إستمرار المعارك في غزة .. والحصيلة تتجاوز 27131 شهيدا
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
قطاع غزة "أ ف ب" "العمانية": تواصلت المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية الجمعة في قطاع غزة رغم مؤشرات "أولى" إلى إمكان التوصل لهدنة جديدة وإطلاق سراح رهائن بعد نحو أربعة أشهر من الحرب.
ويزداد الوضع الإنساني تدهورا في القطاع المحاصر لا سيما في ظل أحوال جوية سيئة وأمطار تتسبب بسيول تسبح فيها خيم النازحين لا سيما في الجنوب، وفق ما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس.
ويحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيي ناصر والأمل اللذين يكتظان بالجرحى والنازحين، وفق ما ذكر شهود والهلال الاحمر الفلسطيني.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الجمعة في بيان إن القصف وإطلاق النار يتواصلان في محيط مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس.
وأشارت الى "تسرّب مياه الأمطار على النازحين" داخل بعض أجزاء المستشفى بسبب تضرّر المباني نتيجة القصف.
وحذّرت من "دخول مرضى الكلى في خطر جراء تعذر نقلهم الى مستشفيات أخرى" بسبب استمرار تطويق الآليات الإسرائيلية للمستشفى.
وأفاد شهود ليل الخميس الجمعة بحصول غارات إسرائيلية في وسط قطاع غزة وجنوبه، خصوصاً في خان يونس حيث تتركز العمليات الإسرائيلية منذ أسابيع.
وأحصت وزارة الصحة التابعة لحماس ما لا يقل عن 112 شخصا قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في قطاع غزة.
في القطاع الذي أعلنت الأمم المتحدة أنّه "بات غير صالح للسكن"، نزح 1,7 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، من حوالى 2,4 هو عدد السكان. وبات 1,3 منهم عالقين في مدينة رفح قرب الحدود المغلقة مع مصر، ومهدّدين بالمجاعة والأوبئة.
وخطف خلال هجوم حماس حوالى 250 رهينة اقتيدو الى قطاع غزة، ولا يزال حوالى 132 منهم محتجزين، ويعتقد أن بينهم 27 على الأقل قد قتلوا.
"طريق شاق"
في مدينة غزة في شمال القطاع الذي نزح معظم سكانه، وجد عدد من الفلسطينيين ملجأ بالقرب من مستشفى الشفاء الذي كان محور عمليات عسكرية إسرائيلية في نوفمبر.
وقالت عبير المدهون لوكالة فرانس برس "أسقطوا (الجيش الإسرائيلي) منشوراً يطلب منّا الإخلاء، إلى أين نذهب؟ هُدّم بيتنا وأولادنا استشهدوا".
وقال الطبيب محمد غراب إنّه الطبيب الوحيد الموجود في المستشفى الذي يعدّ الأكبر في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد قليل من الممرّضين.
وإزاء الأزمة الإنسانية الكبرى والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، تنشط الدبلوماسية لمحاولة التوصل إلى هدنة ثانية، أطول من الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر وأتاحت إطلاق نحو مئة رهينة كانوا محتجزين في غزة ونحو 300 معتقل فلسطيني في إسرائيل.
وفي هذا الإطار، قُدّم مقترح هدنة جديد إلى قيادة حماس عقب اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في باريس وجمع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين. ويُتوقع وصول رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في قطر اسماعيل هنية إلى القاهرة خلال الساعات القادمة لمواصلة هذه المحادثات.
استناداً إلى مسؤولين في حماس، تدرس الحركة مقترحاً من ثلاث مراحل، تنص الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح 200 إلى 300 أسير فلسطيني في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة، فضلاً عن إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا إلى غزة.
وأكد المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تساهم في الوساطة ماجد الأنصاري الخميس أن "الجانب الإسرائيلي وافق على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس". وأضاف "لا يزال أمامنا طريق شاق للغاية. نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع".
إلا أن مصدراً مطلعاً على المحادثات في غزة أكد لوكالة فرانس برس أنه "لا يوجد اتفاق على إطار الاتفاق بعد والفصائل لديها ملاحظات مهمة والتصريح القطري فيه استعجال وليس صحيحاً".
