بوابة الوفد:
2025-03-18@03:44:33 GMT

لغتنا وصناعة الكتاب

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

تمكن المصريون القدماء من صناعة ورق البردى، واحتكروا تداوله، وكانت تصدره عن طريق الإسكندرية فى العصر البطلمى، حيث كانت تنتشر المصانع من الإسكندرية، وشرق الدلتا، والفيوم، وكانت الفسطاط أقوى مراكز إنتاجه، واقترنت المساكن بوجود تلك المصانع، وكانت المصانع المصرية تنتج منه سبعة أصناف، واستخدم المسلمون هذا الورق، وأطلقوا عليه قراطيس، وآخر ما وجد منه يعود إلى بدايات الدولة الإخشيدية سنة 323هـ/935م.

 كان الصينيون رواد صناعة الورق من لحاء الشجر، ومن شرانق الحرير، وعنهم انتشر فى كوريا واليابان، حتى وصل الورق إلى المدينة الأزباكستية سمرقند سنة 81هـ/700م، التى فتحت على يدى القائد قتيبة بن مسلم الباهلى سنة 93هـ/712م، قبل أن يخربها جنكيز خان سنة 1229م، فتيمور لنك، كما عرفه العرب منذ فتْح فرغانة، ثم عرفتْ العراق الورق لقربها من سمرقند، فاحتضنت بغداد أولى (طواحين) مصانع الورق، وأدرك الخليفة المنصور أهمية الورق وحاجة النساخ إليه فى مخطوطاتهم العلمية والأدبية فتوسع فى صناعته، فزادت معرفتهم به أيام الرشيد، وأسس الفضل بن يحيى والى خراسان وابن يحيى البرمكى وزير هارون الرشيد مصنعا، وانتقلتْ صناعته إلى العرب على أيدى الأسرى الصينيين عام 751م، فانتشرتْ مصانعه بالعراق، وبلاد ما وراء النهر، ثم بدمشق، وبطرابلس الشام وطبرية بفلسطين، وشمالى المغرب العربى، ثم إلى إسبانيا 268هـ/950م، وبخاصة طليطلة، ثم صقلية 1102م، وإيطاليا 1154م، فألمانيا 1228م، ليتأخر عن انجلترا حتى عام 1309م، وسائر أوروبا، بعد أن كان قد صنع بمصر 184هـ/800م، وبمكة المكرمة سنة 171هـ/787م، الأمر الذى ساعد المخطوط العربى على الانتشار، على نحو ما نرى فى اللسان لابن منظور، والفهرست لابن النديم ص 31، وعند عبدالستار الحلوجى، المخطوط العربى منذ نشأته إلى آخر القرن الرابع الهجرى، فى مواضع عديدة)، وعائشة عبدالرحمن، ذخائر البردى فى مكتبة ألبرتينا، حولية كلية البنات، ع5، يوليو 1967، ونشر 1969مستخلصا فى 58ص؛ لتتمثل مواد الكتابة فى: العسب والكرانيف، والأكتاف والأضلاع، واللخاف: الحجارة الرقيقة البيضاء، والرق والأديم والقضيم من الجلود، والمهارق: الثوب الحيرى الأبيض، والبردى، والورق، وأدواتها فى: القلم، والمدْبة، والمقط، أو المعصمة: قطعة صلبة من الرخام، والمقْلمة، والمفرشة، والممسحة، والمداد من: العفص، والزاج، والصمغ، أو السناج (الدخان)، والدواة. 

 هكذا دلّتْ جذور الكلمة على أصالتها المعجمية، واستعمالاتها التراثية، وفى المصادر العربية القديمة ما يلقى الضوء على الحضانة التاريخية، والدور الحضارى الذى قام به المسلمون فى تاريخ الكتب والمكتبات؛ إذْ حفلت المكتبة العربية بتاريخ لامع على مر العصور، بلغ فيه الاهتمام بالكتاب مبلغا كبيرا، حتى صارت المكتبة بمثابة المعهد العلمى أو المدرسة، أو المنتدى العلمى، او المركز الثقافى، يضم القراءة والترجمة والنقل والتعليم. 

 وحدّثتْنا كتب عن طرق إعداد الكتاب، وصناعته، ومن ذلك كتاب (صبح الأعشى فى صناعة الإنشا) للقلقشندى، أبى العباس أحمد بن على، على نحو ما سنرجع إليه كثيراً، الذى يضم معارف عامة وجغرافية وتاريخ سورية ومصر، بتحقيق محمد حسين شمس الدين، مفيدا من التحقيق السابق له على يد محمد قنديل البفلى بإشراف سعيد عبدالفتاح عاشور، مكتبة عالم الكتب، القاهرة 1390هـ، وقد عرض الكتاب عبدالهادى عباس فى كتابه سرديات الدهشة، قراءات فى الشعر والنثر.

