بوابة الوفد:
2025-01-23@15:20:12 GMT

لغتنا وصناعة الكتاب

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

تمكن المصريون القدماء من صناعة ورق البردى، واحتكروا تداوله، وكانت تصدره عن طريق الإسكندرية فى العصر البطلمى، حيث كانت تنتشر المصانع من الإسكندرية، وشرق الدلتا، والفيوم، وكانت الفسطاط أقوى مراكز إنتاجه، واقترنت المساكن بوجود تلك المصانع، وكانت المصانع المصرية تنتج منه سبعة أصناف، واستخدم المسلمون هذا الورق، وأطلقوا عليه قراطيس، وآخر ما وجد منه يعود إلى بدايات الدولة الإخشيدية سنة 323هـ/935م.

 كان الصينيون رواد صناعة الورق من لحاء الشجر، ومن شرانق الحرير، وعنهم انتشر فى كوريا واليابان، حتى وصل الورق إلى المدينة الأزباكستية سمرقند سنة 81هـ/700م، التى فتحت على يدى القائد قتيبة بن مسلم الباهلى سنة 93هـ/712م، قبل أن يخربها جنكيز خان سنة 1229م، فتيمور لنك، كما عرفه العرب منذ فتْح فرغانة، ثم عرفتْ العراق الورق لقربها من سمرقند، فاحتضنت بغداد أولى (طواحين) مصانع الورق، وأدرك الخليفة المنصور أهمية الورق وحاجة النساخ إليه فى مخطوطاتهم العلمية والأدبية فتوسع فى صناعته، فزادت معرفتهم به أيام الرشيد، وأسس الفضل بن يحيى والى خراسان وابن يحيى البرمكى وزير هارون الرشيد مصنعا، وانتقلتْ صناعته إلى العرب على أيدى الأسرى الصينيين عام 751م، فانتشرتْ مصانعه بالعراق، وبلاد ما وراء النهر، ثم بدمشق، وبطرابلس الشام وطبرية بفلسطين، وشمالى المغرب العربى، ثم إلى إسبانيا 268هـ/950م، وبخاصة طليطلة، ثم صقلية 1102م، وإيطاليا 1154م، فألمانيا 1228م، ليتأخر عن انجلترا حتى عام 1309م، وسائر أوروبا، بعد أن كان قد صنع بمصر 184هـ/800م، وبمكة المكرمة سنة 171هـ/787م، الأمر الذى ساعد المخطوط العربى على الانتشار، على نحو ما نرى فى اللسان لابن منظور، والفهرست لابن النديم ص 31، وعند عبدالستار الحلوجى، المخطوط العربى منذ نشأته إلى آخر القرن الرابع الهجرى، فى مواضع عديدة)، وعائشة عبدالرحمن، ذخائر البردى فى مكتبة ألبرتينا، حولية كلية البنات، ع5، يوليو 1967، ونشر 1969مستخلصا فى 58ص؛ لتتمثل مواد الكتابة فى: العسب والكرانيف، والأكتاف والأضلاع، واللخاف: الحجارة الرقيقة البيضاء، والرق والأديم والقضيم من الجلود، والمهارق: الثوب الحيرى الأبيض، والبردى، والورق، وأدواتها فى: القلم، والمدْبة، والمقط، أو المعصمة: قطعة صلبة من الرخام، والمقْلمة، والمفرشة، والممسحة، والمداد من: العفص، والزاج، والصمغ، أو السناج (الدخان)، والدواة. 

 هكذا دلّتْ جذور الكلمة على أصالتها المعجمية، واستعمالاتها التراثية، وفى المصادر العربية القديمة ما يلقى الضوء على الحضانة التاريخية، والدور الحضارى الذى قام به المسلمون فى تاريخ الكتب والمكتبات؛ إذْ حفلت المكتبة العربية بتاريخ لامع على مر العصور، بلغ فيه الاهتمام بالكتاب مبلغا كبيرا، حتى صارت المكتبة بمثابة المعهد العلمى أو المدرسة، أو المنتدى العلمى، او المركز الثقافى، يضم القراءة والترجمة والنقل والتعليم. 

 وحدّثتْنا كتب عن طرق إعداد الكتاب، وصناعته، ومن ذلك كتاب (صبح الأعشى فى صناعة الإنشا) للقلقشندى، أبى العباس أحمد بن على، على نحو ما سنرجع إليه كثيراً، الذى يضم معارف عامة وجغرافية وتاريخ سورية ومصر، بتحقيق محمد حسين شمس الدين، مفيدا من التحقيق السابق له على يد محمد قنديل البفلى بإشراف سعيد عبدالفتاح عاشور، مكتبة عالم الكتب، القاهرة 1390هـ، وقد عرض الكتاب عبدالهادى عباس فى كتابه سرديات الدهشة، قراءات فى الشعر والنثر.