اتفاق
ويتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لضغوط من عائلات الرهائن للتوصل إلى اتفاق، ومن وزراء يهدّدون بالانسحاب من الحكومة في حال التوصّل إلى اتفاق يقولون إنه سخي للغاية تجاه الفلسطينيين.
ومساء الخميس، تجمّع متظاهرون في تل أبيب للمطالبة باتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن.
وقال موران زير كاتزنشتاين (41 عاما) "السبيل الوحيد هو التوصل إلى اتفاق". وأضاف "ما زلت أعتقد أنه بعد ذلك سيكون لدينا وقت للتعامل مع حماس وسحبها من إدارة غزة .. لكن علينا أولا الاهتمام (بموضوع) الرهائن".
وتسبّبت الحرب بتفاقم التوترات في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك على المستوى الإقليمي.
وفرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بات مستواها "لا يُحتمل"، على ما قال الرئيس جو بايدن.
حصيلة العدوان
أفادت مصادر فلسطينية طبية اليوم بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي على قطاع غزة إلى 27 ألفا و131 شهيدا، أغلبهم من النساء والأطفال، و66 ألفا و287 جريحا. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 112 شهيدا، و148 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما نسف الطيران الحربي للاحتلال منازل سكنية غربي مدينة خان يونس. كما أوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات ويمنع جنود الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا مدمرا على قطاع غزة برا وجوا وبحرا، لليوم الـ 119 على التوالي، تسبب في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل في مختلف أنحاء القطاع.
انقطاع شبكات الاتصالات
يمشي حمزة طبش إلى الحدود المصرية كل يوم من خيمته في رفح عسى أن يلتقط هاتفه إشارة ولو ضعيفة من شبكات المحمول المصرية كي يتمكن من إرسال رسائل صوتية إلى أحبائه الذين فرقتهم الحرب أو تصله رسالة منهم.
ويقول "رسالة واحدة بترد فيا الروح".
فر معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي المكثف والهجوم البري، وتفرقوا ما بين المخيمات حيث يعتمد تواصلهم مع أحبائهم على شبكات الهاتف المعطلة.
ومع توقف شبكة الاتصالات المحلية عن العمل بشكل شبه كامل، خاصة في شمال ووسط القطاع الفلسطيني، يحاول العديد من الأشخاص الاتصال بالشبكة المصرية من خلال الوقوف على طول الشريط الحدودي.
وقال طبش وهو يسجل رسالة صوتية قصيرة لوالدته ويرفع هاتفه في الهواء لمحاولة التقاط إشارة لإرسالها "أيه يا أما، كيف حالك؟ إن شاالله تمام، احنا الأمور عنا بخير وبطمنك متقلقيش".
وتشتت شمل الأسرة التي تعيش أصلا في خان يونس عندما بدأت إسرائيل في تركيز هجومها على المدينة، وهي الأكبر في القطاع، فتوجه طبش إلى رفح وبقيت والدته في منزل العائلة.
واشتد القتال والدمار في خان يونس في الأيام الماضية، ويشعر أولئك الذين لا يزال أفراد من أسرهم هناك بالخوف على سلامتهم.
وبينما وقف طبش عند نقطة مرتفعة بجوار أول سياج حدودي من الأسلاك الشائكة مع مصر، كانت مجموعة أخرى من الأشخاص يجلسون على الرمال يكتبون الرسائل ويتحركون في دوائر وهم يتحدثون أو يرفعون هواتفهم في الهواء على أمل التقاط إشارة.
وتظهر خيام النازحين البيضاء لأسفل باتجاه رفح وما بعدها إلى داخل القطاع المدمر.
وبدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد هجوم مباغت شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
ووفقا للسلطات الصحية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، قتل ما يزيد عن 27 ألفا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، التي أدت إلى تدمير مساحات واسعة من المساكن والمرافق العامة، وأجبرت 85 في المئة من السكان إلى النزوح من منازلهم.
