في ظاهرة غريبة انتشر الكثير من القرود في شوارع مدينة لدوبوري في تايلاند، مما أثار الخوف والهلع للسياح وعرضهم للابتعاد، وكذلك أضطرت الشركات والمحال التجارية على الإغلاق.
وأشارت تقارير إعلامية، أن عدد مهول مكونا من نحو 3500 قرد اجتاحوا وسط المدينة، مما اضطرالكثير من المتاجر والشركات بالغلق ووقف عمليات البيع والشراء بأحد المراكز التجارية المعروفة بالمدينة، بعد أن ضايقت «قرود المكاك» العملاء، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك بوست».


ويذكر سوراتشا تشانبراسيت، نائبا مركزا « بإنجيا » للتسوق، أن عدد كبير من القرود قد توغل داخل  المركز التجاري للتسلق وإزعاج العملاء الذين يأتون للتسوق، وغالبا ما يجعل أصحاب الأعمال الصغيرة المستأجرين مساحة لبيع سلعهم إلى إصلاح الأضرار التي تلحق ببضاعتهم كل شهر، مضيفا أنه تم طرح المركز التجاري للبيع قبل عامين ولكن لم يأت مشترون .
وأضاف: سابقا زار مستثمر صيني المنطقة للتحقق من جدوى الاستثمار، ولكن عندما أدرك أن هناك مشكلة تهدد قلب المدينة لم يتم حلها، قام بتأجيل الاستثمار دون جدوي ».
وصرحت غرفة تجارة « لدوبوري » إن وسط المدينة، الذي كان في يوم من الأيام منطقة تجارية رئيسية، أصبح الآن مهجور وينهار، كما صرح رئيس الغرفة بونجساتورن تشايشانابيش قائلا: «يتعين على الحكومة أن تقرر على مستوى السياسة كيف ستطور لدوبوري كمدينة تاريخية بها العديد من المواقع التاريخية وكيف ستساعد الحكومة في تعزيز السياحة في المقاطعة وجذب المزيد من السياح».
حيث يعقد مهرجان سنوي للقرود في المنطقة كفكرة لشكر السياح على زيارة المدينة، ولكن في السنوات الأخيرة  انتشرت في المدينة زيادة في المشكلات التي تنتج عن زيادة عدد القرود، ففي عام 2020، تم تصوير مئات «الماك» من عصابتين متنافستين تقاتلان بعضهما البعض في شوارع المدينة.
وقام المسؤولون المحليون بالحفاظ على أعداد القرود من خلال برامج التعقيم الطبي  الجماعي، ومن المتوقع أن يجري المسؤولون الحكوميون في المنطقة مذكرة تفاهم مع إدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية والحفاظ على النباتات لإيجاد حلول مشتركة لحل المشكلة .

2312933_0 2312931_0

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: في مدينة تايلاند أصحاب الأعمال الصغيرة المراكز التجارية

إقرأ أيضاً:

الهروب من الواقع

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

 

الهروب، في معناه الأعمق، لا يقتصر على الفرار من سجنٍ أو الهروب من مكانٍ معين إلى مكان آخر؛ بل هو فعل نفسي وروحي يلجأ إليه الإنسان عندما يشعر أن واقعه أصبح عبئًا لا يُحتمل، أو ما يسمى بالهروب من الواقع و هو محاولة لا إرادية للابتعاد عن حياةٍ لا ترضيه، أو ضغوطٍ تفوق قدرته على الاحتمال، أو حتى عن مشاعر تؤلمه ولا يجد لها حلًا؛ فهو ليس مجرد فعل مادي؛ بل حالة ذهنية معقدة، يختار فيها الإنسان- بوعي أو بدون وعي- أن يُغلق عينيه عن بعض الأمور التي هي في الحقيقة أمر واقع، بحثًا عن عالم بديل لربما أكثر اطمئنانا لروحه ونفسه أو لربما أكثر رحمة لراحة باله، لكن الإنسان في كثير من الأحيان، لا يدرك أن هذا الهروب قد يتحول إلى سجن جديد، أكثر قسوة مما هرب منه في البداية.

وتتعدد أشكال الهروب وتتنوع بين الظاهر والخفي، فهناك من يهرب بالانعزال، يبتعد عن الناس ويغرق في وحدته، كأنما يحاول الاختباء داخل قوقعته بعيدًا عن ضجيج العالم والناس أو ما يزعجه، وهناك من يهرب إلى الخيال، يخلق قصصًا داخل رأسه يعيشها وكأنها واقع، ينسج حكايات عن حياةٍ لم يعشها، أو يستعيد ذكريات ماضٍ جميل ليهرب من حاضرٍ مؤلم يعيشه، والبعض يختبئ خلف انشغاله المستمر، يغرق في العمل بلا هوادة، ليس حبًا في العمل بحد ذاته أو الإنتاج، بل خوفًا من لحظة فراغ تجبره على مواجهة ما يزعجه ويقض مضجعه، وآخرون قد يجدون مهربهم في السفر، يظنون أن الأماكن البديلة ستمنحهم الراحة المطلوبة، لكنهم سرعان ما يكتشفون أنَّ ما يهربون منه يسافر معهم، يسكن داخلهم ولا يمكن التخلص منه بمجرد تغيير الجغرافيا أو البلدان.

