تحويل الشعب إلى أمّة خلاّقة محبة لوطنها . . !
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
تحويل الشعب إلى أمّة خلاّقة محبة لوطنها . . !
#موسى_العدوان
يقول أحد الفلاسفة، وأقتبس : ” إن تحويل #الشعب إلى أمّة خلاّقة محبة لوطنها، يفترض قيام وسط اجتماعي سليم، يعمل على تنشئة #المواطن #تنشئة_وطنية. فلا يستشعر بالاعتزاز والانتماء إلى بلده، إلاّ من يتعلم في #البيت و #المدرسة حب #الوطن، ويقدّر أمجاده في ميادين الفكر والسياسة والاقتصاد.
إن الإنسان لا يناضل إلا من أجل ما يحب، ولا يحب إلاّ ما هو حريّ بالتقدير والاحترام. فكيف يُطلب من مواطن أن يحب وطنا ويقدّره، وهو يجهل تاريخه ولا يشعر في كنفه، بأنه ينعم بما تؤمّنه الدول الأخرى لرعاياها من طمأنينة وهناءة ؟ “. انتهى الاقتباس.
* * * هذا الكلام البليغ يؤكد لنا، أن بناء الإنسان، يبدأ منذ نعومة أظفاره في ( البيت والمدرسة ). وهما القاعدتان الأساسيتان، اللتان تزرعان في الإنسان حبه وإخلاصه الحقيقي لوطنه. ولا شكّ بأنه دور وطني هام، على الدولة إيلاءه الاهتمام الكافي من أجل إصلاح المجتمع.والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو : ما الذي يجعل الإنسان يضحي بروحه دفاعا عن وطنه، إن لم يكن محبا ومخلصا له ويعتبره جزءا لا يتجزأ من ذاته ؟ ولكي يتحقق هذا الغرض فعلى الدولة بالمقابل، تأمين احتياجاته الأساسية، التي توفر له أمنه الاجتماعي بصورة مناسبة.
مقالات ذات صلة عندما يقطف منتخب نشامى الاردن الفرح نيابة عن امتهم.. 2024/02/02فإذا ما أسقطنا هذه المعادلة بشقيها ( البيت والمدرسة ) على وضعنا الاجتماعي في الأردن، فسنجد أن خلالا كبيرا يعتريهما في معظم الحالات. ففي البيت لا نجد الآباء والأمهات، يبذلون العناية الكافية في تربية أبنائهم من كلا الجنسين تربية سليمة، مبنية على الخُلق والصدق وأمانة العمل مهما كان بسيطا. فإذا أحسن الوالدان هذه التربية لأبنائهم، فإنها تنمو وتقوى مع نموهم في السن لمهام أكبر في المجتمع.
هذا التوجه يفرض على الوالدين الحرص زراعة حب الوطن في وجدانهم منذ الصغر، من خلال تربيتهم وطنيا وتمكينهم من الاطلاع على تاريخ وطنهم، وإشباعهم بصفات الرجولة وقصص الرواد الأوائل، الذين عملوا ما بوسعهم على بناء الوطن والحفاظ على سلامته. ولكن إحاطتهم بالدلال والليونة الزائدة عن حدها، فيؤدي إلى الاتكالية والميوعة في تصرفاتهم وفي مسيرة حياتهم.
أمّا بالنسبة للمدرسة، فيجب عليها أن تسهم إسهاما كبيرا، في التربية الصالحة للنشء الجديد، إضافة لتعليمهم التخصصات العلمية المختلفة. ولهذا السبب يُطلق على رأس الهرم الذي يجمع تحت مظلته مختلف المدارس اسم ” وزارة التربية والتعليم “، فنلاحظ أن كلمة التربية سبقت التعليم، لما لها من أهمية بالغة في بناء المواطن الصالح.
وعندما نعلم أن البيت لا يؤدي دوره المفترض في تربية الأبناء تربية صالحة، وأن مؤسسة عالمية مثل ( PISA )، تقيّم مستوى التربية والتعليم لدينا لعام 2022، بأنه من بين أسوأ سبع دول أخيرة في العالم، إذ حصل الأردن على المرتبة 77 من بين 81 دولة جرى تقييمها، فهل نتوقع أن تلك المدارس تبني جيلا صالحا محبا ومخلصا لوطنه، ومستعدا لتقديم روحه دفاعا عنه ؟ وفشل السياسة التربوية والتعليمية في البلاد، نراه بصورة جلية من خلال تصرفات بعض المواطنين غير السويّة، في الشوارع والأماكن العامة.
وفي هذا المجال تذكرت القصة التالية التي قرأتها قبل سنوات : معلمة يابانية كانت تستقل حافلة ركوب عامة. وخلال سيرها على الطريق متجهة إلى المدرسة التي تعمل بها، شاهدت إحدى الطالبات تقطف وردة من حديقة عامة، فاستاءت المعلمة من تصرف تلك الطالبة. وعند وصولها إلى المدرسة قدمت استقالتها، متحملة وزر ما فعلته الطالبة، رغم أنها لم تكن من طالبات مدرستها. وحين سُئلت عن سبب تقديم الاستقالة أجابت: ” إننا كهيئة تعليمية . . فشلنا في تأدية رسالتنا التربوية والتعليمية، والوصول بهذا الجيل إلى تربية وطنية سليمة، يقدّر الطالب فيها ما هو حق له، وما هو حق لغيره من أبناء الوطن “.
