الجزيرة:
2025-03-07@02:20:05 GMT

كيف تجعل طفلك أكثر مسؤولية واهتماما؟

تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT

كيف تجعل طفلك أكثر مسؤولية واهتماما؟

عمان- يسعى الآباء والأمهات إلى غرس روح المسؤولية لدى أطفالهم، بهدف إعدادهم ليصبحوا ناجحين في المجتمع والحياة. والأمر ليس مستحيلاً، إذ يمكن لطفلك أن يتعلم كيف يكون شخصاً يتمتع بالمسؤولية والاهتمام قبل البلوغ.

وترى المستشارة النفسية التربوية رانيا الطباع أن "المسؤولية من المفاهيم الأساسية التي تُخلق مع الإنسان وتتطوّر خلال مراحل حياته، ليصبح إنسانا عاقلا مسؤولا محاسَباً على أفعاله".

وتوضح أن مفهوم المسؤولية يتدرّج بالنمو والتطور بِدءا من مراحل الطفولة الأولى في حياة الطفل، وتُعد بعض الأعمال التي يقوم بها الطفل مؤشرات على كيفية نمو المسؤولية وتطوّرها لديه، وبالتالي تحقيق الاستقلالية مستقبلا.

ومن تلك المؤشرات أن يرفع الطفل الغطاء (البطانية) عن وجهه في حال كان مزعجاً له، إذ أن هذا السلوك ورغم بساطته يبيّن أن الطفل يستطيع الدفاع عن نفسه ضمن حدود قدراته الحالية. وتعتبر المستشارة النفسية أن هذه السلوكات، وأخرى مماثلة، تعمل على تشكيل شخصية مسؤولة عن سلوكاتها مستقبلا.

مفهوم المسؤولية يتدرج بالنمو والتطور من المراحل الأولى من حياة الطفل (بيكسلز)

التحديات والتحفيز

وتُسنِد المستشارة الطباع الدور الأكبر في تنمية سلوك الطفل وشخصيته إلى الأسرة والوالدَيْن من خلال رسم روتينها اليومي، فعند قيام الطفل بأي سلوك نضع أمامه تحديات ونعمل على تحفيزه للقيام بها وإنجازها.

وتقترح، مثلاً، وضع برنامج يومي للطفل يتضمن مهمات عليه تنفيذها، كترتيب السرير أو تحضير مائدة الطعام أو قراءة كتاب أو الاستحمام، والإشادة به عند إنجازها، وذلك بهدف تحفيزه على الاستمرار في القيام بتلك المهمات لاحقا.

وتشير، هُنا، إلى ضرورة مراعاة سنّ الطفل عند تكليفه بأي من تلك المهارات، ومراعاة الدقة في إتمام المهمة، إذ أنه من غير المعقول الطلب من الطفل الصغير ترتيب سريره بمستوى الترتيب ذاته الذي يفعله الكبار، إذ علينا أن نقبل بالتدرّج لنصل إلى الهدف المطلوب.

ويمكن للأهل الذين لديهم أكثر من طفل طلب المساعدة من الطفل الأكبر، مما يزيد إحساسه بدوره الجديد ويساعد في تنمية المسؤولية لديه، وفق الطباع.

وتضيف: يمكن أن تكون الحماية الزائدة، والحرص المبالغ فيه نحو سلوكات الأطفال بهدف حمايتهم، المعيق الأكبر لتطوير الإحساس بالمسؤولية وتنميته عند الأطفال، فالمبالغة في الحرص وعدم السماح لهم بتجربة تحديات حياتية بشكل مستمر تجعلهم أشخاصاً اتكاليين غير مسؤولين عن سلوكهم مستقبلا".

المسؤولية والصحة النفسية

من جهتها، تقول المتخصصة النفسية الدكتورة سلام عاشور إنه عندما يتعلم الأطفال تحمّل المسؤولية مبكرا ينعكس ذلك إيجابا على صحتهم النفسية ويعطيهم ثقة بالنفس، فيفعلون ما هو صحيح حتى عندما لا يراقبهم أحد، ويصبحون صالحين وأشخاصا أكثر أخلاقا ويساهمون بفعالية في مجتمعاتهم.

