أستاذ لغويات : الملحد لديه خلل لنقص المعرفة بجلال الخالق
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
نظم جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الجمعة، ندوة تثقيفية بعنوان، " مشكلة الشر ودورها في نشر الإلحاد، الرؤية الفلسفية والدينية"، حاضر فيها الدكتور محمد داود، أستاذ اللغويات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، وعمرو شريف، كاتب ومفكر في مجال الإلحاد، وأدار الندوة الدكتور محمد معبد، مدير عام الشئون الفنية بالأزهر الشريف.
أوضح الدكتور محمد داود، أستاذ اللغويات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، أن نقص المعرفة بجلال الخالق عز وجل، يهوي بالملحد في الكثير من المشاكل والمغالطات، موضحا أنه عندما يستعظم هذه المشاكل في ذهنه يحدث لديه الخلل، محذرا من النظرة المقتصرة على عالم الشهادة في الدنيا، دون الوضع في الاعتبار عالم الغيب في الآخرة، مع ضرورة أن نعيد قرائتنا للتعرف على صفات الخالق، عظيم الحكمة، خفي اللطف.
وأكد داود، أن الحوار الفكرى بين الحق والباطل، وبين الشر والخير هو سنة الكون منذ بداية الخلق، مشددا على أهمية التفريق بين الإرداة الكونية والإرادة التشريعية، حيث أن الله تعالى خلق الخير والشر في هذا الكون، لكنه تعالى لم يأمر بالشر، وإنما خلقه لوظيفة كونية وعلمية، من أجل إيقاظ عقل الإنسان ليجتنب هذا الشر، موضحا أن القرآن الكريم اشتمل على (1260) سؤالا للعقل البشري، بما يدل على أنه اعتمد الدليل العقلي، وخاطب العقل بأن يفكر فى خالقه، كما أنه اعتمد الدليل العلمي، كما في قوله تعالى «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم»، داعيا الماديين والملحدين إلى أن يتعرفوا على جلال الخالق عز وجل، وأن من أسماءه الحسنى «الحكيم».
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو شريف، الكاتب في مجال الإلحاد، أن قضية الشر هي الحجة الأولى للإلحاد في الغرب، أما نحن المسلمون فنؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وهي عقيدة عند المسلمين، لذا لا نتأثر بقضية الشر، ولا نعطي لها اهتماما، لأننا نرى الشر نوع من الابتلاء، والابتلاء عندنا امتحان من الله لعباده لرفع درجاتهم ونيل أعلى درجات الجنان، مبيننا أن معضلة الشر والألم، قضية موجودة في الفلسفة الغربية.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس المطيعون منهم والعصاة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن حفظ الله لعباده، المستمد من اسمه "الحفيظ"، يشمل كل الناس، مطيعون لله كانوا أو عصاة، فالإنسان وهو يعصي الله محفوظ، وعادة ما تجد أن العصاة أو الخارجين على حدود الله لديهم نعم أكثر، مما يدل على أن هذه النعم ليست شيئا في الحسبان الإلهي، وأن الدنيا للمطيع وللعاصي، فالله تعالى يمهل العاصي، ليس تربصًا به ولكن لعله يتوب أو يرجع، وفي كل شيء تجد تطبيقًا عمليًا لقوله تعالى في الحديث القدسي: " إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبي".
وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه اليوم بثامن حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام 2025، أن لاسم الله "الحفيظ" معنيان، الأول هو الضبط، ومعناه ضد النسيان أو السهو، فيقال "فلان حافظ للقرآن عن ظهر قلب"، أي لا يمكن أن يخطئ في كلمة من كلماته، والمعنى الثاني هو "الحراسة"، من الضياع، ولا يكون ذلك إلا بحفظ من الله، لافتًا أن حفظ الله للأرض والسماء يعني الإمساك والتسخير، فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض رحمة بعباده وحتى يتحقق لهم التسخير بالصورة الكاملة التي تفيد الإنسان وتعينه على أداء رسالته في هذه الحياة.
وأضاف شيخ الأزهر، أن حفظ الله تعالى يشمل كذلك القرآن الكريم، فهو سبحانه وتعالى الحافظ للقرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع، مصداقًا لقوله تعالى: " إنّا نَحْنُ نَزّلْنا الذّكْرَ وهو القرآن وإنّا لَهُ لحَافِظُونَ "، وهذا هو التأكيد الأكبر بأن القرآن لم يعبث به في حرف واحد، فقد وصلنا كما بلغه النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهو بين يدينا كما قرئ بين يديه "صلى الله عليه وسلم" دون أي تحريف أو تغيير.
واختتم، أن الإنسان مطالب، بجانب حفظ الله تعالى له، أن يعمل هو على حفظ نفسه وعقله، فهما أهم ما لديه من نعم الله تعالى، فهو مطالب بحفظ نفسه من المعاصي ومن تصلب الشهوات، ومطالب أيضا بحفظ عقله من المعلومات والمحتويات الضارة، والتي منها على سبيل المثال، ما قد ينتج عنه التشكيك في الدين أو العقيدة، وبهذا يكون بإمكان الإنسان أن يحفظ نفسه وعقله.