عربي21:
2024-07-02@00:37:14 GMT

هولوكوست غزة

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

في حادث تكرر غير مرة مع مذيعين ومذيعات، طلب الكيان الصهيوني من قناة سكاي نيوز البريطانية، طرد المذيعه بيل دوناتي عقب حوارها مع مندوب "إسرائيل" السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون، بعد أن قالت المذيعة إن دعواته لتهجير سكان غزه تشبه ما حدث في الهولوكوست، ليصف المندوبُ المذيعةَ بعدها بأنها معاديه للسامية، وبالرغم من تقديم القناة لاعتذار رسمي إلا أن "إسرائيل" طلبت طرد المذيعة، كما فعلت غير قناة أو مؤسسة تعليمية أو إعلامية!

مثل هذه الحادثة رأيناها كثيرا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد العدوان الصهيوأمريكي على غزة، بل بلغ الأمر اتهام أعلى مؤسسة قضائية في العالم، وهي التي تشكل رأس هرم القضاء الدولي: محكمة العدل الدولية، بالتهمة نفسها، بعد قبولها النظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد الكيان باعتباره مرتكبا لجريمة الإبادة الجماعية في غزة، ولو تسنى للكيان الطلب من الأمم المتحدة طرد قضاة المحكمة باعتبارهم "لاساميين" لفعل، وهي التهمة- السيف التي تشهر في وجه كل من يرمي الكيان الصهيوني ولو بوردة!

"هولوكوست غزة" تتم منذ ما يقارب الشهور الأربعة بالبث المباشر، وتحت سمع وبصر الملايين، وموثقة بالصوت والصورة، والتغطية الإخبارية الكاملة، ولا تقوم بها جهة واحدة فقط، بل تشارك فيها قوات ومرتزقة من جل دول العالم، تتزعمهم قوات جيش "دولة" أقيمت بزعم "التعويض" عما لحق بـ"شعبها!" من إبادة جماعية، وتحظى بمشاركة مباشرة او غير مباشرة ودعم لوجستي وسياسي وغطاء دولي من نصف قوى الكرة الأرضية على الأقل، تتزعمهم عصبة تهيمن على ما يسمونه مجلس الأمن، الذي يرعى حتى الآن هولوكوست غزة ويحرص على استمراره ويقف بكل وضوح ووقاحة ضد وقفه، رغم صدور قرارات محكمة العدل الدولية بوقفه فورا!

إبادة جماعية، وتحظى بمشاركة مباشرة او غير مباشرة ودعم لوجستي وسياسي وغطاء دولي من نصف قوى الكرة الأرضية على الأقل، تتزعمهم عصبة تهيمن على ما يسمونه مجلس الأمن، الذي يرعى حتى الآن هولوكوست غزة ويحرص على استمراره ويقف بكل وضوح ووقاحة ضد وقفه، رغم صدور قرارات محكمة العدل الدولية بوقفه فورا
بالتزامن مع واقعة قناة سكاي نيوز، تنشر صحيفة "إسرائيل اليوم" الناطقة باسم اليمين الصهيوني، خبرا عن "مؤتمر النصر لإسرائيل" في القدس المحتلة، تقرأ فيه دعوة أكثر من صريحة للإبادة الجماعية والهولوكوست، وبعبارات لا تقبل التأويل، تقول الصحيفة:

"خريطة استيطانية من رفح إلى شمال قطاع غزة وكلمات لوزراء في الحكومة وهتافات "ترانسفير" و"الموت للإرهابيين".

. انعقد مساء أمس (الأحد الماضي) في القدس "مؤتمر النصر لإسرائيل" بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست وحشد كبير تحت عنوان: "الاستيطان وحده يجلب الأمن.. العودة إلى قطاع غزة وشمال السامرة.

وخلال تصريحات وزير الأمن الوطني (بن غفير)، رفع عدد من المتظاهرين لافتة تطالب بنقل سكان غزة، فأجابهم الوزير: "شجعوهم على المغادرة طوعا(!). الخطأ في التصوّر كلّفنا الاغتصاب والقتل والنهب. جزء من تصحيح خطأ التصوّر هو العودة إلى ديارنا في غوش قطيف. نحن بحاجة إلى العودة إلى ديارنا" لأن "هذه هي التوراة.. هذه هي العدالة التاريخية وهذا هو الحق. اليوم الجميع يفهم أن الهروب يجلب الحرب. نحن بحاجة إلى العودة إلى ديارنا والسيطرة على الأرض. أيضا تقديم مشروع تشجيع الهجرة وقانون عقوبة الإعدام للإرهابيين".

مؤتمر القدس، فضلا عن أنه تعبير عن نزعة "هولوكستية" إبادية وعنصرية حظيت حتى بمعارضة صهاينة كثر، يحمل في طياته نوعا من الغيبوبة التي بات المجتمع الصهيوني يرزح تحتها، فعن أي نصر يتحدثون وهم يخوضون عدوانا مدعوما من نصف قوى الشر (على الأقل) في العالم كله، ولم يحقق حتى بعد مرور أكثر من مائة وعشرين يوما شيئا من الأهداف التي وضعها قادته؟ والحقيقة أن هذه واحدة من مظاهر النازية الجديدة، التي تذكرنا بعنجهيات هتلر وخطاباته المتفجرة بالفخر(!) والتطرف. ولا يخامر أحدنا الشك أن مجنونا كالمدعو بن غفير هو أحد أهم تلاميذ هتلر، وهو يخرج على الناس متفاخرا بالجرائم التي ترتكبها عصابات الصهاينة المسماة جيشا، أو جرائم قطعان المستعمرين الغرباء في الضفة الفلسطينية وهم يلاحقون الرعاة ويسرقون خرفانهم، أو يحرقون محاصيلهم الزراعية.

