بوابة الوفد:
2024-12-22@18:50:04 GMT

الحمادى.. وطريق العرب للمستقبل

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

كم يسعد المرء أن تقوده الصدفة إلى التعرف على رؤى واطروحات تتوافق معه فكريا، وتدعو إلى نفس ما يدعو اليه ويتمناه لوطنه العربى الكبير، فقد دعيت الأسبوع الماضى لمناقشة كتاب المفكر والكاتب الاماراتى الكبير على محمد الشرفا الحمادى الذى صدر هذا العام بعنوان «ومضات على الطريق العربى للمستقبل – دراسات ومشاريع حلول لمواجهة المستقبل العربى»، وهو الذى تخرج فى الكلية الحربية المصرية عام 1966م، وشغل بعد ذلك عدة مناصب سياسية كان أبرزها أنه عمل مديرا لديوان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الامارات وحاكم ابوظبى فى الفترة ما بين 1973 حتى 1995 م.

ومن البداية لفت نظرى هذا العنوان البراق الباحث عن طريق للمستقبل العربى، حيث يتوافق مع بعض مؤلفاتى فى هذا السياق وخاصة «الأورجانون العربى للمستقبل» الذى صدر عام 2014 معبرا عن نفس الهموم وحاملا رؤية أداتية للمستقبل العربى تقوم بداية على تشريح الواقع العربى وكشف الأوهام الأربعة المكبلة لانطلاق أبنائه وبيان معوقات الحداثة التى لخصناها فى عشر يجب العمل على التخلص منها، ثم بيان مقومات النهوض الخمس وأهمها كانت الدعوة إلى ضرورة التنسيق العربى الشامل الذى يحقق آمال وتطلعات الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وتتماثل مع التكتلات العالمية الكبرى كالاتحاد الأوربى واتحاد الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا كانت الدعوة إلى ما سميته «اتحاد الدول العربية» كبديل لذلك الكيان الهزيل المسمى «جامعة الدول العربية» وضربت مثلا على ذلك بنشأة ونجاح اتحاد «دولة الامارات العربية» كنموذج وحدوى تغلب على كل التحديات والمشكلات بفضل إصرار مؤسسيه على انجاحه وانكارهم -كزعماء لإماراتهم المختلفة- للذات وتغليبهم مصلحة شعوبهم على مصالحهم الفردية.

لقد قسم هذا المفكر الاماراتى العروبى الكبير كتابه إلى ثلاثة أبواب تحدث فى أولها عن ما سماه «ومضات على الطريق العربى»، وفى الثانى «عن ومضات على الطريق القطرى العربى « حيث تحدث فى الفصل الأول منه عن الامارات والكويت ومجلس التعاون الخليجى وفى الثانى عن الجزائر وفى الثالث عن اليمن والسودان، بينما خصص الباب الثالث بأكمله عن مصر وثورتها وجبهتها الداخلية وعوامل تماسكها ومشاريعها الاقتصادية والتنموية ووضع لها خاصة خارطة طريق للتقدم. 

وكم كان وطنيا وصادقا وهو يحاول فى الباب الأول من هذا الكتاب وضع أسس لخارطة طريق مستقبلى لدخول الأمة العربية القرن الجديد بعقلية متفتحة وإرادة قوية تتحدى التمزق والتشتت متحررة من الحلقة المفرغة التى تدور فيها!

وقد حدد أسس هذه الخارطة فى عدة مبادئ أهمها:

1- وضع ميثاق جديد للعلاقات العربية تتحدد فيه واجبات والتزامات وحقوق كل دولة عربية وقت السلم ووقت الحرب بأسلوب واضح لا لبس فيه ولا غموض.

2- وضع اطار عام لأسلوب التعامل بين الدول العربية قائم على الاتصال المباشر والحوار المستمر لسرعة انهاء أى خلاف بينها.

3- أن يكون تعيين أمين عام جامعة الدول العربية دوريا وحسب الحروف الابجدية ويتغير كل ثلاث سنوات.

4- تشكيل محكمة عدل عربية من قضاة ترشحهم دولهم العربية ويُختارون بالقرعة، ويتغير تشكيلها دوريا كل خمس سنوات، ويكون الحكم الصادر عنها ملزما لأطراف النزاع. 

5- انشاء مجلس للأمن القومى العربى ويتشكل من قادة القوات المسلحة فى الدول العربية ليضع الإجراءات الكفيلة بتفعيل معاهدة الدفاع العربى المشترك ويجعلها قيد التنفيذ فى ظل أى أزمة داخلية أو أى عدوان خارجى.