وأعلنت شبكة الهاتف في غزة، التي تديرها شركة بالتل المحلية، أكثر من عشر مرات عن توقف تام للخدمة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، كان آخرها في أواخر يناير وهو ما أرجعته إلى الهجوم الإسرائيلي. وقالت إنه حتى عندما كانت شبكتها تعمل جزئيا، فقد واجهت صعوبات في تشغيل الخدمة في العديد من المناطق بسبب القتال.
* انقطاع الاتصال
قالت مريم عودة، وهي تجلس بجوار السياج الحدودي، والقلق ظاهر على وجهها، إنها أيضا انفصلت عن أفراد عائلتها الذين بقوا في خان يونس.
وأضافت "حتى مش قادرين نتصل على أهالينا ولا قادرين نطمن عليهم. مش عارفة شو بدي أحكي؟ الواحد بيبكي الوضع اللي احنا فيه.
"مفيش إرسال خالص في خان يونس في القطاع، فكل يوم احنا بنجي على الحدود المصرية مشان احنا نتصل على أهالينا لانه بيتصلوا علينا مفيش إرسال حتى لما جينا هنا على رفح بيتصلوا علينا ميلقتش الخط فاحنا بنتصل عليهم مشان نطمنهم علينا إنه احنا عايشين وموجودين مش مستشهدين زي غيرنا".
ويقف أحمد أبو دقة بالقرب منها يكتب رسالة على هاتفه، بعد أن سار مسافة طويلة من خيمته عبر الرمال إلى أعلى نقطة في الشريط الحدودي حيث يمكنه التقاط شبكة الهاتف المحمول المصرية.
وقال "الإنترنت ضعيف جدا ويمكن تنتظر ساعات حتى توصل رسالة فقط".
وأضاف "بقعد فترات طويلة، أحيانا ساعة انتظر رسالة من الأهل والأقارب المحاصرين في مستشفى ناصر حتى نطمن عليهم ونشوف أمورهم ونعرف الوضع والخطر المحيط فيهم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی قطاع غزة فی خان یونس فی القطاع فی غزة
إقرأ أيضاً:
المأساة المنسية في سجون العدو الإسرائيلي: استشهاد 5 أسرى نتيجة التعذيب (55 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة)
يمانيون../
أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد 5 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة في سجون العدو خلال الـ24 ساعة الماضية، مؤكدا أن العدو ينفذ عمليات تصفية وقتل ممنهج بحق الأسرى والمعتقلين لديه.
ووصفت الهيئة ونادي الأسير -في بيان مشترك – ما يحدث في معتقلات العدو وسجونه بالكارثة الإنسانية المتصاعدة دون أدنى اعتبار للبشرية جمعاء، مطالبة بضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف استمرار الجرائم الممنهجة، وعلى رأسها جرائم التعذيب التي ستؤدي إلى نتيجة واحدة فقط هي استشهاد المزيد من الأسرى والمعتقلين.
والشهداء الذين تم الإبلاغ عن استشهادهم في سجون العدو هم: محمد رشيد عكه (44 عاما)، وسمير محمود الكحلوت (52 عاما)، وزهير عمر الشريف (58 عاما)، ومحمد أنور لبد (57 عاما)، وأشرف محمد عبد أبو وردة (51 عاما).https://qudsn.co/post/208307
وشدد البيان على أن ما يجري بحق الأسرى والمعتقلين ما هو إلا وجه آخر لحرب الإبادة، والهدف منه هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال والتصفية بحق الأسرى والمعتقلين، مضيفا أنه بالإعلان عن الشهداء الخمسة، فإن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون العدو منذ بدء حرب الإبادة يرتفع إلى 55 شهيدا، وهم فقط المعلومة هوياتهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن قضية استشهاد الأسرى الخمسة تشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيلي غير المنتهية، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة المتواصلة منذ 451 يوما بحق الشعب الفلسطيني.
أعداد الأسرى وقصص التعذيب
يبلغ عدد الأسرى في سجون العدو الذين اعترفت بهم إدارة السجون حتى بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، أكثر من 10 آلاف و300 أسير، فيما تواصل فرض جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لجيش العدو، ومن بين الأسرى 89 أسيرة، وما لا يقل عن 345 طفلا، و3428 معتقلا إداريا، المؤسسات الحقوقية أكدت أن عدد من استشهدوا في سجون العدو حتى الحادثة الأخيرة تجاوز الـ55 شهيداً.
