محللون إسرائيليون : نتنياهو سيسعى لإحباط صفقة التبادل مع حماس
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
أجمع محللون إسرائيليون اليوم الجمعة 2 فبراير 2024، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، سيسعى من أجل إحباط صفقة التبادل ، مع حركة حماس ، التي تبلورت خلال لقاء رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والمصرية ورئيس وزراء قطر في باريس، الأحد الماضي.
هرئيل : صفقة التبادل ما زالت غير منتهيةووفقا للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فإنه "يبدو أن صفقة التبادل القادمة ما زالت غير منتهية".
وأشار هرئيل إلى أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل أسرى من دون تواجد فعلي وبالتزامن لوفدين عن إسرائيل وحماس في القاهرة.
وأضاف أن قسما من التسريبات حول الصفقة في وسائل إعلام "مصدرها إسرائيل، ومن مكتب رئيس الحكومة نتنياهو. وكانت خطوة متعددة المراحل: بداية بنشر خطة رادعة للصفقة – مثل تحرير آلاف المخربين؛ ثم الاستطلاع الذي نشرته القناة 12 الذي أشار إلى أن أغلبية كبيرة من الجمهور الإسرائيلي تعارض صفقة كهذه؛ وبعد ذلك تصريح نتنياهو بأنه ’لن نحرر آلاف المخربين؛ وأخير لقاء نتنياهو مع عائلات المخطوفين وقوله إنه ’كلما تم الحفاظ على سرية مجهود التحرير، تكون احتمالات نجاحه أكبر’".
وتابع هرئيل أن "نتنياهو يحاول السيطرة على جميع مراحل هذه العملية، ويتعالى الاشتباه أنه ليس مسرعا لدفع صفقة، لأن خطوة كهذه من شأنها أن تضعه في مسار تصادم مع الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه. وهو يتجاهل أن رؤساء جهاز الأمن، الذين أوفدهم إلى باريس، كانوا قد نسقوا مسبقا مع الوسطاء وأن تفاصيل كثيرة في الصفقة تبلورت بموافقة إسرائيل".
وانضم وزراء اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ومن الليكود، إلى الانتقادات العلنية للصفقة. وحسب هرئيل، فإنه "لم يتفق في المفاوضات حتى الآن على معادلة. ليس معلوما عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج إسرائيل عنهم مقابل كل واحد من المخطوفين. وعلى الأرجح أن يرتفع عدد المحررين الفلسطينيين بشكل كبير في المراحل النهائية للصفقة".
وأضاف: "يبدو أنه لا يزال بإمكان نتنياهو الإيفاء بوعوده التي أطلقها هذا الأسبوع، بألا يوقف الحرب كليا وألا يحرر آلاف المخربين، في المرحلة الأولى على الأقل. لكن استمرار تطبيق الصفقة سيصعد بالنسبة له الصعوبة السياسية في الجناح اليميني في الحكومة، وكذلك بالنسبة لقسم من ناخبيه".
ولفت هرئيل إلى أنه "في الخلفية، هو يكافح ضد تهديد سياسي أيضا. فبالرغم من أن رئيس الحكومة يواصل مغازلة فكرة صفقة سياسية كبيرة، تشمل تطبيعا مع السعودية، إلا أنه بالنسبة له تكمن فيها مخاطر أيضا. فالولايات المتحدة وبريطانيا تدرسان اعترافا رسميا بدولة فلسطينية. وهذه وسيلة ضغط واضحة على إسرائيل، ولم تمارس ضد أي رئيس حكومة إسرائيلية آخر".
برنياع : نتنياهو يخوض معركة معقدةمن جانبه، أشار المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إلى أن "نتنياهو يخوض معركة معقدة، والهدف هو إحباط الصفقة من دون أن يتمكن أحد من اتهامه بإحباطها. وهو ليس مستعدا لدفع ثمن الصفقة ولا ثمن إحباطها".
وشدد برنياع أيضا على أن "نتنياهو لا يكافح فقط من أجل الثمن الذي يطالب بدفعه في الصفقة، وإنما بالأساس من أجل الثمن الذي سيضطر إلى دفعه في حال تنفيذ الصفقة. ويتحدثون (في تقارير صحافية) عن عدد الأسرى الذين سيحررون ونوعيتهم وخطورتهم. ويتحدثون عن دمج حماس بحكومة فلسطينية مستقبلية. وهذه أثمان ليست بسيطة بالنسبة لأمن إسرائيل. لكن ما يقلق نتنياهو، وربما بالأساس، هو الثمن السياسي. فحكومته وبقاؤه وإرثه سيكونون في خطر".