تضيف المقدمة التى كتبها فوزى محمد أمين الجديد، والصادر فى 16 مجلدا بزيادة جزأين لتعريف المصطلحات فى جزء، والفهارس فى جزء، وقام بهما محمد قنديل البقلى، ليبلغ عدد الصفحات نحو سبعة آلاف صفحة، فى مقدمة وعشر مقالات هى: التمهيد عن الكتابة، ودراساته، والجغرافيا، والمكاتبات، ومقالات الكتّاب، والولايات وتنظيمها، والوصايا الدينية، والإقطاعات، والأيْمان، والعهود، ونماذج من الرسائل الملوكية، بما فى ذلك من معلومات.

و(جوهر الكنز - تلخيص كنز البراعة فى أدوات ذوى البراعة) لنجم الدين أحمد بن إسماعيل بن الأثير الحلبى، و(مواد البيان)، الذى نقل عنه القلقشندى كثيراً، وهو لعلى بن خلف الذى قال فى نهاية الباب الأول من كتابه إنه يصنـّف: «كتاباً جامعاً لما تنظمه صناعة الكتابة من العلوم والآداب الخاصة بها ليجد من يعنى بهذه الصناعة جميع ما يرومه من أصولها وفروعها التى فرّقها المصنفون فى كتبهم مودعة فيه، ويعرف بها الطالب جلالة خطرها وارتفاع قدرها من بين الصنائع، ويصْرف همته إليها …

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وصناعة الكتاب المصريون القدماء طريق الإسكندرية

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تستضيف معرض الورق والمناديل الورقية

انطلقت فعاليات الدورة العاشرة من معرض الورق والمناديل الورقية، في مركز أدنيك أبوظبي اليوم الثلاثاء، تحت شعار "عقد من النجاح والابتكار".

ويجمع الحدث، الذي يسلط الضوء على أهمية الاستدامة ودفع عجلة الابتكار في صناعة الورق، أكثر من 300 شركة رائدة، وأكثر من 16 ألف زائر من أكثر من 120 دولة حول العالم، مشكلاً منصة عالمية لتبادل الخبرات وعرض أحدث التطورات التكنولوجية والاتجاهات الصناعية.
ويأتي المعرض، الذي يستمر حتى يوم غد الأربعاء، في وقت تشهد فيه الصناعة تحولاً كبيراً نحو تبني ممارسات أكثر استدامة، حيث سلسلة من الجلسات والنقاشات مع رواد الصناعة موضوعات حيوية مثل تقنيات إعادة تدوير الورق، والحد من النفايات، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، كما يستعرض الحدث أحدث الابتكارات التي تسهم في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الاقتصاد الدائري.
وتستفيد الشركات الدولية والمحلية المشاركة في المعرض من التسهيلات الاستثمارية النوعية التي توفرها الدولة لتعزيز جاذبية الحدث ودعم المشاركين، حيث تُعد هذه التسهيلات حافزاً قوياً لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الشراكات الدولية، مما يعكس التزام الدولة بخلق بيئة أعمال ديناميكية تدعم النمو الاقتصادي المستدام.
وتحتفل النسخة العاشرة من المعرض بعقد من النجاح في تعزيز التواصل بين المهنيين وعرض الابتكارات التي شكلت مستقبل الصناعة، حيث مشاركة عالمية مميزة مع تمثيل 75% من المشاركين من خارج الإمارات.
وخلال فعاليات المعرض، الذي يشكل منصة عالمية لتعزيز الابتكار والاستدامة، تعقد مجموعة من الجلسات المعرفية تغطي موضوعات مثل اللب الورق، والتغليف، مع تركيز خاص على الاستدامة والابتكار بالإضافة لعرض التكنولوجيات المتطورة وأحدث التقنيات والحلول، التي تعزز كفاءة الصناعة وتدعم الأهداف البيئية.

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يفتتح معرض القاهرة الدولي للجلود بمشاركة 121 شركة
  • دراسة تكشف فقدان "جيل Z" لمهارات الكتابة اليدوية
  • لغتنا الجميلة
  • تعليم الشيوخ تناقش الأثر التشريعي لقانون التوقيع الإلكتروني وصناعة تكنولوجيا المعلومات
  • أنغام: أكرم حسني جرئ في الكتابة وجريئة إني غنيت له
  • أبوظبي تستضيف معرض الورق والمناديل الورقية
  • دنيا سمير غانم عايشة الدور
  • «أدنيك» يستضيف الدورة العاشرة لمعرض الورق
  • مسلسلات رمضان 2025.. ماجد المصري يروج لـ «إش إش» |صورة
  • محمد سعد: الجمهور كسب الرهان ممن توقعوا فشل «الدشاش».. وحذفنا مشهد وفاة عبلة كامل من «اللمبي»