وتوقع البيان أن وتيرة أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون العدو، واستمرار تعرضهم بشكل لحظي لجرائم ممنهجة، أبرزها التعذيب والتجويع والاعتداءات بكافة أشكالها والجرائم الطبية، والاعتداءات الجنسية، والتعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية.
حمّل بيان هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني العدو المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسرى، مجددا مطالبة المنظومة الحقوقية الدولية المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة العدو على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على العدو من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة.
مصائر مجهولة وهويات مفقودة
قالت صحيفة هآرتس العبرية إن العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة يجهلون مصير ذويهم الذين كانوا محتجزين في السجون، بينما يدعي مسؤولو العدو عدم اعتقالهم أو احتجازهم، رغم أن آخر مرة شوهدوا فيها كانوا بقبضة الجنود أو أثناء اعتقالهم.
وفي الأشهر الأخيرة، قدّم الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان 27 التماسا لمعرفة مصير المفقودين، وتم رفض معظمها. ولكن في بعض الحالات، أدت إعادة الفحص إلى اكتشاف أن الأشخاص الذين زُعم أن العدو لا يملك معلومات عنهم موجودون في مراكز احتجاز إسرائيلية أو قد توفوا.
وإحدى تلك الحالات هو عبد الكريم الشنا الذي اعتقل أواخر يناير/كانون الثاني 2024 أثناء محاولته عبور حاجز عسكري جنوب خان يونس، بعد أن أمر العدو السكان بالإخلاء والتوجه إلى منطقة المواصي التي صنفها العدو “منطقة آمنة” رغم استمرار الهجمات فيها. ولمدة 5 أشهر، لم تسمع عائلته أي خبر عنه واستمرت في البحث عنه، إلى أن جاءهم أخيرا خبر عبر أسير مفرج عنه قال إنه شاهده في مركز اعتقال “شكما” في عسقلان، حيث تعرض للتعذيب.
وحاولت العائلة ترتيب زيارة لمحامٍ له، ولكن قيل لهم من قبل مصلحة السجون إنه ليس محتجزا هناك، بل في سجن عوفر. ولاحقا، عندما تواصلوا مع مركز السيطرة العسكرية للحصول على معلومات، أُبلغوا بأنه “لا توجد إشارة” إلى اعتقاله أو احتجازه.
وفي قضية أخرى، ذكرت “هآرتس” أن شخصين وهما مُنير الفقوعي وابنه ياسين، اكتشف أنهما توفيا أثناء احتجازهما بعد أن ادعى العدو أنه “لا توجد إشارة” إلى اعتقالهما، وتم فتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية حول وفاتهما، وما زال مستمرا.
كما أن هناك فلسطينيا من غزة تم احتجازه من قبل العدو نهاية مايو/أيار 2024، وعندما طلبت عائلته من العدو تحديد مكانه، قوبل الطلب برد يفيد بأنه “لا توجد إشارة إلى الاعتقال أو الاحتجاز”. ومع ذلك، تم إطلاق سراحه بعد حوالي شهرين، وقال إنه كان محتجزا طوال تلك الفترة من قبل العدو داخل القطاع ونُقل من مكان إلى آخر.
وحالة أخرى من حالات الاختفاء لأب وابنته البالغة من العمر 5 سنوات من عائلة العجور. تفيد الأم بأن آخر مرة رأتهما فيها كانت في 24 مارس/آذار عندما كانا يقيمان في منزل قريب بالقرب من مستشفى الشفاء في حي الرمال بمدينة غزة، بعد أن تم إجلاؤهما من حي تل الهوى في وقت سابق من الحرب.
وأضافت “كنا تحت الحصار لمدة أسبوع، وفي اليوم السابع دخل الجنود منزلنا وبدأوا بإطلاق النار فورا، كنت حاملا وأصبت في بطني، وأصيب زوجي في ساقيه، وأصيبت ابنتي في كتفها”.
