قالت صحيفة "غلوبز" الإسرائيلية إن أبراج المكاتب التي اعتادت أن تكون مزدهرة في تل أبيب ورمات غان تتحمل الآن عبء أزمة متصاعدة.

ويكشف تقرير استقصائي أجرته الصحيفة أن المساحات المكتبية المرموقة، التي كانت مطلوبة بشكل كبير في السابق، أصبحت الآن مهجورة مع عشرات الآلاف من الأمتار المربعة الفارغة، وتشير الصحيفة إلى أن ما يثير القلق أكثر أن نحو 500 ألف متر مربع إضافية قيد الإنشاء حاليا.

ولفت التقرير إلى أنه قبل عامين كانت هذه الأبراج تتمتع بمعدلات إشغال كاملة، حيث كانت الشركات بالكاد تؤمن مساحات لها فيها. ولكن الآن، أصبحت طوابق كاملة في هذه الأبراج البارزة مثل مركز عزرائيلي وعلى طول شارع يغال ألون مهجورة، وهو مؤشر إلى تراجع كبير في السوق.

ويشير تقرير لمركز "جيوكارتوغرافي" البحثي، إلى أن نحو 80 ألف متر مربع من المساحات المكتبية لا تزال غير مشغولة في تل أبيب ورمات غان. فيما يقدر الرئيس التنفيذي السابق لشركة "سي بي آر إيه إسرائيل" جاكي موكميل، أن الرقم الحقيقي أعلى بـ5 مرات على الأقل، حيث يصل إلى 1.7 مليون متر مربع بين نتانيا وحولون، ونحو ربع أبراج تل أبيب.

التقرير يشير إلى انخفاض طرأ على أسعار الإيجارات بنسب تصل إلى 30٪ في بعض المكاتب (الجزيرة) طوفان الأقصى تفاقم الأزمة

ويذكر تقرير "غلوبز" أن تغيرات جوهرية أدت إلى التحول في الطلب على المكاتب، كان أهمها ترسخ مبدأ العمل عن بعد، والذي تسارعت آثاره بسبب جائحة كورونا التي تفشت في عامي 2020 و2021، وتصاعدت وتيرته أكثر بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وما أعقبها من عدوان إسرائيلي شرس على قطاع غزة.

ويكشف استطلاع أجرته "غلوبز" أن أبراج المكاتب المرموقة في تل أبيب ورمات غان تعاني من زيادة في المساحة تزيد عن 15%. وتبدو العديد من المكاتب نصف فارغة بسبب عمل الموظفين عن بعد، ولم تقم الشركات، الملتزمة بعقود الإيجار، بإعادة المساحات الفائضة إلى أصحاب العقارات، كما أن الأحداث الأخيرة في ظل الحرب أوقفت سعي الكثيرين للتوجه في زيادة الاستثمار انتظارا إلى ما ستؤول إليه الأمور.

في حين يشير التقرير إلى انخفاض طرأ على أسعار الإيجارات بنسب تصل إلى 30% في بعض المكاتب.

واعتبرت صحيفة غلوبز في تقرير سابق أن عام 2023 الأسوأ بسوق العقارات في إسرائيل منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، وذلك بعد إضافة بيانات ديسمبر/كانون الأول المنصرم.

وتضيف هذه الصحيفة الإسرائيلية المتخصصة بالاقتصاد أن البيانات تنفي مزاعم مطوري العقارات الإسرائيليين بأن ثمة انتعاشا بالسوق، رغم أن التقرير الأخير لكبير الاقتصاديين بالمالية يشير إلى تحسن ما في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مقارنة بأكتوبر/تشرين الأول السابق عليه الذي شهد انطلاق العدوان على قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟

وتساءل مقدم البرنامج فيصل القاسم عمّا إذا كان هذا الهجوم قد أعاد الحياة للقضية الفلسطينية التي كادت أن تُنسى، مشيرًا إلى التفاعل العالمي مع العلم الفلسطيني والتظاهرات المؤيدة في مختلف العواصم. لكنه في المقابل، أثار تساؤلات عن الأضرار التي لحقت بقطاع غزة ومستقبل المقاومة.

وقال اللواء الدكتور فايز الدويري إن "طوفان الأقصى" أعاد الحياة للقضية الفلسطينية التي كانت في مرحلة النسيان، خاصة في أجندات الدول العربية والدولية.

