في حادث تكرر غير مرة مع مذيعين ومذيعات، طلب الكيان الصهيوني من قناة سكاي نيوز البريطانية، طرد المذيعه بيل دوناتي عقب حوارها مع مندوب "إسرائيل" السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون، بعد أن قالت المذيعة إن دعواته لتهجير سكان غزه تشبه ما حدث في الهولوكوست، ليصف المندوبُ المذيعةَ بعدها بأنها معاديه للسامية، وبالرغم من تقديم القناة لاعتذار رسمي إلا أن "إسرائيل" طلبت طرد المذيعة، كما فعلت غير قناة أو مؤسسة تعليمية أو إعلامية!
مثل هذه الحادثة رأيناها كثيرا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد العدوان الصهيوأمريكي على غزة، بل بلغ الأمر اتهام أعلى مؤسسة قضائية في العالم، وهي التي تشكل رأس هرم القضاء الدولي: محكمة العدل الدولية، بالتهمة نفسها، بعد قبولها النظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد الكيان باعتباره مرتكبا لجريمة الإبادة الجماعية في غزة، ولو تسنى للكيان الطلب من الأمم المتحدة طرد قضاة المحكمة باعتبارهم "لاساميين" لفعل، وهي التهمة- السيف التي تشهر في وجه كل من يرمي الكيان الصهيوني ولو بوردة!
"هولوكوست غزة" تتم منذ ما يقارب الشهور الأربعة بالبث المباشر، وتحت سمع وبصر الملايين، وموثقة بالصوت والصورة، والتغطية الإخبارية الكاملة، ولا تقوم بها جهة واحدة فقط، بل تشارك فيها قوات ومرتزقة من جل دول العالم، تتزعمهم قوات جيش "دولة" أقيمت بزعم "التعويض" عما لحق بـ"شعبها!" من إبادة جماعية، وتحظى بمشاركة مباشرة او غير مباشرة ودعم لوجستي وسياسي وغطاء دولي من نصف قوى الكرة الأرضية على الأقل، تتزعمهم عصبة تهيمن على ما يسمونه مجلس الأمن، الذي يرعى حتى الآن هولوكوست غزة ويحرص على استمراره ويقف بكل وضوح ووقاحة ضد وقفه، رغم صدور قرارات محكمة العدل الدولية بوقفه فورا!
إبادة جماعية، وتحظى بمشاركة مباشرة او غير مباشرة ودعم لوجستي وسياسي وغطاء دولي من نصف قوى الكرة الأرضية على الأقل، تتزعمهم عصبة تهيمن على ما يسمونه مجلس الأمن، الذي يرعى حتى الآن هولوكوست غزة ويحرص على استمراره ويقف بكل وضوح ووقاحة ضد وقفه، رغم صدور قرارات محكمة العدل الدولية بوقفه فورا
بالتزامن مع واقعة قناة سكاي نيوز، تنشر صحيفة "إسرائيل اليوم" الناطقة باسم اليمين الصهيوني، خبرا عن "مؤتمر النصر لإسرائيل" في القدس المحتلة، تقرأ فيه دعوة أكثر من صريحة للإبادة الجماعية والهولوكوست، وبعبارات لا تقبل التأويل، تقول الصحيفة:
"خريطة استيطانية من رفح إلى شمال قطاع غزة وكلمات لوزراء في الحكومة وهتافات "ترانسفير" و"الموت للإرهابيين".
وخلال تصريحات وزير الأمن الوطني (بن غفير)، رفع عدد من المتظاهرين لافتة تطالب بنقل سكان غزة، فأجابهم الوزير: "شجعوهم على المغادرة طوعا(!). الخطأ في التصوّر كلّفنا الاغتصاب والقتل والنهب. جزء من تصحيح خطأ التصوّر هو العودة إلى ديارنا في غوش قطيف. نحن بحاجة إلى العودة إلى ديارنا" لأن "هذه هي التوراة.. هذه هي العدالة التاريخية وهذا هو الحق. اليوم الجميع يفهم أن الهروب يجلب الحرب. نحن بحاجة إلى العودة إلى ديارنا والسيطرة على الأرض. أيضا تقديم مشروع تشجيع الهجرة وقانون عقوبة الإعدام للإرهابيين".
