هل يندم حزبا العمال والمحافظين في بريطانيا على تخليهم عن المسلمين؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
هناك مؤشرات متزايدة تشير إلى أن وقوف الأحزاب الرئيسة في بريطانيا إلى جانب إسرائيل وإحجامها عن التصدي لظاهرة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)، قد تفقدها أصوات المسلمين، مما قد يؤثر على فرصها في الانتخابات المقبلة.
هذا ما جاء في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" الإخباري عن الصحفي المستقل بيتر أوبورن، الذي قال إن الحكومة البريطانية برئاسة ريشي سوناك، المنتمي لـ حزب المحافظين، أعلنت في بيان، وبعبارات قوية، وقوفها التام إلى جانب إسرائيل بقيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وذلك بعد مرور ما يربو على 100 يوم من الحرب على غزة.
ولم يشذ حزب العمال المعارض عن القاعدة. فقد أبدى زعيمه كير ستارمر دعمه غير المشروط لإسرائيل، في كلمة ألقاها أمام اجتماع للحركة العمالية اليهودية، الذي انعقد في شمال لندن قبل بضعة أيام.
لقد اختار ستارمر هذه اللحظة للتحدث علنًا للمرة الأولى عن قرار حزب العمال بالتخلي عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية، وهو توقيت غريب، نظرا لرفض نتنياهو قبول حل الدولتين، وفق تعبير أوبورن الذي يصف رسالة زعيمي الحزبين الرئيسيين في بريطانيا بأنها "قوية".
غير أن ثمة أصوات من زعماء سياسيين في بريطانيا شنت هجوما على مواقف الحزبين من حرب غزة. فقد انتقد الزعيم السابق لحزب العمال، جيرمي كوربن، موقف بلاده الرافض لدعوات وقف إطلاق النار في غزة. وخصّ بالهجوم حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض الرئيسي.
ويقول الكاتب البريطاني إن أيا من الحزبين لم ينزعج من الفظائع والجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، أو اللغة التي تحض على الإبادة الجماعية التي يستخدمها القادة الإسرائيليون في تصريحاتهم، بمن فيهم رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ.
وفي استطلاع شمل 30 ألف مشارك مسلم أجرته منظمة تعداد المسلمين، وهي منظمة بريطانية، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال 5% فقط من المشاركين إنهم سيصوتون لحزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة. وهذا أقل بكثير مقارنة مع نسبة 71% من المسلمين البريطانيين الذين صوتوا للحزب عام 2019.
وسيحصل حزب المحافظين، الذي نال 9% من أصوات المسلمين عام 2019، على أقل من 1% من أصوات أولئك الذين شملهم الاستطلاع.
ويرى أوبورن في مقاله أن من المستحيل أن يثق الفلسطينيون في بريطانيا -في ظل وجود أي من هذين الزعيمين في سدة الحكم- للاضطلاع بأي دور في بناء السلام عندما ينتهي الصراع.
ووفقا للكاتب فإن تناغم موقف الحزبين الرئيسيين بشأن غزة "يُعد أحدث وأفظع مثال" على توافقهما "غير المعلن" القائم على تجاهل المسلمين في أحسن الأحوال، واستهدافهم وتهميشهم في أسوئها.
أوبورن: تناغم موقف الحزبين الرئيسيين بشأن غزة "يُعد أحدث وأفظع مثال" على توافقهما "غير المعلن" القائم على تجاهل المسلمين في أحسن الأحوال، واستهدافهم وتهميشهم في أسوئها
وبينما يشيح حزبا المحافظين والعمال بوجهيهما عن المسلمين، ويميلان نحو اليمين، فربما نشهد بروز وعي سياسي إسلامي جديد في بريطانيا، وفقا للكاتب، الذي يرى أن ثمة كذلك دلائل على أن اليسار بدأ أيضًا في التعبئة ضد ستارمر، ويجب عليه إذن أن ينسق مع المجتمع الإسلامي.
