مناقشة كتاب "رحيق الجميز" للكاتب فكري داود بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
شهدت قاعة" فكر وإبداع"، ضمن محور الأعمال القصصية بالبرنامج الثقافي لمعرض الكتاب في دورته الـ 55، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "رحيق الجميز" للكاتب فكري داود، والصادرة ضمن سلسلة الكتاب السردي بنادي القصة، والتي ناقشها الدكتور أدهم مسعود، والكاتب عزت الخضري، وأدارها الناقد فرج مجاهد.
في البداية، قال الدكتور أدهم مسعود، إن مجموعة القصص "رحيق الجميز" تستند إلى حكايات يتذكر فيها السارد أمه ذات الخصر النحيل والشعر الفاحم.
وأوضح مسعود، أن السارد يتعامل مع القصص من خلال الحوار والسرد والوصف، مبنياً ذلك على نشأته الشخصية، حيث تعكس دلالاتها القارئ إلى فترة الطفولة والنشأة، التي كانت تتسم بالبراءة والتأقلم مع طبيعة جميلة وأمور بساطة.
وأضاف "مسعود" أن الكاتب فكري داود قد رسم صورة لعالم الطفولة والروابط التي تربطه بأفراد الأسرة والأقران والأشياء والطبيعة. يظهر لي أن التخيل الذاتي هو الأساس الذي اعتمدت عليه حكايات هذه القصص، وبالتالي، لا يوجد اضطراب يعيشه شخصيات القصص في طفولتها.
وأشار "مسعود" إلى أن الكاتب أراد لأحداث قصصه أن تكون لها مرجعية واقعية، إذ قام بإخفاء الدلالات المدمرة الكبرى التي تضع القارئ أمام تحولات هذا الصخب الذي يعيشه في حياته المعاصرة. ودعا إلى أن يتأمل القارئ في حياة القرى المليئة بالسهولة والبساطة وفطريات الحياة فيها، والتي لا تتحمل المشقات. وإذا كانت النصوص تنقسم وفقًا لآفاق توقعات المتلقي لها، بين ما يلبي توقعات القارئ أو معاناته أو تغييرها.
من جانبه، قال الكاتب فرج مجاهد إن الكاتب فكري داود كان مكرسًا لمشروع القرية المصرية، الذي يقدم رؤية للبيئة الريفية ووصفًا للحياة في الريف وعلاقات الناس ببعضهم البعض، سواء في المنازل أو في الحقول. وقد كتب بإخلاص عن عدة جوانب.
وفي هذا السياق، أكد الكاتب عزت الخضري أن فكري داود تمكن من فهم التحولات الاجتماعية التي شهدتها القرية منذ ثورة يوليو.
وأشار "الخضري" إلى أن مصطلح "الرحيق" يشير إلى السائل السكري الذي يتواجد على زهرة النباتات ويعتبر الغذاء الأساسي للنحل. أما "الجميز" فهو شجرة ذات رائحة طيبة، وقد تسلط الضوء على عالم هام يتعلق بالحياة اليومية في القرية، مما يهدف القاص من خلاله إلى استكشاف حياة المجتمعات وقيمها التي تتوارثها عبر الأجيال، والتعرف على طموحاتها وآمالها ورضاها تجاه الحياة والحكمة التي تتراكم عبر العصور.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأعمال القصصية معرض الكتاب إلى أن
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تصدر «الخيال عند ابن عربي» لـ سليمان العطار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «الخيال عند ابن عربي» النظرية والمجالات، للدكتور سليمان العطار، ومن تحرير وتقديم قحطان الفرج الله.
العطار في هذا الكتاب لم ينظر لابن عربي بعده شاعرًا، وهو ليس كذلك، غهو فيلسوف غزير الإنتاج عميق الفكر، وهو في مقدمة فلاسفة الإسلام الذين تركوا أثرًا واضحًا ما زال يتفاعل حتى يومنا هذا في محافل الدرس الأكاديمي وخارجه.
مدخل العطار لطرح نظريته في الخلق الإبداعي ينطلق من تسليط مجهر البحث العلمي نحو أدوات الخلق التي تجعل من النص المتولد من الخيال خلقًا منفصلًا قابلًا لحالات الموت والولادة والتطور والتجديد غير قابل للفناء أو العدم.
وناقش العطار في هذا الكتاب الفريد، حضرة الخيال التي لا يعتريها وهم الوهم، سواء كان عند الإنسان بمفهومه الضيق وهو الآدمي أو بمفهومه الواسع وهو العالم، فإن خياله يخلو من الوهم ويعلو على التقليد في النظر إلى الأشياء.. فالعقل يخطئ أي يقع في الوهم، ويخيل له الخيال دون أن يدري أن هذا حق، لأن الخيال لا يخطئ، وهذا هو التخييل، الوهم قوة من قوى النفس يرمز لها ابن عربي بالشيطان.
ويقول العطار في تقديمه للكتاب: «علينا أن نوقظ الوعي بالنهضة حتى تتجاوز طور التشبث بالبقاء إلى طور صنع المستقبل، وهذه اليقظة لبناتها الأولى هي إحياء الفكر الخالد الذي تجاوزنا به العصور الوسيطة على درب النهضة والحداثة قبل أن تعرفهما أوروبا، ومن الطريف أن معظم هذا الفكر كان نابعًا من الأندلس، هذا البرزخ الذي أطل علينا دائما، كما أطل بنا على الجهة الأخرى على الغرب، ويبدو أن الأندلس كانت القاع الذي يترسب فيه الناتج الأخير لكل تفاعل كيماوي عربي، هذه الملاحظة المثيرة، تستحق الاهتمام من الدارسين لخط سير الحضارة والفنون والأدب في تاريخ العرب في طوره الإسلامي الوسيط».