بوابة الوفد:
2024-07-02@02:04:38 GMT

لغتنا وصناعة الكتاب

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

تمكن المصريون القدماء من صناعة ورق البردى، واحتكروا تداوله، وكانت تصدره عن طريق الإسكندرية فى العصر البطلمى، حيث كانت تنتشر المصانع من الإسكندرية، وشرق الدلتا، والفيوم، وكانت الفسطاط أقوى مراكز إنتاجه، واقترنت المساكن بوجود تلك المصانع، وكانت المصانع المصرية تنتج منه سبعة أصناف، واستخدم المسلمون هذا الورق، وأطلقوا عليه قراطيس، وآخر ما وجد منه يعود إلى بدايات الدولة الإخشيدية سنة 323هـ/935م.

 كان الصينيون رواد صناعة الورق من لحاء الشجر، ومن شرانق الحرير، وعنهم انتشر فى كوريا واليابان، حتى وصل الورق إلى المدينة الأزباكستية سمرقند سنة 81هـ/700م، التى فتحت على يدى القائد قتيبة بن مسلم الباهلى سنة 93هـ/712م، قبل أن يخربها جنكيز خان سنة 1229م، فتيمور لنك، كما عرفه العرب منذ فتْح فرغانة، ثم عرفتْ العراق الورق لقربها من سمرقند، فاحتضنت بغداد أولى (طواحين) مصانع الورق، وأدرك الخليفة المنصور أهمية الورق وحاجة النساخ إليه فى مخطوطاتهم العلمية والأدبية فتوسع فى صناعته، فزادت معرفتهم به أيام الرشيد، وأسس الفضل بن يحيى والى خراسان وابن يحيى البرمكى وزير هارون الرشيد مصنعا، وانتقلتْ صناعته إلى العرب على أيدى الأسرى الصينيين عام 751م، فانتشرتْ مصانعه بالعراق، وبلاد ما وراء النهر، ثم بدمشق، وبطرابلس الشام وطبرية بفلسطين، وشمالى المغرب العربى، ثم إلى إسبانيا 268هـ/950م، وبخاصة طليطلة، ثم صقلية 1102م، وإيطاليا 1154م، فألمانيا 1228م، ليتأخر عن انجلترا حتى عام 1309م، وسائر أوروبا، بعد أن كان قد صنع بمصر 184هـ/800م، وبمكة المكرمة سنة 171هـ/787م، الأمر الذى ساعد المخطوط العربى على الانتشار، على نحو ما نرى فى اللسان لابن منظور، والفهرست لابن النديم ص 31، وعند عبدالستار الحلوجى، المخطوط العربى منذ نشأته إلى آخر القرن الرابع الهجرى، فى مواضع عديدة)، وعائشة عبدالرحمن، ذخائر البردى فى مكتبة ألبرتينا، حولية كلية البنات، ع5، يوليو 1967، ونشر 1969مستخلصا فى 58ص؛ لتتمثل مواد الكتابة فى: العسب والكرانيف، والأكتاف والأضلاع، واللخاف: الحجارة الرقيقة البيضاء، والرق والأديم والقضيم من الجلود، والمهارق: الثوب الحيرى الأبيض، والبردى، والورق، وأدواتها فى: القلم، والمدْبة، والمقط، أو المعصمة: قطعة صلبة من الرخام، والمقْلمة، والمفرشة، والممسحة، والمداد من: العفص، والزاج، والصمغ، أو السناج (الدخان)، والدواة. 

 هكذا دلّتْ جذور الكلمة على أصالتها المعجمية، واستعمالاتها التراثية، وفى المصادر العربية القديمة ما يلقى الضوء على الحضانة التاريخية، والدور الحضارى الذى قام به المسلمون فى تاريخ الكتب والمكتبات؛ إذْ حفلت المكتبة العربية بتاريخ لامع على مر العصور، بلغ فيه الاهتمام بالكتاب مبلغا كبيرا، حتى صارت المكتبة بمثابة المعهد العلمى أو المدرسة، أو المنتدى العلمى، او المركز الثقافى، يضم القراءة والترجمة والنقل والتعليم. 

 وحدّثتْنا كتب عن طرق إعداد الكتاب، وصناعته، ومن ذلك كتاب (صبح الأعشى فى صناعة الإنشا) للقلقشندى، أبى العباس أحمد بن على، على نحو ما سنرجع إليه كثيراً، الذى يضم معارف عامة وجغرافية وتاريخ سورية ومصر، بتحقيق محمد حسين شمس الدين، مفيدا من التحقيق السابق له على يد محمد قنديل البفلى بإشراف سعيد عبدالفتاح عاشور، مكتبة عالم الكتب، القاهرة 1390هـ، وقد عرض الكتاب عبدالهادى عباس فى كتابه سرديات الدهشة، قراءات فى الشعر والنثر.

تضيف المقدمة التى كتبها فوزى محمد أمين الجديد، والصادر فى 16 مجلدا بزيادة جزأين لتعريف المصطلحات فى جزء، والفهارس فى جزء، وقام بهما محمد قنديل البقلى، ليبلغ عدد الصفحات نحو سبعة آلاف صفحة، فى مقدمة وعشر مقالات هى: التمهيد عن الكتابة، ودراساته، والجغرافيا، والمكاتبات، ومقالات الكتّاب، والولايات وتنظيمها، والوصايا الدينية، والإقطاعات، والأيْمان، والعهود، ونماذج من الرسائل الملوكية، بما فى ذلك من معلومات.