إلا أن الكاتب حث المسلمين البريطانيين على تجاوز خلافاتهم ورص صفوفهم، إذ هم بحاجة إلى إيجاد طريقة للتعاون إذا أرادوا إسماع أصواتهم على المستوى الوطني، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی بریطانیا حزب العمال
إقرأ أيضاً:
التنسيقية تعقد ثاني جلسات الحوار المجتمعي حول شهادة البكالوريا مع ممثلي ٢٠ حزبا سياسيا
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ثاني جلسات الحوار المجتمعي، الذي أطلقته لمناقشة مقترح شهادة البكالوريا المطروح من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بشكل موضوعي واحترافي، بمشاركة مسئولي ملف التعليم ب٢٠ حزب سياسي، وذلك في ضوء المناقشة وتقدير الموقف الذي أعدته لجنة التنمية البشرية بالتنسيقية حول المقترح وكذلك دراسة ردود الأفعال المختلفة.
وأكد الحضور ضرورة التهيئة والإعداد الجيد لتطبيق أي نظام جديد قبل تطبيقه، وعدم الاستعجال في مثل هذه القرارات المصيرية، وأن تمتد جلسات الحوار المجتمعي حول المقترح لتشمل كافة المعنيين، وعرض النتائج بشفافية ووضوح لتحقيق نتائج إيجابية، وأضافوا ضرورة مراعاة الهوية والثقافة المصرية، منتقدين تسمية الشهادة باسم "البكالوريا" واعتبرها البعض رِدّة.
وأكدوا ضرورة الاهتمام بإعداد مناهج احترافية ترتبط بمتطلبات سوق العمل، وضرورة تدريس اللغات، والبرمجة، والتاريخ والجغرافيا.
وأكدوا أن تطبيق نظام التحسين، ينسف مبدأ تكافؤ الفرص، فضلًا عن إتاحة تعدد المحاولات سيضيع هيبة الشهادة الثانوية، وسَيُكرِّس للدروس الخصوصية، وبالتالي سيزيد العبء المادي والنفسي علي الأسر المصرية.
وأثاروا التحديات التي تواجه منظومة تطوير التعليم الثانوي وضرورة العمل علي حلها، مثل عجز المعلمين، وعدم تأهيلهم وتدريبهم، وقصور البنية التحتية، وقلة أيام التمدرس الفعلية، فضلًا عن محدودية المخصصات المالية للتعليم، والتكلفة المرتفعة لتطبيق النظام المقترح.
وأكد الحضور ضرورة التعامل مع خطط التطوير علي أنها خطط دولة وليست مشروع وزير، ويجب التمهل لحين بدء عمل المجلس الوطني للتعليم والبحث والإبتكار، والمعني بوضع السياسات العليا للتعليم وفقًا للقانون.
أدار الجلسة النائبة رشا كليب عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمشاركة عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالتنسيقية وعدد من أعضاء التنسيقية.
كما شارك في الجلسة د. أمل عصفور، عضو مجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، النائبة جيهان البيومي، عضو مجلس النواب عن حزب الحرية المصري، أحمد أبوالفضل حزب مصر بلدي، اللواء سامي الخولي نائب رئيس حزب الغد ورئيس لجنة التعليم، النائب محمد الشورى عن حزب الاتحاد، اللواء محسن الفحام عن حزب إرادة جيل، مروة النجار عن حزب الإصلاح والنهضة، الدكتورة فاطمة فؤاد عن حزب العدل، عبدالعزيز عبدالعاطي عن حزب الحركة الوطنية، عبدالناصر قنديل الأمين العام المساعد للتثقيف عن حزب التجمع، الاء فيوض عن حزب الأحرار الدستوريين، جمال الشاذلي عن حزب الاتحاد، د. عبدالرحمن البكري رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بحزب النور، الدكتور محمد الجوهري أمين التعليم قبل الجامعي بحزب الجيل، ايمن سالم عن حزب حقوق الإنسان والمواطنة، محمد ربيع عن حزب مصر أكتوبر، الدكتور صموئيل عصام وكيل لجنة التعليم بحزب المصريين الأحرار، عمرو مصطفي عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ، د. دينا طارق عضو التنسيقية عن حزب الريادة، د. أحمد سراج عضو التنسيقية عن حزب السادات.