وأشار برنياع إلى كيفية نشوء خطة بايدن لما بعد الحرب على غزة . "أحداث 7 أكتوبر أدت إلى استنتاجات في واشنطن مختلفة كليا عن تلك التي تعالت في الكِرْيا في تل أبيب (مقر وزارة الأمن والجيش). والضعف الذي أظهره الجيش الإسرائيلي في ذلك الصباح وتعلقه المطلق بالإمدادات الطارئة الأميركية، أدت إلى الاستنتاج بأن إسرائيل لا يمكن أن تهتم بنفسها لوحدها. وامتناع نتنياهو المتواصل عن اتخاذ قرارات عزز هذا الاستنتاج. وأصدقاؤها الأميركيون ملزمون بأن يقرروا بدلا عنها ومن أجلها".
شاليف : نتيناهو يماطلبدورها، رأت المحللة السياسية في موقع "واللا" الإلكتروني، طال شاليف، أن شعار "حتى الانتصار المطلق" في الحرب على غزة الذي يكرره نتنياهو، يأتي من أجل صد "الضغوط الداخلية والخارجية من أجل دفع صفقة مخطوفين أخرى واتخاذ قرار حول ماذا سيحدث في غزة في اليوم الذي يلي انتهاء الحرب".
وأضافت أن "نتنياهو قرر تصعيد حملة الانتصار في محاولة للانتعاش من انهياره في الرأي العام منذ مجزرة 7 أكتوبر. وكلما كرر ’الانتصار’، يأمل أن يتم التعتيم في الوعي العام على الكلمات كارثة، إخفاق، مصيبة، أو هزيمة، التي منيت بها إسرائيل بقيادته".
ولفتت إلى أن هذه الحملة "لا تنجح بخداع الرأي العام، ونسب التأييد له مستمرة بالتدهور. لكن عدا هندسة وعي بسيطة، فإن للتعهد بالقتال حتى ’الانتصار المطلق’ يوجد هدف سياسي واضح، وهو المماطلة بقدر الإمكان ومنع انتخابات قد تشكل خطرا على كرسيه".
وتابعت شاليف أن "نتنياهو الذي بنى حياته السياسية على محاربة الإرهاب، يعلم أنه في التاريخ لا يوجد انتصار مطلق على منظمات إرهابية مثل حماس، التي هدفها هو البقاء كمنظمات إرهابية ومقاومة. لكن التعهد بالانتصار المطلق يضمن ألا تنتهي الحرب قريبا، ويؤخر سيناريوهات اليوم التالي السياسية التي ستقرع بابه، من تفكيك كابينيت الحرب مع غانتس وآيزنكوت، ومرورا بالتحقيق حول المسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر بلجنة تحقيق رسمية، وانتهاء بحركات الاحتجاج التي باتت تستعد للعودة إلى الشوارع لتطالب بانتخابات جديدة".
وأضافت أن "التعهد بانتصار مطلق يمنح أملا لشركائه المتطرفين في اليمين، الذين يحلمون ويرقصون على وقع إعادة احتلال وإقامة مستوطنات في قطاع غزة، ويشعل مؤيديه الذين يخشون أن صفقة لتحرير المخطوفين ستبشر بنهاية الحرب".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: صفقة التبادل من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
محللون: نتنياهو يخشى الصدام مع ترامب ولا خيار إلا بالخضوع لأميركا
القدس المحتلة- صمتت إسرائيل حيال تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أعلن خلالها أنه "لا أحد سيطرد أي فلسطيني من غزة"، خلافا لما اقترحه من خطة لتهجير الغزيين وتوطين غالبيتهم العظمى في الأردن ومصر، وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض في فبراير/شباط الماضي.
عكَس هذا الصمت على مستوى الائتلاف الحكومي ومعسكر المعارضة كواليس تباين المواقف بين واشنطن وتل أبيب، بكل ما يتعلق بمسألة اليوم التالي للحرب على غزة، وكذلك دفع ترامب إلى تسوية من خلال صفقة تبادل شاملة وإعادة إعمار القطاع، وذلك خلافا لنهج نتنياهو الذي اعتمد صفقة على مراحل لإطالة أمد الحرب.
وحملت تصريحات ترامب الجديدة رسائل متعددة للداخل الإسرائيلي، ولدول الشرق الأوسط، خاصة وأنها تأتي عقب إعلان اليمين الإسرائيلي "المتطرف"، على لسان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إقامة مكتب جديد للإشراف على التهجير الجماعي لأهالي غزة، وبالتالي انتكاسة ما يروجه اليمين من خطة الترانسفير وإعادة الاستيطان بالقطاع.
مقدمة صدامكما تزامنت مع اجتماع لوزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والأردن والإمارات، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع ستيفن ويتكوف المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، للتشاور حول خطة القاهرة لإعادة إعمار غزة.
إعلانوخلافا للصمت الرسمي في تل أبيب، تزاحمت قراءات المحللين الإسرائيليين بشأن دلالات تصريحات ترامب وجهود البيت الأبيض في تسوية وصفقة شاملة، بالإفراج عن جميع المحتجزين دفعة واحدة، وهو ما اعتبره جميع المراقبين مقدمة للصدام بين ترامب ونتنياهو الذي يخشى ذلك.
