صورة تعبيرية (وكالات)

سلط مقال في صحيفة "تلغراف" البريطانية الضوء على المعركة من أجل حرية الملاحة في البحر الأحمر، وقال إنها لا تزال مستمرة، وستظل كذلك في المستقبل المنظور.

وأعاد كاتب المقال توم شارب ذلك إلى سبب بسيط -على حد تعبيره- وهو أن تحقيق الحوثيين هدفهم النهائي بتعطيل انسياب حركة الملاحة، أسهل من محاولة التحالف الدولي استعادته.

اقرأ أيضاً استمرار انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية اليوم الجمعة.. آخر تحديث مسائي 2 فبراير، 2024 عاجل: قوات صنعاء تعلن قبل قليل عن عملية جديدة في البحر الأحمر 1 فبراير، 2024

وبحسب الكاتب، يتمتع الحوثيون بميزة صاحب الأرض، ذلك أن اليمن دولة مطلة على البحر الأحمر، وهم بالتالي على دراية تامة بأحوال البحر والمناخ، وكلتا هاتين النقطتين في صالح الطرف المهاجم، وفقا للمقال.

ويضيف الكاتب إبراز المزايا التي يحظى بها الحوثيون، إذ يقول إن جهاز استخباراتهم "رغم أنه متواضع"، فإنه "عريق وراسخ". ومع أن قدراته قد تراجعت بفضل الغارات الجوية الأميركية والبريطانية، فإنه لا يزال يعمل.

ويرى أن للحوثيين أيضا خيارات متنوعة تمكنهم من شن هجمات، من بينها صواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن، وصواريخ الهجوم البري، وكمية لا محدودة على ما يبدو من الطائرات المسيرة بدون طيار، وعدد وافر من الزوارق الهجومية السريعة، والسفن والزوارق المسيرة في بعض الأحيان.

وبالنسبة إلى التحالف فهو معقد، إذ يضم كثيرا من الدول أو اللاعبين على أرض الملعب، كما يحلو للكاتب أن يصفهم مستخدما مصطلحات ألعاب رياضية يوحي من خلالها أن التحالف ذو طابع فسيفسائي. وقال إن العديد من هؤلاء يلعبون بشكل جيد، لكن بعضهم يمارس رياضة مختلفة، بل إن منهم من لم يقرر بعد أي فريق سيلعب فيه.

وبحسب المقال، فإن سفنا حربية كثيرة توجَد في عرض البحر الأحمر وخليج عدن، من الولايات المتحدة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والهند (وهناك أعداد كبيرة منها في خليج عمان)، فضلا عن اليابان ومصر وإسرائيل والصين، وبالطبع، إيران.

هذا ويتابع الكاتب البريطاني  ما تقوم به البحرية الهندية سواء في البحر الأحمر أو المحيط الهندي لحماية السفن من الهجمات ومساعدة من هم في خطر، بأنه "عمل عظيم".

ويمضي قائلا إن عدم مشاركة الصين في هذا التحالف أمر أكثر غرابة، فالفشل حتى في الاستجابة لاستغاثات السفن اليومية "يعد انتهاكا مثيرا للقلق لقواعد السلوك البحرية". ومصر "حاضرة في شمال البحر الأحمر، ولكن بأعداد محدودة من السفن، ويعتقد كثيرون أن عليها بذل المزيد".

وبحسب الكاتب، فإن البحرية الوحيدة التي يمكن مقارنتها بنظيرتها البريطانية -برأي الكاتب- هي الفرنسية، "إن لم تكن أفضل من حيث خيارات الهجوم البري"، لكن وجودها في المنطقة اتسم بعدم الانتظام.

وقد أبدى السعوديون عزوفا عن المشاركة لأسباب سياسية، والتزاما منهم بوقف إطلاق النار مع الحوثيين، علاوة على تقاربهم تدريجيا مع إيران.

ويختم الكاتب بأن سفن التحالف وطواقمها ستبقى في المنطقة لفترة من الزمن، ما لم تحدث "معجزة دبلوماسية".

