لعل من الأهمية بمكان أن نعاود من آن إلى آخر الحكى وسرد تفاصيل حياة ومواقف وأدوار رموزنا الوطنية والعلمية والثقافية، وكل من تقدموا الصفوف بعطاء وفير يصل فى بعض الحالات إلى تقديم الحياة ذاتها على مذبح حرية الوطن وتقدمه ورفعته..
وسينوت حنا أحد أهم رموز الوطنية والعطاء السياسى والنبل الإنسانى، وهو الفارس الوفدى العتيد، وعبر بعض سطور الجزء الأول من المقال كان الاقتراب حالة الصداقة الرائعة التى جمعته بالرمز الوطنى الوفدى الزعيم مصطفى النحاس.
وتوقفنا عند ما نشرته جريدة «الأهرام» يوم 9 يوليو عام 1930 الرواية التالية: جاءت سيارة النحاس ومن معه، فأفسح لها الجنود الطريق، فاجتازت كوردونين، وعند الكوردون الثالث، أوقف جنود مسلحون ببنادقهم وسنجاتهم السيارة، فظن النحاس باشا وزملاؤه أن المقصود إنزال الذين أحاطوا بالسيارة من الأهالى، ولكن ما كان أشد دهشتهم عندما رأوا الجنود يصوبون سنجات بنادقهم إلى جميع ركاب السيارة، ومنهم النحاس باشا نفسه، فلما رأى سينوت حنا جنديًا يصوب السنجة إلى ظهر النحاس، أسرع لمنع سهم الجندى، فتلقى السنجة فى ذراعه اليمنى وأصيب بجرح بالغ، وأسرع محمد أفندى عنان باحتضان الرئيس، لمنع سنجات الجنود من الوصول إليه، وقد انطبع الدم الذى سال من جرح سينوت حنا على ملابس النحاس..
«الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا» هكذا كانت عقيدة سياسى مصرى ليبرالى من أسيوط، هو أحد رفاق سعد زغلول الخمسة فى منفاه بجزيرة سيشل بالمحيط الهندى، وهو من افتدى بجسمه طعنة غادرة امتدت للزعيم الوفدى مصطفى النحاس عام 1930 بقصد اغتياله، ليموت حامدا الله أن النحاس لم يصب..
سينوت حنا باشا.. ولد فى 1874 لعائلة أسيوطية ثرية، كان صديقًا شخصيًا لمصطفى كامل، زعيم الحزب الوطنى، وقريب الصلة بويصا واصف، عضو اللجنة الإدارية للحزب..
وهب سينوت حنا نفسه لخدمة مصر، وككل وفدى يرفع شعار «الدين لله والوطن للجميع ويحيا الهلال مع الصليب» إذ كان مداومًا على زيارة شيخ الأزهر فى كل زيارة له للقاهرة، وساهم بمقالاته بجريدة البلاغ فى دعم النسيج الوطنى، وكان لسان الوفد ضد الحكومة وضد سلطة الاحتلال، موقعًا عليها باسمه مقرونا بعبارة «عضو الوفد المصرى والجمعية التشريعية»، وقد جاء فى أول هذه المقالات: «لا قبطى ولا مسلم وإنما كلنا أمام الوطن مصريون» وأنه ليكفى للإنسان أن يذكر أوائل الشهداء الذين جادوا بأرواحهم مسلمين وأقباطا فداءً للوطن المصرى..
وكان سينوت حنا قد انضم للوفد المصرى عام 1918 لمفاوضة الإنجليز على استقلال مصر وانتخب عضوًا فى مجلس النواب عام 1924، وكانت الصحف تزخر برسائل التأييد لسينوت حنا الذى وصفته الجماهير بـ«النائب الحر الجرىء»، ظل إلى جانب «سعد» منذ تكوين الوفد، وبزغ نجمه مع انصهار الأقباط والمسلمين فى بوتقة ثورة 1919 وأخذ يكتب مقالات نارية، مما دفع السلطة العسكرية البريطانية إلى تعطيل صحيفة «مصر» الوفدية بسبب مقالاته ثم إبعاده عن القاهرة وتحديد إقامته فى مدينة الفشن «بالوجه القبلى»..
