إعلان وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، أن موازنة العام 2024 هي موازنة حرب دفع بسؤال حول مقدرة وإمكانيات الحكومة لتمويل الحرب والرواتب في آن واحد في ظل تدهور وتراجع الأحوال الأقتصادية في السودان.

الخرطوم: التغيير

موازنة الحرب التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها من حيث الحجم والأرقام أو بنود الصرف يفتح الباب أمام التكهنات والتساؤلات حول أوجه الإيرادات والمصروفات في ظل اعتراف وزير المالية بفقدان جزء كبير من الإيرادات بسبب الحرب.

شركات الذهب والزكاة

أكدت مصادر (التغيير) أن الشركات الكبرى العاملة في مجال الذهب (الإمتياز) بولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل أعلنت خلال (نفير) منفصل لكل ولاية عن تبرع كل شركة بمبلغ مليون دولار أمريكي للجيش.

فيما تبرعت الشركات المتوسطة بمبلغ 500 ألف دولار لكل شركة، فيما ساهمت الشركات العاملة في مجال مخلفات الذهب (الكرتة) بمبلغ 100 ألف دولار وتعهد بعض كبار تجار الذهب والتجار الآخرين بدفع مبالغ دولارية مختلفة.

كما فرضت حكومة ولاية البحر الأحمر رسوم إتحادية بقيمة مليون جنيه سوداني على كل ناقلة أو شاحنة تحمل وقود من الميناء الرئيس، أو دفع 930 دولار أمريكي على أي ناقلة وقود حمولة 60 طن و850 ألف للناقلات حمولة (40 – 59) طناً فيما تم فرض رسوم بقيمة 450 ألف جنيه على ناقلات وقود الفيرنس بمختلف الحمولات، في وقت تُقدر حركة الناقلات المغادرة للموانئ بنحو 150 شاحنة خلال اليوم.

ديوان الزكاة الاتحادي من جانبه أعلن تخصيص نصف ميزانية العام 2024 لصالح الجيش، فيما ارتفعت رسوم الخدمات للجوازات والأوراق الثبوتية وغيرها بالسفارات والقنصليات الخارجية للسودان بالدولار.

وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم المواطن يتحمل العبء

خبراء ومختصين أكدوا أن المواطن يدفع تكلفة الحرب مرتين بتحمل زيادة الرسوم المختلفة من جمارك ضرائب وجبايات بجانب تحمل تبعات فاتورة النزوح ، ويشير الباحث والمحلل الإقتصادي أحمد بن عمر في حديثه لـ (التغيير) حول خيارات الحكومة لتمويل الحرب إلى ضيق وتضاؤل فرص التمويل الداخلي.

وقال: “معروف أن إيرادات الدولة ما بين 60 إلى 70% منها من الضرائب والجمارك وبسبب الحرب الدائرة حاليا توقفت جميع الأنشطة التجارية بجانب تراجع حركة الاستيراد، فإذا تعطلت حركتا النشاط الاستيرادي والتجاري وعجلة الإنتاج، فلن تجد الدولة أي إيرادات تدعم الخزينة العامة، ومع إعلان موازنة الحرب في 2024 من جانب حكومة بورتسودان فهذا يعني حشد ما يأتي من الإيرادات لمقابلة النفقات العسكرية”.

ويذهب بن عمر إلى أن الضغوطات الكبيرة للبحث عن مصادر تمويل للتكلفة اليومية الباهظة للحرب من جانب الجيش يظل خيار استخدام الدولة بمؤسساتها  لتوفير التمويل هو الخيار المتاح حاليا، وأن لا أحد يهمه المواطن الذي يجوع مقابل استمرار الحرب.

يؤكد بن عمر أن لجوء الحكومة لزيادة سعر الدولار الجمركي من 650 إلى 950  لن يزيد من الإيرادات بحسب التجارب السابقة.

صفقات وتفاهمات

يشير بن عمر إلى أنه ومع تطور مراحل الحرب وتطاولها اتجهت الحكومة في بورتسودان نحو إيران للبحث عن السلاح وسط الأنباء المتداولة عن صفقة وصول بعض المسيرات من نوع (مهاجر) قائلا: “ربما تكون هذه مجرد بداية لصفقات قادمة لشراء الأسلحة الأمر الذي يعني حوجة الحكومة للأموال لتكلفة الشراء و تصريف الحرب (من رواتب وانفاق)”.

الباحث والمحلل الإقتصادي أحمد بن عمر عقوبات بسبب التمويل

الولايات المتحدة الأمريكية قامت مؤخرا بمعاقبة شركة زادنا ومنظومة الصناعات الدفاعية بتهمة تمويل الحرب، وقالت أنها ساعدت في تمويل القوات المسلحة السودانية ووفرت لها المعدات.

واعتبرت واشنطن أن شركة زادنا العالمية تمثل مكونا رئيسيا للإمبراطورية المالية الخاصة بالقوات المسلحة السودانية والتي تستخدمها لتبييض الأموال.