و(جوهر الكنز - تلخيص كنز البراعة فى أدوات ذوى البراعة) لنجم الدين أحمد بن إسماعيل بن الأثير الحلبى، و(مواد البيان)، الذى نقل عنه القلقشندى كثيراً، وهو لعلى بن خلف الذى قال فى نهاية الباب الأول من كتابه إنه يصنـّف: «كتاباً جامعاً لما تنظمه صناعة الكتابة من العلوم والآداب الخاصة بها ليجد من يعنى بهذه الصناعة جميع ما يرومه من أصولها وفروعها التى فرّقها المصنفون فى كتبهم مودعة فيه، ويعرف بها الطالب جلالة خطرها وارتفاع قدرها من بين الصنائع، ويصْرف همته إليها …

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وصناعة الكتاب المصريون القدماء طريق الإسكندرية

إقرأ أيضاً:

أمراض المهنة.. الكتابة تسبب أمراض العمود الفقري

هل تصدق أن المصريين القدماء عانوا من الإصابات في مكان العمل؟ نعم .. كشف بحث جديد أن الكتبة عانوا من مشاكل في الفخذين والعمود الفقري والكتف بسبب الجلوس متربعين مع ثني رؤوسهم للأمام لساعات طويلة، بما في ذلك تشوه الركبتين، وفقاً لما نشرته صحيفة” metro” البريطانية.

قام باحثون بفحص هياكل عظمية  لذكور عمرها 4000 عام للتحقيق في المخاطر المهنية للمهام المتكررة التي يقوم بها الرجال ذوو المكانة العالية والذين يستطيعون الكتابة وأداء المهام الإدارية.

ويبدو أن الأوضاع التي جلس فيها الرجال أثناء العمل ربما أدت إلى تغيرات تنكسية في الهيكل العظمي، بما في ذلك الفجوات في كلا الرضفتين والسطح المسطح على العظم في الجزء السفلي من الكاحل الأيمن.

فحصت رئيسة الدراسة الدكتورة بيترا بروكنر هافيلكوفا وزملاؤها ،بقايا الهياكل العظمية لـ 69 رجلاً بالغاً، 30 منهم كانوا كتبة، مدفونين في مقبرة أبوصير بمصر، بين 2700 قبل الميلاد و2180 قبل الميلاد.

وكشفت نتائجهم، التي نشرت في مجلة “ساينتفيك ريبورتس”، عن تغيرات تنكسية في المفاصل كانت أكثر شيوعا بين الكتبة مقارنة بالرجال الذين يمارسون مهن أخرى.

وقالت الدكتورة هافيلكوفا، موضحة مكان التغيرات التنكسية في المفاصل: “كانت هذه في المفاصل التي تربط الفك السفلي بالجمجمة، وعظمة الترقوة اليمنى، والجزء العلوي من عظم العضد الأيمن حيث يلتقي بالكتف، وأول عظم مشط في الإبهام الأيمن، أسفل الفخذ حيث يلتقي بالركبة، وفي جميع أنحاء العمود الفقري، ولكن بشكل خاص في الأعلى.

وحدد فريق البحث أيضًا التغيرات العظمية التي يمكن أن تشير إلى الإجهاد البدني الناجم عن الاستخدام المتكرر في عظم العضد وعظم الفخذ الأيسر، والتي كانت أكثر شيوعًا بين الكتبة مقارنة بالرجال الذين لديهم مهن أخرى.

وقالت الدكتورة هافيلكوفا، من جامعة تشارلز بجمهورية التشيك: “السمات الهيكلية الأخرى التي كانت أكثر شيوعًا بين الكتبة كانت عبارة عن مسافة بادئة في كل من الرضفة وسطح مسطح على عظمة في الجزء السفلي من الكاحل الأيمن”.

اقرأ أيضاًتقاريرعقبة شعار.. أثرٌ سياحيّ كبيرٌ في قلب جبال عسير

يقترح الباحثون أن التغيرات التنكسية التي لوحظت في العمود الفقري وأكتاف الكتبة يمكن أن تنتج عن جلوسهم لفترات طويلة في وضع القرفصاء مع انحناء الرأس للأمام، وثني العمود الفقري، وأذرعهم غير مدعومة.

وقالت إن “التغييرات في الركبتين والفخذين والكاحلين قد تشير إلى أن الكتبة ربما فضلوا الجلوس مع الساق اليسرى في وضع الركوع أو القرفصاء والساق اليمنى مثنية مع توجيه الركبة إلى الأعلى في وضع القرفصاء أو الانحناء”.

قال الفريق إن التماثيل والزخارف الجدارية في المقابر تصور الكتبة جالسين في كلا الوضعين، وكذلك واقفين أثناء العمل.

توفر النتائج نظرة ثاقبة أكبر لحياة الكتبة في مصر القديمة خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد.

مقالات مشابهة

  • محمد حماقى « ليالى مصر » كلها فرح وسعادة
  • أمراض المهنة.. الكتابة تسبب أمراض العمود الفقري
  • مبررات الفشل وصناعة المستقبل!!
  • تجارة وصناعة الماس الإماراتية تحقق معدلات نمو قياسية 2024
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بجان تستر على إرهابيين وتدرب على صناعة المتفجرات
  • في ذكرى 30 يونيو| خبير: الإخوان كانوا يرغبون في تقسيم مصر وصناعة الفوضى
  • في ذكرى 30 يونيو| مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (4).. خطاب النهاية
  • استجابةٌ أولى تستبطِنُ نداءَ الكتابة، فلِلبَيَانِ صهيلُه ونجواه
  • ثورة 30 يونيو.."سنوات الخماسين" لـ ياسر رزق بين يناير الغضب ويونيو الخلاص
  • عبد ربه يوسف غيشان / سعيد الصالحي