أجندة قصور الثقافة .. أسبوع جديد لفتيات المحافظات الحدودية ضمن "أهل مصر" بالوادي الجديد
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
تقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، هذا الأسبوع مجموعة متميزة من الفعاليات الثقافية والفنية، بدءًا من الجمعة 2 فبراير وحتى الخميس المقبل 8 فبراير، ضمن البرنامج المنفذ برعاية وزارة الثقافة.
من أبرز تلك الفعاليات انطلاق فعاليات الملتقى الثقافي الخامس عشر لفتيات المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر" الذي تنظمه الهيئة بمحافظة الوادي الجديد، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، بدءا من الاثنين المقبل باستضافة مجموعة من المتدربات من 6 محافظات وهي شمال وجنوب سيناء، الوادي الجديد، أسوان، مطروح، حلايب وشلاتين، أطفال "أبو رماد" بالبحر الأحمر، والأسمرات بالقاهرة، بهدف تطوير مهاراتهن وقدراتهن في النواحي الثقافية والفنية والإبداعية كافة، من خلال ورش العمل والنقاشات التي تخص قضايا المرأة.
كما تنظم هيئة قصور الثقافة عددا من الفعاليات الثقافية والفنية احتفالا بذكرى الإسراء والمعراج بعدد من المحافظات، أهمها حفل فني يوم الخميس المقبل يشهده مسرح السامر في تمام الثامنة مساءً.
انطلاق ورشة "ابدأ حلمك" بالإسكندرية واستمرار المشاركة الثرية بمعرض الكتاب
وتشهد محافظة الإسكندرية ورشة لتعليم أساسيات السيناريو والمونتاچ "ابدأ حلمك"، وتستمر حتى يوم 6 فبراير بقصر ثقافة الأنفوشي.
ويشمل الأسبوع مجموعة من الندوات والأمسيات بالمحافظات، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين إلى جانب عدة لقاءات للاحتفاء بذكرى وفاة كوكب الشرق "أم كلثوم".
وتضم الأجندة عددا من اللقاءات التي تتناول موضوعات ونقاشات حول عدة قضايا منها إدارة الذات ،الذكاء الاصطناعي، تعديل السلوك لدى الأطفال، وطرق الوقاية من المخدرات الرقمية وغيرها.
هذا وتواصل هيئة قصور الثقافة مشاركتها الثرية بمعرض "القاهرة الدولي للكتاب" في دورته ال55 والمقام بمركز مصر للمعارض الدولية، وتقدم خلاله أحدث إصدارات سلاسلها بأسعار مخفضة للجمهور، إلى جانب اللقاءات الثقافية مع الأطفال، وورش الإبداعات الفنية والحكي الشعبي والعروض الغنائية والاستعراضية للفرق الفنية لرواد المعرض يوميا، والزيارات المقدمة لأبناء الإسكان البديل وغيرها، هذا بالإضافة إلى استمرار الاحتفالات المقامة خلال إجازة نصف العام الدراسي بجميع المحافظات.
أما في مجال الفنون التشكيلية فتستمر فعاليات كل من ملتقى مراسم دندرة الأول للرسم والتصوير، بمشاركة 16 فنانا حتى 9 فبراير في سياق خطة هيئة قصور الثقافة لتطوير الحراك الفني في مصر، كما يفتح مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا أبوابه للجمهور لزيارة معرض الفن التشكيلي "مصر مهد الأديان"، والمقام حتى 6 فبراير بمشاركة 29 فنانا تشكيليا من المؤثرين فى الحركة الفنية والمهتمين بالفن القبطي والإسلامي في مصر.
ويحفل هذا الأسبوع بعدد من الورش الفنية بقصور الثقافة بالمحافظات منها تعليم رسم البورتريه، الرسم بالتظليل، الطبيعة الصامتة، الطباعة باستخدام قوالب اللينو، تعليم أساسيات الخط العربي، إلى جانب ورش المشغولات اليدوية ومنها تصميم العرائس القفازية ولعب للأطفال بخامات معاد تدويرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أجندة قصور الثقافة المحافظات الحدودية أهل مصر الوادي الجديد الهيئة العامة لقصور الثقافة قصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يسلط الضوء على العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يلتقي الفكر بالحوار، شهد الصالون الثقافي ندوة متميزة تناولت العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية، وهي علاقات تمتد لعقود طويلة، قائمة على تبادل الفكر والفن والأدب. لم تكن هذه الروابط وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ حافل من التفاعل الثقافي الذي شكّل الهوية العربية ورسّخ الوعي المشترك بين شعوب المنطقة.
مصر، التي طالما كانت منارة للفكر والإبداع، لم تبخل يوماً بعطائها الثقافي، فامتدت تأثيراتها إلى تونس والمملكة العربية السعودية،في حين أثرى المبدعون التونسيون والسعوديون المشهد الثقافي العربي بإسهاماتهم المتنوعة.