وفي قضية تحويل الشعب إلى أمة خلاقة محبة لوطنها، فعلى المواطن الحقيقي أن لا يعتبر بلده محطة ترانزيت، يحمل جواز سفرها بيد، وجواز سفر بلد آخر في اليد الثانية، واعتبار الأخيرة بلده الاحتياطي، فيقسم اليمين الرسمي على الإخلاص والدفاع عنه تجاه أي خطر يهدده، حتى وإن كان الخطر من بلده الأصلي. أما إذا ما حاق ببلده الأصلي خطر معين فإنه سرعان ما يلجأ إلى وطنه الاحتياطي، متناسيا البلد الذي احتضنه ونهل من خيراته في وقت الرخاء.
ومن الغريب أننا على المستوى الرسمي في هذا البلد، ننظر بعين الإعجاب والتقدير لمن يحمل جواز سفر أجنبي غير الأردني، فنكرّمه بتعيينه في الناصب العليا إلى أن يستفذ فترته المحددة، أو تلم بالبلد ضائقة معينة، فيمتطي الطائر الميمون راحلا إلى وطنه الاحتياطي، والإقامة فيه لبقية حياته وليكن من بعده الطوفان.
وهذا ما يدعو المعنيين في الدولة الأردنية، لإجراء مراجعة شاملة لكلا القاعدتين ( البيت والمدرسة )، وإعادة بنائهما على أسس وطنية سليمة، وفي الوقت نفسه، أداء ما على الدولة من واجبات تجاه مواطنيها، والسعي حثيثا في تحويل الشعب إلى أمة خلاّقة محبة لوطنها، ومستعدة للدفاع عنه مهما غلا الثمن وتعاظمت التضحيات . . !
التاريخ : 2 / 2 / 2024
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: موسى العدوان الشعب المواطن البيت المدرسة الوطن
إقرأ أيضاً:
حزب «المصريين»: كلمة الرئيس السيسي في عيد الشرطة تعزز روح الانتماء لدى الشعب
أعرب المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب المصريين، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، عن تقديره العميق لكلمة الرئيس السيسي خلال احتفالية عيد الشرطة الـ73 التي أقيمت في أكاديمية الشرطة، وتأتي كجزء من الاحتفاء بذكرى بطولات رجال الشرطة وتضحياتهم المستمرة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، مؤكدًا أن كلمة الرئيس تحمل دلالات وطنية عظيمة، تجسد قيم التضحية والوفاء، وتعزز روح الفخر والانتماء لدى الشعب المصري.
حديث الرئيس السيسي يعكس الإدراك العميق لحجم التحدياتوقال «أبو العطا»، في بيان اليوم الأربعاء، إن حديث الرئيس السيسي يعكس الإدراك العميق لحجم التحديات التي تواجهها مصر في ظل الظروف المحلية والإقليمية والدولية، موضحًا أن الدور الذي يقوم به رجال الشرطة لا يقتصر على الحفاظ على الأمن فقط؛ بل يشمل أيضًا دعم استقرار الدولة وحماية المكتسبات الوطنية التي تحققها القيادة السياسية.
وأشاد بالتضحيات التي يقدمها رجال الشرطة يوميًا في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها من التحديات، مؤكدًا أن هذه التضحيات تمثل حجر الزاوية في الحفاظ على استقرار الوطن وضمان أمن مواطنيه، فضلًا عن أن وحدة الشعب المصري وتكاتفه مع قيادته هما الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية، والتضحية من أجل الوطن تظل دائمًا محل فخر وتقدير من الجميع.
وثمن عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، حرص الرئيس السيسي على تكريم الشهداء وأسرهم، واعتبر ذلك رسالة إنسانية ووطنية تؤكد أن مصر لا تنسى أبناءها الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.
كلمات الرئيس السيسي جاءت حافلة بالرسائل الإيجابيةوأضاف أن كلمات الرئيس السيسي جاءت حافلة بالرسائل الإيجابية التي تعزز الشعور بالأمان والفخر لدى الشعب المصري، لافتًا إلى أن الرئيس استطاع خلال كلمته، تجديد ثقة المواطنين في قدرة مؤسسات الدولة على حماية البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها، وهو ما يُعد أمرًا ضروريًا في ظل الظروف الراهنة.
وأكد أن تكريم أسر الشهداء يعزز روح الانتماء والولاء للوطن، ويؤكد أن الدولة تقدّر كل من يساهم في حماية أمنها واستقرارها، داعيًا إلى استمرار هذا النهج من الدعم، مطالبًا بتوسيع مظلة الرعاية المخصصة لأسر الشهداء والمصابين لضمان حياة كريمة لهم، مثمنا الرسالة التي وجهها الرئيس السيسي إلى الشعب المصري، حيث قال: «حافظوا على بلدكم».
وأوضح «أبو العطا»، أن هذه الكلمات تختصر كل معاني المسؤولية الوطنية، داعيًا كل مصري إلى العمل الجاد والالتزام للحفاظ على استقرار مصر وتحقيق تنميتها، مؤكدًا أن الحزب يقف بقوة خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة، ويدعم جهود رجال الشرطة والجيش في الحفاظ على الأمن القومي.
واختتم: تصريحات الرئيس بشأن رفض التطرف والتشدد تعبّر عن رؤية شاملة تتبناها الدولة المصرية منذ سنوات؛ تهدف إلى القضاء على جذور الإرهاب فكريًا وأمنيًا، ومصر أصبحت نموذجًا يُحتذى به في تحقيق الأمن والاستقرار من خلال مواجهة التطرف ودحر الإرهاب، ليس فقط على أراضيها بل في المنطقة بأكملها، واتفاق وقف إطلاق النار في غزة شاهد على جهود مصر، فضلًا عن أن هذا الإنجاز يعكس مكانة مصر الإقليمية ودورها الريادي في حفظ الأمن والسلم بالمنطقة.