السودان: موازنة حرب للعام 2024 وتساؤلات حول مصادر تمويلها
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
إعلان وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، أن موازنة العام 2024 هي موازنة حرب دفع بسؤال حول مقدرة وإمكانيات الحكومة لتمويل الحرب والرواتب في آن واحد في ظل تدهور وتراجع الأحوال الأقتصادية في السودان.
الخرطوم: التغيير
موازنة الحرب التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها من حيث الحجم والأرقام أو بنود الصرف يفتح الباب أمام التكهنات والتساؤلات حول أوجه الإيرادات والمصروفات في ظل اعتراف وزير المالية بفقدان جزء كبير من الإيرادات بسبب الحرب.
أكدت مصادر (التغيير) أن الشركات الكبرى العاملة في مجال الذهب (الإمتياز) بولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل أعلنت خلال (نفير) منفصل لكل ولاية عن تبرع كل شركة بمبلغ مليون دولار أمريكي للجيش.
فيما تبرعت الشركات المتوسطة بمبلغ 500 ألف دولار لكل شركة، فيما ساهمت الشركات العاملة في مجال مخلفات الذهب (الكرتة) بمبلغ 100 ألف دولار وتعهد بعض كبار تجار الذهب والتجار الآخرين بدفع مبالغ دولارية مختلفة.
كما فرضت حكومة ولاية البحر الأحمر رسوم إتحادية بقيمة مليون جنيه سوداني على كل ناقلة أو شاحنة تحمل وقود من الميناء الرئيس، أو دفع 930 دولار أمريكي على أي ناقلة وقود حمولة 60 طن و850 ألف للناقلات حمولة (40 – 59) طناً فيما تم فرض رسوم بقيمة 450 ألف جنيه على ناقلات وقود الفيرنس بمختلف الحمولات، في وقت تُقدر حركة الناقلات المغادرة للموانئ بنحو 150 شاحنة خلال اليوم.
ديوان الزكاة الاتحادي من جانبه أعلن تخصيص نصف ميزانية العام 2024 لصالح الجيش، فيما ارتفعت رسوم الخدمات للجوازات والأوراق الثبوتية وغيرها بالسفارات والقنصليات الخارجية للسودان بالدولار.
وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم المواطن يتحمل العبءخبراء ومختصين أكدوا أن المواطن يدفع تكلفة الحرب مرتين بتحمل زيادة الرسوم المختلفة من جمارك ضرائب وجبايات بجانب تحمل تبعات فاتورة النزوح ، ويشير الباحث والمحلل الإقتصادي أحمد بن عمر في حديثه لـ (التغيير) حول خيارات الحكومة لتمويل الحرب إلى ضيق وتضاؤل فرص التمويل الداخلي.
وقال: “معروف أن إيرادات الدولة ما بين 60 إلى 70% منها من الضرائب والجمارك وبسبب الحرب الدائرة حاليا توقفت جميع الأنشطة التجارية بجانب تراجع حركة الاستيراد، فإذا تعطلت حركتا النشاط الاستيرادي والتجاري وعجلة الإنتاج، فلن تجد الدولة أي إيرادات تدعم الخزينة العامة، ومع إعلان موازنة الحرب في 2024 من جانب حكومة بورتسودان فهذا يعني حشد ما يأتي من الإيرادات لمقابلة النفقات العسكرية”.
ويذهب بن عمر إلى أن الضغوطات الكبيرة للبحث عن مصادر تمويل للتكلفة اليومية الباهظة للحرب من جانب الجيش يظل خيار استخدام الدولة بمؤسساتها لتوفير التمويل هو الخيار المتاح حاليا، وأن لا أحد يهمه المواطن الذي يجوع مقابل استمرار الحرب.
يؤكد بن عمر أن لجوء الحكومة لزيادة سعر الدولار الجمركي من 650 إلى 950 لن يزيد من الإيرادات بحسب التجارب السابقة.
صفقات وتفاهماتيشير بن عمر إلى أنه ومع تطور مراحل الحرب وتطاولها اتجهت الحكومة في بورتسودان نحو إيران للبحث عن السلاح وسط الأنباء المتداولة عن صفقة وصول بعض المسيرات من نوع (مهاجر) قائلا: “ربما تكون هذه مجرد بداية لصفقات قادمة لشراء الأسلحة الأمر الذي يعني حوجة الحكومة للأموال لتكلفة الشراء و تصريف الحرب (من رواتب وانفاق)”.
الباحث والمحلل الإقتصادي أحمد بن عمر عقوبات بسبب التمويلالولايات المتحدة الأمريكية قامت مؤخرا بمعاقبة شركة زادنا ومنظومة الصناعات الدفاعية بتهمة تمويل الحرب، وقالت أنها ساعدت في تمويل القوات المسلحة السودانية ووفرت لها المعدات.
واعتبرت واشنطن أن شركة زادنا العالمية تمثل مكونا رئيسيا للإمبراطورية المالية الخاصة بالقوات المسلحة السودانية والتي تستخدمها لتبييض الأموال.
الدعم الخارجيأستاذ العلاقات الدولية رمضان أحمد قال لـ (التغيير) حول إمكانية توفر الدعم الخارجي للجيش أنه لايمكن لأي دولة أن تقدم لك أموال أو دعم مادي أو عيني دون مقابل، وأن هذا كان يحدث في السابق بسبب الأيدلوجيا احيانا، الآن العالم تغيير وأصبحت تتحكم فيه لغة المصالح.
وأضاف: “أعتقد أن الدعم الخارجي للجيش اذا توفر لن يخرج من هذا السياق واذا لم يدفع السودان أموال مباشرة لشراء السلاح من الصين أو إيران أو تركيا مؤكد أنه قدم تنازلات أخري تحت بند الاستثمار في الموانئ أو المعادن أو غيرها، وعندما تنتهي الحرب سنكتشف ذلك وأضعف الإيمان انه اشترى سلاح بالاستدانة أو الرهن لبعض المشاريع أو الأراضي”.
جرد حسابالباحث الاقتصادي والإجتماعي عبد الناصر إبراهيم أكد لـ (التغيير) أن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي في ظل حرب فُرضت عليه من قبل الدعم السريع وعقوبات أوروبية وامريكية “ظالمة” وقال: “المؤسسة العسكرية ستلجأ للخيارات الصعبة داخليا وخارجيا”.
وأضاف: “نعم المواطن يتحمل الجزء الأكبر في الفاتورة، لكن ربما تكون التكلفة لفترة مؤقتة ولايمكن أن نتحدث بواقعية ومثالية في ظل الحرب وكما (يقال العسكرية تصرف)”، مؤكداً على أهمية تحقيق نصر أو تقدم عسكري للجيش يعزز السلام ومن ثم العودة لمعرفة تكاليف وتبعات الحرب “كما يحدث في المناسبات الإجتماعية يتم جرد الحساب ومعرفة الخسائر في نهاية الأمر”.
وفيما يتعلق بالرواتب أوضح إبراهيم أن الوزارات والمؤسسات الإيرادية بالحكومة تأقلمت مع الوضع وليس لديها مشكلة في توفير الرواتب لمنسوبيها فيما تأثرت بعض الوزارات الأخرى والموظفين بالحرب.
وأشار إلى أن عدم وجود الفصل الثاني التسيير والتنمية والطوارئ في الموازنة وأن ذلك من شأنه توفير أموال للرواتب.
الوسومآثار الحرب في السودان اقتصاد الحرب حرب الجيش والدعم السريع موازنة 2024 وزارة المالية السودانيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان اقتصاد الحرب حرب الجيش والدعم السريع موازنة 2024 وزارة المالية السودانية بن عمر
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يعتمد الموازنة العامة للإمارة بـ 42,007 مليار درهم لعام 2025
اعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الموازنة العامة للإمارة بإجمالي نفقات بلغت نحو 42 مليار درهم وهي الموازنة العامة الأكبر في تاريخ الإمارة، وتهدف إلى تحقيق الاستدامة المالية وضمان العيش الكريم والرفاهية الاجتماعية لكافة القاطنين على أرض الإمارة وتعزيز الأمن والأمان الاجتماعي واستدامة الطاقة والمياه والغذاء.
