مستقبل الصراع اليمني بعد غزة؟!.
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
فيما قالت انه دعم لغزة اعلنت جماعة الحوثي عن مسيرة لحشد عسكري من محافظة البيضاء الى تخوم محافظة مارب النفطية آخر أهم معاقل الحكومة الشرعية في شمال البلاد.
غزة ليست في مارب رد بعض اليمنيين على الخبر الذي نشر كذلك على صفحة الجزيرة فلسطين على موق اكس.. الا ان تعليقات الحوثيين لا تخلو من تهديدات بسحق القوات الحكومية في مدينة مارب ليس باعتبارها مرتزقة للتحالف السعودي الإماراتي كما يوصفونها دائما، وانما باعتبارها موالية للعدوان الامريكي الصهيوني على فلسطين، واليمن هذه المرة.
ففرصة مثل هذه لن يفوتها الحوثيون لتصوير معركتهم مع الشرعية اليمنية كجزء من المعركة التي انخرطوا بها في البحر الاحمر وخليج عدن ضد السفن الاسرائيلية او المتوجهة لإسرائيل.. وهو موقف دفعوا لأجله مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض دول غربية متحالفة معهم الذين نفذوا ضربات محدودة في الداخل اليمني للحد من قدرات الحوثيين، وعلى حجم الموقف المقدم يسعى الحوثيون لتعويضه من خلال بسط سيطرتهم على كامل البلاد، والاستعدادات جارية لذلك من خلال التحشيدات العسكرية تجاه محافظات مارب التي ما يزال مركز محافظتها مع الشرعية، والبيضاء والجوف اللتان يسيطروا عليهما.. وكذلك باتجاه القوات الموالية لطارق صالح في الساحل الجنوبي للبحر الاحمر في المخا وباب المندب.
ولهذا السبب تلكأ الحوثيون في توقيع المبادرة السعودية للسلام التي كانوا قد توصلوا اليها في الرياض مع الوساطة العمانية. فهناك معركة عسكرية يحضرون لها وقد تنطلق في اي لحظة.
لكن هل يبدو التحالف السعودي الاماراتي جاهزا لهذه المعركة؟! وهل يرغب بها اصلا؟! وهل تبدو الاطراف اليمنية المنضوية في الشرعية اليمنية راغبة او مستعدة لها؟!.
يمكن القول وبعكس التوجه الحوثي الواحد والمحدد من المعركة القادمة بهدف استكمال السيطرة على كل اليمن تحت شعار جديد هو مواجهة العدوان الامريكي الصهيوني، ان مواقف القوى المنضوية في تحالف الشرعية ليس موحدا كما هو لدى الحوثيين.
فالسعودية وبحسب الاتفاق الصيني مع ايران ولرغبتها في لعب دور الوسيط مع الحوثيين قد تنأى بنفسها عن المعركة القادمة.. أما الإمارات فهي قد اعلنت انسحابها رسميا من اليمن في العام 2019 رغم بقاء بعض قواتها وقادتها لقيادة بعض المليشيات الموالية، وبالتالي قد لا تتدخل بشكل مباشر الا عبر المليشيات الموالية لها.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي اعتبر الضربات الأمريكية والبريطانية على أهداف للحوثيين “ليست حلا” وأن “الحل هو القضاء على قدراتهم العسكرية”.
وقال العليمي لصحافيين في الرياض الأسبوع الماضي إن “العمليات الدفاعية ليست الحل، وانما الحل هو القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية من خلال الشراكة مع الحكومة الشرعية للسيطرة على المناطق المسيطر عليها من قبل الحوثيين، واستعادة مؤسسات الدولة”.
وبعكس ما لتصريحات العليمي من رغبة واضحة في استعادة الاراضي من الحوثي الا انها تخلو من قدرة على ذلك، وتبدو تصريحاته كمن يبحث عن تلك القدرات لدى امريكا وشركائها الغربيين، وهو أمر مرهون برغبة امريكا، وتوجهاتها تجاه إيران ومليشياتها في المنطقة أكثر من اي شيء اخر.
نائب رئيس المجلس الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي يشارك العليمي هذه الرغبة في الشراكة مع امريكا وبريطانيا لحرب الحوثيين، وقد عبر عن ذلك في تصريحات صحفية على هامش حضوره مؤتمر دافوس في سويسرا مؤخرا، الا انه يزيد عليه برغبته في دعمهم لانفصال الجنوب باعتبار ذلك الضامن لأمن الملاحة في باب المندب.. مع ان هجمات الحوثيين تنطلق من المرتفعات الجبلية التي يسيطرون عليها والتي تبعد عن السواحل مئات الكيلو مترات.
ورغم ذلك.. ونظرا لتعدد ولاءاتها ووضعها اللوجستي لا يبدو ان القوات الموالية للشرعية قادرة على شن هجوم على القوات الحوثية.. ووحده الحوثي من يملك القدرة والرغبة لذلك، وعودة القتال مرهون بهذه القدرة والرغبة الحوثية المعبر عنها بوضوح لفرض السيطرة على كامل الاراضي اليمنية.
