ارتفعت في الآونة الأخيرة، وتحديداً منذ مطلع العام الجاري، حدة المناشدات التي تطلقها عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، من أجل الحصول على مليارات الدولارات، بمزاعم دعم ومساندة الشعب اليمني الذي يعاني من أوضاع معيشية وصحية واقتصادية صعبة نتيجة الصراع المستمر منذ قرابة عشر سنوات، لكن ذلك طرح تساؤلات عدة عن مصيرها.

وكالة خبر تنفرد بنشر تفاصيل عدد من النقاط حول ذلك المصير المجهول، في إجابة واقعية لكل التساؤلات عن مصير تلك المليارات من الدولارات التي تقدمها الدول المانحة لدعم ومساندة الشعب اليمني، وتقديمها عبر العديد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتي تتواجد منها عشرات المنظمات الدولية بمسميات عدة، واهتمام كل منظمة بجانب معين، حسب زعمهم.

منذ مطلع العام الجاري 2024م، أطلقت عدد من المنظمات الدولية عدة مناشدات من أجل الحصول على مليارات الدولارات لدعم ومساندة خطط الاستجابة الإنسانية في اليمن، خلال العام الجاري، واختلفت احتياجات كل منظمة عن الأخرى، فيما بعض منها تقدم خدمات في غير الاتجاه المخصص لها، والتي تدعم احتياجات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، أطلقت مناشدة للحصول على أكثر من 475 مليون دولار لما أسمته بـ"مواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن وتلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال والعائلات الأكثر تضرراً"، أعقبها ما تسمى بـ"كتلة المأوى في اليمن (Shelter Cluster)"، والتي ناشدت الجهات المانحة لتقديم التمويل اللازم حتى تتمكن من تلبية الاحتياجات الشتوية الأساسية لأكثر من 81 ألف أسرة نازحة في 12 محافظة.

صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، هو الآخر ناشد من أجل الحصول على تمويل قدره 70 مليون دولار للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام القادم 2024م، لمعالجة الأزمات المتصاعدة التي تؤثر على النساء والفتيات في اليمن، وهو بنفس حجم التمويل الذي طلبه خلال العام 2023م، ويزعم أنه يسعى إلى توفير خدمات الصحة الإنجابية والحماية لملايين النساء في اليمن، مشيراً إلى أن هناك نحو 12.6 مليوناً من امرأة وفتاة يفتقرن لهذه الخدمات الحيوية المنقذة للحياة.

أما منظمة الهجرة الدولية فقد وجهت مناشدة أخرى من أجل الحصول على تمويل، وحددت في نداء التمويل أنها بحاجة إلى مبلغ 164.4 مليون دولار لتقديم الإغاثة وتعزيز الحلول طويلة الأجل لملايين الأفراد المتضررين من الأزمة الإنسانية في اليمن خلال العام الجاري 2024م، حيث يعد المبلغ المطلوب للأزمة الإنسانية في اليمن، ثاني أكبر تمويل على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد السودان.

بدوره، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، في بيان صحفي أصدره الخميس 1 فبراير 2024م، أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 تتطلب مبلغ 2.7 مليار دولار من أجل تقديم الدعم العاجل بالمساعدات المنقذة للأرواح وخدمات الحماية لأكثر من 18.2 مليون شخص من الرجال والنساء والفتيان والفتيات في اليمن"، كما أكد أن صندوق الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (UNDG) يحتاج أيضاً إلى تمويل يصل إلى 1.3 مليار دولار لتقديم الدعم إلى الملايين من اليمنيين من خلال برامج التنمية المستدامة خلال العام الجاري.

إضافة إلى ذلك فمنظمة اليونيسف هي الأخرى ناشدت لسرعة تقديم دعم عاجل لدعم اليمن، دون الإشارة إلى حاجاتها من الأموال، إلى جانب برنامج الأغذية العالمي الذي أعلن خلال أغسطس من العام الماضي، أنه يواجه أزمة تمويلية حادة، مؤكداً حاجته إلى مبلغ 1.05 مليار دولار خلال الستة الأشهر القادمة لدعم عملياته الإنسانية في اليمن، رغم اعتراف البرنامج بان الدعم السابق لم يغط سوى 28% فقط، وأيضاً قلص البرنامج من أعماله في مناطق يمنية عدة خلال العام 2023، فيما أوقف أنشطته نهائياً أواخر العام الماضي، في مناطق الحوثيين بسبب الضغوطات الحوثية رغم تزويد المليشيات بكميات كبيرة من السلال الغذائية.

وما تزال هناك العديد من المنظمات لم تعلن بعد عن احتياجاتها بمزاعم دعم الشعب اليمني، وغيرها من أساليب المناشدات، في الوقت ذاته يتساءل الكثيرون عن مصير تلك الأموال، خصوصاً والجوانب التي تعلن عنها تلك المنظمات بدعمها، لا تتجاوز ما نسبته 17% من إجمالي الدعم المقدم من الدول المانحة.

