أبانت النتائج الفصلية لاستقصاء الظرفية الذي أجراه بنك المغرب، أن 78 في المائة من أرباب المقاولات الصناعية المغاربة يعتبرون الولوج إلى التمويل “عاديا” خلال الفصل الرابع من سنة 2023، في حين اعتبر 22 في المائة منهم أن الولوج إلى التمويل “صعب”.

وأفاد بنك المغرب بأنه “خلال الفصل الرابع من سنة 2024، اعتبر الولوج إلى التمويل البنكي “عاديا” من قبل 78 في المائة من المقاولات، و”صعبا” بحسب 22 في المائة منها.

وبلغت هذه النسبة الأخيرة 43 في المائة في “الكيمياء وشبه الكيمياء”، و29 في المائة في ” النسيج والجلد”، و9 في المائة في “الصناعة الغذائية”، و8 في المائة في “الميكانيك والتعدين”.

أما في “الكهرباء والإلكترونيك ” فقد رأت مجمل المقاولات الصناعية أن الولوج إلى التمويل البنكي عادي، وقد سجلت كلفة الائتمان، برسم الفصل الرابع من سنة 2023، استقرارا وفقا لـ 66 في المائة من المقاولات، وارتفاعا وفقا لـ 28 في المائة منها. وقد بلغت هذه النسبة الأخيرة 45 في المائة في “الكيمياء وشبه الكيمياء”، و31 في المائة في كل من ” النسيج والجلد ” و”الميكانيك والتعدين”.

وفي المقابل، صرحت 19 في المائة من مقاولات قطاع “الصناعة الغذائية” بانخفاض كلفة الائتمان. وفي “الكهرباء والإلكترونيك”، أفادت كافة المقاولات الصناعية باستقرار كلفة الائتمان مقارنة بالفصل الثالث من سنة 2023.

وبخصوص تكاليف الاستثمار، فقد عرفت، من فصل لآخر، استقرارا بالنسبة لـ 44 في المائة من الصناعيين، وارتفاعا بالنسبة لـ 30 في المائة منهم. وبلغت هذه النسبة الأخيرة 70 في المائة في ” الكهرباء والإلكترونيك”، و51 في المائة في ” الميكانيك والتعدين”، و34 في المائة في “الصناعة الغذائية”.

أما في “النسيج والجلد”، صرحت 83 في المائة من المقاولات الصناعية باستقرار هذه التكاليف، و13 في المائة منهم بانخفاضها، مقابل 56 في المائة و32 في المائة في ” الكيمياء وشبه الكيمياء ” على التوالي.

وبخصوص الفصل المقبل، يتوقع 52 في المائة من الصناعيين استقرارا في تكاليف الاستثمار، بينما يتوقع 37 في المائة منهم ارتفاعها.

يعتبر استقصاء الظرفية الذي يجريه بنك المغرب، والذي حصل على تأشير لجنة تنسيق الدراسات الإحصائية (CO.CO. E.S) رقم 19-07-06-03 ، استطلاعا للرأي ي جرى في صفوف عينة تمثيلية تضم حوالي 400 مقاولة صناعية.

وتقاس نتائج الاستقصاء وفق أرقام المعاملات التي تحققها المقاولات في القطاع الصناعي خلال السنة المالية السابقة.

ويكمن الهدف من هذا الاستقصاء في توفير البيانات في آجال قصيرة للتمكين من تقييم الظرفية الصناعية. ويجمع الاستقصاء، الذي يتم إطلاقه عند بداية الشهر الموالي لنهاية كل فصل سنوي، تقييمات أرباب المقاولات حول تطور نشاطهم وظروف الإنتاج والتدفقات النقدية وتكاليف الاستثمار.

كلمات دلالية المغرب بنوك صناعة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب بنوك صناعة فی المائة من فی المائة فی من سنة

إقرأ أيضاً:

موت الأسرار.. الكشف عن الذات في العصر الرقمي

عن الأسرار حين تموت؛ كتاب في قراءة بعض السلوكيات البشرية الحداثية ونقدها وتحليلها ومكاشفات مع الذات ودعوات لمراجعتها ولفقه أسباب أفعالها.

