هل يواجه "بنك إسرائيل" خيارات صعبة في 2024؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
حسب الإعلام العبري، وصل الاقتصاد الإسرائيلي في نهاية عام 2023 إلى مفترق طرق حاسم يستوجب من بنك إسرائيل التفكير ملياً قبل اتخاذ أي قرار.
ارتفاع أسعار النفط بعد قرار الفيدرالي الأمريكيفوفق تقرير نشره موقع "واينت" الإسرائيلي (صحيفة يديعوت أحرونوت)، فإن بيئة معدلات الفائدة المرتفعة وتداعيات الحرب في غزة جعلت الوضع الاقتصادي يتجه نحو اختبار حقيقي، حيث أنه يتوجب على بنك إسرائيل الآن أن يحدد استراتيجيته، سواء بخفض معدلات الفائدة لإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي، أو بالتفكير في تجنب مثل هذه الخطوة نظرا للبيئة العالمية المرتفعة لأسعار الفائدة.
وبين التقرير العبري أن عام 2024 بدأ وهو يثير العديد من التساؤلات حول حالة أقوى الاقتصادات في العالم، إذ يتجه الاهتمام بشكل كبير نحو التضخم المتواصل وارتفاع معدلات الفائدة الحالية، مما يثير مخاوف بشأن استمرار نمو الاقتصادات أو احتمالات الانخفاض فيها، حيث أننا في السنوات الأخيرة، شهدنا أحداثا كبيرة أدت إلى زيادة ملحوظة في معدلات التضخم عالميا، بما في ذلك فترة جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، اللتين تعتبران حدثين رئيسيين في هذا المجال.
وتمت الإشارة إلى أنه بعد الارتفاع الملحوظ في معدلات التضخم على مستوى العالم، لم يبق للبنوك المركزية سوى خيار رفع أسعار الفائدة، وذلك بوتيرة متسارعة. فبعد نحو عقد من سياسات الفائدة الصفرية في معظم دول العالم، بدأت زيادات في أسعار الفائدة في فبراير 2023، حين رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة للمرة الأولى.
وقد جاء هذا القرار كإشارة افتتاحية لسلسلة من زيادات أسعار الفائدة التي تعدّ الأسرع على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة.
وتطرق الإعلام الإسرائيلي في تقريره إلى أنه في نهاية اللغز، يقف حال سوق العمل في مواجهة تحد جديد، حيث تختلف الديناميات هذه المرة عن المألوف، فعادة ما تترافق بيئة أسعار الفائدة المرتفعة مع زيادة كبيرة في معدلات البطالة نتيجة تسريح العمال، ورغم وجود موجات كبيرة من التسريح عند نهاية عام 2022 وبداية عام 2023، فإن معدلات البطالة لم تصل إلى المستويات المتوقعة من قبل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، وظلت في تراجع مستمر.
ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الحالي، تباطأت معدلات البطالة في إسرائيل ومنطقة اليورو والولايات المتحدة، ووصلت إلى مستويات أقل من المتوسط التاريخي، وهو ما يشكل تحديا إضافيا لجهود البنوك المركزية في خفض معدلات التضخم.
أما عن "الامتحان الحقيقي لبنك إسرائيل"، فكشف التقرير أنه في الأشهر الأخيرة، استمرت النقاشات حول تأثير نفقات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي في التصاعد، حيث يقول البعض إن البلاد تسير على طريق الكارثة، ويثير هذا السؤال ما إذا كان ينبغي لبنك إسرائيل التصرف بخفض أسعار الفائدة لتخفيف حدة الوضع، ولكن الواقع أكثر تعقيدا مما يبدو.
وألقى التقرير الضوء على سببين رئيسيين يمنعان بنك إسرائيل من خفض سعر الفائدة كما توقع الكثيرون فور اندلاع الحرب:
- أولا: يجب النظر إلى الاقتصاد الأمريكي، الذي يشهد حاليا نقطة رائعة، حيث يتراوح سعر الفائدة الفيدرالي (البنك المركزي للولايات المتحدة) بين 5.25% و5.5%، ولكن البيانات الاقتصادية تشير إلى اقتصاد أمريكي قوي ومستقر، إذ تقرر ترك سعر الفائدة دون تغيير على الأقل حتى شهر مارس، ومع ذلك، فإن الرئيس الحالي لبنك الاحتياطي الفيدرالي أكد أن من غير المرجح خفض أسعار الفائدة في مارس، نظرا للبيانات الاقتصادية القوية وانخفاض معدل البطالة، وهذا يجعل بنك الاحتياطي الفيدرالي يخشى من خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة، مما قد يؤدي إلى زيادة التضخم مرة أخرى، لذا ينبغي على المستثمرين الصبر ومواصلة مراقبة التطورات بحذر.
