الحمل غير الشرعي.. هل تكشف ظاهرة رمي الرضّع جانبًا مظلمًا من انتحار الإناث في العراق؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
بغداد اليوم- بغداد
"رمي الأطفال" مشاهد باتت مألوفة وصادمة للكثيرين في العراق، قد تميط اللثام عن جانب "مظلم" من انتحار الإناث، لظاهرة إن كان يصعب تحديد حجمها لغياب الإحصاءات الرسمية، إلا أن المطلعين يعزون استفحالها لتداعيات سنوات الحرب والارهاب والصراعات التي عاشتها البلاد لاسيما بعد عام 2003.
وعلقت لجنة المرأة والاسرة والطفولة البرلمانية، اليوم الجمعة (2 شباط 2024)، على زيادة هذه الظاهرة في المجتمع العراقي وبمحافظات مختلفة خلال الآونة الأخيرة.
وقالت عضو اللجنة مديحة المكصوصي، لـ"بغداد اليوم"، "خلال الآونة تم رصد زيادة بظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة في الشوارع، وهي ظاهرة دخيلة على مجتمعنا، وبالتأكيد لها مسببات يجب التصدي لها وايقافها".
وبينت، ان "أبرز أسباب اتساع هذه الدائرة هي حالة الفقر لبعض العوائل التي لا تستطيع الانفاق على ما يتطلب توفيره الى الأطفال من حديثي الولادة، إضافة الى ان رمي بعضهم في الشوارع يعود كون هؤلاء ولدوا عبر طرق غير قانونية وغير شرعية، ولهذا تعمل بعض الأمهات على التخلص منهم بهذه الصورة البشعة وغير الإنسانية".
يشار الى انه وقبل يومين، حدثت حالتان خلال 24 ساعة فقط، حيث تلقت القوات الأمنية بلاغاً عن وجود طفل رضيع عمره ساعات ملقى أسفل جسر السنك من جهة الرصافة وسط العاصمة بغداد، فضلا عن حالة اخرى لطفل داخل كيس للنفايات بمنطقة الأمين بالعاصمة بغداد.
وفي آب 2023 تم العثور على 3 اطفال حديثي ولادة مرميين في اماكن متفرقة بمحافظة نينوى، وكذلك في كركوك تم العثور على 10 اطفال مرميين في الشوارع والمناطق المهجورة خلال 4 اشهر الاولى من 2022 فقط.
ويظهر ان جميع الارقام والاحصائيات المتوفرة هي مايتعلق بالاخبارات المسربة عبر مصادر امنية، وشهود عيان من خلال وسائل الاعلام، اما الجهات المختصة سواء الامنية او الصحية في العراق، فلا توفر احصائيات كاملة او جزئية عن هذا الملف.
ويعتقد ان الكثير من حالات "الحمل غير الشرعي"، ينتهي به المطاف الى اكمال الحمل ومن ثم رمي الطفل، حيث انه وفق القانون العراقي لاتقدم الطبيبات المختصات او المستشفيات على عمليات الاجهاض الا اذا كان الطفل ميتا او يشكل خطرا على حياة الأم، اما اذا كان وضعه طبيعيا فلا يتم اجهاضه، لذلك سيكون على صاحبات "الحمل غير الشرعي" التعامل مع عيادات مشبوهة لغرض الاجهاض وتشكل خطرا على حياتهن، او يضطرن الى اكمال الحمل بطريقة او بأخرى دون ان يشعر بهن اهلهن وتم تسجيل حالات مشابهة بان يقضين فترة الحمل لدى نساء من اقاربهن.
ويعتقد مراقبون ان بعض حالات الانتحار قد تكون مرتبطة بهذا النوع من الحمل، حيث لاتجد الفتاة في مجتمع محافظ مثل العراق سبيلا الا الموت في حال اكتشفت نفسها انها "حامل بطفل غير شرعي"، وبحسب دراسات حديثة، فأن معدلات الانتحار في العراق، يشكل 35% منها من الاناث.
وتشجع أحكام المادة السادسة عشرة من نظام دور الحضانة رقم 12 لسنة 1965 العراقي، على تبني اللقطاء ودمجهم في المجتمع، ويسمح لدور الحضانة بموجب القانون باستقبال اللقطاء المسجلين في دوائر الشرطة والمستشفيات والمحاكم والمؤسسات الخيرية، بعد التأكد من هوية المودع وعنوانه الكامل.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
العراق يجذب السياح الدوليين.. كيف وجدوا مهد الحضارة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما جلس تومي دريسكيل، وهو صانع محتوى على منصة "يوتيوب" من هاواي، لتناول وجبة فطور عراقي تقليدي من "الكاهي" و"القيمر" (المعجنات والقشدة) خارج مقهى صغير وسط مدينة بغداد، لم يسعه إلا وصف التجربة بالسريالية.
