صحيفة الاتحاد:
2025-01-30@14:50:17 GMT

أطبّاء يحذّرون مرضى السرطان من ممارسات خطيرة

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

بات كثر من مرضى السرطان يتبعون نظاماً غذائياً قائماً على الصيام ظناً منهم أنهم، بحرمان أنفسهم من الطعام، يساهمون في "تجويع الورم" أو يعوّدون أنفسهم "على تحمّل العلاج الكيميائي بشكل أفضل".
لكنّ الأطباء ينبّهون إلى أن هذه النظريات، التي تتفشى كالعدوى، هي مجرّد تضليل إعلامي، إذ إن هذه الحمية لا تحمي من المرض الخبيث بل تعرّض المرضى لمخاطر "جمّة".


وشوهدت عشرات آلاف المرات عبر موقع يوتيوب مقاطع فيديو لأشخاص يقولون إنهم "تعافوا" أو آخرون يصفون أنفسهم بـ"المعالجين" يؤكدون أنّ الصيام يشكل "علاجاً سريعاً للسرطان" بطريقة "طبيعية بحتة".
يوصي بعضهم بالصيام التام تحديداً خلال الأيام التي تسبق العلاج الكيميائي وبالخروج إلى الهواء الطلق "للتغذية على الضوء"، بينما يمتدح آخرون مزايا اتباع نظام غذائي يعتمد حصراً على السوائل (صيام الماء).
وهذه الحمية هي "إحدى العلاجات المعجزة التي يروّج لها المعالجون الطبيعيون تحديداً"، على ما يقول دوناتيان لو فايان، رئيس "ميفيلود"، وهو قسم في وزارة الداخلية الفرنسية يتولى رصد المجموعات التي تجعل أتباعها في حال خضوع نفسي أو جسدي وتحرمهم تالياً جزءاً من قراراهم الحر.
يضيف "عندما يؤدي ذلك إلى تخلي المريض عن العلاج. وبالتالي، خسارته فرصته في النجاة، يصبح هذا الحديث جريمة جنائية". ودان القضاء الفرنسي معالجا طبيعيا يدعى إريك غاندون في تور (وسط)، بعد وفاة عدة مشاركين معه في دورات صيام الماء، بينهم أشخاص مصابون بالسرطان.
ويشير لو فايان إلى أن "ضعف المرضى يكون كبيراً جداً تحديداً عند إعلامهم بإصابتهم بالسرطان"، إذ يصبح بعضهم حساساً جداً "لنظريات المؤامرة المناهضة للأدوية، والتي أصبحت شائعة عبر الشبكات الاجتماعية تحديداً".
- "تجويع كامل الجسم"
يلفت لو فايان أيضاً إلى نقص الكبير في القوانين، ويقول "عندما نكتب سؤال +كيف تتغلب على السرطان؟+ عبر الإنترنت، يظهر محتوى خطر جداً وأفكار جنونية".
وفائدة الصيام لمحاربة السرطان مبنية على ملاحظة تبدو منطقية، فكون الخلايا السرطانية "تتمتع بشهية كبيرة" يُعدّ حرمانها من الطعام خطوة مساعدة للقضاء عليها.
يقول البروفيسور برنار سرور، وهو عالم أوبئة في "معهد إنراي للبحوث الفرنسية المعنية بالزراعة والغذاء والبيئة"، إنّ "الخلايا السرطانية تستهلك السكّر أكثر بمرتين إلى ثلاث مرات من الخلايا الطبيعية".
ويتابع "لكنّ المشكلة تكمن في أنّنا عندما نعتمد الصيام لا نكون قد جوّعنا الأورام السرطانية فحسب بل الجسم بأكمله".
ويعتبر أنّ هذه الطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية لأنّ "الخلايا السرطانية ستستمد مواردها من الكتلة العضلية مثلاً".
ويشير المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في فرنسا إلى أنّ هذه الخلايا تتمتع "بقدرات كبيرة جداً على التكيف". ويذكر، عبر موقعه الإلكتروني، أنّ الدراسات المتمحورة على فوائد هذه الممارسة "غير مؤكدة بصورة كبيرة".
بعد مراجعة عشرات الدراسات، خلصت شبكة "ناكر" في تقرير لها عام 2017، إلى عدم وجود دليل على تأثير الصيام لدى البشر "في الوقاية من المرض أو في محاربته" (سواء أكان التأثير علاجيا أو تفاعليا مع علاجات السرطان").
- يقظة المقربين
يقول البروفيسور سرور إنّ الفائدة من هذا الأسلوب هي صفر مقابل مواجهة المريض مخاطر "هائلة"، مضيفاً "إذا كنتم بصحة جيدة وتريدون الاستماع إلى أجسامكم، فيمكن اعتماد الصيام. لكن إذا كنتم مصابين بالسرطان، فاللجوء إليه قد يكون خطراً جداً".
ويحذر من أن الصيام قد يزيد من خطر التسمم من العلاج ويقلل من فاعليته. وقد يتسبب بضعف عضلي وسوء تغذية، وهما عاملان يهددان حياة المريض، إذ إن سوء التغذية هو السبب المباشر لوفاة 5 إلى 25% من مرضى السرطان.
ويؤكد أنّ أطباء الأورام عليهم تشجيع المرضى على تناول "ما يرغبون به، لأنّ المريض ينبغي أن يكون قويا بما يكفي لتحمل الآثار الجانبية للعلاجات، كما أنّ تناول الطعام بشكل جيد مسألة صعبة لأنّ الشهية على الأكل تتضرر نتيجة العلاج الكيميائي".
ويشير إلى أن "مرضى السرطان مستعدون لتجربة أي شيء. لذا، من الضروري أن يرافقهم شخص ما وأن يخضعوا لمراقبة بهدف رصد أي سوء تغذية قد يتعرضون له وحلّ المشكلة سريعاً".
ويوفر قسم "ميفيلود" نصائح للمقربين من المصاب بالسرطان، بينها ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال عزل المريض نفسه عن محيطه أو عن الأطباء، أو أظهر رغبة في وقف علاجه أو أنفق مبالغ كبيرة على ما يسمّى "العلاجات البديلة".

