عبّرت عدّة قيادات بارزة من حركة "النهضة " التونسية، ومن هيئة الدفاع عن زعيمها راشد الغنوشي عن رفضها للحكم الصادر بحقه، معتبرة أنه "حكم سياسي"، هدفه الوحيد هو "استهداف الغنوشي والمعارضة".

وأكدت قيادات من الحركة في تصريحات خاصة لـ"عربي 21" أن "الحكم ضد الغنوشي ظالم، من قبل سلطة الانقلاب التي تقمع كل معارضيها"، مرجّحين أن "تكون هناك عقوبات أخرى تصل حد حلّ الحزب ومن ثم كل الأحزاب السياسية".



والخميس صدر حكم قضائي ابتدائي، يقضي بسجن رئيس حركة "النهضة " بثلاث سنوات مع النفاذ العاجل، وذلك دون حضور الغنوشي، ودون مرافعات الدفاع، وفقا لما أكده محامي الدفاع، سامي الطريق، في حديثه لـ"عربي 21".

وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة الدفاع عن رفضها للحكم، وتوجّهها نحو الطعن، وفقا لكل الإجراءات القانونية التي يسمح بها القانون التونسي.

"استهداف سياسي"
قال مستشار رئيس حركة النهضة، بلقاسم حسن، إن: "الحكم ضد الغنوشي لا دلالة ولا عنوان له سوى أنه استهداف سياسي".

واعتبر بلقاسم حسن، في تصريح خاص لـ"عربي 21" أنه: "لا علاقة لنا بأي لوبي وأنها لم نتلق أي تمويل، ولكن اتهامنا بذلك هو استهداف وغايته التضييق على الحزب ومحاصرته".

وأكد: "تتوالى القضايا ضد الحركة وكل الشخصيات والقوى المتمسكة بالديمقراطية والمعارضة، لن يثنينا ذلك على مواجهة الانقلاب مهما اشتد وطال".

تجدر الإشارة إلى أن السياسي المعارض، راشد الغنوشي، متواجد في السجن منذ نيسان /أبريل من العام الماضي، على خلفية تصريح له في مسامرة رمضانية، وصدر بحقه أكثر من توقيف، فيما يلاحق في أكثر من قضية تحقيقية.


ويقاطع الغنوشي منذ سجنه، كل جلسات الاستماع والتحقيق، وذلك احتجاجا منه على ما يعتبره: "ملاحقات ظالمة سياسية ولا علاقة لها بالقضاء".

وقال المستشار السياسي للغنوشي، رياض الشعيبي، إن "الحكم سياسي وليس قضائيا؛ واضح أن هناك استهداف من السلطة السياسية للأستاذ راشد في أكثر من مرة وفي قضايا مختلفة".

وأضاف الشعيبي في تصريح خاص لـ"عربي 21"، بأن: "هناك خلفية سياسية واضحة والسلطة تريد التنكيل بالمعارضين، وعلى رأسهم الغنوشي، باعتباره من أبرز رموز الانتقال الديمقراطي".

إلى ذلك، تصاعدت في تونس وتيرة الملاحقات للمعارضين، والتي باتت بالعشرات في وقت كثُر فيه الحديث على أن "النظام بصدد تصفية كل الخصوم والمنافسين مع قرب الانتخابات الرئاسية المنتظرة، نهاية العام الجاري، ولامتصاص الغضب الشعبي بسبب تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي".

ولا تستغرب المعارضة أن تكون الأحكام السياسية مقدمة من النظام لحل الحزب الأول "النهضة" والذي تم إغلاق مقراتها منذ أشهر طويلة، مع إخضاع المقر المركزي للتفتيش، ومن بعدها كل الأحزاب السياسية وكل المنظمات والجمعيات والتفرد التام للنظام بالحكم.

حل الأحزاب؟
قال القيادي رياض الشعيبي: "المخاوف بالحل ليست فقط تطال حزبنا، وإنما أيضا بكل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، حيث إن السلطة تستهدف الجميع وكل جسم وسيط".

وأضاف الشعيبي، في حديثه لـ"عربي21" أنه: "هدفها التخلص من كل الهيئات التي تنتقدها وتعارضها وهو مشروع كامل تشتغل عليه السلطة منذ سنوات"؛ فيما علّق عن رد المعارضة، بالقول: "جبهة الخلاص تتحرك على الميدان وهي تقوم بدورها في التصدي للانقلاب ومواجهة توغله في القمع وخاصة الحريات".