يقول آفي يسخاروف الصحفي الإسرائيلي المتخصص بالشأن العربي والفلسطيني إن تصريحات ترامب تقضي على خطط اليمين الإسرائيلي للترانسفير وإعادة الاستيطان في غزة. ويضيف "هكذا، فجأة، في غمضة عين، بدا الأمر وكأن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة ماتت قبل أن تولد حتى. هذا سبب حقيقي للقلق لحكومة نتنياهو".
وفي مقالة له بالموقع الإلكتروني "واي نت"، يتابع "من غير الواضح ما إذا كان تصريح ترامب قد وُلد بالطريقة نفسها التي ولدت بها خطة التهجير الجماعي قبل نحو شهر، أي دون تخطيط ودون سابق إنذار".
ويتوقع يسخاروف أن يشهد معارضو خطة التهجير، وكذلك مؤيدوها، مفاجآت كثيرة في الأشهر المقبلة، "لأن ترامب لا يزال غير متوقع، وربما يعود لفكرة التهجير ثم يتراجع عنها، كل بضعة أشهر، ما يلزم إسرائيل للعودة إلى الحديث وطرح خطط أكثر واقعية بشأن مستقبل غزة".
ويضيف "في واقع الأمر تصريحات وسياسات الرئيس الأميركي تثير قلق حكومة نتنياهو، بينما يتحدث ترامب عن عدم ترحيل أي فلسطيني من غزة، اجتمع وزراء خارجية الدول العربية -في الدوحة بالمبعوث ويتكوف- التي تقف وراء المبادرة المصرية لحل الأزمة بغزة، بينما لا تطرح إسرائيل خطة واقعية لليوم التالي، وتلوح باستئناف الحرب".
وبظل غياب أي طرح إسرائيلي واقعي بشأن مستقبل غزة، يرجح إيتمار آيخنر المحلل السياسي، أن ترامب قد يفرض على نتنياهو السياسة الإسرائيلية الخارجية وخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك بكل ما يتعلق بقرار السلم أو الحرب وصفقة التبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لافتا إلى أن كافة الدلائل تُظهر أن ترامب هو صاحب القول الفصل بإسرائيل.
إعلانوتحت عنوان "شريك أو صاحب البيت؟ شهر العسل مع ترامب، الذي قد ينقلب رأسا على عقب بالنسبة لنتنياهو"، كتب آيخنر مقالا في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، استعرض خلاله إملاءات ترامب على إسرائيل بكل ما يتعلق بسياسات واشنطن بالشرق الأوسط، ومستقبل غزة، والدفع نحو إنهاء الحروب من أجل العودة إلى مسار التطبيع.
وأوضح آيخنر أن ترامب الذي يعي مصالح إسرائيل يدفع نحو صفقة تبادل شاملة، وأطلق مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، ويطرح مجددا النقاش حول إعادة ترسيم الحدود مع لبنان، وذلك خلافا للسياسة التي اعتمدها نتنياهو خلال فترة الحرب. وقال إن "نتنياهو يوافق باستسلام على جميع مطالب ترامب الذي يريد أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا".
ويعتقد آيخنر أن نتنياهو "مجبر" بهذه المرحلة على اتخاذ قرارات لم يكن يريدها، لأن هناك من في البيت الأبيض يفرضها، قائلا "إسرائيل باتت خاضعة للأجندة الأميركية وتقبل مطالب ترامب رغما عنها، ويعي نتنياهو أيضا أنه إذا رفض، سيلقى ما لقيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".
صفقة شاملةالقراءة ذاتها استعرضها إيتان بن إلياهو قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، بقوله إن إسرائيل تركز بهذه المرحلة على إعادة المحتجزين، والتي كانت تعتبر بالسابق قضية ثانوية بالنسبة لحكومة نتنياهو، التي تتعرض لضغوط "خفيفة" من إدارة ترامب لإتمام المرحلة الثانية من الصفقة.
وفي مقال له بالموقع الإلكتروني للقناة 12 الإسرائيلية، يضيف "مع ذلك، المرحلة الثانية من الاتفاق وصفقة التبادل، هي عملية شاملة ومعقدة، وتضم العديد من الشركاء الإقليميين والدوليين، وتتطلب الوقت والقيادة وإدارة مشروع دولي واسع النطاق، والشرط لإنجاح الصفقة، هو أن يكون كلا الطرفين مهتمين بالفعل بتنفيذها".
ويختم إلياهو "لن يطول الوقت حتى نرى ضغوطا علنية من الإدارة الأميركية على تل أبيب، ولذا على الحكومة الإسرائيلية التعاون مع ويتكوف ودعم خطواته وتجنب الصدام، وإلا، فإن تجدد القتال قد يكون واردا، ما يشكل خطرا جديا على حياة المحتجزين، وقد تجد إسرائيل نفسها متورطة بفرض حكم عسكري في غزة، لوقت غير معلوم".
إعلان