عقلية نووية باردة.. بقلم: منهل إبراهيم
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
خطوة من خطوات كثيرة ترسخ العقل النووي البارد وتتناسب مع الطبيعة العدوانية والتهديدية لأفعال واشنطن ولندن التصعيدية ضد موسكو، فالولايات المتحدة تستعد وبشكل ملفت وجاد لنشر أسلحة نووية في بريطانيا لأول مرة منذ 15 عاماً، بحسب وثائق سربت من (البنتاغون) ونشرتها وسائل إعلام بريطانية وأمريكية.
الوثائق التي تم الكشف عنها أماطت اللثام عن خطط لـ (مهمة نووية) في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في لاكنهيث، حيث تمركزت الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة، وطلب (البنتاغون) معدات جديدة للقاعدة، بما في ذلك الدروع البالستية بذريعة حماية الأفراد العسكريين ومنشأة سكنية جديدة للقوات الأمريكية العاملة في الموقع.
وبحسب المعلومات من المتوقع أن يضم سلاح الجو الملكي البريطاني في لاكنهيث قنابل الجاذبية B61-12، والتي لها قوة متغيرة تصل إلى 50 كيلو طناً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف قوة السلاح الذري الذي ألقي على هيروشيما في عام 1945.
وأثار قرار إعادة إدخال الأسلحة النووية الأمريكية إلى بريطانيا المخاوف وأثار ردود فعل من جهات مختلفة، وقد ذكرت روسيا، على وجه الخصوص، أن مثل هذا التحرك سيعتبر تصعيداً وسيقابل بإجراءات رادعة.
وفي ضوء ذلك تتزايد المخاوف الغربية من حرب شاملة مع روسيا في العقدين المقبلين، وهذا أمر حذر منه حلف الأطلسي (ناتو)، وما يدفع موسكو للريبة من تحركات واشنطن الراهنة أن الولايات المتحدة كانت أزالت الصواريخ النووية من بريطانيا عام 2008، واعتبرت في ذلك الوقت أن تهديد الحرب الباردة من موسكو تضاءل.
التحولات الأخيرة في مواقف واشنطن والغرب مقلقة للغاية، خاصة ذلك البرنامج على مستوى “الناتو” لتطوير وتحديث المواقع النووية، وهذا الوضع حرك الدبلوماسية الروسية للتصريح بأنها ستجد الوسائل المناسبة لمواجهة نشر الأسلحة النووية الأمريكية في بريطانيا.
موسكو ترى في تصرفات الغرب حماقات وسلوكاً غير واقعي مهما بلغت ذرائع واشنطن والغرب في قوالبها التضليلية حجم الإقناع، فنشر واشنطن أسلحة نووية في بريطانيا لن يغير من نهج روسيا ولن يكون بمثابة عمل ردعي ضد روسيا، والغرب يرتكب الأخطاء من حيث يظن أنه يصيب، فموسكو لن تقف مكتوفة الأيدي وستجد الوسائل مناسبة لمواجهة تصرفات واشنطن والغرب الذين لا يسعون للحفاظ على أمنهم بل لضرب أمنهم والأمن والسلم الدوليين من حولهم.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
رغم التوافق..موسكو: لا يمكن الموافقة على كل المقترحات الأمريكية حول أوكرانيا
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الثلاثاء، وفق وسائل إعلام رسمية، إن روسيا تدرس بجدية المقترحات الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنها تريد منها أن تأخذ في الاعتبار ما تعده موسكو الأسباب الجذرية للصراع.
وقال ريابكوف وقث وكالة تاس للأنباء: "نأخذ النماذج والحلول التي اقترحها الأمريكيون على محمل الجد، لكننا لا نستطيع قبولها كلها بشكلها الحالي".
وأضاف في مقابلة مع مجلة "إنترناشيونال أفيرز": "حتى الآن لا يوجد مكان في المقترحات اليوم لمطلبنا الرئيسي، وهو حل المشاكل المتعلقة بالأسباب الجذرية لهذا الصراع".
وأضاف"هذا الأمر غائب تماماً ويجب التوصل لحل بشأنه".
من جهة أخرى نقلت وكالة سبوتنيك، عن ريابكوف "لم نسمع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشارةً إلى كييف لإنهاء الحرب. كل الموجود اليوم هو محاولة إيجاد خطة تمكننا من تحقيق وقف إطلاق النار أولًا، كما يظن الأمريكيون. ثم ننتقل إلى نماذج وخطط أخرى، وفي تقديرنا، لا مكان فيها لمطلبنا الرئيسي اليوم، ألا وهو حل مشاكل الأسباب الجذرية لهذا الصراع. يجب معالجة ذلك".