تضيف المقدمة التى كتبها فوزى محمد أمين الجديد، والصادر فى 16 مجلدا بزيادة جزأين لتعريف المصطلحات فى جزء، والفهارس فى جزء، وقام بهما محمد قنديل البقلى، ليبلغ عدد الصفحات نحو سبعة آلاف صفحة، فى مقدمة وعشر مقالات هى: التمهيد عن الكتابة، ودراساته، والجغرافيا، والمكاتبات، ومقالات الكتّاب، والولايات وتنظيمها، والوصايا الدينية، والإقطاعات، والأيْمان، والعهود، ونماذج من الرسائل الملوكية، بما فى ذلك من معلومات.

و(جوهر الكنز - تلخيص كنز البراعة فى أدوات ذوى البراعة) لنجم الدين أحمد بن إسماعيل بن الأثير الحلبى، و(مواد البيان)، الذى نقل عنه القلقشندى كثيراً، وهو لعلى بن خلف الذى قال فى نهاية الباب الأول من كتابه إنه يصنـّف: «كتاباً جامعاً لما تنظمه صناعة الكتابة من العلوم والآداب الخاصة بها ليجد من يعنى بهذه الصناعة جميع ما يرومه من أصولها وفروعها التى فرّقها المصنفون فى كتبهم مودعة فيه، ويعرف بها الطالب جلالة خطرها وارتفاع قدرها من بين الصنائع، ويصْرف همته إليها …

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وصناعة الكتاب المصريون القدماء طريق الإسكندرية

إقرأ أيضاً:

القضاء الليبي يدين وزير التعليم بالسجن بسبب الكتاب المدرسي

أصدرت محكمة استئناف طرابلس حكمًا بالسجن 3 سنوات و6 أشهر بحق وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية، موسى المقريف، بعد إدانته بتهم تتعلق بالمحسوبية والوساطة في عقود طباعة وتوريد الكتب المدرسية.

أثارت القضية، جدلًا واسعًا، حيث كشفت عن اختلالات إدارية ومخالفات قانونية عرقلت وصول الكتاب المدرسي إلى الطلاب، مما فاقم أزمة التعليم في البلاد.

وبدأت القضية عندما كشفت تحقيقات النيابة العامة عن وجود مخالفات قانونية جسيمة في إجراءات التعاقد على طباعة الكتاب المدرسي، حيث لم يلتزم الوزير بمبدأ المساواة بين الشركات، مما أدى إلى توجيه تهم سوء استغلال السلطة والتلاعب بالعقود الحكومية.

ومع تصاعد الضغوط، تمت إحالة الملف إلى القضاء، لكن محكمة استئناف طرابلس رفضت في البداية النظر في الدعوى، بحجة عدم الحصول على إذن مسبق لرفعها ضد الوزير، غير أن النيابة العامة طعنت في الحكم أمام المحكمة العليا، التي قضت بقبول الطعن وإعادة المحاكمة أمام هيئة قضائية جديدة.

في الجلسات الأخيرة، وبعد مراجعة الأدلة والاستماع إلى الشهادات، صدر الحكم بإدانة المقريف بالسجن 3 سنوات و6 أشهر، مع فرض غرامة قدرها ألف دينار ليبي، إلى جانب حرمانه من حقوقه المدنية طوال فترة تنفيذ العقوبة وسنة إضافية بعدها.


ويأتي الحكم في وقت يعاني فيه قطاع التعليم الليبي من أزمات متراكمة، أبرزها تأخر وصول الكتب المدرسية للطلاب في مختلف المدن، بسبب التلاعب في العقود وارتفاع تكاليف الطباعة، كما أن العديد من المدارس لا تزال تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، في ظل استمرار الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة.

وبالرغم من أن الحكم ضد وزير التعليم يمثل سابقة قضائية في ملاحقة الفساد، إلا أن الشارع الليبي يطرح تساؤلات عدة حول مدى جدية الحكومة في مكافحة الفساد الإداري والمالي، خاصة وأن ملفات الفساد تطال قطاعات أخرى مثل الصحة والطاقة، التي تعاني أيضًا من سوء الإدارة وإهدار المال العام.

مقالات مشابهة

  • معركة بدر.. مدرسة محمد في صناعة التاريخ المكمل للكون
  • القضاء الليبي يدين وزير التعليم بالسجن بسبب الكتاب المدرسي
  • «أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • إفطارهم في الجنة محمد مبروك.. صوت الحق الذى لم يسكت
  • رئيس جامعة القاهرة يشيد بأداء فريق التمريض المشارك في جراحة نادرة بطوارئ قصر العيني
  • بوركيني .. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ مايا الحاج
  • فيديو صادم.. فتاتان تثيران الجدل بلعب الورق في المقابر بتركيا
  • "الغرفة" تقدم تسهيلات لرواد الأعمال لسداد الاشتراكات المتأخرة
  • الاستقلال بين الورق والواقع.. هل أنهى تصريح 28 فبراير الاحتلال؟