ما حصل في القدس أخيرا، هو تعبير عن تيار رئيس في الكيان، حسب رأي الكاتب اليساري جدعون ليفي في هآرتس، الذي كتب أخيرا مقالا عن حالة التطرف والغيبوبة التي يعيشها مجتمع الصهاينة.

إسرائيل اليوم لا تشبه نفسها، هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أفقدها عقلها، وبدت مشابهة لأسوأ ما يكون عليه نظام من العالم الثالث، بكل تناقضاته وتخلفه وخلافاته، وتضارب مصالح من يقوده، وهي بشرى خير لنهاية وشيكة، قد تستغرق بعض الوقت، لكنها محتمة، ولعل ما ترتكبه في غزة من إجرام مفتوح وموثق يفوق ما كل ما سجله التاريخ المعاصر من إجرام، هو بداية النهاية
إسرائيل اليوم لا تشبه نفسها، هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أفقدها عقلها، وبدت مشابهة لأسوأ ما يكون عليه نظام من العالم الثالث، بكل تناقضاته وتخلفه وخلافاته، وتضارب مصالح من يقوده، وهي بشرى خير لنهاية وشيكة، قد تستغرق بعض الوقت، لكنها محتمة، ولعل ما ترتكبه في غزة من إجرام مفتوح وموثق يفوق ما كل ما سجله التاريخ المعاصر من إجرام، هو بداية النهاية.

يعتقد كثيرون أن هذا الجناح متطرّف ولا يمثل المجتمع الإسرائيلي، والحال أن هذه المواقف تمثّل "التيار الرئيس"، بتعبير "جدعون ليفي" في "هآرتس".

مشروع الاستيطان والتهجير هو مشروع "الكيان" الحقيقي، ولا أدلّ على ذلك من تصاعده خلال العقود الثلاثة الماضية بعد "أوسلو" في الوقت الذي كان تجار الأوهام يَعِدون الفلسطينيين بدولة كاملة السيادة على حدود 67، بما فيها القدس الشرقية.

ميّزة هؤلاء (ومنهم نتنياهو) هي تجاوزهم للعبة الاستدراج التي سادت عقودا بعد عام 67، وجهرهم بالحقيقة، لكن باعة الأوهام في رام الله ومقاولي التطبيع العرب يرفضون الاعتراف بالحقيقة لأنها تضعهم أمام خيار يهربون منه، ألا وهو خيار القوة والمقاومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل الهولوكوست غزة الإبادة الجماعية إسرائيل غزة الإبادة الجماعية الهولوكوست مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هولوکوست غزة العودة إلى من إجرام

إقرأ أيضاً:

زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو «مجنونة» والاحتجاج هو السبيل الوحيد لإنقاذ الكيان

أفاد يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، بأن حكومة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، عارضت صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، والآن ستوقف الحرب دون إعادة المختطفين.

وأضاف لابيد، أن إسرائيل في أزمة والسبيل الوحيد لحلها هو إجراء انتخابات والإضراب أحد الأدوات لتحقيق ذلك، متابعًا: حكومة نتنياهو مجنونة وإشكالية والاحتجاج هو السبيل الوحيد لإنقاذ الكيان.

وصرح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يوم الخميس الموافق 20 يونيو 2024، بأن حكومة بنيامين نتنياهو هي الأسوأ والأكثر كارثية في تاريخ بلاده.

ونقل الموقع الإلكتروني الإسرائيلي «مفزاك لايف» عن لابيد، أن إسرائيل تشهد أسوأ انهيار سياسي وكارثي في تاريخها، بدعوى أن حكومة نتنياهو هي الحكومة الأكثر كارثية في تاريخ البلاد.

وأوضح لابيد في كلمة له ألقاها في المؤتمر السنوي لمركز روبنشتاين التابع لجامعة رايخمان، أن بلاده فقدت قوتها السياسية، معتبرًا إياه بمثابة تهديد وجودي، لأنه دون تلك القوة السياسية لن يكون لدى إسرائيل أمن.

ويوم الثلاثاء الماضي، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مؤكدًا ضرورة «الإطاحة» بها، موضحًا عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه منذ لحظة استقالة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، أصبحت لدينا الوسائل، مؤكدًا أن الجميع سيعمل معا لإسقاط الحكومة.

اقرأ أيضاًزعيم المعارضة الإسرائيلية: لدينا الحكومة الأسوأ والأكثر كارثية في تاريخ البلاد

زعيم المعارضة الإسرائيلية: ما يفعله نتنياهو «جنون سياسي»

زعيم المعارضة الإسرائيلية: كان يجب حل الحكومة بدلا من مجلس الحرب

مقالات مشابهة

  • ورطة الكيان الصهيوني بغزة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو «مجنونة» والاحتجاج هو السبيل الوحيد لإنقاذ الكيان
  • أنصار إسرائيل
  • إنزو باتشي: حرب إسرائيل هي تطهير عرقي، ونعيش مرحلة تاريخية من الاضطراب العالمي
  • «شارة نصر»
  • الهيمنة الأمريكية تتداعى!
  • شرقا وغربا.. المظاهرات المؤيدة لغزة تتواصل في أنحاء العالم
  • شركة تمور مصرية تنفي تعاونها مع إسرائيل وتؤكد دعمها لفلسطين
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي على إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي ضد إيران.. العالم سيتفهم ذلك