أخبار ذات صلة إطلاق أول كتاب عن رعاية السرطان في الإمارات «الصحة العالمية» تحذّر من ارتفاع كبير لإصابات السرطان المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السرطان تجويع مرضى السرطان إلى أن

إقرأ أيضاً:

العلاج الإشعاعي السريع| ثورة في مكافحة السرطان ونتائج فعالة بأقل الأضرار ووقت أقل

يعد مرض السرطان من أكثر الأمراض التي تثير القلق على مستوى العالم، نظرا لانتشاره الواسع وتأثيراته المدمرة على صحة الإنسان. 

وقد شهد مجال علاج السرطان تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت العديد من الأساليب العلاجية المتقدمة التي تسعى إلى مكافحة الأورام بشكل فعال مع تقليل الآثار الجانبية. 

العلاج الإشعاعي السريع 

ومن بين هذه التطورات الحديثة، يظهر العلاج الإشعاعي السريع (FLASH) كأحد الأساليب الواعدة التي تعد بتغيير طريقة التعامل مع السرطان، إذ يعكس هذا العلاج قدرات جديدة لمكافحة الأورام مع تقليل الأضرار التي قد تلحق بالأنسجة السليمة المحيطة.

والعلاج الإشعاعي السريع، الذي يعرف أيضا بالعلاج الإشعاعي فلاش (FLASH-RT)، هو تقنية علاجية مبتكرة تعتمد على توصيل جرعات إشعاعية عالية جدا في فترة زمنية قصيرة جدا، لا تتجاوز الثانية. 

هذا العلاج يعد نقلة نوعية مقارنة بالعلاج الإشعاعي التقليدي، الذي يتطلب عادة جلسات متعددة ومتتابعة على مدار عدة أسابيع، ما قد يؤدي إلى تعرض الأنسجة السليمة المجاورة للأورام لتأثيرات سلبية.

كيف يعمل العلاج الإشعاعي السريع؟

ويتمثل الفرق الرئيسي بين العلاج الإشعاعي التقليدي والعلاج الإشعاعي السريع في طريقة توصيل الإشعاع. 

في العلاج التقليدي، يتم تقديم الإشعاع بشكل تدريجي على مدى عدة جلسات. 

في المقابل، يعتمد العلاج الإشعاعي السريع على إيصال جرعات إشعاعية عالية الكثافة في فترة زمنية قصيرة للغاية.