وفي الوضع الحالي، ومع عدم خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، فإن بنك إسرائيل (الذي خفض بالفعل أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس) سيجد نفسه في موقف حساس قبل اتخاذ أي خطوة إضافية في هذا الصدد، فتخفيض أسعار الفائدة من جانب بنك إسرائيل قد يؤدي إلى انخفاض عائدات السندات الحكومية، مما يمكن أن يؤثر سلبا على الاقتصاد الإسرائيلي وقيمة الشيكل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تخفيض أسعار الفائدة من جديد قد يؤدي إلى خروج كميات كبيرة من الأموال من البلاد، حيث قد تصبح سندات الدول الأخرى أكثر جاذبية، وهو ما يمكن أن يضعف بنك إسرائيل بشكل كبير مقارنةً بالعملات الأخرى في سوق الصرف الأجنبي.
وعلى الرغم من بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، فإن معدل البطالة لا يزال يشهد زيادة، وهو ما يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل ويعكس قوة الاقتصاد الإسرائيلي.
- ثانيا: السبب الثاني الذي يجعل بنك إسرائيل يخشى خفض أسعار الفائدة.. الأرقام الحالية للاقتصاد الإسرائيلي تثير المخاوف بشأن التضخم المفرط، وهي عملية تضخمية تخرج عن نطاق السيطرة وتتجلى في ارتفاع سريع في أسعار السلع والخدمات.
يُعتبر التضخم المفرط خطرا حقيقيا يؤدي إلى خسارة قيمة النقود، كما حدث في إسرائيل خلال الفترة بين عامي 1980 و 1985، حيث بلغ معدل التضخم أكثر من 900%، وقد يؤدي خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة إلى زيادة التضخم وتصاعده إلى مستويات متطرفة، وهو ما يشكل أحد أكبر المخاوف التي تواجهها البنوك المركزية.
ومن المتوقع طوال العام المقبل أن تكون مسألة خفض سعر الفائدة واحدة من أكثر المواضيع التي تتم مناقشتها ونشرها، حيث سيحاول الجميع تخمين ما إذا كان بنك إسرائيل سيخفض سعر الفائدة أم سيبقيه كما هو.
وفق الإعلام العبري، تعد المعادلة الحالية معقدة للغاية بالنسبة لبنك إسرائيل، ويتطلب كل إجراء تفكيرا عميقا، لذا، قد يتغير العديد من الأمور قبل أي تحرك واضح وحاسم من "بنك إسرائيل" بخصوص سياسة الفائدة.
المصدر: "I24"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ازمة الاقتصاد الاقتصاد العالمي الحرب على غزة تل أبيب تويتر ركود اقتصادي طوفان الأقصى غوغل Google فيسبوك facebook قطاع غزة مؤشرات اقتصادية بنک الاحتیاطی الفیدرالی الاقتصاد الإسرائیلی خفض أسعار الفائدة بنک إسرائیل سعر الفائدة یؤدی إلى قد یؤدی وهو ما
إقرأ أيضاً:
اختلاف مسارات البنوك المركزية: الولايات المتحدة ثابتة وأوروبا تخفض
تشير الاجتماعات الأولى للبنوك المركزية في عام 2025 إلى أن هذا العام سيكون عاماً يتجه فيه صناع السياسات إلى مسارات مختلفة، حيث تحافظ الولايات المتحدة على أسعار الفائدة ثابتة، بينما تخفض منطقة اليورو معدلاتها، وتكون اليابان في وضع رفع الأسعار.
اعلانيشير هذا التباين إلى تغيرات ملحوظة في السياسة النقدية العالمية مقارنة بالعام الماضي، حيث كان هناك توافق عالمي على تخفيضات حذرة، ويتسم الوضع الحالي للبنوك المركزية:
سويسراكان البنك الوطني السويسري في طليعة تخفيف السياسة النقدية، حيث خفض معدل الفائدة الأساسي من 1.75% إلى 0.5% في عام 2024. مع بقاء التضخم ضمن نطاق الهدف المحدد بين 0 و2%، يتوقع المستثمرون مزيداً من التخفيض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مارس المقبل. كما أشار رئيس البنك مارتن شليغل إلى إمكانية العودة إلى معدلات الفائدة السلبية إذا استدعت الحاجة.
مدخل البنك الوطني السويسري في برن، سويسرا. GAETAN BALLY/APكنداخفض بنك كندا يوم الأربعاء معدل سياسته الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3%، مع تقليص توقعات النمو. وقد حذر البنك من أن حرب التعريفات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تسبب أضراراً اقتصادية كبيرة. وأوضح محافظ بنك كندا تيف ماكلوم أن السياسة النقدية لا تستطيع تعويض آثار التعريفات المرتفعة، لكنها يمكن أن تساعد في تسهيل التكيف مع هذه التغيرات.
السويدخفضت ريكسبانك السويدية أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.25% لتعزيز النمو البطيء، وقد أشار المحافظ إريك ثيدين إلى أن البنك قد انتهى على الأرجح من تخفيضات الأسعار، لكنه مستعد للتحرك إذا تغيرت توقعات التضخم أو الاقتصاد.
نيوزيلنداخفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي سعر الفائدة الرسمي بمقدار 125 نقطة أساس منذ أغسطس/ آب بسبب تراجع التضخم، مما أدى إلى دخول نيوزيلندا في حالة ركود خلال الربع الثالث من العام الماضي. وقد أشار البنك إلى إمكانية تخفيض إضافي بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل.
بنك إنجلترا في مدينة لندنSANG TAN/AP2008منطقة اليوروخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما هو متوقع يوم الخميس، مع الإبقاء على المزيد من التخفيف على الطاولة. هذا هو التخفيض الخامس منذ يونيو 2024، ويشير المتداولون إلى احتمال وجود ثلاثة تخفيضات أخرى بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام.
الولايات المتحدةحافظ الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة يوم الأربعاء، حيث قال رئيسه جيروم باول إنه لن يكون هناك استعجال لتخفيضها مرة أخرى حتى تصبح بيانات التضخم والوظائف ملائمة لذلك، وذكر باول أن الاجتماع كان الأول منذ عودة الرئيس ترامب إلى منصبه، وأن المسؤولين ينتظرون رؤية السياسات التي سيتم تنفيذها قبل تقييم تأثيرها على الاقتصاد.
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي مارينر س. إكليس في 19 يونيو 2015 في واشنطن. Andrew Harnik/2024 APبريطانيامن المتوقع أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، وهو التخفيض الثالث له في هذه الدورة، إذ يواجه البنك تحديات بسبب التضخم المستمر في قطاع الخدمات والاقتصاد المتباطئ.
النرويجلم يقم البنك المركزي النرويجي بعد بتخفيض الأسعار خلال هذه الدورة، حيث أبقاها عند أعلى مستوى لها منذ 17 عاماً عند 4.5%. ومع ذلك، يخطط Norges Bank لتخفيض الأسعار ثلاث مرات هذا العام وفقاً للتوقعات الأخيرة.
أستراليايقترب بنك الاحتياطي الأسترالي أيضاً من أول تخفيض له في هذه الدورة بعد أن أظهرت بيانات الأربعاء تراجع التضخم إلى 2.4% في الربع الأخير من العام الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ أربع سنوات.
اليابانرفع بنك اليابان أسعار الفائدة الأسبوع الماضي إلى 0.5%، وهو أعلى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. كما قام البنك بمراجعة توقعاته للتضخم، مما يعكس ثقته بأن زيادة الأجور ستساعد في الحفاظ على استقرار التضخم حول هدفه البالغ 2%.
Relatedرئيسة البنك المركزي الأوروبي تحذر: أوروبا بحاجة إلى استعداد شامل أمام التحولات التجارية الأمريكيةالبنك المركزي الفرنسي يتوقع صفر نمو في الربع الأخير من العام.. هل تلعب السياسة دوراً في هذا التراجع؟معدل التضخم في دول اليورو ينخفض مقتربا من هدف البنك المركزي الأوروبيتشير الاتجاهات المتباينة للبنوك المركزية الكبرى إلى أن العام الجديد سيشهد سياسات نقدية تختلف بشكل ملحوظ بين الدول، مما يعكس التحديات الاقتصادية المتنوعة التي تواجه كل منها. من الواضح أن صانعي السياسات النقدية يتخذون قراراتهم بناءً على الظروف المحلية والاقتصادية الخاصة بكل دولة، مما يجعل المشهد الاقتصادي العالمي أكثر تعقيداً وتنوعاً.
المصادر الإضافية • رويترز
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تراجع التضخم في منطقة اليورو إلى 2.5٪ في يونيو يعزز الآمال بخفض البنك المركزي الأوروبي لسعر الفائدة البنك المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة بسبب عدم اليقين.. البنك المركزي الألماني يخفض توقعات النمو للعام 2024 تعاون اقتصاديالولايات المتحدة الأمريكيةالبنك المركزي الاوروبياعلاناخترنا لكيعرض الآنNext استكمال الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وكتائب القسام تنعى قائدها محمد الضيف يعرض الآنNext القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضاء المجلس العسكري في معركة طوفان الأقصى يعرض الآنNext أوغندا: أول حالة وفاة بفيروس إيبولا منذ إعلان السيطرة على المرض في 2023 يعرض الآنNext شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون بإطلاق سراحها يعرض الآنNext مقتل 6 أشخاص بهجوم روسي بمسيرة على بناية سكنية في سومي شمال شرق أوكرانيا اعلانالاكثر قراءة ترامب يؤكد مقتل جميع ركاب الطائرة المدنية وطاقم المروحية العسكرية بالعاصمة واشنطن السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق القران عدة مرات الرئيس السوري أحمد الشرع يخاطب السوريين الليلة ودمشق تستقبل أمير قطر حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا الزبيدي الممنوع من العودة إلى جنين؟ يتهم إسرائيل بالعنصرية ويجمع المساعدات لغزة.. روبوت مخصص لدعم تل أبيب يخرج عن السيطرة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومحركة حماسإسرائيلقطاع غزةغزةدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وسائل التواصل الاجتماعي محادثات - مفاوضاتسورياضحايابشار الأسدالذهبالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025