وكانت اللطائف المصورة الصادرة فى يوم الاثنين 31 يوليو 1933 والتى وثقت تلك الأحداث بعنوان «مصر تفجع فى ابنها البار النائب الجرىء سينوت حنا بك»..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سينوت حنا 2 الأهمية حرية الوطن الوطن
إقرأ أيضاً:
اقرأ بالوفد غدا.. الشعب في ضهرك يا ريس
تنشر جريدة الوفد في عددها الصادر، غدًا السبت، العديد من الموضوعات والتقارير الإخبارية المهمة، أبرزها: "الشعب في ضهرك يا ريس".
أشرف زكي: مشهد اليوم أمام معبر رفح يليق بعظمة الشعب المصري الشعب على الحدود .. حشود المصريين فى رفح تؤيد الرئيس وترفض التهجير يتضمن عدد الجريدة الكثير من الموضوعات الأخرى، أهمها:-آلاف المصريين أمام معبر رفح ضد التهجير
رفض شعبي ورسمي لتصفية القضية الفلسطينية
وحدة الصف واجب وطني في مواجهة التحديات والمؤامرات
فى مشهد يعكس وحدة الشعب المصرى وعمق تضامنه مع القضايا الوطنية والقومية، شهد معبر رفح، تجمعًا حاشدًا لإقامة صلاة الجمعة، تأكيدًا على دعم مصر القوى لأمنها القومى ورفضًا لمحاولات التهجير القسرى التى تستهدف الشعب الفلسطينى.
تأتى هذه الفعالية فى وقت حرج، حيث يعبر المشاركون عن موقفهم الثابت فى رفض المخططات الظالمة التى تمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، مؤكدين أن مصر لن تقبل بأى مساس بحقوق الفلسطينيين أو تهديد للأمن الإقليمى.
وفى إطار هذه الفعالية، شدد المشاركون على أن مصر ستظل حصنًا للأمة العربية، حامية للحقوق الفلسطينية، ولن تسمح بتغيير الحقائق على الأرض بأى شكل من الأشكال. وأكدوا أن هذا التجمع يعكس إرادة الشعب المصرى الرافضة لأى محاولات للتلاعب بقضية فلسطين أو تقويض الأمن الإقليمى، مشددين على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لإحلال السلام العادل والشامل فى المنطقة، والذى يضمن حقوق الفلسطينيين ويحفظ استقرار المنطقة بأسرها.
وشهد معبر رفح، تجمعًا شعبيًا لإقامة صلاة الجمعة، فى فعالية تعكس دعم أمن مصر القومى وتأييد قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى، إضافة إلى التضامن الكامل مع الشعب الفلسطينى ورفض محاولات التهجير القسرى.
وأكد المشاركون أن هذه الفعالية تأتى احتجاجًا على المخططات الظالمة التى تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى وتهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، مشددين على موقف مصر الثابت فى دعم القضية الفلسطينية ورفض أى محاولات للمساس بحقوق الفلسطينيين.
وشدد المشاركون فى الفعالية على أن الشعب المصرى يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية فى الدفاع عن الأمن القومى، ورفض أى محاولات لفرض واقع جديد على الأرض يتنافى مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى. كما أكدوا أن مصر لن تقبل بأى إجراءات من شأنها تهديد استقرار المنطقة، داعين المجتمع الدولى إلى تحمل مسؤولياته لوقف الانتهاكات المستمرة، والعمل على تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
ورفع المشاركون أعلام مصر وفلسطين، ورددوا هتافات داعمة للقضية الفلسطينية، منها: «بالطول بالعرض مش حنسيب الأرض»، و«لا للتهجير». ورفعوا لافتات «حق الشعب الفلسطينى فى دولة مستقلة»، و«مصر ليست دولة للجوء الفلسطينى».
وردد المواطنون النشيد الوطنى المصرى، وسط أجواء تعبّر عن وحدة الشعب المصرى تجاه القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن هذه المسيرات الشعبية تعبير حقيقى عن وجدان الشعب المصرى، الذى يرفض أى محاولات للمساس بحقوق الفلسطينيين، للتأكيد على موقفه الراسخ فى دعم قضيتهم العادلة.
