خطيب المسجد الحرام: من يستغل منصبه لمصلحته أو لأقاربه خائن للأمانة(فيديو)
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
قال الشيخ أسامة بن عبد الله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الأمانة أجمع لمعان وأبواب كثيرة، فمنها أمانة الإنسان على نفسه، بكمال حرصه على القيام بما أسند إليه من واجبات، وما أوكل إليه من مهمات.
وأوضح " خياط" خلال خطبة الجمعة الثالثة في رجب اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه يستلزم الإخلاص في عمله، بإجادة واتقان، تستلزمان المواظبة والمتابعة والتطوير للقدرات، وحسن الاستثمار للمواهب.
وتابع: والتوظيف المناسب والمسؤول للموارد، والحذر من تبديدها في غير ما جعلت له، أو إضاعتها فيما لم تسخر له أو توجه إليه، وقد أثنى الله على القائمين على أماناتهم، بالرعاية والعناية والاهتمام، وكمال الإخلاص في الأداء، ووعدهم بنزول الجنة دار كرامته.
واستشهد بما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ﴾، منوهًا بأن منها أن لا يستغل المرء منصبه لجر مغنم شخصي له، أو لمن يلوذ به من أقارب أو معارف أو أصدقاء بغير استحقاق.
وأضاف: كمن يستغل منصبه في تضخيم ثروته بالطرق غير المشروعة، والوسائل المحرمة، كالرشوة وغيرها من وسائل استغلال النفوذ، فكل ذلك من خيانة الأمانة التي ائتمن عليها، وأمر بحفظها، وأوكل إليه أمر صيانتها ورعايتها، وهو من "الغلول" المحرم، المتوعد عليه بالوعيد الزاجر.
واستند لما ورد في الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه وابن خزيمة في صحيحه بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ استعملناهُ على عملٍ فَرزقناهُ رزقًا، فمَا أخذ بعدَ ذلكَ فَهوَ غلولٌ"، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
وأفاد بأن الأمانة أعم من حفظ الودائع التي يستودعها بعض الناس عند بعض، وأدائها وردها إلى أصحابها كاملة غير منقوصة، امتثالًا لأمر الله تعالى برد الأمانات وأداء الودائع إلى أصحابها، في قوله تعالى ذكره: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: خطبة الجمعة خطيب المسجد الحرام الأمانة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: أخبرنا النبي ﷺ عن فضل التقوى في كثير من أحاديثه الشريفة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن عباد الرحمن يتوجهون إلى الله في سؤالهم لله أن يكونوا أئمة للمتقين، قال تعالى في تلك السورة المباركة التي تتحدث عن صفات عباد الرحمن حكاية عنهم في دعائهم : (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). فهم يدركون أهمية التقوى.
واجاب جمعة،فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، عن التقوى ما هي ؟ التقوى في لغة العرب : مشتقة من وقاه وقيا ووقاية : صانه. من قبيل اشتقاق المصدر من الفعل على مذهب الكوفيين أو التقوى ليس بمصدر بل اسم كالعلم ويؤيده ما في القاموس واتقيت الشيء وتقيته حذرته.
وهناك معاني كثيرة لها في الاصطلاح ذكرها العلماء لعل أبسطها : التباعد عن كل مضر في الآخرة، وقد ذُكر في معناها أيضا : أنها عبارة عن حجاب معنوي يتخذه العبد بينه وبين العقاب ، كما أن الحجاب المحسوس يتخذه العبد مانعا بينه وبين ما يكرهه [أحكام القرآن للجصاص].
وقد أخبر ربنا أن التقوى سبيل الفلاح، فقال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وأعلم عباده أن الله مع المتقين، ففازوا بمعية ربهم ونصرته وتأييده، قال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ). وترتبط التقوى بتذكر صفات الجلال لله سبحانه وتعالى، فيربط ربنا بين أمره بالتقوى، وبين تذكر صفات الجلال كالجبار والمنتقم وشديد العقاب، فقال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ).
وجعل ربنا التقوى هي معيار التفاضل المعتبر عنده، ونفى وجود تفاضل وتمايز بين خلقه إلا وفقا لذلك المعيار ألا وهو معيار التقوى فقال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وأخبر ربنا أن التقوى هي الوصية التي يوصي بها عباده على مر الزمان، فقال تعالى : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِياًّ حَمِيداً ).
وقد أخبر النبي ﷺ بفضل التقوى في كثير من أحاديثه الشريفة، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : «أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق»[أخرجه الترمذي]. وعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي» [أخرجه مسلم]