وعند التحقيق الميداني الذي أجرته وكالة خبر، وبحسب إفادات أممية، فإن المنظمات الأممية لم تغط سوى ما تتراوح نسبته بين 12% إلى 17% من إجمالي الدعم الذي قدمته العديد من الدول المانحة لمساعدة ومساندة الشعب اليمني، بينما بقية المبالغ تذهب مرتبات لموظفي المنظمات، وتكاليف سفر ونقليات، وتأثيث مقرات موظفيها.

علاوة على ذلك، فإن هناك عدداً من المنظمات تقدم دعماً لا محدوداً لجبهات ومقرات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، حيث يتم تزويد جبهات القتال ومقرات المليشيات بالسلال الغذائية والمياه الصحية وغيرها، وتبين ذلك من خلال سيطرة القوات الحكومية والقوات المشتركة على مواقع للمليشيات الحوثية في عدة جبهات، والذين عثروا على أنواع وأصناف مختلفة من ما قدمته المنظمات وتشمل "الجبن، الزبادي، القشطة، الفرش والبطانيات، والحلوى، ومياها صحية، وغيرها من الأصناف".

ورغم الحقائق تلك، إلا أن المنظمات الدولية ما تزال مستمرة في التجارة بأوضاع وحياة اليمنيين ومعيشتهم وتتغنى بظروفهم الصعبة، في الوقت ذاته أوصلت موظفيها إلى الثراء الفاحش، فيما هناك آلاف الأسر اليمنية لم تلب المنظمات متطلباتها، رغم وصول موظفي المنظمات إلى تلك الأسر.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الإنسانیة فی الیمن من أجل الحصول على المنظمات الدولیة الأمم المتحدة الشعب الیمنی العام الجاری من المنظمات خلال العام

إقرأ أيضاً:

الغمراوي: نسعى إلى الوصول بصادرات الدواء إلى 3 مليارات دولار 2030

اصطحب، اليوم ، الدكتور على الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، وفدًا رفيع المستوى يضم أحد عشر سفيراً من دول أمريكا اللاتينية، وذلك خلال زيارتهم إلى مدينة الدواء المصرية چبتو فارما "؛ وذلك في إطار تعزيز سبل التعاون المشترك بين مصر ودول أمريكا اللاتينية في مجال الصناعات الدوائية، وكان في استقبالهم الأستاذ الدكتور عمرو ممدوح، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمدينة الدواء المصرية " چبتو فارما " ، وبحضور السفير أشرف منير، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون أمريكا اللاتينية والدكتور محيي حافظ، رئيس المجلس التصديري الصناعات الطبية، والدكتور يسري نوار رئيس لجنة الصناعات الدوائية بغرفة التجارة الأمريكية ، وحضور الدكتور يس رجائى مساعد رئيس هيئة الدواء ، الدكتورة أمانى جودت معاون رئيس الهيئة والمشرف على الادارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة ، ود. اسامة حاتم معاون رئيس الهيئة والمشرف على الإدارة المركزية للسياسات الدوائية.
 

هيئة الدواء توجه نصائح للسيطرة على الألم المتعلق بالسرطانرئيس هيئة الدواء: نسعى لتوسيع التعاون المشترك بين مصر ودول أمريكا اللاتينيةرئيس هيئة الدواء: نسعى للوصول بصادراتنا إلى 3 مليارات دولار بحلول 2030بالأسماء.. أدوية علاج الألم لمريض السرطان.. هيئة الدواء توضح


وخلال كلمته، رحب رئيس هيئة الدواء المصرية السفراء، مؤكداً عمق الروابط بين جمهورية مصر العربية ودول أمركا اللاتينية، وحرص هيئة الدواء المصرية على توسيع آفاق التعاون المشترك؛ بما يسهم في تعزيز الشراكات الاستراتيجية وفتح أسواق جديدة للمنتجات الدوائية المصرية، وأشاد بالمقومات الصناعية الهائلة التي تتمتع بها مصر بالقطاع الدوائي، وما شهده القطاع من نمو ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مما جعل مصر تصبح الدولة الأولي إقليمًيا في تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي بنسبة بلغت%91.3، وأن مصر تصدر لأكثر من ١٤٧ دولة حول العالم، وأن هيئة الدواء حصلت على اكثر من ١١ اعتماد دولي خلال السنوات الخمس الأخيرة.

كما قدم عرضًا تفصيليًا حول حجم سوق الدواء المصري، الذي يشهد تطورًا ملحوظًا، حيث تضم مصر أكثر من 170 مصنعًا للأدوية البشرية و116 مصنعًا للأجهزة الطبية، بالإضافة إلى 4 مصانع للمواد الخام والمنتجات البيولوجية، مع خطة طموحة للوصول إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعكس قدرة مصر على المنافسة عالميًا.