وتابع: "للأسف بقية أحزاب المعارضة مازالت مشتتة، ومازالت لم تصل لمرحلة الوعي العميق بخطورة هذه السلطة، وخطرها على الحرية والديمقراطية بالبلاد".


بدوره، قال بلقاسم حسن: "نحن لا نستبق قرارات الانقلاب، ولكننا لا نستغرب مواصلته اتخاذ قرارات وإجراءات تعسفية استبدادية، مثلما يفعل منذ حصول الانقلاب؛ خاصة الاعتقالات والقضايا والمحاكمات وغلق المقرات.. وذلك تكريسا للاستهدافات المتكررة والمتتالية منذ لحظة الانقلاب".

وشدد القيادي بـ"النهضة " في حديثه لـ"عربي21" أنه: "تأكد لدينا سلامة توصيفنا بأنه انقلاب منذ اللحظة الأولى فكل الإجراءات تضرب الحريات وهي استهداف مباشر لكل المعارضين والقضايا المفتعلة ومن بينها "اللوبينغ" هي استهداف واضح".

وأضاف "إجراء الأحكام على الغنوشي وضد قيادات بارزة تقلدت مناصب عليا وغلق المقرات إجراءات استبدادية تنذر بأخرى قد تذهب إليها سلطة الانقلاب خاصة بعد الحكم الصادر البارحة، وإزاء الدعوات غير المسئولة من بعض الإقصائيين أعداء الديمقراطية".

وختم المتحدث نفسه لـ"عربي21" بالقول: "لا نستغرب شيئا وننتظر الأسوأ، وحزبنا مهدد بمزيد التضييق والحصار..، ولكننا نؤكد أن النهضة شرعيتها ليست بالتأشيرة وإنما بسنوات عمرها، ونضالها على عقود، ضد كل الدكتاتوريات من أجل الديمقراطية والحقوق والحريات والتنمية، كل إجراءات التعسف لن تمنعنا من التزامنا بمقاومة الاستبداد".


ومنذ أشهر تم إعلان قرار السجن في حق قيادات النهضة، من بينهم رئيس الحكومة السابق، ووزير الداخلية، علي العريض، ووزير العدل السابق، نور الدين البحيري، والقيادي البارز الحبيب اللوز، ورئيس مجلس الشورى، عبد الكريم الهاروني، ورئيس الحركة بالنيابة، منذر الونيسي، وأعضاء من الشورى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية التونسية الغنوشي حكم قضائي تونس الغنوشي حكم قضائي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بايرن ميونيخ.. «إنذار هولشتاين» قبل «الشهر الحاسم»!

 
برلين (د ب أ)

أخبار ذات صلة بايرن ميونيخ يبتعد بـ «الفارق 9» في «البوندسليجا»! جويري «بديل» واهي في مارسيليا