يقع الكتاب في 495 صفحة من غير قائمة المصادر والمراجع، موزعة على 4 فصول، وقد صدر حديثا عن مركز مدارات للأبحاث والنشر.

والمؤلف عبد الله الوهيبي باحث سعودي، حائز على الإجازة في الشريعة وعلى درجة الماجستير في الثقافة الإسلامية من جامعة الملك محمد بن سعود، صاحب كتابي الاستشراق الجديد، ومعنى الحياة في العالم الحديث.

محتوى الكتاب وهيكلته

مادة الكتاب ثرية محكمة البناء متسلسلة الطرح، مكتوبة بلغة رصينة سلسلة، وعنون الكاتب الفصل الأول بـ"الأسرار في محيط الذات وسياق المجتمع"، وفيه حديث علمي عن مصطلح السر وتوابعه وما يقول العلم في منافع الكشف عن الذات ومساوئه ومتى يصلح ذلك ومتى لا يصلح مع حديث عن علاقة الخصوصية بالحداثة، وعنون الفصل الثاني بـ"الثقافة العلاجية والكشف عن الذات" وفيه حديث عن تاريخ التداوي بالبوح وتأطير تاريخي للحركات التي أحدثت تعديا على المساحات الخاصة، ووصف لتطورها عبر الزمن.

وعنون الفصل الثالث بـ"الكشف عن الذات في منصات التواصل الاجتماعي"، وفيه حديث تحليلي طويل عن بواعث التعري والتهرب من الخصوصية ودوافع المتلقي لاستهلاك يوميات الآخرين.

إعلان

وعنون الفصل الرابع بـ"أسرار المؤمن"، وفي أبوابه حديث إيماني تزكوي عن النفس والخطايا الخفية والمباح وغير المباح وفضيلة الكتمان في ملامح وسوانح من الرؤية الدينية للأسرار والنفس وطرق التعامل معها.

يطرح الوهيبي أفكاره طرحا متسلسلا منطقيا ينتقل فيه من تمكين قارئه من الأصول المعرفية لمادة الكتاب في الفصل الأول لينتقل به بعد ذلك بيسر إلى النقد والتحليل في الفصلين الثاني والثالث، ثم إلى البناء والتزكية اعتمادا على مادته السابقة في الرابع.

يستشهد الكاتب في مسالك طروحاته بطائفة من الإحصاءات والدراسات الغربية في الموضوعات التي يتحدث عنها مع تبيين اختلاف الإطار الفكري والثقافي الذي صدرت عنه.

ويبدأ كل فصل بمقدمة ممهدة تلحب الطريق، وتمسك بيد القارئ لتساعده على المسير في مسالك الفصل بسلاسة ويسر، ويختتمه بتلخيص دقيق مختصر لأهم ما جاء في الفصل.

الوهيبي يرصد في كتابه الجنوح الطارئ عند الإنسان المعاصر لهتك مجاله الخاص وتصديره للفضاء العام مع تسييل الحدود بين الخاص والعام (غيتي) الخصوصية في الثقافة المعاصرة

استفاض الكتاب في الحديث عن الخصوصية وإشكالاتها في الثقافة المعاصرة، واستعرض تاريخ تحولاتها عرضا دقيقا تفصيليا مع مقاربة مادة موضوعه وهي مادة تخص النفس ودواخلها من باب التحليل النفسي ومعالجته من خلالها مع النهل من مجالات معينة أخرى أحيانا لا سيما من علم الاجتماع وعلم الأنثروبولوجيا والإعلام التقليدي والرقمي.

