خطوة من خطوات كثيرة ترسخ العقل النووي البارد وتتناسب مع الطبيعة العدوانية والتهديدية لأفعال واشنطن ولندن التصعيدية ضد موسكو، فالولايات المتحدة تستعد وبشكل ملفت وجاد لنشر أسلحة نووية في بريطانيا لأول مرة منذ 15 عاماً، بحسب وثائق سربت من (البنتاغون) ونشرتها وسائل إعلام بريطانية وأمريكية.

الوثائق التي تم الكشف عنها أماطت اللثام عن خطط لـ (مهمة نووية) في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في لاكنهيث، حيث تمركزت الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة، وطلب (البنتاغون) معدات جديدة للقاعدة، بما في ذلك الدروع البالستية بذريعة حماية الأفراد العسكريين ومنشأة سكنية جديدة للقوات الأمريكية العاملة في الموقع.

وبحسب المعلومات من المتوقع أن يضم سلاح الجو الملكي البريطاني في لاكنهيث قنابل الجاذبية B61-12، والتي لها قوة متغيرة تصل إلى 50 كيلو طناً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف قوة السلاح الذري الذي ألقي على هيروشيما في عام 1945.

وأثار قرار إعادة إدخال الأسلحة النووية الأمريكية إلى بريطانيا المخاوف وأثار ردود فعل من جهات مختلفة، وقد ذكرت روسيا، على وجه الخصوص، أن مثل هذا التحرك سيعتبر تصعيداً وسيقابل بإجراءات رادعة.

وفي ضوء ذلك تتزايد المخاوف الغربية من حرب شاملة مع روسيا في العقدين المقبلين، وهذا أمر حذر منه حلف الأطلسي (ناتو)، وما يدفع موسكو للريبة من تحركات واشنطن الراهنة أن الولايات المتحدة كانت أزالت الصواريخ النووية من بريطانيا عام 2008، واعتبرت في ذلك الوقت أن تهديد الحرب الباردة من موسكو تضاءل.

التحولات الأخيرة في مواقف واشنطن والغرب مقلقة للغاية، خاصة ذلك البرنامج على مستوى “الناتو” لتطوير وتحديث المواقع النووية، وهذا الوضع حرك الدبلوماسية الروسية للتصريح بأنها ستجد الوسائل المناسبة لمواجهة نشر الأسلحة النووية الأمريكية في بريطانيا.

موسكو ترى في تصرفات الغرب حماقات وسلوكاً غير واقعي مهما بلغت ذرائع واشنطن والغرب في قوالبها التضليلية حجم الإقناع، فنشر واشنطن أسلحة نووية في بريطانيا لن يغير من نهج روسيا ولن يكون بمثابة عمل ردعي ضد روسيا، والغرب يرتكب الأخطاء من حيث يظن أنه يصيب، فموسكو لن تقف مكتوفة الأيدي وستجد الوسائل مناسبة لمواجهة تصرفات واشنطن والغرب الذين لا يسعون للحفاظ على أمنهم بل لضرب أمنهم والأمن والسلم الدوليين من حولهم.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

روسيا تعلن اعتراض 25 طائرة مسيرة كانت تستهدف موسكو ومنطقتها

اعترضت الدفاعات الجوية الروسية 25 طائرة مسيّرة كانت تستهدف موسكو ومنطقتها خلال ليل السبت وصباح الأحد، بحسب ما أفاد رئيس بلدية العاصمة سيرغي سوبيانين.

وكتب سوبيانين بداية على تلغرام “الى الآن، تمّ إسقاط 22 طائرة مسيّرة كانت متجهة الى موسكو”، قبل أن يضيف “في المجموع، تمّ إسقاط 25 مسيّرة”.

وهذا من أكبر الهجمات بالمسيرات على العاصمة الروسية منذ بدء غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

ووقع هذا الهجوم فيما تستقبل روسيا وزراء خارجية ومسؤولين كبار من حوالى خمسين دولة إفريقية في سوتشي بجنوب غرب البلاد في إطار مؤتمر وزاري تعرض خلاله موسكو رؤيتها لـ”عالم متعدد الأقطاب”.

وقال سوبيانين إن المسيرات استهدفت منطقتي رامنسكويي ودوموديدوفو في جنوب موسكو.

وأدى الهجوم إلى بلبلة حركة الملاحة في مطاري دوموديدوفو وجوكوفسكي الواقعين في المناطق المستهدفة، مع تعليق الرحلات فيهما، بحسب سلطات الطيران الروسية.

وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن الهجوم تسبب بحريق في قرية بمنطقة رامنسكويي حيث اشتعلت النيران بعدد من المنازل.

وتعلن روسيا بصورة شبه يومية إسقاط مسيرات أوكرانية فوق أراضيها، لكن هذه الهجمات نادرا ما تستهدف العاصمة.

وفي أيار/مايو 2023 أسقطت مسيرتان قرب الكرملين. وفي السنة نفسها استهدف حي الأعمال في العاصمة بهجمات بمسيرات.

وتؤكد أوكرانيا أن هذه الهجمات تستهدف بمعظمها منشآت للطاقة ردا على القصف الروسي على أراضيها.

المصدر أ ف ب الوسومأوكرانيا روسيا

مقالات مشابهة

  • واشنطن: إسرائيل لم تنتهك القانون الأمريكي وتوريد الأسلحة سيستمر
  • صحيفة هآرتس: إسرائيل قلقة من إمكانية إيقاف واشنطن إمداد الأسلحة وسط إنذار نهائي وشيك بشأن مساعدات غزة
  • روسيا كادت تفعلها.. بريطانيا استعدت لتداعيات هجمة نووية "لم تحدث"
  • لماذا ترى إيران الأسلحة النووية ضرورية لمستقبلها؟
  • روسيا: قادة أوروبيون يواصلون تصفية الحسابات مع موسكو ويؤيدون الجرائم الأوكرانية والإسرائيلية
  • روسيا: إحباط أكبر هجوم أوكراني بـالمسيّرات على موسكو منذ بدء الحرب
  • وزير خارجية روسيا: موسكو تري تقدما في التعاون مع أفريقيا في جميع المجالات
  • روسيا تعلن اعتراض 25 طائرة مسيرة كانت تستهدف موسكو ومنطقتها
  • هجوم أوكراني يضطر روسيا إلى إغلاق مطارين في موسكو
  • روسيا تعلن التصدي إلى مسيّرتين أطلقتا باتجاه موسكو