وفي ظل هذا التداخل العميق، تأتي فعاليات مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب لتعزز هذا التقارب، من خلال ندوات وحوارات تجمع المفكرين والمثقفين من مختلف البلدان.
بدأت الجلسة بمداخلة الدكتورة فاطمة الأخضر، الأستاذة الجامعية بكلية الآداب في تونس، التي استعرضت التأثير اللغوي والثقافي العربي في تونس.
وأوضحت أن القيروان، تلك المدينة العريقة، لم تكن مجرد عاصمة سياسية، بل كانت منارة علمية وثقافية، نافست بغداد والبصرة في ازدهارها خلال القرن العاشر الميلادي، وجذبت طلاب العلم من مختلف بقاع العالم لدراسة الطب، الفلك، والعلوم الإنسانية.
لم تقتصر مساهمات تونس على حدودها، بل امتدت إلى مصر والمغرب، حيث انتقلت كتب "بيت الحكمة" إلى القاهرة في العصر الفاطمي، كما ساهمت جامعة القرويين في فاس، التي أسستها القيروانية فاطمة الفهرية، في تعزيز النهضة العلمية في المغرب العربي.
وتطرقت الدكتورة فاطمة إلى أسماء بارزة من الفلاسفة والعلماء الذين خرجوا من القيروان، مؤكدة أن تونس لم تكن فقط مركزًا ثقافيًا، بل محطة رئيسية في نقل العلوم والمعارف إلى بقية أنحاء العالم الإسلامي.
من تونس إلى السعودية، حيث سلطت الدكتورة آمنة بوخمسين، مديرة المعهد العالي "يعقلون"، الضوء على التحولات الثقافية التي شهدتها المملكة.
وأوضحت أن الثقافة السعودية لم تكن وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى آلاف السنين، إذ كانت المملكة مهدًا لكبار العلماء والمفكرين منذ العصور الإسلامية المبكرة.
لكن المشهد الثقافي في السعودية شهد قفزة نوعية في العصر الحديث، مع إطلاق مشاريع ضخمة لدعم الفنون، الفلسفة، والموسيقى.
وأشارت الدكتورة آمنة إلى معهدها "يعقلون"، الذي يُعد أول مؤسسة سعودية متخصصة في تدريس الفلسفة والموسيقى والفنون، كدليل على التوجه الجديد الذي تتبناه المملكة نحو الثقافة والفكر الحر.
تطرقت أيضًا إلى المجالس الثقافية في الأحساء، التي ظلت لسنوات طويلة منابر للحوار والتبادل الثقافي، مؤكدة أن السعودية تشهد نهضة ثقافية غير مسبوقة، تتجلى في مشاريع مثل رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الفنون والآداب وحفظ التراث الوطني.
وخلال النقاش، طرح الناقد د. حسام نايل تساؤلًا حول دور التيار النسوي في الثقافة السعودية، لتوضح الدكتورة آمنة أن الحركات النسوية نشأت في بدايتها للمطالبة بحقوق لم تكن متاحة، لكن اليوم، بعد حصول المرأة السعودية على كافة حقوقها، أصبح مفهوم النسوية بحاجة إلى إعادة تعريف، مؤكدة أنه لا يوجد فرق جوهري بين الأدب الذي يكتبه الرجال أو النساء، فالمهم هو قيمة النص وليس جنس كاتبه.
أما المؤرخ السعودي الدكتور منصور الدعجاني، عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، فقد تناول الجذور الثقافية للمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الخط العربي نشأ في المدينة المنورة تحت اسم "الخط المدني"، قبل أن يتطور لاحقًا إلى "الخط الكوفي" في العصر العباسي.
كما تحدث عن الرحلات العلمية من بلاد المغرب العربي، وتحديدًا تونس، التي ساهمت في تعزيز التبادل الثقافي بين المشرق والمغرب، مؤكدًا أن السعودية لم تكتفِ بالحفاظ على تراثها، بل تسعى اليوم لتوثيقه عالميًا. وأشار إلى أن وزارة الثقافة السعودية، التي تأسست عام 2018، أطلقت خططًا طموحة لتسجيل 9000 موقع تراثي ضمن هيئة التراث الوطنية، مما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على هويتها الثقافية.
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أن التواصل الثقافي بين الدول العربية، ولا سيما بين تونس والسعودية، يمثل نموذجًا حقيقيًا لقدرة الثقافة على توحيد الشعوب. فالثقافة ليست مجرد كتب ومؤلفات، بل هي جسور تمتد عبر الزمن، تعبر الحدود الجغرافية، وتخلق فضاءً مشتركًا للحوار والإبداع.
وسط عالم سريع التغير، تبقى الثقافة العربية بمختلف تنوعاتها قادرة على مد الجسور بين الشعوب، ومثل هذه الندوات ليست إلا خطوة جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للحوار الثقافي العربي.