وهذه الجرعات المكثفة تسبب ما يُعرف بتأثير "الفلاش" الذي يتمثل في قدرة الإشعاع على تدمير الخلايا السرطانية دون التأثير المفرط على الأنسجة السليمة المحيطة.

وهذا التأثير يساعد على تقليل الأضرار التي قد تلحق بالأعضاء السليمة مثل الدماغ أو الأنسجة المحيطة بالورم.

فوائد العلاج الإشعاعي السريع

ومن أبرز الفوائد التي يوفرها العلاج الإشعاعي السريع:

تقليل عدد الجلسات: يمكن أن يحتاج المريض إلى جلسة واحدة فقط من العلاج، أو عدد قليل من الجلسات التي تستغرق وقتا قصيرا للغاية، مما يقلل من التكاليف ويسهل العلاج.تقليل الأضرار للأنسجة السليمة: تظهر الدراسات أن العلاج السريع يقلل بشكل كبير من الأضرار التي تلحق بالأنسجة السليمة المجاورة للورم، مما يقلل من الآثار الجانبية المترتبة على العلاج.زيادة جرعات الإشعاع: مع توفر إمكانية توصيل جرعات إشعاعية أعلى، يمكن للمريض تلقي علاج فعال أكبر مما كان ممكنا في الماضي، خاصة في حالات الأورام المقاومة.تحسين معدلات الشفاء: يؤدي العلاج السريع إلى تحسين فرص الشفاء، خاصة في حالات الأورام التي كانت تقاوم العلاج التقليدي.علاقة غريبة بين الباذنجان والسرطان .. اكتشفهاإطلاق لقاح جديد للوقاية والعلاج من السرطانالمخاوف والتحديات

وعلى الرغم من الفوائد المترتبة على العلاج الإشعاعي السريع، لا تزال هناك بعض المخاوف حول كيفية تأثير هذه التقنية على الجسم بشكل عام.

ويشير الخبراء إلى أن هناك العديد من الجوانب المجهولة التي تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة لفهم كيفية عمل العلاج بشكل كامل.

كما أن هناك العديد من النظريات المختلفة حول كيفية تأثير الجرعات العالية من الإشعاع على الأورام، إضافة إلى التأثيرات المحتملة على بيئة الورم. 

وعلى الرغم من تقدم الأبحاث، إلا أن العلماء لا يزالون يعملون على التوصل إلى آليات واضحة تفسر كيفية عمل هذه التقنية بشكل فعّال وآمن على المدى الطويل.

 جدير بالذكر أن العلاج الإشعاعي السريع يمثل خطوة كبيرة نحو تطوير أساليب علاج السرطان.

ويتميز هذا العلاج بقدرته على توصيل جرعات إشعاعية عالية في وقت قصير، ما يقلل من عدد الجلسات ويحد من الأضرار التي تلحق بالأنسجة السليمة.

 ورغم أن هذا العلاج يبدو واعدا، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من البحث لفهم آثاره طويلة المدى، ومن المؤكد أن هذه التقنية تحمل الأمل في توفير علاج أكثر فعالية وأقل تأثيرا على المرضى في المستقبل.

مؤتمر سرطان الثدي بالقاهرة يستضيف 60 خبيرًا دوليًا لبحث سبل تحسين الرعاية الصحيةمفاجأة .. ٤ أكواب قهوة يوميا تقي السرطان

مقالات مشابهة

  • MSD تكشف عن رؤى دراسة طرابلس لمرضي السرطان
  • دراسة تكشف عن إمكانية بدء خطر الإصابة بالسرطان قبل الولادة
  • اللياقة البدنية قد تكون السلاح الأقوى في مواجهة السرطان
  • عبر تتبع الخلايا.. لقاح بريطاني للسرطان يكتشف المرض قبل الإصابة به بـ20 عاما
  • ثورة في علاج السرطان بأسرع وقت | تفاصيل
  • أهمية ممارسة الرياضة لمحاربة السرطان
  • بعد تنويه شفق نيوز.. مجلس ذي قار يلزم حكومته بتشغيل جهاز فحص مرضى السرطان
  • يذيب الورم في أقل من ثانية.. معلومات عن العلاج الإشعاعي السريع للسرطان
  • اللياقة البدنية تطيل عمر مرضى السرطان
  • العلاج الإشعاعي السريع| ثورة في مكافحة السرطان ونتائج فعالة بأقل الأضرار ووقت أقل