ووفقا للأم المكلومة، أخذ الجنود ابنتها الصغيرة إلى غرفة أخرى لعلاج إصابتها.، وقالت “وجهوا أسلحتهم نحوي وقالوا: عليك مغادرة المنزل إلى الجنوب، ثم طلبت منهم أن يعطوني ابني الصغير البالغ من العمر 4 سنوات، وغادرت، ومنذ ذلك الحين، لا أعرف ما الذي حدث لزوجي أو ابنتي”.
وعندما عاد بعض أفراد العائلة إلى المنزل بعد أسبوعين، اكتشفوا أنه تم قصفه، لكنهم لم يعثروا على أي جثث هناك.
وبالنسبة لعائلة العجور، رد المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي بأن “الحالة الموصوفة غير معروفة. نؤكد أن الأب لم يُعتقل ولم يصل إلى مراكز احتجاز الجيش”. وامتنع جيش العدو -وفقاً للصحيفة- عن التعليق على الحالات الأخرى أو الادعاءات العامة بشأن صعوبة تحديد أماكن المعتقلين.
بدوره قدم مركز حماية الفرد (هموكيد) 27 التماسا للكشف عن مصير المفقودين، ما أدى في بعض الحالات إلى إجبار العدو على الاعتراف باحتجازهم.
ومع ذلك، رفضت المحكمة العليا العديد من الالتماسات، ما أثار اتهامات بأنها “تكتفي بتصديق” تصريحات العدو ومصلحة السجون دون مراجعة قضائية حقيقية.
ومن جهتها أشارت المديرة التنفيذية للمركز جيسيكا مونتيل إلى أن “مئات الأشخاص اختفوا بعد احتجازهم من قبل العدو، إما أن جيش العدو يرفض تقديم المعلومات أو لا يوثّق التعامل مع المدنيين على الإطلاق، ما يخلف حالة من انعدام العدالة”.
وقبل أيام أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني استشهاد الأسير إسلام السرساوي (42 عاما) من حي الشجاعية في قطاع غزة، والذي اعتقل خلال الاقتحام الأخير لمستشفى الشفاء، جراء تعرضه للتعذيب داخل معسكر “سدي تيمان” الإسرائيلي سيئ السمعة.
وقالت الهيئة إنها حصلت على معلومات مؤكدة تفيد بأن السرساوي استشهد قبل 4 أشهر، مشيرة إلى أنه واحد من بين العشرات الذين استشهدوا في السجون ومعسكرات العدو الذي يواصل إخفاء هوياتهم.
1. آثار تعذيب الاحتلال الشديد على جسد أحد الأسرى من قطاع غزة الذين أفرج عنهم العدو الصهيوني .
1:00
ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، أعتق العدو العديد من سكان غزة، بعضهم نُقل إلى مراكز اعتقال داخل الأراضي المحتلة، وآخرون احتُجزوا لفترات في القطاع، ومعظمهم اعتُقلوا بموجب قانون “المقاتلين غير الشرعيين” الذين يسمح حاليا باحتجازهم لمدة 45 يوما دون رؤية محامٍ.
ولعدة أشهر، يرفض كيان العدو الإسرائيلي تقديم أي معلومات لعائلات المحتجزين بشأن مصيرهم، وفي الوقت نفسه أوقفت السماح لممثلي الصليب الأحمر بزيارة مراكز الاحتجاز.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن معتقلين فلسطينيين من سكان قطاع غزة -أفرج عنهم العدو الإسرائيلي مؤخرا- قولهم إن مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية محتجز في قاعدة “سدي تيمان” العسكرية سيئة السمعة التي يستخدمها كيان العدو مركز احتجاز.
وقالت الشبكة إن معتقلين فلسطينيين اثنين أفرج عنهما جيش العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع، قالا إنهما شاهدا مدير مستشفى كمال عدوان في المعتقل، في حين قال معتقل آخر أفرج عنه مؤخرا إنه سمع اسم أبو صفية ينادى به في مكان الاحتجاز.
وكانت قوات العدو قد اعتقلت الطبيب أبوصفيه قبل أيام إثر عملية اقتحام كبيرة للمستشفى الذي يديره أبوحسام تلاه قيام العدو بإحراقه والتنكيل بمرتاديه من المرضى والكادر الطبي العامل فيه.
موقع أنصار الله يحيى الشامي