هناك مؤشرات متزايدة تشير إلى أن وقوف الأحزاب الرئيسة في بريطانيا إلى جانب إسرائيل وإحجامها عن التصدي لظاهرة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)، قد تفقدها أصوات المسلمين، مما قد يؤثر على فرصها في الانتخابات المقبلة.

هذا ما جاء في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" الإخباري عن الصحفي المستقل بيتر أوبورن، الذي قال إن الحكومة البريطانية برئاسة ريشي سوناك، المنتمي لـ حزب المحافظين، أعلنت في بيان، وبعبارات قوية، وقوفها التام إلى جانب إسرائيل بقيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وذلك بعد مرور ما يربو على 100 يوم من الحرب على غزة.

ولم يشذ حزب العمال المعارض عن القاعدة. فقد أبدى زعيمه كير ستارمر دعمه غير المشروط لإسرائيل، في كلمة ألقاها أمام اجتماع للحركة العمالية اليهودية، الذي انعقد في شمال لندن قبل بضعة أيام.

لقد اختار ستارمر هذه اللحظة للتحدث علنًا للمرة الأولى عن قرار حزب العمال بالتخلي عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية، وهو توقيت غريب، نظرا لرفض نتنياهو قبول حل الدولتين، وفق تعبير أوبورن الذي يصف رسالة زعيمي الحزبين الرئيسيين في بريطانيا بأنها "قوية".

غير أن ثمة أصوات من زعماء سياسيين في بريطانيا شنت هجوما على مواقف الحزبين من حرب غزة. فقد انتقد الزعيم السابق لحزب العمال، جيرمي كوربن، موقف بلاده الرافض لدعوات وقف إطلاق النار في غزة. وخصّ بالهجوم حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض الرئيسي.

ويقول الكاتب البريطاني إن أيا من الحزبين لم ينزعج من الفظائع والجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، أو اللغة التي تحض على الإبادة الجماعية التي يستخدمها القادة الإسرائيليون في تصريحاتهم، بمن فيهم رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ.

وفي استطلاع شمل 30 ألف مشارك مسلم أجرته منظمة تعداد المسلمين، وهي منظمة بريطانية، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال 5% فقط من المشاركين إنهم سيصوتون لحزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة. وهذا أقل بكثير مقارنة مع نسبة 71% من المسلمين البريطانيين الذين صوتوا للحزب عام 2019.

وسيحصل حزب المحافظين، الذي نال 9% من أصوات المسلمين عام 2019، على أقل من 1% من أصوات أولئك الذين شملهم الاستطلاع.

ويرى أوبورن في مقاله أن من المستحيل أن يثق الفلسطينيون في بريطانيا -في ظل وجود أي من هذين الزعيمين في سدة الحكم- للاضطلاع بأي دور في بناء السلام عندما ينتهي الصراع.

ووفقا للكاتب فإن تناغم موقف الحزبين الرئيسيين بشأن غزة "يُعد أحدث وأفظع مثال" على توافقهما "غير المعلن" القائم على تجاهل المسلمين في أحسن الأحوال، واستهدافهم وتهميشهم في أسوئها.

أوبورن: تناغم موقف الحزبين الرئيسيين بشأن غزة "يُعد أحدث وأفظع مثال" على توافقهما "غير المعلن" القائم على تجاهل المسلمين في أحسن الأحوال، واستهدافهم وتهميشهم في أسوئها

وبينما يشيح حزبا المحافظين والعمال بوجهيهما عن المسلمين، ويميلان نحو اليمين، فربما نشهد بروز وعي سياسي إسلامي جديد في بريطانيا، وفقا للكاتب، الذي يرى أن ثمة كذلك دلائل على أن اليسار بدأ أيضًا في التعبئة ضد ستارمر، ويجب عليه إذن أن ينسق مع المجتمع الإسلامي.

إلا أن الكاتب حث المسلمين البريطانيين على تجاوز خلافاتهم ورص صفوفهم، إذ هم بحاجة إلى إيجاد طريقة للتعاون إذا أرادوا إسماع أصواتهم على المستوى الوطني، على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی بریطانیا حزب العمال

إقرأ أيضاً:

«حكماء المسلمين»: تعزيز التضامن الإنساني واجب ديني وأخلاقي

أبوظبي - وام
أكد مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن التضامن الإنساني يمثل جوهر القيم التي تدعو إلى التراحم والتكاتف وتوحيد البشرية من دون تمييز وإقصاء، وهو ما يحتاج إليه عالمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وقال في بيان أصدره اليوم، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني، الذي يوافق 20 من شهر ديسمبر من كل عام، إن التضامن الإنساني أكثر من مجرد استجابة طارئة للأزمات، فهو يعبر عن رؤية شاملة طويلة الأمد والتزام مشترك بين الدول والمجتمعات والأفراد لمواجهة الأزمات والتحديات العالمية المختلفة.
وأكد أن الإسلام دعا إلى الوحدة والتضامن باعتبارهما أساساً لبناء مجتمع قوي ومتراحم، حيث جعل التضامن الإنساني واجباً شرعياً، مؤكداً أن الاحتفاء بهذه المناسبة يكون من خلال تعزيز التعاون الدولي والتضامن الإنساني لمواجهة التحديات المشتركة التي تهدد الإنسانية، بما يسهم في تقديم استجابة موحدة، تقوم على مبادئ العدالة والإنصاف.
وأشاد بالجهود والمبادرات التي تعزز قيم التضامن الإنساني مع القضايا العاجلة والملحة، وبخاصة التي تستهدف تخفيف معاناة الفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً وضحايا الحروب والصراعات والنزاعات والأزمات حول العالم.
وأشار إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقّعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام 2019، دعت صناع القرار والسياسات من أنحاء العالم المختلفة إلى ترسيخ العدل القائم على الرحمة بوصفه السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى الحياة الكريمة التي يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها، وأن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، يُسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءاً كبيراً من البشر.
وذكر في بيانه أن مجلس حكماء المسلمين، يحرص من خلال مبادراته وبرامجه المتنوعة على ترسيخ وتعزيز قيم التسامح والتضامن والتكافل والتعايش الإنساني بين الثقافات والأديان كونها ركائز أساسية لا غنى عنها لبناء مجتمعات قائمة على العدل والسلام.

مقالات مشابهة

  • وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية
  • لعب دورا بشأن جزر حنيش اليمنية.. وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين "يوسف ندا"
  • وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا عن عمر 93 عاما
  • «حكماء المسلمين» يُدين حادث الدهس المروِّع في ماغديبورغ بألمانيا
  • «حكماء المسلمين» يُدين حادث الدهس المروع في ألمانيا
  • "حكماء المسلمين" يُدين حادث الدهس المروع في ألمانيا
  • كيف يشيطن حزب المحافظين البريطاني المسلمين ؟
  • "حكماء المسلمين": تعزيز التضامن الإنساني واجب ديني وأخلاقي
  • «حكماء المسلمين»: تعزيز التضامن الإنساني واجب ديني وأخلاقي
  • مستجدات علاج ملك بريطانيا من السرطان