ورفع طلبة الجامعات المصرية، من القاهرة والإسماعيلية والسويس وبورسعيد وبنها وطنطا، المشاركون، أعلام مصر وفلسطين، مرددين هتافات تعبّر عن دعمهم للقضية، أبرزها: «لا للتهجير وغزة العزة وعاش السيسى عاش وإحنا وراك معاك ياريس».
وردد طلبة جامعة الإسماعيلية وخط القناة: مصر مصر تعيشى يامصر، وسط أجواء تعبّر عن وحدة الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية.
أكد النائب أحمد رسلان، نائب رئيس اتحاد القبائل والعائلات المصرية، دعمه الكامل للرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة السياسية، مشددًا على رفض أى محاولات للمساس بأمن واستقرار الوطن.
وقال رسلان، فى تصريحات خاصة لـ«لوفد» إن اتحاد القبائل والعائلات المصرية يقف صفًا واحدًا خلف الدولة المصرية فى مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن مصر تشهد إنجازات غير مسبوقة على كافة الأصعدة بفضل القيادة الحكيمة للرئيس السيسى.
وأكد أن القبائل والعائلات المصرية لها تاريخ وطنى مشرف، وستظل داعمًا قويًا للدولة فى مسيرتها نحو التنمية والتقدم.
وأكد النائب إبراهيم رفيع، المتحدث الرسمى باسم اتحاد القبائل والعائلات المصرية، دعم القبائل العربية الكامل لقرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مختلف القضايا الوطنية، مشددًا على رفضها لأى محاولات للتهجير القسرى.
وأضاف رفيع لـ«الوفد» أن القبائل والعائلات المصرية تقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأهمية الحفاظ على استقرار وأمن الوطن. وأوضح أن الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق التنمية الشاملة، وهو ما يستدعى تكاتف جميع أبناء الوطن لمواجهة المؤامرات.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن القبائل العربية كانت وستظل جزءًا أصيلًا من النسيج الوطنى، وأنها ترفض أى محاولات للمساس بحقوق الفلسطينيين أو تهجيرهم من أراضيهم.
وأضاف أن القبائل العربية كانت دائمًا داعمًا رئيسيًا للوطن فى مختلف المواقف، وستظل سندًا للدولة فى مواجهة أى تحديات تهدد استقرارها وأمنها.
وأشار إلى أن القبائل العربية كانوا دائمًا فى طليعة المدافعين عن الوطن، وسيظلون داعمين لكل الخطوات التى تحقق مصلحة البلاد وتحفظ أمنها واستقرارها.
وأكد العقيد رامى الشماخ الأمين العام للاتحاد الوطنى لمكافحة الفساد والإرهاب أن الرئيس يوحد شعب مصر تحت قيادته ويؤكد أن أمن مصر القومى خط أحمر، وكما ساند القائد عبدالفتاح السيسى الشعب فى ٣٠ يونيو، يقف اليوم الشعب ليؤكد وقوفه خلف الرئيس، وأن مصر فوق الجميع وأن تلاحم الشعب المصرى بتوافد مئات الآلاف لدعم قيادته فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى وأن مصر ستظل الدرع الواقى للوطن العربى وكما ذكر الرئيس فى خطابه الأخير: «لا للتهجير ولن نشارك فى ظلم القضية الفلسطينية».
وأكد ممثلو القوى السياسية والقبائل العربية والمصرية وأبناء شبه جزيرة سيناء، أن حدود مصر خط أحمر والمساس بسيادتها سيمثل إعلاناً بالحرب، وهو ما لا يقبله المصريون.
وشددوا على أن التهجير يعد تصفية للقضية الفلسطينية، وانتهاكاً لحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره والدفع به نحو مغادرة أراضيه وعدم العودة إليها مجدداً.
كما أشار المشاركون إلى أن التهجير ليس حلاً للقضية الفلسطينية، مؤكدين أن الحل الوحيد هو حل الدولتين والعودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وذكر ممثلو الأحزاب السياسية المشاركة والقبائل أن أى محاولة لا تلبى تطلعات الشعب الفلسطينى فى أن يعيش فى دولة مستقلة سيكون مصيرها الرفض، بل ستؤدى إلى مزيد من التوتر فى المنطقة، وتوسيع رقعة الصراع وهذا يعتبر مؤشر خطورة على المنطقة العربية وأن مصر لا تفرط فى شبر من اراضيها.