جهود مصر للوصول الى هدنة طويلة تستهدف إعطاء فسحة من الوقت للشعب الفلسطينى وخصوصا فى غزة؛ لالتقاط الأنفاس، ستمتد حتى نهاية شهر رمضان المعظم والذى قرب حلوله بعد عدة أسابيع.
تلك الجهود التى توفر لها مصر بقيادة الرئيس السيسى كل السبل بالتنسيق مع قطر وأمريكا لا تستهدف فقط الهدنة الطويلة، ولكنها تنطلق لوضع إستراتيجية حل الدولتين والذى تصدر المشهد العالمى مع إعلان بريطانيا رغبتها فى الإعتراف بدولة فلسطين، رغم أنف إسرائيل ودون انتظار توقيع اتفاقية سلام.
تسعى مصر لتنفيذ هدنة طويلة تتيح للفلسطينيين فرصة التقاط الأنفاس وإدخال كافة المساعدات الغذائية والطبية ونقل الجرحى لاستكمال العلاج، فضلا عن تقليل التوتر والحد من اتساع الصراع فى البحر الأحمر الذى يزداد سخونته ويمتد أثره على المنطقة كلها، وهذه نقطة استوعبها العالم الآن كما لم يستوعبها من قبل.
لقد شاهدنا مأساة الغزاويين النازحين للجنوب وكيف يمر نهارهم وليلهم وسط حياة أقل ما توصف بغير الآدمية، ما جعل حماس تتحمس أكثر لإنجاح هذه الجهود لإنقاذ الأطفال والنساء من النوم ببرك المياه، متلحفين بصقيع الشتاء، ناهيك عن الموت جوعا، مع عرقلة توصيل المساعدات من جانب العدو، وقيام أمريكا بفرض عقوبات على 4 إسرائيليين متطرفين لعربدتهم وممارسة العنف فى الضفة الغربية ضد الفلسطينيين، ما يجعلنا نعتقد أن امريكا أيقنت أن العنف الذى تعيشه المنطقة يجب أن ينتهى، بعد مقتل 3 جنود أمريكان فى المنطقة، وتأزم الوضع أكثر مع تبادل الاتهامات الإيرانية - الأمريكية، وكل منهما يحتفظ بحق الرد على العنف الذى يرتكبانه بنطاق نفوذهم! وما يعلنه الطرفان من عدم رغبتهما فى اتساع الصراع، صفقة التبادل المنتظرة مع قدوم إسماعيل هنية للقاهرة ستكون البداية لفتح آفاق الحل النهائي، والذى بات طرحا قابلا للتنفيذ بقناعة أمريكا وبريطانيا بعد صراع دام عشرات السنين.
لقد استشعر العالم الآن الخطر على سلامة الغذاء العالمى والتجارة الدولية وإمدادات النفط وأهمية قناة السويس للعالم.
أمريكا لا تريد توسيع دائرة العنف فى المنطقة وتسعى لاحتواء الأزمة ومنع انتشارها حتى مع حزنها لسقوط جنودها،
نتياهو يهدد بالعودة للجنوب حتى رفح للقضاء على حماس ويتحدث تلك اللغة لشعبه والمتطرفين فيه، كما يسعى للتوسع فى بناء مستوطنات بالأراضى المحتلة لعرقلة حل الدولتين، ولكنه فى ذات الوقت يبحث سبل تنفيذ الهدنة، وبالتالى نحن لا نلقى بالًا بالتهديدات لأننا فى النهاية سنرى هدنة طويلة تكسب فيها إسرائيل وفلسطين والملاحة الدولية. سيدخل رمضان على المنطقة هادئا وأكثر سلاما من أى فترة سابقة، فالضغوط التى يعيشها العالم وما يمارسه المجتمع الدولى يتجاوز إسرائيل، فيكفى ما طلبته محكمة العدل الدولية وما تنتظره من إفادتها بالإجراءات التى نفذت على الأرض لمنع الابادة وحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الطبية والغذائية.
قبل حلول شهر رمضان ستتم صفقة التبادل بين حماس والعدو، خلال ذلك يعود الهدوء للمنطقة كلها وأعتقد أن النار لن تشتعل مرة ثانية، لأن الجميع عانى وخسر كثيرا هذه المرة، وتأثر جدا سياسيا واقتصاديا، بل وزهقت أرواح فى حرب لم يعد العالم يرغب فيها، فقد ظهر الخيط الأسود والأبيض، ويا مسهل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة فى رمضان رمضان غزة جهود مصر للشعب الفلسطيني مصر
إقرأ أيضاً:
إسرائيل.. دعوة برلمانية للتحقيق في تصاعد العنف بالمجتمع العربي
دعت النائبة عن الجبهة العربية للتغيير في الكنيست الإسرائيلي، عايدة توما-سليمان، إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لمكافحة الجريمة والعنف المستشريين في المجتمع العربي، وذلك في ضوء ما وصفته بـ"الارتفاع غير المسبوق في عدد الضحايا".
وأعلنت النائبة عزمها طرح هذا الاقتراح أمام الهيئة العامة للكنيست، الأربعاء.
وكشفت توما-سليمان أن 213 شخصاً من المجتمع العربي، من بينهم 18 امرأة، قد لقوا حتفهم منذ بداية العام الجاري نتيجة لأعمال العنف المتزايدة.
وأشارت إلى أن هذه الجرائم أصبحت واقعا يوميا يثقل كاهل العائلات ويعمق الشعور بانعدام الأمان.
ولفتت النائبة إلى تراجع ملحوظ في معدلات حل الجرائم وتقديم لوائح الاتهام، مشيرة إلى أن "الشرطة تكتفي منذ ثلاث سنوات بنشر تقارير جزئية دون الكشف عن معطيات شاملة ودقيقة".
وصرحت توما-سليمان قائلة: "هذه المأساة التي يعاني منها مجتمعنا ليست محض صدفة، بل هي نتيجة سياسة ممنهجة ومباشرة ضد المواطن العربي".
وأكدت أن تشكيل لجنة التحقيق يمثل "مهمة إنسانية وأخلاقية" لكسر دائرة العنف والجريمة.
ودعت النائبة الجمهور إلى التواصل مع ممثليهم في الكنيست لحثهم على دعم الاقتراح، معتبرة ذلك خطوة أولى نحو تعزيز الأمان ومواجهة الجريمة المنظمة.