في هذا الكتاب يرصد الوهيبي الجنوح الطارئ عند الإنسان المعاصر لهتك مجاله الخاص وتصديره للفضاء العام مع تسييل الحدود بين الخاص والعام محاولا تتبع التاريخ الثقافي لنشأة التداخل بين الخاص والعام في القرن الـ20 مرورا على المحطات الرئيسة لهذه النقلات منذ ظهور الحكايات الجنسية والاعترافات السرية في الصحافة الشعبية ما بين عامي (1930-1960)، ثم بروز برامج "الحوارات الاعترافية" في الإعلام الجماهيري ما بين عامي (1990-2000) ثم برامج تلفزيون الواقع ما بين عامي (1990-2010) ثم ثورة منصات التواصل الاجتماعي بعدها.

إعلان

حيث كانت هذه المحطات التاريخية بارزة الأثر في تكسر شيء من حدود الخاص وتجلية تبدل الموقع الاجتماعي للأسرار غير أن ذلك التبدل كان فئويا لبعض الخارجين عن شروط الجماعة القيمية من المشاهير من أهل الفن ومن شاكلهم، وما بين تلك المحطات التاريخية والمحطة الأخيرة التي ما زلنا أسارى سطوتها كانت النقلات الأكبر واختلاط الخاص بالعام والاتساع المرعب في رقعة تهشيم الحدود بينهما.

النشر وظاهرة المؤثرين

وينظر الكتاب في ميل الإنسان اليوم للـ"إفصاح الذاتي المفرط والتعري الطوعي وتسليع اليوميات وتطبيع التلصص" متتبعا النقلة القيمية الطارئة على النفس البشرية المختلفة عن المعهود عندها حين كان الإسدال على الحياة الخاصة بسدل سابغ من التحفظ والحياء هو الأصل النفسي والاجتماعي للناس مع استثناءات قليلة لتنقلب الحال مع مخرجات الثورة التكنولوجية وطغيان شبكات التواصل الاجتماعي، ويصير الشاذ طبيعيا ومتطبعا معه والغريب مألوفا والسعي محموما للحاق بمركب الحداثة مع التخلي عما يمكن وعما لا يمكن التخلي عنه.

وفي سنوات قليلة صار الملايين من أصحاب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يجدون أدنى حرج وهم يكشفون أسرارهم الخاصة ويومياتهم الحميمة، بل إن عرض ذلك والتفنن والمبالغة فيه صار غاية ترجى وسلعة رائجة في سوق واعدة لـ"اقتصاد الانتباه" حيث صارت الخصوصيات معروضة في مزاد يفوز فيه الأكثر تعرية لنفسه والأكثر تخليا عن خاصه للعامة.

ويركز الكتاب على موضوع النشر والناشر، ويحدثنا في طياته عن ظاهرة النشر بسماتها المعروفة اليوم من غياب الانضباط والرغبة الجامحة في بلوغ أعلى درجات المشاهدة والتفاعل والتأثير مع تبيين أحوال الناشر وخفايا ذاته، ووصف أشكال النشر الرائجة، ومن ذلك سلوك من يسمون اليوم بالمؤثرين، مستكنها بواطن صدور هذه الطائفة وخفايا نفوسهم.

إعلان

فهم -كما يصفهم الكتاب- أسارى رغباتهم التي لا تنطفئ بالشهرة والوصول والحاجة بأن يكونوا محط العيون ومهوى الأنظار من خلال ركوب الجديد ومحاولات التجديد الفارغة واستجداء الاهتمام وتطلب الإثارة والإمعان في الإسفاف للفوز في حلبة منافسة كل من فيها يرمي إلى الاستئثار بالمشاهدات وتسمر الأعين عليه، ولو كان ذلك من خلال التعري النفسي إرضاء الجماهير المتعطشة للتلصص، وإلى استهلاك يوميات الآخرين، وبوصلة هؤلاء للنجاح إذن كثرة الوصول، فيصير مع ذلك الانتشار واستقطاب العيون وحده دليل الإنجاز وتحقيق الهدف.

