيل. وقد يترافق ذلك مع تصاعد موجات معاداة السامية في دول الغرب، على خلفية القتال في غزة وتداعياته الإنسانية. 

ثانيًا: استمرار حصار قطاع غزة تحت بند إضعاف حماس

 

من السيناريوهات المطروحة استمرار الحصار تحت زعم إضعاف حركة حماس والعمل على تفجير طاقات الغضب الجماهيرية تجاهها من أجل إفقادها الحاضنة الشعبية لها في القطاع ويعمق الفجوة بين السكان وحركة حماس ومن ثم يؤدي لانهيارها. ويُنظر إلى هذا السيناريو في إسرائيل كوسيلة فعالة في عهد إدارة ترامب، إلا أنه يواجه العديد من التحديات الاستراتيجية، خصوصًا على الساحة العالمية، كما أن هذا السيناريو سيدفع عددًا من السكان إلى الهجرة، لكنه لن يقضي على حماس. 

ثالثًا- تبني المقترح المصرى العربى لإعادة إعمار غزة 

إن من  السيناريوهات الثلاثة المطروحة من قبل مراكز البحث الإسرائيلي أمام صناع القرار في اليمين هو ضرورة مناقشة المقترح المصري العربي لإعادة إعمار قطاع غزة واستقراره وإقامة حكومة بديلة لحماس ويعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية السايق تامير أن هذا المسار أفضل الحلول وسيؤدي للاستقرار على المدى الطويل في ظل إنشاء تحالف دولي للإشراف على إعادة إعمار القطاع وتشكيل قوة أمنية غير تابعة لحماس. 

ولن يمثل عبئا اقتصاديًا على إسرائيل ومع مرور الوقت، من المتوقع أن تتآكل قدرة حماس المدنية، ولكن إذا تم تبني هذا المقترح وفقا لـ«تامير» لا بد على الحكومة الإسرائيلية أن تضغط على الولايات المتحدة لإدخال تعديلات على المقترح الخاص بحكومة مدنية فلسطينية بديلة لحماس، بأن يتم وضع إطار أمني يضمن استمرار التعاون بين القوات الإسرائيلية والحكومة الفلسطينية البديلة في غزة، مع ضمان عدم تمكن حماس من تهديد الاستقرار الداخلي ومنعها من استعادة قوتها العسكرية والسياسية.

لويري أن

مقالات مشابهة

  • وزير الحرب الإسرائيلي يقول إن جيشه يقّطع أوصال غزة وينفذ مخطط التهجير
  • د. أحمد فارس يكتب 3 سيناريوهات إسرائيلية لقطاع غزة  من بينها تبنى المقترح المصرى العربى
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة لـ50,846 شهيدا و115,729 إصابة
  • الجيش الإسرائيلي يعتزم تحويل مدينة رفح بأكملها لمنطقة عازلة
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الحرب ستتوقف إذا سلمت حماس سلاحها
  • قصف إسرائيلي على خيمة للنازحين بخان يونس جنوب غزة
  • 15 شهيدا بغزة وتشييع جثمان صحفي أحرقه الاحتلال حيا
  • 50.810 شهيدا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • “حماس”: فرض العدو الصهيوني سياسة التجويع جريمة حرب مكتملة
  • بينهم طفلان.. استشهاد 8 فلسطينيين في مدينتي غزة وخان يونس