وأوضح الدويري أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان له تأثير عميق في إحياء القضية الفلسطينية، فقد أصبح موضوع فلسطين حديث الجميع، بعدما كادت قضيته تندثر وسط أولويات السياسة الإقليمية والدولية.

وأشار اللواء الدويري إلى أن بروز التيار اليميني المتشدد في إسرائيل، الذي يمثله الوزيران الإسرائيليان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أسهم في فضح السياسات الإسرائيلية التوسعية، فقد أصبحت الخرائط المعلنة تشمل أجزاء من الدول العربية.

وأضاف أن القضية الفلسطينية تُبرز صمودها أمام هذه السياسات الاستيطانية، بما يعيد التأكيد أنها قضية وطنية وليست مجرد نزاع سياسي.

ورغم إشادته بهذا الإحياء، أكد الدويري أن التحديات التي تواجه المقاومة كبيرة، إذ كانت التوقعات الأولية تشير إلى أن الحرب لن تستمر أكثر من 3 أشهر، غير أن الرهان على الدعم العربي لم يتحقق، مما جعل المقاومة تواجه ظروفًا أصعب.

وأشار إلى أن النضال الفلسطيني يجب أن يستمر، ففلسطين لن تقبل القسمة وستبقى عربية، ما دام هناك إصرار على إبقاء شعلة المقاومة مشتعلة.

أهداف مبالغ فيها

في المقابل، اعتبر الباحث في الشأن السياسي نضال السبع أن فكرة إحياء القضية الفلسطينية مبالغ فيها، مؤكدًا أن القضية لم تكن في حالة موت حتى يعاد إحياؤها، فهناك أكثر من 11 مليون فلسطيني يطالبون بحقوقهم، وذلك يُثبت أن القضية ما زالت حية.

وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقيادات الفلسطينية تحدثت عن أهداف كبيرة عقب "طوفان الأقصى" مثل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ورفع الحصار عن غزة، لكن لم يتحقق شيء من هذه الأهداف، وفق تعبيره.

وانتقد السبع سقف التوقعات العالي الذي رفعته حركة حماس، حيث تضاءلت الطموحات إلى مستويات تتعلق بإدخال مواد غذائية وأدوية فقط إلى قطاع غزة.

ورأى أن الوضع الحالي يعكس حالة من التراجع، فقد أصبحت المقاومة تواجه مصاعب اقتصادية وإمدادات ضعيفة، وذلك يجعل صمودها أمام التحديات أمرًا صعبًا.

وفي تحليله للواقع، رأى السبع أن هناك حاجة إلى إعادة قراءة شاملة للمشهد بعيدا عن الشعبوية، معتبرا أن الحالة الراهنة لا تمثل انتصارا للمقاومة بل تُشكل هزيمة كبرى تفوق هزائم تاريخية سابقة، مثل هزيمة 1948 وهزيمة 1967، كما وصفها.

ودعا إلى ضرورة التحلّي بالواقعية والتفكير في السبل التي تعزز مقومات الصمود داخل قطاع غزة.

واستعرض الضيوف ما وصفه بعضهم بالتلازم بين مسارات متناقضة، فقد أشاد اللواء الدويري بقدرة المقاومة على إبقاء القضية الفلسطينية في الواجهة رغم الظروف الصعبة، أما السبع فأشار إلى أن القادة الفلسطينيين بحاجة إلى إعادة تقييم أهدافهم وإستراتيجياتهم في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المعقدة.

وبينما استمر النقاش بين الدويري والسبع، طرح القاسم تساؤلات عن مدى قدرة المقاومة الفلسطينية على مواجهة التحديات الحالية، ودور الدول العربية في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية.

12/11/2024

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ405 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • فوضى بوزارة حرب الاحتلال.. استقالات وإقالات منذ عملية طوفان الأقصى (صور)
  • تكريم خريجي دورات “طوفان الأقصى” من موظفي الوحدة
  • ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي يعلنون استياءهم بسبب تحقيقات "طوفان الأقصى"
  • إنتعاشة فنية لـ ميرنا نور الدين.. تعرف على أبرز الأعمال التي تنتظر عرضها (تقرير)
  • يحيى السِّنوار (أبو إبراهيم) .. نور الوعد واليقين
  • تطورات اليوم الـ404 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟
  • الأغاني التي فضحت الخيانة.. أبرز الأعمال التي أثارت الجدل (تقرير)
  • تطورات اليوم الـ403 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة