سواليف:
2024-10-03@04:18:29 GMT

تحويل الشعب إلى أمّة خلاّقة محبة لوطنها . . !

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

تحويل الشعب إلى أمّة خلاّقة محبة لوطنها . . !
#موسى_العدوان

يقول أحد الفلاسفة، وأقتبس : ” إن تحويل #الشعب إلى أمّة خلاّقة محبة لوطنها، يفترض قيام وسط اجتماعي سليم، يعمل على تنشئة #المواطن #تنشئة_وطنية. فلا يستشعر بالاعتزاز والانتماء إلى بلده، إلاّ من يتعلم في #البيت و #المدرسة حب #الوطن، ويقدّر أمجاده في ميادين الفكر والسياسة والاقتصاد.

إن الإنسان لا يناضل إلا من أجل ما يحب، ولا يحب إلاّ ما هو حريّ بالتقدير والاحترام. فكيف يُطلب من مواطن أن يحب وطنا ويقدّره، وهو يجهل تاريخه ولا يشعر في كنفه، بأنه ينعم بما تؤمّنه الدول الأخرى لرعاياها من طمأنينة وهناءة ؟ “. انتهى الاقتباس.

* * * هذا الكلام البليغ يؤكد لنا، أن بناء الإنسان، يبدأ منذ نعومة أظفاره في ( البيت والمدرسة ). وهما القاعدتان الأساسيتان، اللتان تزرعان في الإنسان حبه وإخلاصه الحقيقي لوطنه. ولا شكّ بأنه دور وطني هام، على الدولة إيلاءه الاهتمام الكافي من أجل إصلاح المجتمع.

والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو : ما الذي يجعل الإنسان يضحي بروحه دفاعا عن وطنه، إن لم يكن محبا ومخلصا له ويعتبره جزءا لا يتجزأ من ذاته ؟ ولكي يتحقق هذا الغرض فعلى الدولة بالمقابل، تأمين احتياجاته الأساسية، التي توفر له أمنه الاجتماعي بصورة مناسبة.

مقالات ذات صلة عندما يقطف منتخب نشامى الاردن الفرح نيابة عن امتهم.. 2024/02/02

فإذا ما أسقطنا هذه المعادلة بشقيها ( البيت والمدرسة ) على وضعنا الاجتماعي في الأردن، فسنجد أن خلالا كبيرا يعتريهما في معظم الحالات. ففي البيت لا نجد الآباء والأمهات، يبذلون العناية الكافية في تربية أبنائهم من كلا الجنسين تربية سليمة، مبنية على الخُلق والصدق وأمانة العمل مهما كان بسيطا. فإذا أحسن الوالدان هذه التربية لأبنائهم، فإنها تنمو وتقوى مع نموهم في السن لمهام أكبر في المجتمع.

هذا التوجه يفرض على الوالدين الحرص زراعة حب الوطن في وجدانهم منذ الصغر، من خلال تربيتهم وطنيا وتمكينهم من الاطلاع على تاريخ وطنهم، وإشباعهم بصفات الرجولة وقصص الرواد الأوائل، الذين عملوا ما بوسعهم على بناء الوطن والحفاظ على سلامته. ولكن إحاطتهم بالدلال والليونة الزائدة عن حدها، فيؤدي إلى الاتكالية والميوعة في تصرفاتهم وفي مسيرة حياتهم.

أمّا بالنسبة للمدرسة، فيجب عليها أن تسهم إسهاما كبيرا، في التربية الصالحة للنشء الجديد، إضافة لتعليمهم التخصصات العلمية المختلفة. ولهذا السبب يُطلق على رأس الهرم الذي يجمع تحت مظلته مختلف المدارس اسم ” وزارة التربية والتعليم “، فنلاحظ أن كلمة التربية سبقت التعليم، لما لها من أهمية بالغة في بناء المواطن الصالح.

وعندما نعلم أن البيت لا يؤدي دوره المفترض في تربية الأبناء تربية صالحة، وأن مؤسسة عالمية مثل ( PISA )، تقيّم مستوى التربية والتعليم لدينا لعام 2022، بأنه من بين أسوأ سبع دول أخيرة في العالم، إذ حصل الأردن على المرتبة 77 من بين 81 دولة جرى تقييمها، فهل نتوقع أن تلك المدارس تبني جيلا صالحا محبا ومخلصا لوطنه، ومستعدا لتقديم روحه دفاعا عنه ؟ وفشل السياسة التربوية والتعليمية في البلاد، نراه بصورة جلية من خلال تصرفات بعض المواطنين غير السويّة، في الشوارع والأماكن العامة.

وفي هذا المجال تذكرت القصة التالية التي قرأتها قبل سنوات : معلمة يابانية كانت تستقل حافلة ركوب عامة. وخلال سيرها على الطريق متجهة إلى المدرسة التي تعمل بها، شاهدت إحدى الطالبات تقطف وردة من حديقة عامة، فاستاءت المعلمة من تصرف تلك الطالبة. وعند وصولها إلى المدرسة قدمت استقالتها، متحملة وزر ما فعلته الطالبة، رغم أنها لم تكن من طالبات مدرستها. وحين سُئلت عن سبب تقديم الاستقالة أجابت: ” إننا كهيئة تعليمية . . فشلنا في تأدية رسالتنا التربوية والتعليمية، والوصول بهذا الجيل إلى تربية وطنية سليمة، يقدّر الطالب فيها ما هو حق له، وما هو حق لغيره من أبناء الوطن “.