الدعم الخارجي

أستاذ العلاقات الدولية رمضان أحمد قال لـ (التغيير) حول إمكانية توفر الدعم الخارجي للجيش أنه لايمكن لأي دولة أن تقدم لك أموال أو دعم مادي أو عيني دون مقابل، وأن هذا كان يحدث في السابق بسبب الأيدلوجيا احيانا، الآن العالم تغيير وأصبحت تتحكم فيه لغة المصالح.

وأضاف: “أعتقد أن الدعم الخارجي للجيش اذا توفر لن يخرج من هذا السياق واذا لم يدفع السودان أموال مباشرة لشراء السلاح من الصين أو إيران أو تركيا مؤكد أنه قدم تنازلات أخري تحت بند الاستثمار في الموانئ أو المعادن أو غيرها، وعندما تنتهي الحرب سنكتشف ذلك وأضعف الإيمان انه اشترى سلاح بالاستدانة أو الرهن لبعض المشاريع أو الأراضي”.

جرد حساب

الباحث الاقتصادي والإجتماعي عبد الناصر إبراهيم أكد لـ (التغيير) أن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي في ظل حرب فُرضت عليه من قبل الدعم السريع وعقوبات أوروبية وامريكية “ظالمة” وقال: “المؤسسة العسكرية ستلجأ للخيارات الصعبة داخليا وخارجيا”.

وأضاف: “نعم المواطن يتحمل الجزء الأكبر في الفاتورة، لكن ربما تكون التكلفة لفترة مؤقتة ولايمكن أن نتحدث بواقعية ومثالية في ظل الحرب وكما (يقال العسكرية تصرف)”، مؤكداً على أهمية تحقيق نصر أو تقدم عسكري للجيش يعزز السلام ومن ثم العودة لمعرفة تكاليف وتبعات الحرب “كما يحدث في المناسبات الإجتماعية يتم جرد الحساب ومعرفة الخسائر في نهاية الأمر”.

وفيما يتعلق بالرواتب أوضح إبراهيم أن الوزارات والمؤسسات الإيرادية بالحكومة تأقلمت مع الوضع وليس لديها مشكلة في توفير الرواتب لمنسوبيها فيما تأثرت بعض الوزارات الأخرى والموظفين بالحرب.

وأشار إلى أن عدم وجود الفصل الثاني التسيير والتنمية والطوارئ في الموازنة وأن ذلك من شأنه توفير أموال للرواتب.

الوسومآثار الحرب في السودان اقتصاد الحرب حرب الجيش والدعم السريع موازنة 2024 وزارة المالية السودانية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان اقتصاد الحرب حرب الجيش والدعم السريع موازنة 2024 وزارة المالية السودانية بن عمر

إقرأ أيضاً:

زيادة مصادر دخل أسطول شركة الجسر العربي لمواصلة ريادتها في صناعة النقل البحري

ترأس الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الاجتماع الـ 83 لشركة الجسر العربي للملاحة وبحضور المهندسة وسام التهتموني - وزير النقل الأردني ورزاق السعداوي - وزير النقل العراقي وذلك على هامش اجتماعات المكتب التنفيذي لوزراء النقل العرب الذي تقام فعالياته بمدينة الاسكندرية.

حيث اطلع الوزراء خلال الاجتماع على نشاط شركة الجسر العربي خلال عام 2024 حيث واصلت الشركة تحقيقها لأهدافها الموضوعة بالرغم من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها منطقة عمل الشركة بسبب الأوضاع الإقليمية الراهنة  إلا ان هذه الشراكة العربية التي تعمل وفق أُسس وخطط عمل مرنة واستراتيجيات تتوافق مع المتغيرات الدولية والإقليمية، حققت النتائج الإيجابية المرجوة وواصلت ريادتها في صناعة النقل البحري، حيث تم نقل أكثر من (200) ألف مسافر، وما يزيد عن (70) ألف شاحنة  عبر الخط البحري العقبة-نويبع، الأمر الذي يؤكد الدور المهم الذي تلعبه شركة الجسر العربي في حركة التجارة لتكون حلقة وصل بين قارات اسيا وافريقيا واوروبا وجسراً عربياً اقتصادياً واجتماعياً.

وخلال الاجتماع استعرض مدير عام الشركة عدنان العبادلة خطط عمل الشركة وتطلعاتها للعام 2025، والتي تستهدف زيادة وتنويع مصادر دخل الشركة من خلال تطوير وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين على متن بواخر الشركة، واستغلال أسطول بواخر الشركة والعمل على خطوط ملاحية جديدة، والتوسع بسياسة التأجير، وتنمية حركة التبادل التجاري عبر الخط البحري العقبة-نويبع من خلال مسارات جديدة وتأهيل وتطوير ساحات اصطفاف انتظار الشاحنات واستمرار  تحديث أسطول الشركة

كما أوضح العبادلة ان الشركة مستمرة في تطوير وتحديث أسطولها البحري، حيث تم شراء قاربين سياحيين وتم إدخالهما  الخدمة في شهر نوفمبر بالإضافة الى باخرة شحن حديثة ستدخل الخدمة في بداية العام 2025، ليصبح عدد وحدات أسطول الشركة عشر وحدات بحرية متنوعة ومتخصصة بنقل الركاب والمجموعات السياحية والبضائع والشاحنات الأمر الذي يتيح للشركة تنويع خياراتها التشغيلية والعمل على خطوط ملاحية جديدة في منطقة البحر الأحمر.

وأكد وزراء النقل على أهمية الاستمرار بنهج التطوير والتحديث، وضرورة فتح آفاق جديدة للشركة من خلال عمل بواخر الشركة على خطوط ملاحية جديدة وخصوصاً في منطقة البحر الأحمر، الأمر الذي يعزز من مكانة الشركة في صناعة النقل البحري.

 كما أكد وزراء النقل على دعمهم المطلق لهذه الشراكة العربية المميزة، وسعيهم الدائم لتذليل الصعوبات التي تواجه أعمال الشركة، حيث ان النتائج الباهرة التي تم تحقيقها تؤكد على انه وبوجود الإرادة والتصميم والعمل الجاد يمكن تجاوز كل الصعوبات وتحقيق الأهداف المطلوبة.


وأكد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل خلال الاجتماع على عمق العلاقات التاريخية التي تربط مصر مع أشقائها في الأردن والعراق، وعلى أهمية التعاون المشترك بين البلدان الثلاثة في مجالات النقل المختلفة، مشيرا إلى أن شركة الجسر العربي تمثل نموذجا ناجحا للشراكة العربية وتقوم بدور كبير في تعزيز التجارة البينية وزيادة حجم المبادلات التجارية العربية الآسيوية الأفريقية لافتا الى انها من أهم الشركات البحرية الرائدة في مجال النقل البحري في منطقة البحر الأحمر ولها الريادة في صناعة النقل البحري في المنطقة

كما اشاد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل بإدارة  الشركة التي استطاعت  تحويل ظروف العمل الصعبة  الى فرص للنجاح، خاصة مع الظروف الإقليمية الراهنة   بالإضافة إلي الاستعداد المستمر  لقيادات الشركة واتخاذها الإجراءات السريعة والمناسبة لمواجهة التحديات والظروف المستجدة،  على مدار السنوات السابقة وهو ماساهم في النهوض بهذا الصرح العربي وتحقيق النتائج الإيجابية عاماً تلو الآخر  مؤكدا على أهمية زيادة حجم التعاون بين الدول الثلاث في كافة المجالات ولا سيما مجال النقل، لما له من مساهمة إيجابية في حركة التجارة والصادرات والواردات بين الدول العربية.


كما أشادت المهندسة وسام التهتموني وزير النقل الأردني بما حققته الجسر العربي خلال الخمس سنوات الماضية من إنجازات ونتائج مميزة وغير مسبوقة، وهو ما يؤكد على ان القائمين على الشركة لديهم معرفة ودراية واسعة بصناعة النقل البحري، وعلى قدر عالي من المسؤولية والمهنية والحرفية، ولديهم المهارات اللازمة والقدرة على متابعة مجريات العمل، وكافة القضايا المتعلقة بأعمال الشركة


ولقد أشاد وزير النقل العراقي بمنظومة العمل بشركة الجسر العربي، وعلى الكفاءات الموجود في إدارة الشركة ومجلسها، حيث حققت الشركة نتائج ملفتة وباهره في وقت تعاني فيه معظم شركات النقل، وأكد على أهمية هذه الشراكة العربية الفريدة، واهمية المحافظة على نجاحتها المستمرة من خلال الاستمرار بتقديم الدعم اللازم لها لتسهيل اعمالها.

مقالات مشابهة

  • 9.19 مليار ريال إجمالي الإيرادات العامة للدولة حتى نهاية الربع الثالث من 2024
  • "أمانات" تحقق نمواً في الإيرادات بـ 14% في 9 أشهر
  • إجازة السمات العامة لموازنة السودان دون كشف التقديرات
  • مليشيا الحوثي توسع مصادر تمويلها وتحصل على ملايين الدولارات من السفن في البحر الأحمر
  • المالية النيابية:موازنة 2024 تكفي لتغطية رواتب موظفي الإقليم للأشهر المقبلة
  • زيادة مصادر دخل أسطول شركة الجسر العربي لمواصلة ريادتها في صناعة النقل البحري
  • إجازة سمات وموجهات وأهداف موازنة السودان للعام 2025
  • المالية النيابية:موازنة 2025 تشغيلية وليست استثمارية
  • المالية النيابية: موازنة 2025 تهدف لتحقيق المزيد من الاستقرار الاقتصادي
  • موازنة 2025: نحو تنمية اقتصادية وزيادة الإيرادات غير النفطية في العراق