من ملامح هذه المعركة التي يعد لها الحوثي هجوما، والقوى الاخرى دفاعا انها قد تكون محلية صرفة، وقد لا نرى طيران التحالف العربي متدخلا بها مع تفضيل السعودية لعب دور الوسيط، واعلان الامارات الانسحاب رسميا من البلاد.
يظن الحوثي ان في موقفه من نصرة غزة ثمنا يجب ان يجنيه في فرض سيطرته على كل اليمن، فيما تظن الشرعية في هذا الموقف فرصة لإقناع امريكا وبريطانيا في خطورة بقاء الحوثي كجبهة ايرانية متقدمة تهيمن على الملاحة في البحر الأحمر.
الا ان دعم امريكا وحلفائها لاستراتيجية جديدة للتخلص من الحوثي قد لا تكون ممكنة في القريب المنظور، على الاقل في ظل ولاية بايدن الراهنة، وقد دخلت في عام انتخابي يرغب فيها الرجل في تهدئة الاوضاع في الشرق الاوسط، وعدم الانشغال بها في استراتيجيات كبرى.. الا أن أمريكا وحلفائها قد لا يرغبون في رؤية الحوثي مسيطرا على كل اليمن، وقد يدعمون قدرات خصومه في صد هجومه المحتمل.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب الحوثيون الصراع اليمن غزة الا ان
إقرأ أيضاً:
رجال الدفاع المدني في لبنان: شهداء في قلب المعركة
في قلب الحرب، حيث يتحول كل شيء إلى رماد، يبقى هناك أشخاص لا تلتهمهم النيران، بل يصبحون هم بذاتهم شعلة أمل في ظلام الدمار. هم رجال ونساء الدفاع المدني في لبنان، الذين يقفون كالجدران في وجه الموت، لا يهابونه، بل يسعون إليه لإنقاذ الأرواح وسط الزخات الثقيلة للقذائف. هؤلاء الأبطال الذين لا يطلبون شيئاً سوى إنقاذ الحياة، أصبحوا هم أنفسهم هدفاً، يُستهدفون بالنيران، وتُسفك دماؤهم في سعيهم المستمر لإطفاء الحريق في وطنهم. ليس غريباً على من يحملون بين يديهم الأمل أن يضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذ الآخرين، لكن الغريب أن أولئك الذين يصنعون الحياة على أرض مدمرة أصبحوا شهداء على مذبح الحق.وإلى ساعات ليل أمس، حيث خيّمت ساعات سوداء على بعلبك والبقاع، لم تفرّق آلة الإجرام الإسرائيلية بين الأهداف العسكرية والمدنية.. الهمّ الاول والاخير إحداث الدمار وإراقة الدماء وذبح الإنسانية.. ليلُ شباب الدفاع المدني في مركز دورس قضاء بعلبك لم يكن كأي ليلة، فهؤلاء الذين كانوا متأهبين لإطفاء نار العدوان باتوا هم الحدث، إذ أغار الطيران الحربي الإسرائيلي مستهدفًا مركزهم، ليسقط 13 منهم شهداء، مع استمرار عمليات رفع الأنقاض، حسب رئيس شعبة التدريب والمدارس في الدفاع المدني نبيل صالحاني.
وعلى الرغم من الاستهداف، لا يزال المركز متأهبًا للنداء، فهكذا اعتدنا على رجال الدفاع المدني، الذين منذ سنوات وسنوات، كانوا دائمًا ما يعضون على جرحهم ويستبسلون من أجل لبنان، سواء في الحروب، أو الحرائق، والحوادث.
واستهداف فرق الدفاع المدني في لبنان لا يعتبر بالجديد، إذ يؤكّد صالحاني خلال اتصال عبر "لبنان24" أنّ ما حصل في بعلبك يُعتبر الاستهداف الرابع المباشر على المركز، إلى جانب عدد من الاستهدافات الاخرى غير المباشرة التي تحصل بين الحين والآخر خلال أداء المهام. وحسب صالحاني، فقد ادّت هذه الإستهدافات إلى استشهاد 25 عنصرًا خلال هذه الحرب، إلى جانب جرح 40 آخرين.
وعن الصمود على أرض الميدان، يؤكّد صالحاني لـ"لبنان24" أنّ المراكز من الجنوب إلى البقاع مستمر في عملها، ولا شيء سيردع الفرق عن القيام بعملها، لافتًا إلى أنّ الدفاع المدني يعمل بالامكانات المتوفرة والمعدات الموجودة.
وفي سياق التهديدات الإسرائيلية التي حوّلت الجنوب إلى أرض محروقة، أكّد صالحاني أنّ المراكز جاهزة لتلبية النداء في المناطق الخطرة، وقد عملت عدد من المراكز على النقل من الأماكن الخطرة إلى مناطق أكثر أمانا.
ولفت صالحاني إلى أنّ مديرية الدفاع المدني اللبناني هي ممثّلة أمام المنظمة العالمية للدفاع المدني، وتعمد المديرية الى وضع إشارات خاصة معتمدة عالميا على السيارات في إشارة إلى أّنها سيارة مدنية تابعة للحكومة. المصدر: خاص لبنان24