الأطفال يتعلمون عادة من خلال القدوة والنموذج (بيكسلز)

ومن شأن ذلك، وفق المتخصصة النفسية، أن يجعل الطفل أكثر استقلالية واعتمادا على نفسه في حل المشكلات التي قد تواجهه في حياته مستقبلا، فضلا عن القدرة على اتخاذ القرارات، واحترام حقوق الآخرين.

وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتحمّلون المسؤولية في سن مبكرة هم أكثر نجاحا في حياتهم الدراسية والمهنية. وتنصح المستشارة النفسية الأهل باتباع الخطوات التالية التي تساعدهم في غرس روح المسؤولية لدى أطفالهم:

– البدء من مرحلة الطفولة المبكرة، ومراعاة المرحلة العمرية وقدرات الطفل، مثل إعطائه فرصة اختيار ملابسه وألعابه.

– عندما يقوم الطفل بتحمل المسؤولية، مثل ترتيب أغراضه وألعابه وكتبه، على الأهل مكافأته وتعزيز هذا السلوك الإيجابي حتى يستمر.

– يتعلم الأطفال عادة من خلال القدوة والنموذج، فعلى الأهل أن يكونوا قدوة جيدة لأبنائهم.

– الصبر في تعليم الطفل المسؤولية، فالأمر يحتاج إلى وقت.

وتختم المتخصصة النفسية بالقول: تحمل المسؤولية من أهم الصفات التي يمكن أن يمتلكها الشخص، إذ تعني القدرة على قبول عواقب الأفعال، سواء كانت جيدة أو سيئة. وبالتالي، على الأهل التفكير بجدية عند تعليم أطفالهم هذه القواعد مبكراً.

أساليب تربوية

نشر موقع "شايلد ديفولبمنت" (Child Development) بعض الأساليب التي تساعد الأهل في تربية أطفال مسؤولين ومهتمين، ومنها:

عامل طفلك باحترام ورعاية: فجميع الأطفال يستحقون الشعور بالحب والتقدير. بصرف النظر عن مدى صعوبة التعامل مع طفلك، ذكّر نفسك بأنه "يتقدّم في عمله" وقد يرتكب الكثير من الأخطاء على طول الطريق. يجب أن تكون لبقا ومهتما ومحترما لأطفالك، ويشبه ذلك إعطاء حديقتك أشعة الشمس والماء والأسمدة. عندما يتعلم الأطفال تحمل المسؤولية مبكرا ينعكس ذلك على صحتهم النفسية (بيكسلز)

دع أطفالك يشاركون في المهام المنزلية: من الشائع أن الأطفال الذين أصبحوا بالغين مسؤولين، كانوا قد تلقوا التوجيه في طفولتهم من خلال إكمال المهمات المنزلية. ساهم بتعليمهم مهارات إدارة الأموال: إحدى أكبر الصعوبات التي يواجهها الكبار هي إدارة الأموال بحكمة. ولتنمية عادات جيدة، يجب أن تتاح للأطفال فرصة تعلمها وممارستها قبل بلوغهم سن الرشد. ومنح طفلك إعانة مادية يُعد الخطوة الأولى لتعليمه كيفية تحمل المسؤولية المالية. امنح طفلك بعضا من المساحة والحرية: حاول ألا تخاف من السماح لطفلك بتمضية بعض الوقت بمفرده، أو السماح له باتخاذ قرارات بشأن وقته وهواياته وأصدقائه.  وحاول أن تمنحه الاستقلالية والمساحة التي يحتاج إليها لينمو ويصبح بالغا مسؤولا يعرف كيف يعتني بنفسه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

حوارات ثقافية| هجرة الصاوى لـ«البوابة نيوز»: أتفرغ للروحانيات فى رمضان.. روايتى المؤهلة لجائزة زايد تؤكد على الهوية العربية.. الطفل المصرى واعٍ ويبحث عما يجذبه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