مستوي النضج الثالث من قبل منظمة الصحة العالمية


وأكد الدكتور الغمراوي أن هيئة الدواء المصرية تحظى باعتراف دولي واسع؛ كونها أول هيئة تنظيمية في إفريقيا تحصل على مستوي النضج الثالث من قبل منظمة الصحة العالمية كأول دولة إفريقية تحقق هذا الإنجاز في تصنيع الأدوية واللقاحات؛ ويُعد هذا التصنيف إنجازًا كبيرًا يُبرز التزام هيئة الدواء المصرية بتطبيق أعلى المعايير الدولية في قطاع الصناعة الدوائية وضمان جودة المنتجات الصحية، وأن الشركات المصرية حريصة على إيجاد تعاون دولي في مجالات التوطين ونقل التكنولوجيا الحديثة، والتنافسية العالمية والتصدير.

وأكد على الأهمية التي توليها الدولة المصرية إلي تصدير الأدوية لمختلف دول العالم، ورغبتنا في التوسع في أمريكا اللاتينية، حيث يحظى الدواء المصري بتنافسية وجودة عالية، وذلك في ظل ما يتمتع به النظام الدوائي المصري من سمعة عالمية في ظل حصول هيئة الدواء المصرية مؤخرا على اعتماد منظمة الصحة العالمية في مجال الأدوية.

من جانبه أكد الدكتور عمرو ممدوح، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمدينة الدواء المصرية " جبتو فارما " أن مدينة الدواء المصرية تعد صرحا تصنيعيا تمتلكه الدولة وجاء تنفيذا لرؤية وتوجيهات القيادة السياسية لأجل توفير دواء آمن وفعال وبجودة عالية وباسعار مناسبة، من خلال توطين الأدوية المزمنة والحديثة والمبتكرة، وأن الهدف هو تغطية الاحتياجات المحلية من خلال سياسة التوطين، وفتح آفاق التصدير، وأن المدينة عقدت اتفاقيات شراكة مع كبرى شركات التصنيع العالمية ، ونتطلع للتعاون مع دول أمريكا اللاتينية في التصنيع المشترك وتصدير أدوية بجودة عالية ، مشيرا بأن حجم إنتاج مدينة الدواء الحالي يبلغ 65 مليون عبوة سنويا .

كما أكد السفير أشرف منير، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية، أن الدواء المصري يتمتع بجودة عالمية وأسعار تنافسية تقل عن نظيراتها في الدول الأخرى، وبالتالي فإن هذه الميزة التنافسية تفتح الأسواق اللاتينية أمامه، وتتكامل الجهود بين كل أجهزة الدولة للوصول إلى تحقيق الزيادة المنشودة في صادرات الدواء، وأن الدولة المصرية بكل مؤسساتها الحكومية وشركاء الصناعة يسعون إلى تلبية احتياجات سوق الدواء الكبير بأمريكا الجنوبية، وأن الزيارة تأتي في إطار الجهود الرامية إلى إظهار القدرات المصرية في تصنيع الدواء وجاهزيتها للتصدير،.

وأشاد الوفد الدبلوماسي بإمكانيات النظام الدوائي المصري، ورحبوا بتنمية العلاقات الدوائية مع جمهورية مصر العربية، معربين عن تقديرهم للإمكانيات المتميزة والتكنولوجيا الحديثة التي تتمتع بها مدينة الدواء المصرية " چبتو فارما "، وسعيهم لعقد شراكات متعددة في مجالات دوائية مختلفة.
وخلال الزيارة تم تسليم سفراء سبع دول نماذج لمشروع مذكرات تفاهم أسوة بالتي تم توقيعها مع الأرجنتين وبنما والبرازيل.

جاء ذلك في إطار سعي الهيئة المستمر لتعزيز سبل التعاون مع دول أمريكا اللاتينية، ودعما للجهود الرامية لخلق شراكات استراتيجية تسهم في تحقيق نفاذية الدواء المصري لكافة الأسواق الدولية، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة المصرية لدعم الاقتصاد الوطني وزيادة الصادرات.

مقالات مشابهة

  • المجلس الأطلسي للأبحاث الدولية: إسقاط طائرات “MQ-9” في اليمن أضعف أنظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية
  • المملكة المتحدة: العراق في أفضل حالاته وأصبح مشاركاً بصياغة الأجندة الدولية
  • كيف سرقت «منصة FBC» مليارات الدولارات من الضحايا؟.. روان أبوالعينين تكشف التفاصيل
  • فضيحة فساد مدوية: وزير النفط اليمني يعفي شركة OMV من 134 مليون دولار مقابل صفقة مشبوهة
  • غروندبيرغ من الرياض: جهود دولية وإقليمية لتهيئة السلام في اليمن
  • الغمراوي: نسعى إلى الوصول بصادرات الدواء إلى 3 مليارات دولار 2030
  • ربع تريليون دولار خسائر اليمن جراء الحرب
  • أكثر من 6 مليارات دولار حجم الاستثمارات الإماراتية في تركيا خلال السنوات الأخيرة
  • التربية تبحث مع منظمة تراينكل الدولية الفرنسية للشؤون الإنسانية تعزيز ‏التعاون المشترك
  • صنعاء توجه رسائل تحذيرية جديدة للرياض وواشنطن