لجريدة عمان:
2025-04-26@11:39:44 GMT

نوافذ :لن تنتهي الإساءة

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

[email protected]

كما يبدو من المعنى الضمني الذي يحمله العنوان؛ أن هناك مقاربة موضوعية بين أربعة أطراف رئيسية في هذا المعنى: الإساءة، الحياة، الموت، الإنسان، فهناك حالة من الاشتباك والالتحام ما بين هذه الأطراف، ولا بد أن تكون مجتمعة أيضا، فالإساءة لا يقوم بها إلا الإنسان الحي، وعندما يغيبه الموت ينتهي مشروع الإساءة، والمعضلة هنا أكثر أن الإساءة حاصلة حاصلة، حيث ليس من اليسير تجاوزها، حتى وإن حاول الفرد منا أن يتجاوزها، نعم؛ قد يخفف من وطأة تأثيرها على الطرف الآخر، ولكن أن يقضي عليها نهائيا فهذا من المستحيل، وإلا ما كان إنسان تتجاذبه مجموعة من المشاعر، والعواطف، والضعف، والقوة، والنفس اللوامة، وبالتالي فالنزوع عن الإساءة - سواء الإساءة على الآخر، أو الإساءة على النفس – يبقى من أحلام اليقظة، وسيظل الإنسان يسيء إلى نفسه، وإلى الآخرين من حوله إلى أن يغيبه الموت.

يأتي الاشتباك في هذه المسألة من باب وجود صراع أزلي بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والآخر، فالآخر بالنسبة للفرد قضية محورية فلا يتحرك أحدنا إلا من خلال النظر إلى الآخر، ماذا يفعل؟ ماذا يقول؟ أين يذهب؟ ماذا يأكل؟ لماذا لم يذهب؟ كيف له ذلك؟ وقس على ذلك الكثير من الأسئلة الاستنكارية التي تتقصى مختلف جوانب تحركات هذا الآخر، هل ثمة ضرورة إلى ذلك؟ الإجابة تكون نسبية، فالتطفل حالة فطرية عند كل فرد، ولا يستطيع أن يتحرر منها، لأنها من الفطرة، ولأن التطفل قائم؛ فمعنى ذلك أن الإساءة؛ هي الآخر قائمة، لأن التطفل على الآخر، هي وظيفة أخرى نقوم بها، وهي حالة استثنائية غير مدرجة ضمن الحالات الرئيسية التي يتوجب القيام بها، فماذا يهم أن أعرف عن فلان من الناس، ماذا يأكل، وإلى أين يذهب، ولماذا فعل كذا، ولم يفعل العكس؟ ولذلك كان التشديد؛ وفق النص القرآني؛ على خطورة التجسس، فمن المهم أن تسأل فلانا عن حالته الصحية؛ على سبيل المثال؛ ولكن ما الضرورة لأن تسأله عن نوع المرض الذي يعانيه، فاختزال الفهم العام وإسقاطه على الفهم الخاص للحالة الفردية هو نوع من الإساءة، لأن أحدنا لا يضمن أن يتحدث عن مرض فلان، وعن حالته المادية، وعن مواقف الخطأ التي وقع فيها، وقس على ذلك أمثلة أخرى، وهذا كله يدرج ضمن حاضنة الإساءة.

فهنا نحن؛ لا نقدم حلولا للآخر، أو مساعدات، وإنما نشتبك معه لتقصي حالات ضعفه، وفي حالات خاصة قد نستخدم هذا الاشتباك للإساءة إليه أكثر وأكثر، فيما يسمى بـ «لي الذراع» حيث نتباهى بأننا نمسك على فلان من الناس موقفا يجبره على كسر إرادته وحريته، مقابل أن لا نسيء إليه، وبالتالي؛ ففي خضم هذا النزاع الداخلي الذي نمارسه على الآخرين من حولنا، نحن نلتحم معهم شعوريا، حتى ليكاد الأمر يصل إلى مشاركتهم الكره والحزن، نفكر عنهم، ونغضب عليهم، وليس لهم، وقد ننكر عليهم سعادتهم، فأي إفراط في الإساءة أكثر من ذلك؟ هناك وجه مشرق في مختلف العلاقات مع الآخر، وهذا أمر غير منكور، ولكن لأن وجه الإساءة ثقيل ومؤلم على النفس، فإنه يتبادر على وجه العلاقات على أنه الأكثر اكتساحا من ضده، وكما قال أبو الطيب المتنبي: «والضد يظهر حسنه الضد؛ وبضدها تتميز الأشياء» فالحسن دائما مشوق، ومرغوب فيه، ولأنه بهذا الموضع المرحب به، فإنه سريعا ما يتلاشى؛ حيث تظل النفس تنزع إلى تكراره، والشوق إليه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وفد إيراني يتوجه إلى عمان لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيتوجه مساء الجمعة إلى العاصمة العُمانية مسقط على رأس وفد دبلوماسي وفني لإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في تصريحات له : بناء على البرنامج الذي وضعه المضيف العماني والاتفاق بين إيران والولايات المتحدة، ستعقد اجتماعات الخبراء والمحادثات غير المباشرة بين وزير خارجية إيران والممثل الخاص للرئيس الأمريكي يوم السبت.

وأضاف بقائي: التقدم في المفاوضات يتطلب من الجانب الآخر إظهار حسن النية والجدية والواقعية.

وختم: وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع الأخذ في الاعتبار السجلات والتجارب السابقة، سيعدل كل خطوة من خطواته وفقًا لسلوك الجانب الآخر ولن يدخر جهدًا لدعم الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الإيراني.

 

خارجية إيران: التفاصيل التقنية لأي اتفاق نووي تصعب إكمال المفاوضاتإدارة ترامب تختار مايكل أنطون لقيادة المحادثات الفنية مع إيرانلبنان تطالب سفير إيران لديها بضرورة التقيّد بالأصول الدبلوماسيةالوكالة الذرية تطالب إيران بتفسير «أنفاق نطنز» وتحذر من غياب الشفافيةتحصينات تحت الجبل.. إيران تعزز منشآتها النووية.. وواشنطن وتل أبيب تتوعدان طباعة شارك إيران سلطنة عمان الولايات المتحدة الأمريكية عباس عراقجي الرئيس الأمريكي وزير خارجية ايران

مقالات مشابهة

  • هل يجوز قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة إليّ ولأسرتي؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • يد غادة الصغيرة - قصة ألم لا تنتهي جراء الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • اليوم.. محاكمة الناقد طارق الشناوي بتهمة الإساءة للفنان هاني شاكر
  • أكثر من 100 مليون قتيل.. ماذا لو قامت حرب نووية بين الهند وباكستان؟
  • وفد إيراني يتوجه إلى عمان لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة
  • الحكم على طارق الشناوي بتهمة الإساءة للفنان هاني شاكر .. غدًا
  • سامح قاسم يكتب | ضي رحمي.. أن تترجم لتكون القصيدة قلبك الآخر
  • مجلس حقوق الإنسان يقدم أكثر من 100 توصية من أجل تغيير قانون المسطرة الجنائية
  • تمساح يقرع جرس باب منزل في فلوريدا
  • بحضور الرئيس بارزاني.. إقامة اليوم الوطني للصلاة في كوردستان