ويصف فئة أخرى من أنواع الناشرين، فئة تعرف عن نفسها في حساباتها باختصاصها الأكاديمي، وبما تنشره عن ذلك بين الحين والحين، لكنها فئة تقع قاصدة أو غير قاصدة في مزالق زيادة التبسط والمزاح ورفع الكلفة والكشف عن الخصوصيات حتى تصير أكثرها مع الوقت نسخا مكررة من المؤثرين الموسومين أعلاه، بل لا تكاد تميزهم عنهم، حتى إن ما يعرف عنهم من خارج اختصاصهم أو عملهم أكثر مما يعرف عنهم مما دخلوا منه ووصفوا أنفسهم به.

وكذلك فئات الناشرين من أصحاب الحسابات العامة والناشرين بأسماء وهمية لأغراض مختلفة كالتسلية والتنفيس والاستفزاز، فقد فصل الكتاب في هذه الأنواع الأربعة، وأتى الوهيبي على تحليل هذه الفئات وما يصاحبها من ظواهر تحليلا دقيقا تغوص معه في دقائق نفوس هذه الفئات وأسباب أفعالها.

في سنوات قليلة صار الملايين من أصحاب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يجدون أدنى حرج وهم يكشفون أسرارهم الخاصة ويومياتهم الحميمة (غيتي)

 

المنهجية النقدية

جل الكتاب إذن نقد لهذه الظواهر الجديدة بأدوات العلم الحديث ومحاكماته لمشكلة الكتاب محاكمات تعتمد المنهج الوصفي التحليلي، غير أنه على ذلك نقد واضح المبادئ والمنطلقات والغايات، نقد يستضيء بمنارات الحق، ويجعل معايير الحق أو الباطل منطلقات فكرية دالة وهادية.

فهو ليس نقدا من أجل النقد يسير على غير هدى بلا عقد ينظمه بل نقد متسق مع فكر المؤلف ومبادئه وغاياته الكبرى حيث تكون هذه المادة جزءا منسجما مع المنظومة الفكرية الكلية الإيمانية للكاتب، وهذا الذي يظهر جليا في الفصل الرابع الذي كان أشبه ما يكون بالبنيان الذي أراد المؤلف تشييده بعد تفكيك إشكالية الخصوصية والحداثة وتعقب تاريخ تطور تداخل الخاص بالعام.

إعلان

هذا الكتاب دعوة لمراقبة سلوكياتك الرقمية فاعلا ومنفعلا مؤثرا ومتأثرا ناشرا ومتابعا ولمعرفة دوافع الخرق الطوعي لسدل الخصوصية وتطبيع ثقافة الاعتراف والاقتيات على يوميات الآخرين في ضوء الأبحاث النفسية والسلوكية، ودلالات أحكام الستر والنصح والفضح والمجاهرة في نظام الشريعة؛ كتاب تراجع معه -بلا شك- نفسك وسلوكك الرقمي وعاداتك اليومية في التعامل مع الفضاء الافتراضي.

مقالات مشابهة

  • علامة تجارية تركية في المراكز الأولى لأكبر الشركات العائلية
  • موت الأسرار.. الكشف عن الذات في العصر الرقمي
  • اتحاد كرة السرعة: مشاركتنا بالبطولات الدولية قد تلغى بسبب غياب التمويل
  • اليورو والين في الصدارة.. العملات الكبرى تتفوق على الدولار في 2025
  • شرطة البصرة تطيح بعصابتين متخصصتين بجرائم التسليب وتجارة المخدرات
  • تركيا تستقبل 60 مليون ألمانيًا لقضاء عطلات 2025
  • توابع قرار ترامب خفض التمويل تهز جامعات أستراليا
  • انتهاء امتحانات شهر مارس 2025 في المدارس .. الأحد
  • الصيد التقليدي يحقق عائدات قدرها 2.2 مليار درهم منذ مطلع هذا العام
  • تقرير يرصد تراجع المغرب والجزائر في ترتيب مستوردي الأسلحة بالعالم