وتبين أرقام الموازنة العامة للعام 2025 زيادة المصروفات بنسبة (2%) عن موازنة عام 2024 حيث شكلت الرواتب والأجور نسبة (27%) من الموازنة العامة لعام 2025، أما بالنسبة للمصروفات التشغيلية فقد شكلت (23%) لعام 2025، واستمرت الحكومة في دعم موازنة المشاريع الرأسمالية لضمان الاستمرارية في تلبية احتياجات الإنفاق على هذه المشاريع في عام 2025 ولتشكل هذه الموازنة نسبة (20%) من الموازنة العامة، في حين شكلت موازنة تسديدات القروض وفوائدها نسبة (16%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025 وبزيادة مقدارها (2%) عن موازنة 2024 لتعزز من قدرة الحكومة ومتانة الملاءة المالية لها في تسديد كافة التزاماتها، أما موازنة الدعم والمساعدات فقد شكلت نحو (%12) من الموازنة العامة وبلغت المصروفات الرأسمالية نحو (2%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025.
وتعد عملية تبويب الموازنة على أساس القطاعات الاقتصادية واحدة من أهم الأدوات التي تعكس التوجه الإستراتيجي للحكومة، فقد احتل قطاع البنية التحتية المرتبة الأولى بين قطاعات الموازنة العامة ليشكل نسبة (41%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025 وبزيادة مقدارها (7%) عن موازنة عام 2024، ليعكس الاهتمام الاستثنائي للحكومة في تطوير البنية التحتية للإمارة بوصفها العمود المرتكز الأساسي لعملية التنمية والاستدامة وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية في كافة القطاعات الحيوية.
ويأتي قطاع التنمية الاقتصادية بالمرتبة الثانية في الأهمية النسبية فقد شكل نحو (27%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025، أما قطاع التنمية الاجتماعية فقد جاء بالمرتبة الثالثة حيث شكلت أهميته النسبية نحو (22%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2024 حيث حافظ هذه القطاع على أهميته النسبية من إجمالي الموازنة العامة مقارنة بموازنة عام 2024 وذلك من أجل توفير أفضل الخدمات والدعم والمساعدات للمواطنين والمقيمين في الإمارة، في حين شكلت الأهمية النسبية لقطاع الإدارة الحكومية والأمن والسلامة نحو (10%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025، وبزيادة مقدارها (8%) عن موازنة عام 2024.
أما على صعيد الإيرادات العامة فقد اهتمت الحكومة بطريقة استثنائية في تنمية الايرادات وتحسين كفاءة التحصيل وتطوير الأدوات والأساليب التقنية والذكية، وبشكل عام توضح الإيرادات العامة في موازنة 2025 زيادة مقدارها (8%) مقارنة بإجمالي الايرادات لعام 2024، وتشكل الإيرادات التشغيلية نسبة (74%) من إجمالي موازنة الإيرادات لعام 2025 وبزيادة مقدارها (16%) عن الإيرادات التشغيلية لعام 2024، في حين بلغت نسبة الإيرادات الرأسمالية نسبة (10%) لعام 2025، أما الإيرادات الضريبية فقد شكلت نحو (10%) من مجموع الايرادات العامة لعام 2025 حيث حققت زيادة مقدارها (15%) مقارنة بموازنة الإيرادات الضريبية لعام 2024، وبذات الاتجاه فقد شكلت الإيرادات الجمركية نسبة (4%) حيث حققت هذه النسبة مقارنة بأهميتها النسبية لعام 2024 من إجمالي إيرادات الموازنة العامة للحكومة، أما إيرادات النفط والغاز شكلت نحو (2%) من إجمالي موازنة الايرادات لعام 2025.