_ إقبال الأطفال على معرض الكتاب يبشر بجيل واعٍ قارئ يبحث عما يجذبه

_ حتى الآن لم يستطع الذكاء الاصطناعي أن يباري براعة الكتابة الإبداعية عند البشر

 

الكاتبة هجرة الصاوي 

"هجرة الصاوي".. أديبة وروائية متخصصة فى أدب الطفل، درست "التأليف والكتابة الإبداعية بالمعهد العالى لفنون الطفل، بأكاديمية الفنون، لها مساهمات كثيرة فى جميع المجلات الشهيرة الخاصة بالطفل، قدمت سلسلة من القصص المتنوعة لأعمال مختلفة للنشء واليافعين.

فازت بجائزة "إيسيسكو"، منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة، كأفضل قصة حوارية تتناول التنمر بالمدارس.

تأهلت روايتها لليافعين "ثعلب الديجيتال" للقائمة القصيرة بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2025، والتى تُناقش الخلافات فى وجهات الرأى بين الآباء والأبناء من خلال الأحداث الدرامية المثيرة.

فى حوارها؛ طرحت "البوابة نيوز" بعض التساؤلات على كاتبة الأطفال هجرة الصاوي، فجاء الحوار على النحو التالي:

 ■ بما أننا فى الشهر الكريم.. احك لنا طقوسك فى رمضان ككاتبة للطفل؟ 

- شهر رمضان له طبيعة خاصة عن شهور السنة، أحاول إنهاء كل التزاماتى قبل أن يبدأ وأتفرغ لروحانيات القرآن الكريم وأوراد الذكر والتسبيح، وأكيد العزومات والأكلات المصرية التى لا نطبخها إلا فى رمضان.

■ روايتك ثعلب الديجيتال تأهلت للقائمة القصيرة لجائزة زايد للكتاب صفى لنا شعورك.. وحدثينا عنها باستفاضة؟

- الحمد لله عند اشتراكى فى المسابقة كان عندى أمل كبير فى ربنا أن تصل للقوائم الطويلة والقصيرة، والحمد لله تحقق الأمل فى الله سبحانه وتعالى. وأتمنى من كل قلبى أن تكمل على خير، لأنها رواية لليافعين تؤكد على الهوية العربية وارتباط الجيل الجديد بجذوره وأرضه وتراثه وإدراكه قيمته، وتناقش الخلافات فى وجهات الرأى بين الآباء والأبناء من خلال الأحداث الدرامية المثيرة.

■ فى رأيك.. لماذا يُنظر الى كُتَّاب أدب الطفل باعتبارهم من الدرجة الثانية؟

- هذا كان زمان قبل أن تهتم به الدولة وتخصص له الجوائز المحلية والدولية. الآن أخذ وضعه الحقيقى والدليل هو حرص الدولة فى معرض الكتاب على الاحتفال بشخصية المعرض من أدباء الطفل جنبًا إلى جنب مع أدب الكبار.

■ الكتابة للطفل تعد مهمة صعبة.. فى رأيك ما أهم المقومات التى يجب أن يتمتع بها كاتب أدب الطفل؟

- الإلمام بخصائص المراحل المختلفة التى يمر بها الطفل فى كل مراحل نموه وإدراكه المعرفى والسلوكي.. ومشاكل الطفل والتحديات التى يواجهها.. ولا بد من الموهبة والقدرة على التبسيط وعرض الموضوع بمقدار عالٍ من التشويق والجاذبية.

■ ما أهم التحديات التى تواجه كُتاب أدب الطفل؟

- منافسة الأدب الغربى والألعاب والميديا والوسائط المتعددة التى يراها الطفل منذ نعومة أظافره. فهم يملكون آلة ضخمة وحديثة من تكنولوجيا الجذب لا يملكها كاتب الطفل العربي.

فيعتمد على إمكانياته وتثقيف نفسه وعرض أعماله على دور النشر والمؤسسات المتخصصة ومواجهة الأفكار الغريبة التى يتلقاها الطفل من تلك القنوات الخارجية والتى تتعارض مع أخلاقنا وهويتنا.