مؤتمر القدس، فضلا عن أنه تعبير عن نزعة "هولوكستية" إبادية وعنصرية حظيت حتى بمعارضة صهاينة كثر، يحمل في طياته نوعا من الغيبوبة التي بات المجتمع الصهيوني يرزح تحتها، فعن أي نصر يتحدثون وهم يخوضون عدوانا مدعوما من نصف قوى الشر (على الأقل) في العالم كله، ولم يحقق حتى بعد مرور أكثر من مائة وعشرين يوما شيئا من الأهداف التي وضعها قادته؟ والحقيقة أن هذه واحدة من مظاهر النازية الجديدة، التي تذكرنا بعنجهيات هتلر وخطاباته المتفجرة بالفخر(!) والتطرف. ولا يخامر أحدنا الشك أن مجنونا كالمدعو بن غفير هو أحد أهم تلاميذ هتلر، وهو يخرج على الناس متفاخرا بالجرائم التي ترتكبها عصابات الصهاينة المسماة جيشا، أو جرائم قطعان المستعمرين الغرباء في الضفة الفلسطينية وهم يلاحقون الرعاة ويسرقون خرفانهم، أو يحرقون محاصيلهم الزراعية.
ما حصل في القدس أخيرا، هو تعبير عن تيار رئيس في الكيان، حسب رأي الكاتب اليساري جدعون ليفي في هآرتس، الذي كتب أخيرا مقالا عن حالة التطرف والغيبوبة التي يعيشها مجتمع الصهاينة.
إسرائيل اليوم لا تشبه نفسها، هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أفقدها عقلها، وبدت مشابهة لأسوأ ما يكون عليه نظام من العالم الثالث، بكل تناقضاته وتخلفه وخلافاته، وتضارب مصالح من يقوده، وهي بشرى خير لنهاية وشيكة، قد تستغرق بعض الوقت، لكنها محتمة، ولعل ما ترتكبه في غزة من إجرام مفتوح وموثق يفوق ما كل ما سجله التاريخ المعاصر من إجرام، هو بداية النهاية
إسرائيل اليوم لا تشبه نفسها، هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أفقدها عقلها، وبدت مشابهة لأسوأ ما يكون عليه نظام من العالم الثالث، بكل تناقضاته وتخلفه وخلافاته، وتضارب مصالح من يقوده، وهي بشرى خير لنهاية وشيكة، قد تستغرق بعض الوقت، لكنها محتمة، ولعل ما ترتكبه في غزة من إجرام مفتوح وموثق يفوق ما كل ما سجله التاريخ المعاصر من إجرام، هو بداية النهاية.
يعتقد كثيرون أن هذا الجناح متطرّف ولا يمثل المجتمع الإسرائيلي، والحال أن هذه المواقف تمثّل "التيار الرئيس"، بتعبير "جدعون ليفي" في "هآرتس".
مشروع الاستيطان والتهجير هو مشروع "الكيان" الحقيقي، ولا أدلّ على ذلك من تصاعده خلال العقود الثلاثة الماضية بعد "أوسلو" في الوقت الذي كان تجار الأوهام يَعِدون الفلسطينيين بدولة كاملة السيادة على حدود 67، بما فيها القدس الشرقية.
ميّزة هؤلاء (ومنهم نتنياهو) هي تجاوزهم للعبة الاستدراج التي سادت عقودا بعد عام 67، وجهرهم بالحقيقة، لكن باعة الأوهام في رام الله ومقاولي التطبيع العرب يرفضون الاعتراف بالحقيقة لأنها تضعهم أمام خيار يهربون منه، ألا وهو خيار القوة والمقاومة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل الهولوكوست غزة الإبادة الجماعية إسرائيل غزة الإبادة الجماعية الهولوكوست مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هولوکوست غزة العودة إلى من إجرام
إقرأ أيضاً:
غضب داخل الكيان بعد تسلم جثامين الأسرى الصهاينة
والخميس قالت إذاعة جيش العدو إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليم جثثهم اليوم كانوا محتجزين في منطقة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث عملت قوات الجيش لفترة 4 أشهر.
وبرزت تساؤلات في الإعلام العبري عن سبب مقتل هؤلاء الإسرى الأربعة، الذين تؤكد المقاومة الفلسطينية أنهم أُسروا أحياء وقتلوا في قصف إسرائيلي متعمد على أماكن احتجازهم بغزة.
وتعود الجثامين الأربعة إلى "شيري بيباس وطفليها كفير وأرئيل"، و "الأسير عوديد ليفشتس"، وتم تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار الساري.
وتعد هذه أول مرة تسلم فيها “حماس” جثث أسرى صهاينة، في إطار الاتفاق الساري مع كيان الاحتلال منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
تراجع نتنياهو
نتنياهو المطلوب للعدالة على خلفية جرائم ضد الإنسانية أراد أن يحول مشهد استعادة الجثامين إلى نصر سياسي له، لكنه تحول فعليا إلى نقمة وسخط؛ ما أجبره على التراجع عن اعتزامه المشاركة في مراسم استقبال الجثامين، وفق تقديرات إعلام صهيوني.
وقالت القناة “12” العبرية (خاصة) إن نتنياهو تراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين الأسرى.
وتابعت: “درس رئيس الوزراء نتنياهو إمكانية المشاركة في استقبال الجثامين، وكجزء من ترتيبات المشاركة، صدرت تعليمات للمسؤولين الميدانيين بالاستعداد لوصوله، ولكن في اللحظة الأخيرة تقرر عدم حضوره”.
القناة رجحت أن يكون قرار إلغاء مشاركة نتنياهو اتُخذ بعد احتجاج عائلات الأسرى على نشر أسماء للأسرى الأربعة القتلى قبل التيقن من هويتهم، وانتقاد مكتب نتنياهو الذي نشر الأسماء قبل تعرف معهد الطب الشرعي النهائي عليهم.
وعبَّر صهاينة، بينهم سياسيون وصحفيون، عن غضبهم من نتنياهو بسبب مقتل بعض الأسرى والتأخر في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية حماس، بسبب مصالحه السياسية.
عضو الكنيست من حزب “هناك مستقبل” المعارض ميراف كوهين، قالت عبر منصة إكس: “منذ مايو/أيار 2024، قُتل 124 جنديا (إسرائيليا) في غزة، عندما كانت صفقة مماثلة تقريبا للصفقة الحالية مطروحة على الطاولة”.
ومستنكرة تساءلت: “كم عدد الذين سيموتون بسبب مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية بدلا من إعادة الجميع وإنهاء الحرب الآن؟”.
وارتكب كيان العدو الصهيوني بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
فظيع وبلا قلب
من جهته قال الصحفي البارز بن كسبيت، عبر إكس: “عندما يكون هناك نجاح فهو (نتنياهو) مَن سيحققه، (أما) عندما يكون هناك فشل، فهم المسؤولون عنه”، في إشارة إلى الجيش والمخابرات الإسرائيلية.
وأضاف بصحيفة “معاريف”: “ليس هناك خيار، علينا أن نقولها بصوت عالٍ: بنيامين نتنياهو رجل فظيع”.
كما لم ينجو نتنياهو من غضب وانتقادات عائلات الأسرى الصهاينة.
ومتحدثا عن نتنياهو للقناة “13” العبرية، قال إلحانان دانينو، والد أوري الذي أسر وقتل في غزة: “بحثت عن قلبه (نتنياهو) ولم أجده”.
ووقف عشرات الصهاينة يلوحون بأعلام الكيان على طرق مرت منها سيارات تحمل الجثامين.
وأقام جنود من جيش العدو مراسم تأبين مقتضبة، أجراها الحاخام الأكبر للجيش إيال كاريم، ووضعت الجثامين في توابيت مغطاة بعلم الكيان.
وقالت هيئة البث الصهيونية (رسمية): “عقب ذلك، نقلت الجثامين بواسطة سيارات إسعاف تحت حراسة الشرطة إلى معهد الطب الشرعي أبو كبير في تل أبيب للتعرف على هوياتهم”.
وأكد مسؤولون في جيش الاحتلال أن “عملية التحقق النهائي من هويات الجثامين قد تستغرق يومين. وفور اكتمال العملية، سيتم إبلاغ العائلات رسميا بنتائج الفحوصات”، وفق الهيئة.
بدوره قال يزهار ليفشيتس، نجل الأسير الصهيوني عوديد ليفشيتس الذي تم تسليم جثمانه، لهيئة البث: “هذا يوم حزين لنا كعائلة ولكل الدولة، لكن قلوبنا لا تزال مع أولئك الفتيان والفتيات الذين لا يزالون في غزة”.
وتابع مئات من الصهاينة مشاهد إعادة الجثامين في ما باتت تسمى “ساحة المختطفين” بتل أبيب.
وجرى تسليم الجثامين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي تعرض لحرب إبادة استمرت نحو 16 شهرا.
وحمّلت حماس، في بيان الخميس، الجيش الصهيوني مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة بقصف أماكن احتجازهم، فيما أكدت أن المقاومة بقطاع غزة “عاملتهم بإنسانية وحاولت إنقاذهم”.
راي اليوم