معرض الكتاب يناقش «صورة المرأة المسلمة وتأثيرها على نظرة الآخر لنا»
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
استضافت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، ندوة "صورة المرأة المسلمة وتأثيرها على نظرة الآخر لنا"، بمشاركة الدكتور محمد بشاري، أمين عام المجلس العلمي للمجتمعات المسلمة، والدكتور عبد الله النجار عضو المجمع الفقهي الإسلامي الدولي بجدة ومجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة نسرين البغدادي أستاذ علم الاجتماع وعضوة المجلس القومي للمرأة، وأدارت الحوار الكاتبة نشوى الحوفي مدير النشر الثقافي بدار نهضة مصر.
وفي بداية كلمته قدم الدكتور محمد بشاري نبذة عن كتاب «حق الكد والسعادة مقاربات تاريخية لحقوق المرأة المسلمة » والصادر حديثًا عن دار نهضة مصر، قائلاً، إن «الكتاب يدور عن قصة الصحابية حبيبة بنت رزق زوجه عمرو بن الحارث وكانت تعمل نساجة وطرازة وكانت تساعد زوجها، وبعد أن رحل زوجها وجدت أن ثروة زوجها التي كدت وتعبت في تكوينها قد تذهب إلى غيرها بحكم أن زوجها لم يترك لها ولدًا، ووقتها ذهبت لتطالب في حقها في الثروة التي تركها زوجها، وقضى لها سيدنا عمرو بالحكم بأخذ نصف التركة التي تركها زوجها استحقاقًا لكدها وسعيها بالإضافة إلى نصيبها الشرعي في النصف الثاني المتبقى».
كما أشار إلى أن الكتاب تطرق للعديد من الأسانيد الفقهية التي تؤسس لحق المرأة في الكد والسعاية، والتي يخرج منها الكتاب باعتبار المرأة شريكة للرجل في الثروة والمال الذي ينتج عن طريق تلك الزيجة، وخلصت إلى ضرورة وجود نظام اجتماعي يحقق للمرأة اثبات حقها في الكد والسعاية.
متابعًا: ففي المدرسة الفقهية يقول هذا الحكم، إن المرأة لها الحق في الذمة المالية المشتركة أثناء الحياة الزوجية، بمعنى أن المرأة لها الحق في الثروة المالية للزوجين، وأن المرأة التي تكد مع زوجها لها نصف الثروة، وقد عارضه بعض العلماء، في تلك المسألة وهناك من ساندها.
وفي سياق متصل تحدثت الدكتورة نسرين البغدادي عن الظروف الاجتماعية لفهم حقوق المرأة، والتي قدمت الشكر للهيئة العامة للكتاب على تنظيم هذه الندوة الهامة، إذ قالت:"إن النظرة المجتمعية هي التي تحدد وجهة النظر للمرأة، سواء بالشكل الإيجابي أو بالسلب، إذا كنا نعتبر أن المرأة شريكة في بناء الأسرة، ولا يمكن أن أعتبر أن عمل المرأة في بيتها، من تربية الأبناء أو الأعمال المنزلية والتي لا تقل بأي حال من الأحوال عن عمل المرأة خارج المنزل، فهي تساهم في دخل الأسرة، وبالتالي على تنمية المجتمع، والمسألة الأخرى التي لفتت نظري في هذا الكتاب هو إقصاء المجتمع للمرأة من خلال توليتها بعض الوظائف التي تقل من شأنها، مثل حرمانها من تولي المناصب القيادية في بعض المجتمعات".
كما تطرق الدكتور عبد الله النجار إلى موضوع حقوق المرأة قائلاً:" المرأة هي قوام الحياة وبدونها لا تستقيم، و لها حق مستقل فيما ينتج من ثروة، وبالتالي يجب أن يتم استخراجه من التركة قبل تقسيم الثروة باعتباره دين على الزوج، كونها شريكة له في الحياة، وهذا يعتبر من الأمور المملوكة لها خالصة"
وأرى أن مشكلتنا الحقيقة هي مشكلة الثقافة التي حولت المرأة إلى أشياء، وهو ما أعتبره عقاب للمرأة كونها خلقت أنثى، ويجب أن نعيد النظر في الثقافة التي تنظر إلى المرأة بنظرة دونية تقل من شأنها الذي خلقها الله بها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التمكين الاقتصادي القاعة الدولية القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية".. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استضافت قاعة "ديوان الشعر"، ندوة بعنوان "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، أدارتها الدكتورة أسماء فؤاد.
وافتتحت الدكتورة سالي عاشور، أستاذة العلوم السياسية المساعدة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الندوة، قائلة: إنه منذ عدة أعوام تم مطالبة الدول بتبني استراتيجيات للتطوع، وكان هناك اتجاه في مصر لتبني هذه الاستراتيجية، مشددة على ضرورة تطبيق هذه الفكرة على أساس علمي يكشف ملف التطوع.
وأكدت عاشور أن من أهم ملامح التطوع هو الانتشار السريع للمبادرات المجتمعية الساعية للتعامل مع القضايا والتحديات التي تواجه الأفراد، مشيرة إلى مشكلة غلبة التبرع المادي على التبرع بالوقت.
وأوضحت أن نسبة التطوع في المجتمع المصري بلغت 17% من الشباب فوق 18 عامًا، مؤكدة أن مصر تقترب بهذه النسبة من المؤشرات العالمية في مجال التطوع.