■ فى عصر الشاشات والألواح الذكية، ماذا يبتكر كُتَّاب أدب الطفل من أساليب لجذب انتباه الطفل؟

- كاتب أدب الأطفال لابد له أن يدخل العالم الرقمى للطفل وينشر على مواقع القصص الرقمية ويسوق كتبه على منصات الكتب ليقابل الأطفال فى أماكنهم الجديدة على الهواتف الذكية وشاشات اللاب والآيباد. وليس فى مكتبة المدرسة أو البيت.

■ وهل لا يزال الطفل يقرأ؟

- الإجابة على هذا السؤال تجدينها فى معرض الكتاب من كل عام؛ حيث يحرص الأطفال على الحضور مع أسرهم، وشراء كتبهم الخاصة، من مصروفهم الخاص.. مشهد يملأ الساحات والممرات بالأطفال منظر يبشر بجيل واعٍ قارئ يحب القراءة ويبحث عما يشده ويجذبه.

■ يرى البعض أن كتب الأطفال تحتاج إلى دعم كبير من الدولة.. ما تعليقك؟

- بالطبع تحتاج إلى الكثير مع ما تبذله المؤسسات الثقافية من دعم لكتاب الطفل مثل الهيئة العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة والمركز القومى لثقافة الطفل وكذلك المركز القومى للترجمة.

فهم يقدمون الكتاب الوسطى الذى يؤصل للهوية المصرية والتراث ويدعم الخيال بأنواعه وبنظرة على أجنحة الهيئات الحكومية فى معرض الكتاب سنعرف أهميتها فى جذب الأطفال لكتاب سعره مناسب وقيمته الأدبية مرتفعة تربى وجدانه على الأخلاق وحب الوطن والتفكير النقدي.

■ هناك نقاش حول توظيف الذكاء الاصطناعى لصناعة محتوى أدب هادف للطفل.. تعليقك؟        

- التغيير قادم لا محالة وبدأ الفعل فى الخارج فى الدول الأجنبية نجد كتب تم إنتاجها بالذكاء الاصطناعى ولكن لابد أن يكتب عليها ذلك. وتقرأ عبارة "تم كتابة أو رسم هذا الكتاب بواسطة الذكاء الاصطناعي".

لأنهم بالخارج لديهم ميثاق شرف للنشر. ويجب علينا أن نتدارك الأمر وتهتم وزارة الثقافة واتحاد الناشرين بهذا الأمر حتى لا تختلط الأمور ونجد مؤلفين أو رسامين يستعينون بالذكاء الاصطناعى ولا يذكرون ذلك. ولكن حتى الآن لم يستطع الذكاء الاصطناعى أن يبارى براعة الكتابة الإبداعية عند البشر.

مقالات مشابهة

  • حوارات ثقافية| هجرة الصاوى لـ«البوابة نيوز»: أتفرغ للروحانيات فى رمضان.. روايتى المؤهلة لجائزة زايد تؤكد على الهوية العربية.. الطفل المصرى واعٍ ويبحث عما يجذبه
  • أخصائية تغذية: سحور الأطفال مفتاح الطاقة.. والتوازن سر الصيام الآمن
  • أخصائية تغذية: الصيام للأطفال تجربة روحانية.. والتدرج هو الأساس للحفاظ على صحتهم
  • الطفل الفلسطيني عبد الله اليازوري يحمل بي بي سي مسؤولية مصيره
  • 7 أفكار لتحميس طفلك على الصيام والعبادة في رمضان
  • الوجه الخفي لبرامج المقالب.. كيف تؤثر على صحة الأطفال النفسية؟
  • ضمن احتفالات رمضان.. قصور الثقافة بالغربية تقدم باقة من الأنشطة الفنية للأطفال
  • وكيل تعليم قنا يشهد احتفالية «يلا نفرح إبنى وإبنك» التي نظمتها وحدة وحدة التواصل ودعم المعلمين
  • لزوار الحرمين في رمضان.. خطوات الحجز والشروط لخدمة مركز ضيافة الأطفال
  • متى يبدأ الطفل صيام رمضان؟ إليك نصائح الخبراء وآراء الأطباء