وهناك مع الأسف من يهرب إلى الإدمان، سواء كان إدمان المخدرات، الكحول، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى النوم لساعات طويلة، بحثًا عن لحظات من النسيان، دون أن يدركوا أنَّ هذا النسيان مؤقت، وأن الألم سيعود أقوى كلما انتهى تأثير الهروب.

لكن، لماذا يهرب الإنسان؟ ما الذي يدفعه إلى الانفصال عن واقعه؟

الأسباب كثيرة ومتنوعة، لكنها جميعها تنبع من إحساس عميق بالعجز أو الألم، فقد يكون السبب حبًا لم يكتمل، علاقة انتهت قبل أوانها، أو مشاعر لم تجد طريقها إلى النور، وقد يكون ضغطًا ماليًا يُثقل كاهله، يجعله يشعر بأنه محاصر في دائرة لا مخرج منها، أو وظيفة مرهقة لا تمنحه أي شعور بالإنجاز أو الطموح، وربما قد يكون السبب بيئة أسرية غير ملائمة، أو مجتمعًا يضع أمامه معايير لا تتناسب مع طبيعته وأحلامه وهناك أسباب أخرى عديدة لا يُمكن حصرها؛ فيصبح الهروب خيارًا مغريًا، كأنما هو طوق نجاة من بحرٍ هائج، لكنه في الحقيقة قد يكون مجرد وهم يُغرق صاحبه أكثر.

لكن السؤال الأهم هو: هل الهروب حل؟ هل يمكن للإنسان أن يهرب من مما يؤرقه حقًا، أم أنه يؤجل المواجهة فقط؟ الواقع أن الهروب لا يمحو المشكلة، بل يجعلها تكبر في الظل، فتكبر وتتحول إلى شيء أكبر يصعب السيطرة عليه لاحقًا، فالمشاكل لا تزول بالتجاهل، بل بالمواجهة، والهروب المستمر يجعل الإنسان أضعف أمامها كلما عاد لمواجهتها من جديد، إنه يمنح راحة مؤقتة، لكنه في الوقت نفسه يسرق من الإنسان قدرته على التكيف، على إيجاد حلول حقيقية، لاستعادة السيطرة على حياته.

لكن، هل يمكن أن يكون الهروب إيجابيًا؟ ربما، إذا كان هروبًا مؤقتًا بهدف إعادة ترتيب النفس والتفكير بهدوء فأحيانًا يحتاج الإنسان إلى خطوة للخلف، إلى مساحة من العُزلة ليُعيد تقييم الأمور، ليجد طريقة أفضل للتعامل مع أزماته، لكن الفرق بين الهروب المؤقت والهروب المزمن هو أن الأول يمنح الإنسان فرصة للعودة أقوى، بينما الثاني يسلبه قدرته على العودة تمامًا.

 وحتى نكون منصفين الهروب ليس دائمًا فعلًا سلبيًا، لكنه ليس حلًا أيضًا، فالمواجهة رغم صعوبتها، هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمات، والتغيير الحقيقي لا يحدث بالفرار، بل بالقدرة على الصمود وإعادة تشكيل الواقع بوعي وإصرار فقد يكون الواقع مؤلمًا، لكن مواجهته هي السبيل الوحيد، بينما الهروب قد يبدو راحة، لكنه في النهاية مجرد وهم جديد يطارد صاحبه أينما ذهب فهو إغراءً مؤقتًا يشبه السراب الذي يمنحك الوهم دون أن يروي عطشك فكلما هربت وجدت أن المشكلات ما زالت تلاحقك، وربما أصبحت أكبر مما كانت عليه فالحياة لا تنتظر الفارين، بل تكافئ من يواجهونها بشجاعة.

ختاما.. المواجهة ليست مسؤولية فردية فقط؛ بل هي مسؤولية مشتركة علينا كأسرة أو مجتمع أن نمدّ يد العون والمساعدة قدر ما نستطيع لمن يشعرون أنهم عالقون في أي أمر يدفعهم للهروب منه، وأن نصنع لهم بيئة داعمة تساعدهم على الوقوف من جديد، فالحياة تصبح أيسر حين نواجهها معًا، لا حين نترك بعضنا يغرق في وهم الهروب!

مقالات مشابهة

  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا
  • بفضل عروضها الثقافية والروحانية الفريدة..مراكش تجذب السياح خلال شهر رمضان المبارك
  • عاجل. أوكرانيا تخسر سودزها أكبر مدينة كانت تحتلها في منطقة كورسك الروسية
  • أمير الشرقية يدشن حملة “جسر الأمل” التي أطلقتها لجنة “تراحم”
  • محافظ الدقهلية يتفقد شوارع مدينة المنصورة ويدرس زيادة عدد شركات النظافة
  • وزيرة التنمية المحلية توجه بمعالجة التشوهات البصرية على واجهات عمارات العتبة
  • ليالي رمضان.. الفوانيس المضيئة تُزين شوارع مدينة الباحة
  • أمل جديد.. دواء يعالج القرود المصابة بإيبولا
  • الهروب من الواقع
  • بلدية الأصابعة تصدر بياناً حول الحرائق التي أصابت المدينة