يأمل بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، أن يكون فوزه الصعب على هولشتاين كيل، بمثابة إنذار للفريق قبل المباريات الحاسمة التي سيخوضها خلال الشهر الجاري. وكان البايرن متقدماً برباعية نظيفة حتى الدقيقة 52 ولكن، في النهاية، انتهت المباراة بفوز بايرن 4-3، بعد انتفاضة متأخرة لكيل.
وقال جمال موسيالا، لاعب البايرن، محذراً: «لا أحد منا سعيد أن تنتهي المباراة 4-3، ولكننا ندرك أنه يجب علينا أن نظهر عقلية أننا نرغب في عدم تلقي أية أهداف طوال الـ 90 دقيقة، لا يجب أن نخفف من وتيرتنا، حتى لو كنا متقدمين بعدة أهداف».
وقال مانويل نوير، قائد الفريق: «قدمنا عرضاً جيداً لفترات طويلة، لكننا أفسدنا المباراة قليلاً، هذا مزعج، لسوء الحظ اتخذنا العديد من القرارات الخاطئة، من المهم أن نلتزم بخطتنا للنهاية».
وحقق بايرن ميونيخ الفوز في ست مباريات من أصل سبع مباريات خاضها الفريق في 2025، ويتصدر جدول ترتيب الدوري الألماني بفارق تسع نقاط عن أقرب ملاحقيه، ولكن الفريق تعرض أيضاً للخسارة بثلاثية نظيفة أمام فينورد الهولندي، والتي بسببها اضطر الفريق للعب في الملحق المؤهل لدور الـ 16 بدوري أبطال أوروبا، حيث يواجه فريق سلتيك الأسكتلندي.
وفشل بايرن ميونيخ في الحفاظ على نظافة شباكه في آخر خمس مباريات، وأكد كريستوف فريوند، المدير الرياضي، أنه يجب أن يركز اللاعبون أكثر، وأن يكونوا أكثر حذراً في المباريات المقبلة.
ويستضيف بايرن ميونيخ فريق فيردر بريمن يوم الجمعة المقبل، قبل أن تصبح المباريات أكثر جدية.
ويتوجه بايرن لجلاسكو لخوض مباراة الذهاب في الملحق المؤهل لدور الـ 16 بدوري أبطال أوروبا، ثم يحل ضيفاً على باير ليفركوزن، الذي فاز بثلاثية نظيفة في الموسم الماضي، وأقصى البايرن من كأس ألمانيا هذا الموسم.
وبعدها يلتقي على أرضه مع سلتيك الأسكتلندي، ثم يواجه آينتراخت فرانكفورت، صاحب المركز الثالث في الدوري، ثم يحل ضيفاً على شتوتجارت، وصيف الموسم الماضي.
وإذا نجح البايرن في تخطي عقبة سلتيك، فمن الممكن أن يواجه ليفركوزن في دور الـ 16 بدوري أبطال أوروبا في مارس المقبل، أو ربما يواجه أتلتيكو مدريد. ويهدف البايرن، بعيداً عن استعادة لقب الدوري الألماني، للوصول إلى المباراة النهائية بدوري أبطال أوروبا يوم 31 مايو المقبل، والتي تقام على ملعب الفريق. وقال هاري كين، الذي سجل هدفين أمام كيل في مباراته الـ 50 بالدوري الألماني:«فبراير سيكون مهماً للغاية بالنسبة لنا، العديد من المباريات أمام فرق قوية، يجب أن نكون مستعدين لهذا، سنحتاج الفريق كله لهذا».
وقال المدير الفني فينسنت كومباني: إن الفريق لعب «مباراة مثالية تقريباً في أول 80 دقيقة»، ولكنه سيضطر لتحليل الدقائق العشر الأخيرة مع الفريق.
وظل متفائلاً بشكل عام، وقال: «الآن لدينا أسبوع لكي نتدرب، نحن في وضع جيد للتعامل مع الأسابيع القليلة المقبلة».
وأوضح اللاعبون أيضاً أن حصد النقاط الثلاث، في النهاية، هو الأمر الأكثر أهمية من أجل توسيع الفارق في الصدارة، رغم أن ليفركوزن بإمكانه تقليص الفارق إلى ست نقاط مرة أخرى إذا فاز على هوفنهايم اليوم الأحد.

 

 

مقالات مشابهة

  • بايرن ميونيخ.. «إنذار هولشتاين» قبل «الشهر الحاسم»!
  • إنذار.. درس كيل يغمر بايرن بالحسرة
  • مباحثات سد النهضة تتصدر اتصالًا هاتفيًا بين ترامب والسيسي
  • التلفزيون الأردني يشطب اقتباسا لـسمية الغنوشي بسبب موقفها المسيء (شاهد)
  • هل الغسل من الجنابة يغني عن الوضوء.. دار الإفتاء تجيب
  • خالد عمر يوسف يؤكد معارضة حزبه للحكومة الموازية
  • مرتضى منصور: لو ترامب فكر ينزل مصر هودعه بمستشفى الأمراض العقلية .. فيديو
  • الجيش الأمريكي يعلن استهداف أحد كبار قيادات تنظيم تابع لـالقاعدة في سوريا
  • مدير الشبكة السورية يكشف لـ عربي21 كيفية محاكمة الأسد وتحقيق العدالة الانتقالية (شاهد)
  • عربي21 تحاور مدير الشبكة السورية حول آليات تحقيق العدالة الانتقالية (شاهد)