وثمنت الدكتورة سالي عاشور تجربة التطوع في معرض الكتاب، معتبرة إياها تجربة رائدة تثبت مدى حب الشباب للتطوع في هذا الحدث الثقافي المهم، باعتبارهم القوة الضاربة في المجتمع.
وأكدت أن المؤسسات لا بد أن تلعب دورًا مهمًا في استيعاب طاقات الشباب وتشجيعهم على التطوع، وخاصة الإناث، حيث توجد محدودية في نسبة تطوع الإناث.
وقالت إن المجالات الأكثر احتياجًا للتطوع هي البيئة والتعليم ومحو الأمية والصحة، مؤكدة على ضرورة نشر ثقافة التطوع من خلال التعريف عبر وسائل الإعلام، وشرح مفهوم التطوع في الدين وتنمية روح التطوع.
وشددت على ضرورة تمكين المتطوعين غير الرسميين من القيام بشراكات منتجة لتحقيق أهداف التنمية المنشودة والمساعدة في نشر ثقافة التطوع لدى النشء والشباب من خلال المؤسسات التعليمية ودور العبادة.
بدوره، قال الدكتور عبدالله الباطش، مساعد وزير الشباب والرياضة لشؤون مراكز الشباب، إن التطوع يعني تماسك المجتمع، فهو مرتبط ببناء الأفراد والمجتمع المستدام.
وأوضح الباطش أن وزارة الشباب والرياضة وضعت استراتيجية في هذا الملف لتحفيز الشباب على الخدمة التطوعية، وهم الآن يعملون على تعزيز فكرة التطوع خارج مصر.
وأضاف أن الوزارة تقوم بدور مهم في هذا الملف، حيث يوجد العديد من فرق التطوع على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن الوزارة أنشأت أندية للتطوع داخل مراكز الشباب للإسهام في تنمية المجتمع. كما نستهدف إنشاء 1500 نادي للتطوع داخل مراكز الشباب بحلول عام 2027.
وتابع أنه على مدار السنوات الماضية، أطلقت وزارة الشباب والرياضة مبادرة "أنا متطوع" للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أنه يتم انتقاء الشباب بعناية لإعطائهم فرصة للتعامل مع الجمهور.
وأكد أن الوزارة تشارك أيضًا في كافة الفعاليات التطوعية خارج مصر، وتستقطب متطوعين من جميع الدول لتعليم الشباب اللغة والفنون والتكنولوجيا وثقافة التطوع. كما أشار إلى أن الوزارة قامت في عام 2016 بتصدير متطوعين مصريين للاتحاد الإفريقي ليصبحوا سفراء للتطوع المصري في الاتحاد الإفريقي.
من جانبه، قال الدكتور أيمن عبدالوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن التطوع هو مرآة لاهتمام المجتمع بالقضايا المختلفة التي تتوافق مع ثقافته. فالتطوع يعد قضية أساسية في البناء على مستوى الأفراد والمجتمع. وشدد عبدالوهاب على أهمية تغذية الجانب الروحي في ملف التطوع، حتى لا يطغى عليه الجانب المادي، مشيرًا إلى أن هناك محددات للتطوع، وأبرزها أن فكرة التطوع تساهم في بناء الإنسان والمجتمع من خلال القيم الثقافية والاجتماعية والدينية التي تدفع إلى التطوع. كما أشار إلى أهمية مراعاة الفروق بين شرائح الشباب من حيث مرجعياتهم وثقافتهم ومستوى معرفتهم ووعيهم، وكذلك تراجع الطبقة الوسطى بسبب الضغوط الاقتصادية، لأن هذه الطبقة هي أساس المتطوعين.
وأوضح أن هناك تحديات تواجه قضية التطوع، ومنها ضعف المؤسسات في إدارة التطوع وتحفيزه، إضافة إلى خلل في خريطة عمل الجمعيات الأهلية في بعض المجالات، مشيرًا إلى الحاجة إلى إعادة توزيع التطوع في العمل الأهلي، وعدم تعزيز فكرة أهمية العمل التنموي، وكذلك عدم ربط المحليات بمنظومة التطوع لتحفيز المواطنين على القيام بأدوار فعالة في المجتمع.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أهم أسس ثقافة التطوع هو الحافز الديني والإيثاري، الذي يمثل أكبر البواعث في مسألة التطوع، مما يؤدي إلى اتساع في الأفق.
وأضاف أن التطوع من المفاهيم التي تنتشر على أساس مفهوم مادي، مما يصعب استثماره. مؤكدًا أن التطوع هو المسؤول الرئيس عن الحضارة، فصناعة الحضارة هي صناعة الأفراد، والدولة تنشر الوعي ولكن الأفراد هم من يمارسون هذا الوعي.
وأشار الدكتور عمرو الورداني إلى أن الثقافة هي مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والمعارف والفنون التي تميز مجموعة من الناس وتعكس هوية الأفراد والمجتمعات. موضحًا أن مفهوم التطوع يقوم على الاختيار والاستطاعة والمطاوع والطواعية والطاعة.
وشدد على أهمية أن تكرس الجمعيات التطوعية ثقافة الكرامة وليس ثقافة الفقر، وأن تهتم بما يخص التطوع الصحي بالمجهود وليس فقط بالأموال.
واستعرض مقاصد التطوع، وهي حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ الدين، وحفظ المال.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالتطوع الصحي النفسي، معربًا عن أمله في أن يكون التطوع النفسي من أولويات التطوع لتحقيق السلام.