وفي قضية تحويل الشعب إلى أمة خلاقة محبة لوطنها، فعلى المواطن الحقيقي أن لا يعتبر بلده محطة ترانزيت، يحمل جواز سفرها بيد، وجواز سفر بلد آخر في اليد الثانية، واعتبار الأخيرة بلده الاحتياطي، فيقسم اليمين الرسمي على الإخلاص والدفاع عنه تجاه أي خطر يهدده، حتى وإن كان الخطر من بلده الأصلي. أما إذا ما حاق ببلده الأصلي خطر معين فإنه سرعان ما يلجأ إلى وطنه الاحتياطي، متناسيا البلد الذي احتضنه ونهل من خيراته في وقت الرخاء.

ومن الغريب أننا على المستوى الرسمي في هذا البلد، ننظر بعين الإعجاب والتقدير لمن يحمل جواز سفر أجنبي غير الأردني، فنكرّمه بتعيينه في الناصب العليا إلى أن يستفذ فترته المحددة، أو تلم بالبلد ضائقة معينة، فيمتطي الطائر الميمون راحلا إلى وطنه الاحتياطي، والإقامة فيه لبقية حياته وليكن من بعده الطوفان.

وهذا ما يدعو المعنيين في الدولة الأردنية، لإجراء مراجعة شاملة لكلا القاعدتين ( البيت والمدرسة )، وإعادة بنائهما على أسس وطنية سليمة، وفي الوقت نفسه، أداء ما على الدولة من واجبات تجاه مواطنيها، والسعي حثيثا في تحويل الشعب إلى أمة خلاّقة محبة لوطنها، ومستعدة للدفاع عنه مهما غلا الثمن وتعاظمت التضحيات . . !

التاريخ : 2 / 2 / 2024

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: موسى العدوان الشعب المواطن البيت المدرسة الوطن

إقرأ أيضاً:

النائب حازم الجندي: الحوار الوطني يعزز التلاحم بين الشعب المصري

أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، أن إدراج قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية، كأولوية عاجلة في فاعليات الحوار بات "ضرورة" في ظل ما تمر به المنطقة من تطورات متسارعة، بسبب التصعيد العسكري من جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي باتت مصدر تهديد لأمن واستقرار لدول منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر باعتبارها دولة جوار، مؤكدا على ثقته الراسخة في قدرة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤسسات الدولة الوطنية في الحفاظ على الأمن القومي المصري والتعامل مع أي مخاطر خارجية.

وقال "الجندي" في بيان له، إن الحوار الوطني لعب دورا بارزا في تعزيز التلاحم بين أبناء الشعب المصري من خلال صياغة رؤية وطنية تم التوافق عليها تجاه القضايا والمشكلات التي يعانى منها الوطن، فبات معبرا عن الشعب المصري وإرادته عند المشاركة في صناعة القرار، داعيا الشعب المصري للحفاظ علي هذا التلاحم في ظل ما تواجهه من تحديات كبيرة تتطلب إن يكون الشعب المصري وقيادته علي قلب رجل واحد، مشددا على أن تماسك ووحدة الشعب المصري هما محور الارتكاز والحماية الاستراتيجي للدولة المصرية، والضامن الأساسي للحفاظ على أمن واستقرار الوطن.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي تمكنت من الحفاظ على توازنها وتماسكها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية خلال الـ 10 سنوات الماضية، فضلا عن جهودها المستمرة في دعم السلام والتهدئة، داعياً المجتمع الدولى لدعم الجهود المصرية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف التصعيد الاسرائيلي بالمنطقة قبل أن يتحول إلى حرب شاملة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولى.

وشدد النائب حازم الجندي، على أنه لا سبيل لحل الصراع الذي يعيشه الشرق الأوسط إلا بوقف شامل لإطلاق النار، ووقف العدوان على قطاع غزة ولبنان واللجوء إلى الحلول السلمية وحل المسائل العالقة بين إسرائيل ولبنان عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، بما يؤمن عودة النازحين لقراهم، واستئناف مسار العملية السياسية الخاص بحل الدولتين، وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • النائب حازم الجندي: الحوار الوطني يعزز التلاحم بين الشعب المصري
  • حازم الجندي: الحوار الوطني يعزز التلاحم بين الشعب المصري
  • عضو بـ«الشيوخ»: مصر تمكنت من الحفاظ على توازنها وتماسكها في مواجهة التحديات
  • السعودية والامارات: ايادي محبة تحتضن لبنان في الزمن الصعب
  • تنفيذاً لتوجيهات وزير الدولة محافظ م /عدن ادارة التربية والتعليم م/ المنصورة تشهد عملية الاستلام والتسليم
  • السيسي: الدولة تُعد أجيالا قادرة على حمل المسئولية
  • تربية عين شمس تستقبل العام الدراسي الجديد
  • حزب المؤتمر: تحويل الدعم العيني إلى نقدي يحقق العدالة الاجتماعية
  • الدغاري: نتطلع إلى تمرير كل الاتفاقات المبرمة مع مجلس الدولة بعد التوافق المهم الذي شهدته البلاد
  • أهمية تحويل الدعم العيني إلى نقدي.. ماذا يستفيد المواطن؟