وقال دريسكيل، المعروف باسم "Dude Abroad" على "يوتيوب"، لـ CNN بعد زيارته للعراق في عام 2024: "لقد كانت تجربة هادئة إلى حد ما. ومع ذلك، فإن طاولتي كانت تطل على مبنى مثقوب بالرصاص عبر الشارع. [كانت] ندبة تركتها فترة أكثر قتامة في منطقة [تذكرت] أنه لم يكن مناسبا الوقوف فيها لمدة خمس دقائق حتى على جانب الطريق أثناء الحرب".
ورغم التوترات المتصاعدة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، فإن دريسكيل يعد واحدا من بين عدد متزايد من المسافرين الأجانب الذين يزورون العراق مع انتقال شركات السياحة الدولية إلى البلاد.
تومي دريسكيل في مدينة بابل القديمة. يقول إن رحلته إلى العراق كانت ضمن خطط سفره منذ فترة طويلةCredit: Courtesy Tommy Driskillوباعتبار العراق موطناً لثروة من المعالم السياحية، التي تشمل آثار بابل القديمة، وأهوار بلاد ما بين النهرين، وجبال كردستان العراق كثيراً ما يطلق على العراق لقب "مهد الحضارة" نظرا لأن السومريين القدماء قاموا فيها بتطوير مفهوم العجلة، وأول أنظمة الكتابة في العالم، وأنشأوا المراكز الحضرية منذ عام 5300 قبل الميلاد.
وتسعى البلاد لاجتذاب عشاق المغامرة، إذ أكد وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أن البلاد آمنة خلال فعاليات معرض سوق السفر العالمي لعام 2023، في الوقت الذي تضع فيه بغداد نصب عينيها أن تصبح عاصمة السياحة العربية في عام 2025.
وأشار دريسكيل إلى أنه نشأ على متابعة أخبار الحرب في العراق، إلا أن تحذيرات السفر التي أطلقتها بلاده كان لها تأثير عكسي، إذ أدت إلى إثارة الفضول لديه.
"لقد كانت العراق على رادار وجهات السفر التي أرغب بزيارتها لسنوات"، هكذا قال دريسكيل، الذي قادته رحلته التي استمرت 12 يومًا مع شركة "بالعطلة"، وهي شركة سياحة عراقية، إلى أسواق عمرها قرون في بغداد ومزارات شيعية مقدّسة في مدينة كربلاء، على بعد ساعة جنوبًا.
وتابع: "لطالما كنت منجذبا إلى الوجهات غير المألوفة، وخاصة تلك التي تحذّر وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر إليها. وبصرف النظر عن الديناميكيات السياسية، فقد وجدت باستمرار إنسانية مشتركة تجمع بيننا. في مخيلتي، افترضت أن العراق سيكون على الأرجح مماثلا".
تحتضن العراق مناظر طبيعية خلابة مثل جبال زاغروسCredit: Courtesy Untamed Bordersوقد شهد العراق فترة من الاستقرار النسبي منذ هزيمة تنظيم "داعش" في عام 2017، رغم من أن القوات الأمريكية تواصل تنفيذ الضربات الجوية والغارات على معاقل التنظيم، بما في ذلك عملية مشتركة مع القوات العراقية في أغسطس/ آب 2024 التي شهدت مقتل 14 من مقاتلي داعش. ومنذ عام 2021، انتعشت السياحة عندما بدأت الحكومة الاتحادية العراقية في تقديم تأشيرات عند الوصول إلى مطار بغداد الدولي لـ 30 جنسية، بما في ذلك مواطني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وبحسب موقع "كردستان كرونيكل"، حددت هيئة السياحة التابعة لحكومة إقليم كردستان لنفسها هدفًا يتمثّل في استقبال 20 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030. ومن المرجح أن يكون معظم هؤلاء من السكان المحليين وفقًا لشبكة "رووداو" الإعلامية التي تتخذ من كردستان مقرًا لها، فإن ربع السياح في عام 2023 كانوا زوارًا دوليين. وفي عام 2023، تجاوزت المنطقة حاجز السبعة ملايين، وفقًا لأرقام حكومية.
ويشير منظمو الرحلات إلى أنهم يشهدون طفرة في الطلب على زيارة العراق. وقد أطلقت شركة "Lupine Travel"، وهي شركة بريطانية متخصصة في وجهات أقل شهرة، جولات إلى كردستان العراق في عام 2014 والعراق في عام 2018.
وقال روبرت كايل مولينا، مدير الرحلات لدى شركة Lupine Travel، لـ CNN: "لقد شهدنا زيادة ملحوظة للغاية في الطلب على السفر إلى العراق. خاصة إلى أماكن مثل بغداد وبابل والموصل. كل عام يتضاعف الطلب. وقبل عامين قمنا برحلة واحدة، وفي العام الماضي رحلتان وهذا العام أربع رحلات. والوقت مناسب للزيارة".