6- انشاء بنك عربى برأسمال لا يقل عن خمسمائة مليار دولار لتكون مهمته اصلاح الهياكل المالية للدول العربية وتطوير إمكاناتها الاقتصادية.

وبالطبع فقد أسهب كاتبنا فى شرح تصوراته للمستقبل العربى والتحديات التى ستواجهه وخاصة فى المجالين الاقتصادى والسياسى فى ظل الصراعات الإقليمية والدولية. وعلى الرغم من أن هذه المقترحات لم ترق إلى ما أطمح اليه ودعوت اليه فى كتابى السابق الإشارة اليه! فالسؤال هو: هل تحقق أى شىء من هذه الطموحات الواقعية جدا التى طرحها الحمادى فى هذا الكتاب المهم وهو السياسى المخضرم الذى عاصر أهم تجربة وحدوية ناجحة فى عالمنا العربى؟! أم أن القيادات العربية -رغم تزايد التحديات وكثرة التهديدات للأمن القومى القطرى والعربى- لاتزال عاجزة عن ادراك أهمية أن تتوحد ارادتهم، وضرورة العمل العربى المشترك وحمايته من الاختراقات المتتالية من الدول المعادية سواء كانت غربية أو إقليمية؟ والى متى ستظل دولنا العربية خاضعة وتابعة للرؤى الغربية التى تستهدف دائما تمزيق العرب وتشتيت شملهم؟! لعلنا نجد جانبا من الإجابة عن تلك التساؤلات فى المقال القادم ان شاء الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل رؤى واطروحات المستقبل العربى الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

غداً.. تشكيل لجان البطولة العربية العسكرية الثالثة للملاكمة بالجزائر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعقد غدا الأحد بالصالة المغطاة بمركز تجمع وتحضير الفرق الرياضية العسكرية ببن عكنون بالجزائر، الإجتماع الفنى للبطولة العربية العسكرية الثالثة للملاكمة، التى يستضيفها حالياً الجيش الوطنى الشعبي بالجمهورية الجزائرية وتستمر حتى 28 ديسمبر الجارى 2024 ، تحت إشراف الإتحاد العربى للرياضة العسكرية .
وسيتم على هامش الإجتماع الفنى تشكيل اللجان الخاصة بالبطولة وهى : لجنة أهلية اللاعبين ، اللجنة الفنية ، لجنة الحكام ، اللجنة الاستئنافية ، وذلك وفقاً للائحة الأساسية للألعاب .
كما ستجرى غداً أيضا قرعة منافسات الأدوار التمهيدية للبطولة ، وكذا إقامة تدريب للفرق المشاركة، كما تجرى بروفة لحفل الافتتاح.

وقد وجهت اللجنة العليا المنظمة للبطولة برئاسة العميد جابو أمحمد عبد الحق - مدير إدارة الرياضة العسكرية بالجزائر وعضو المكتب التنفيذي للإتحاد العربى للرياضة العسكرية، الدعوة للعميد الركن دكتور يوسف دسمال الكوارى - رئيس الإتحاد العربى للرياضة العسكرية ورئيس الإتحاد الرياضى العسكرى القطرى ، والوزير المفوض طارق عبد السلام - أمين عام الإتحاد، والعميد فنى عتيق شداد الغانم - رئيس اللجنة الفنية بالإتحاد، والسيد على جاد محمد المراقب المالى للإتحاد لحضور فعاليات البطولة.

يشارك فى البطولة 6 دول من الأعضاء بالإتحاد هم : السعودية ، قطر ، تونس ، ليبيا  ، فلسطين ، والجزائر " منظم البطولة " ، ويشرف على البطولة إداريا العميد أمل خليفة عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العربى للرياضة العسكرية " فلسطين "، وفنياً العميد عبد الرازق الشوشان عضو اللجنة الفنية بالإتحاد " ليبيا "، وإعلاميا العميد عبد الله الفيتورى عضو اللجنة الإعلامية للإتحاد " ليبيا " .

مقالات مشابهة

  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • ثورة الشباب العربى بين المسارين الأصلى والمصطنع ومحاولات إجهاضها بين الإسقاط العنيف والهبوط الناعم
  • غداً.. تشكيل لجان البطولة العربية العسكرية الثالثة للملاكمة بالجزائر
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • الزناتى: جمال سليمان علامة مضيئة فى الفن العربى ونموذج مشرف للفنان المثقف الواعى
  • الزناتى: جمال سليمان علامة مضيئة فى الفن العربى
  • الجزائر تستضيف البطولة العربية العسكرية الثالثة للملاكمة
  • سوريا.. حنين لا يغادر محبيها
  • مؤتمر الصحفيين ونقطة الانطلاق
  • كأسك يا وطن