المصدر: مساحة نت

كلمات دلالية: اسرائيل البحر الاحمر الحوثي الصين اليمن امريكا صنعاء غزة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

بين البراغماتية والضرورة الأمنية: الحدث السوري.. يعيد تشكيل علاقة العراق مع التحالف الدولي

18 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: تطورات المشهد السوري بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد تثير تساؤلات ومخاوف عميقة بشأن تداعياتها على الوضع الأمني في العراق، خاصة مع تصاعد المخاوف من أن تؤدي الفوضى المحتملة في سوريا إلى تعزيز نشاط التنظيمات الإرهابية، خصوصاً على الحدود المشتركة بين البلدين.

هذا الوضع دفع بغداد إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والسياسية، فضلاً عن مراجعة علاقاتها مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

الزيارات المتكررة لمسؤولي التحالف الدولي إلى العراق وإقليم كردستان، ومنها زيارات قائد القيادة المركزية الأميركية وقائد بعثة التحالف الدولي لمحاربة داعش، تشير إلى أن بغداد باتت أكثر انفتاحاً على تعزيز التنسيق مع التحالف.

اللقاءات التي جمعت المسؤولين الأميركيين مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تُظهر أن العراق لم يعد يكتفي بتقليص مهمة التحالف إلى شراكة رمزية، بل يسعى للتأكد من استمرار الدعم في مواجهة التهديدات المحتملة.

التحركات الأمنية على الحدود السورية-العراقية تعد مؤشراً واضحاً على القلق المتزايد، فقد كثفت بغداد من إجراءاتها الحدودية في محاولة لسد أي ثغرات يمكن أن يستغلها تنظيم داعش أو غيره من الجماعات المسلحة التي قد تجد في انهيار النظام السوري فرصة لإعادة تنظيم صفوفها.

ورغم أن العراق سبق وطلب من الولايات المتحدة إنهاء مهمة التحالف وتحويل العلاقة إلى شراكات ثنائية، إلا أن التطورات الأخيرة قد تدفع الحكومة إلى التريث.

من جهة أخرى، يبدو أن الفصائل المسلحة والقوى السياسية الشيعية، التي لطالما كانت تنتقد وجود القوات الأميركية وتدعو إلى انسحابها، في طور إعادة تقييم خطابها، فالتحديات الأمنية التي فرضها الحدث السوري، إلى جانب الضغوط الداخلية والإقليمية، تدفع هذه الفصائل نحو مواقف أكثر براغماتية، إذ لا يمكن تجاهل أهمية التعاون الدولي في ضبط الأمن ومنع انزلاق المنطقة إلى فوضى أوسع.

في هذا السياق، تتقاطع مصالح بغداد وأربيل بشكل أكبر مما كان عليه الوضع في السابق. التباين الذي طالما ميّز مواقف الطرفين من التحالف الدولي قد يكون في طريقه للتراجع، خاصة مع الحاجة المشتركة إلى ضمان استقرار الحدود ومنع تسلل التنظيمات الإرهابية.

التحولات الحالية تكشف عن اتجاه جديد في السياسة العراقية يقوم على موازنة العلاقات مع الأطراف الدولية، بما يضمن استقرار الداخل العراقي. هذه المراجعات مرشحة للاستمرار مع تصاعد المخاطر الإقليمية، وهو ما قد يُترجم إلى خطوات أكثر انفتاحاً في العلاقة مع التحالف الدولي، وربما إلى خطاب سياسي أقل تصعيداً تجاه الولايات المتحدة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • هل ترتدي الحجاب؟.. حلا الترك تكشف سبب غيابها عن الساحة الفنية
  • معهد واشنطن: وقف إطلاق النار في غزة قد يسهم في تهدئة التوترات بالبحر الأحمر
  • الصين تعزز قواتها قبالة عدن بأسطول بحري
  • ترتيبات أمريكية بريطانية لعمل عسكري محتمل ضد الحوثيين في هذه المحافظة
  • بين البراغماتية والضرورة الأمنية: الحدث السوري.. يعيد تشكيل علاقة العراق مع التحالف الدولي
  • مساعٍ لتوسيع العمليات الأممية ضد الحوثيين بالبحر الأحمر
  • التحالف الدولي يستهدف مقر وزارة دفاع الحوثيين في صنعاء
  • واشنطن تدرس إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية
  • الغارديان: واشنطن تسعى لتوسيع صلاحيات الأمم المتحدة لاعتراض السفن المتجهة إلى موانئ سيطرة الحوثي
  • المبعوث الأمريكي يكشف عن أهداف زيارته إلى جيبوتي.. السعي لصلاحيات أقوى لاعتراض شحنات الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين